بين 'التيار' و'الحزب'.. ما هي حدود الخلاف والاتفاق؟!

بين 'التيار' و'الحزب'.. ما هي حدود الخلاف والاتفاق؟!
بين 'التيار' و'الحزب'.. ما هي حدود الخلاف والاتفاق؟!

تحت عنوان: حدود الإتفاق والخلاف بين "الحزب" و"التيار"، كتب شارل جبور في صحيفة "الجمهورية": ليست المرة الأولى التي يتمايز فيها موقف "التيار الوطني الحر" عن موقف "حزب الله"، ولن تكون الأخيرة، ولا مؤشرات لغاية اللحظة بأنّ التيار على استعداد لفك ارتباطه مع الحزب.

حاول رئيس الجمهورية الظهور بمظهر من يمسك العصا من وسطها وانه على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، فتقاطَع مع "حزب الله" في دور الكتل النيابية بتسمية الوزراء، لا سيما انه معني مباشرة بهذا الجانب ويرفض التخلي عن دوره في تسمية الوزراء المسيحيين أقله، وتعارض معه في مسألة تخصيص وزارة لطائفة مؤكداً انّ هذا التخصيص لا يلحظه الدستور إطلاقاً.

فالتمايُز ضمن هذه الحدود لا يبنى عليه، خاصة انه بقي ضمن إطار الموقف السياسي ولم يترجم بدعوة الرئيس المكلف إلى تقديم تشكيلته وإعلان رئيس الجمهورية استعداده التوقيع عليها على رغم تمسّكه بحق الكتل بتسمية الوزراء، لأنّ المصير "الجهنمي" يحتِّم عليه تجاوز كل الاعتبارات الشخصية والتحالفية، فلو سَلك الرئيس هذا التوجّه مثلاً لكان من دون شك أربَك الثنائي الشيعي لأنه كان سيضعهما أمام خيارين ليسا في مصلحتيهما: إقفال مجلس النواب في لحظة انهيارية ولبنان تحت المجهر الدولي والفرنسي تحديداً، أو نيل الحكومة الثقة على رغم حجبهما هذه الثقة.


ومن عادات الحزب أن يتفهّم حاجة حلفائه إلى التمايز لضرورات محلية شعبية أو خارجية، وما ينطبق على العهد انسحب على سنّة المعارضة الذين يؤيّدون خيار الحزب الاستراتيجي، ولكن أي تأييد من قبلهم لتكريس عرف جديد في المالية ينعكس سلباً على وضعيتهم داخل البيئة السنية المتشددة على هذا المستوى، الأمر الذي يتفهّمه الحزب الذي لا ضَير لديه من خوض معاركه السياسية بسلاح الفيتو المذهبي في حال تعذّر عليه خوضها بسلاح الثلث المعطّل او الأكثرية.

وأكثر ما يدلّل على سطحية التمايز إقرار الرئيس عون انّ إجهاض المبادرة الفرنسية سيدفع لبنان إلى «جهنّم»، وبمعنى آخر نهاية عهده، فإذا كان الرئيس لم يلجأ إلى خطوة عملية في أسوأ ما يمكن تصوّره وتجنّبه، أي «جهنّم»، تلافياً لإغضاب الحزب، فهذا يعني أن لا أولوية تعلو على أولوية علاقته مع الحزب الذي يتفهّم حاجة حليفه للمبادرة الفرنسية، كما حاجته للعلاقة الدافئة مع الرئيس الفرنسي وإبعاد أي تهمة عنه بالعرقلة والتعطيل، وهذا ما يفسّر موقف عون الذي وضع نفسه على مسافة واحدة من الجميع، فلم يتبنّ عمداً أيّ وجهة نظر بشكل كامل تلافياً لخطوة عملية تضعه في موقع تناقضي مع الحزب وخلافِيّ.

وفي موازاة المبادرة الفرنسية وحاجة العهد لها كحياة أو موت، فإنّ العقوبات الأميركية التي سقطت بشكل مفاجئ على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس وَلّدت نقزة لدى فريق رئيس الجمهورية، وهذا ما استدعى أيضاً المؤتمر الصحافي للنائب جبران باسيل الذي سجّل نقاط تمايز عدة مع "حزب الله" تبدأ من قتاله في سوريا، ولا تنتهي بزيارة إسماعيل هنية، وما بينهما رفضه للمثالثة وغيرها من المواقف التي يتفهّمها الحزب أيضاً كرسائل إلى واشنطن تؤدي إلى حماية حليفه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟