الثنائي الشيعي… ماكرون يكرس التوازن... المال لنا!

الثنائي الشيعي… ماكرون يكرس التوازن... المال لنا!
الثنائي الشيعي… ماكرون يكرس التوازن... المال لنا!
عندما حط الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في بيروت في زيارتين متتاليتين بعد انفجار مرفأ بيروت، وجمع رؤساء الأحزاب الأساسية المعنية الى حد كبير بالأزمة السياسية، كان لافتاً تأكيد "حزب الله" على لسان عدد من مسؤوليه أن فرنسا تطرح مبادرة إنقاذية للبنان، "وعلينا جميعاً كحزب الله وقوى سياسية أخرى أن نحيد الملفات الخلافية ونضعها جانباً"، إلى حد أن أحدهم قال يومذاك عندما طرح عليه سؤال حول تغييب قضية الأسير جورج عبد الله عن لقاء رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والرئيس ماكرون، إنه من الخطأ التشويش على مبادرة الإنقاذ الفرنسية رغم أهمية قضية عبد الله على المستويين الإنساني والوطني، لا سيما وان ماكرون تقصد إعطاء حزب الله الاهتمام الأكبر لاقتناعه أن لا حلول ممكنة في لبنان راهناً من دون التعاون مع "حزب الله" على قاعدة أنّه يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين ولديه كتلة نيابية كبيرة.

فهل التفّ "حزب الله" على المبادرة الفرنسية؟

رغم كل التشكيك بنيات "حزب الله"، فإن حارة حريك تتعاطى إيجاباً مع المبادرة الباريسية، وكما بات معلوماً، فإن هناك 90 في المئة من الأفكار الواردة فيها وافق عليها "حزب الله"، الذي يشدد وفق مصادره لـ"لبنان 24" على أنه لا يزال يتعاطى بمرونة تجاه الطرح الماكروني الذي من شأنه أن يساهم إلى حد ما في معالجة المأزق اللبناني الاقتصادي والسياسي، من دون أن يعني ذلك أن "حزب الله" سوف يقدم التنازلات غير المشروعة وغير المبررة، فالحزب لم يبدل تبديلاً في مواقفه مع الرئيس ماكرون، وبالتالي فإن محاولات البعض الدفع نحو إحداث تغييرات في الأعراف والمعايير الدستورية لم ولن يمر، وهذا ما سلم به المسؤولون الفرنسيون في الساعات القليلة الماضية، بعدما أدركوا صحة ما يطالب به الثنائي الشيعي الذي لا يضع العصي في دواليب التأليف الحكومي، بقدر ما يتمسك بتطبيق الطائف وبتسهيل تنفيذ المبادرة الفرنسية بروحيتها الأساسية قبل أن يعمد البعض الى إضفاء بعض الشوائب عليها والتي من شأنها أن تنسف كل شيء، تقول المصادر نفسها.


ورغم نفي مصادر رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني ما أشيع عن تواصل فرنسي معه للاستفسار منه عن حقيبة المالية وتكريسها في اتفاق الطائف للطائفة الشيعية، فإن مصادر "حزب الله" تلفت إلى أن الحسيني تحدث بوضوح الى الفرنسيين عن إسناد الطائف وزارة المال الى الطائفة الشيعية كمرحلة انتقالية حتى إلغاء الطائفية، الأمر الذي دفع ماكرون إلى الاتصال شخصياً وعبر مستشاريه مع القيادات الأساسية، لمراجعة مواقفها من التشدد في سحب المالية من الطائفة الشيعية، وهذا ما تظهر في الساعات الاخيرة حيث بدت مواقف الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري أكثر ليونة، علماً أنه خلال زيارته الأخيرة للرئيس نبيه بري طرح عليه ثلاثة أسماء لتولي حقيبة المال (علي عباس، طلال فيصل سلمان ورائد شرف الدين) بيد أن الرئيس بري الذي كان ميالاً إلى حد كبير لشرف الدين، أبلغ الحريري بصورة حاسمة رفضه للبروباغندا السياسية، قائلاً له إنّ "حزب الله وحركة امل يسميان الوزراء الشيعة ولا أحد غيرهما".

تعزو المصادر المقربة من "حزب الله"، تشدد الثنائي الشيعي المستجد، إلى استشعار حارة حريك خطورة ما يحاك أميركياً لكسر التوازن القائم في البلد، والخلاف الراهن يتمثل بمن يحاول العمل على إدارة البلد بطريقة لا تخدم المصلحة الوطنية وبمن يأمل باستعادة سيناريو العامين 2005 – 2006، واضعة ما يجري في سياق كباش الثنائي الشيعي مع الأميركيين والسعوديين الذين يسعون إلى المزيد من الضغط على الحزب وحلفائه عبر رزمة العقوبات الأميركية الجديدة التي تطال أفراداً ومؤسسات تصنف في خانة التبعية لـ "حزب الله"، فضلاً عن أسماء تدور في فلك التحالف القائم داخل محور "8 آذار".

وبمعزل عن دوافع ماكرون الرئيسية للاهتمام بالملف الحكومي والنابعة من محاولات تثبيت فرنسا نفوذها في لبنان، مستغلة الانشغال الأميركي بالانتخابات الرئاسية لتعزيز دورها في المنطقة، فإن ما يرشح من معلومات الثنائي الشيعي ينم عن اهتمام فرنسي ثابت بعدم التراجع عن المبادرة والإصرار على تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن من خلال محاولات تقريب وجهات النظر بين رؤساء الحكومات السابقين من جهة ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون والثنائي الشيعي من جهة أخرى، مع الإشارة إلى أن الوزير السابق علي حسن خليل والحاج حسين الخليل نصحا الرئيس المكلف مصطفى أديب خلال لقائهم معه بعدم الاعتذارعن التأليف، وهذا يعني أن الاتصالات بدأت تفعل فعلها، تؤكد المصادر نفسها؛ فأجواء الضاحية الجنوبية توحي أن الحكومة سوف تبصر النور مطلع الأسبوع المقبل كحد اقصى، وأنّ حلّ عقدة المالية بات أمراً واقعاً والعمل جار على التخريجة المناسبة لها، ربطاً بأسماء الشيعة الآخرين للحقائب المخصصة للطائفة، فثنائي حزب الله وحركة أمل سوف يسلم الرئيس المكلف أسماء عدة ليختار من بينها، علماً أن مصادر سياسية أخرى لا تزال تستبعد تشكيل الحكومة العتيدة في الساعات المقبلة، ومرد ذلك أن الخلافات لم تجد بعد طريقها إلى الحل وبالتالي، الاتصالات مستمرة لإيجاد توليفة ما ترضي الجميع، إن وجدت!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان