أخبار عاجلة
هوندا تطلق سيارات كهربائية لتتنافس مع BYD -

'رايحين ع جهنّم'... 'تهويل' بعنوان 'الواقعيّة'؟!

'رايحين ع جهنّم'... 'تهويل' بعنوان 'الواقعيّة'؟!
'رايحين ع جهنّم'... 'تهويل' بعنوان 'الواقعيّة'؟!
"رايحين ع جهنّم"... قد تكون العبارة التي حفظها اللبنانيون من المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس جمهوريتهم ميشال عون في قصر بعبدا، لعرض الواقع الحكوميّ، وطرح ما وُصِفت بأنّها مبادرة لـ "التوفيق" بين المتخاصمين، في صراعهم على وزارة المال.

 

بعض من حفظوا هذه العبارة، وعلّقوا عليها في الفضاء "الافتراضيّ" الواسع، لم يكن يعلم أصلاً في أيّ "سياق" أتت، ولا "مناسبة" تفوّه رئيس الجمهورية بها، ولم يطّلع بطبيعة الحال على فحوى "المبادرة" التي أطلقها الأخير لحلّ الأزمة الحكوميّة المستفحلة.

 

مع ذلك، فإنّ التركيز عليها، والتصويب من خلالها على عون، لا يبدو مُستغرَباً، باعتبار أنّها أكثر من "قاسية"، خصوصاً إذا ما صدرت عن رئيس البلاد، المفترض به أصلاً أن يقي البلاد من هذا "المصير" المشؤوم، لا "التهويل" به، ولو من باب "الواقعيّة السياسيّة"!


 

مصارحة وشفافيّة...

 

قد لا يكون رئيس الجمهورية ارتكب "خطيئة" عندما "صارح" اللبنانيين بالمصير "المشؤوم" الذي سيذهبون إليه إذا ما فرّطوا بالمبادرة الفرنسيّة المطروحة على الطاولة اليوم، والتي بات واضحاً أنّها "تترنّح"، في وقتٍ "يتحيّن" البعض الفرصة المناسبة لـ "نعيها" رسمياً.

 

من هذا الباب، يجد كلام رئيس الجمهورية عن "جهنّم" دفاعاً من جانب مؤيّدي عون والمحسوبين عليه، ممّن يستهجنون "الهجوم" المُبالَغ به على الرئيس ممّن يصرّحون ليلاً نهاراً بأنّ المبادرة الأخيرة هي "الفرصة الأخيرة"، وأنّ تفويتها سيأخذ البلاد إلى الفوضى والخراب والويلات، وكلّها ليست سوى عبارات ملطّفة للمصطلح الذي استخدمه عون، عفوياً، وهو "جهنّم".

 

ولا يتردّد هؤلاء بوضع الهجوم على عون، والذي تصدّر سريعاً "هاشتاغات" لبنان الافتراضية، في سياق "الحملات" الدائمة على "العهد"، فإذا ما قرّر أن "يصارح" اللبنانيين بكلّ شفافية حول واقع البلاد، يُقال إنّه "يهوّل"، وإذا ما ارتأى بثّ "الأمل"، كما فعل مراراً، يُقال إنّه يعتمد أسلوب "نكران الواقع"، بل يعيش "انفصاماً" وغير ذلك.

 

المطلوب أكثر!

 

وإذا كان المدافعون عن الرئيس يزيدون "في الشِعر بيتاً"، كما يقولون، بإشارتهم إلى أنّ "منتقدي" عون لم يتكبّدوا "عناء" قراءة مبادرته، أو التشجيع على تنفيذها، لتفادي السيناريو "الجهنّمي"، فإنّ المعترضين عليه لا يجدون في هذا الدفاع، سوى "نسخة مكرّرة" عن أسلوبٍ يعتمده البعض يقترب من "تقديس وتأليه" الزعماء.

 

ويشدّد هؤلاء المعترضون على أنّ كلام الرئيس عن "جهنّم" كان ليكون مناسِباً وصريحاً وشفّافاً لو أنّ عون لا يزال رئيساً لتكتّلٍ نيابيّ، أو نائباً ممثّلاً للشعب، وبالتالي يكون عليه أن يقرع جرس الإنذار لحضّ السلطة التنفيذية على القيام بما يلزم قبل فوات الأوان، إلا أنّه اليوم من "يتصدّر" هذه السلطة، وهو في سُدّة الرئاسة.

 

من هنا، يقول معارضو الرئيس إنّ المطلوب من الرئيس ليس "التهويل" ولو من باب "الواقعية"، وليس "الترهيب" ولو أراد توظيف مثل هذا "التكتيك" لتحقيق الأهداف السياسيّة المشروعة، بمعنى دفع الأفرقاء المتصارعين إلى تقديم "التنازلات". بيد أنّ مسؤوليته تقتضي منه بكلّ بساطة الضرب بيدٍ من حديد لمنع حصول السيناريو "الأسود"، وإلا فهو يعلن "العجز"، وأبعد منه "الاستسلام"، ما يتطلّب منه عندها تصرّفاً آخر، حفاظاً على مسيرته السياسيّة الطويلة بالحدّ الأدنى.

 

بعيداً عن "أطروحات" المدافعين عن الرئيس والمعترضين عليه، والتي باتت "معلَّبة" سلفاً، بغضّ النظر عن مضمون الكلام، يتّفق معظم اللبنانيين على رفض كلام الرئيس، من بوابة "الواقعية" نفسها التي يتذرّع بها. بالنسبة إليهم، "مش رايحين على جهنم"، لسبب واحد، وهو أننا بتنا في قلبها أصلاً، ونعيش أجواء "جهنّم" بكلّ مستوياتها، سياسياً وطائفياً واقتصادياً واجتماعياً وصحياً، و"الخير لقدّام"!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟