عرفوا حجم أبو الياس

عرفوا حجم أبو الياس
عرفوا حجم أبو الياس

«القضية كانت تتعلّق بالإلغاء، ولكنّنا تخطيناها، ولدينا ثقة بمحِبّينا، وهو يوم كبير لكلّ المحِبّين والأوفياء»

في الأمس لم تكن الأجواء في بتغرين كأيّ يوم، وكأنّ هذه البلدة كانت تحتفل منذ الصباح بنتائجَ غابت عن أكبر المحلّلين.

إنّها الساعة 10:55 من صباح أمس، المكان: مدرسة بتغرين الرسمية. حتى هذه الساعة كانت الأجواء عادية، يدخل ناخبون من هنا، يخرج آخرون من هناك، هدوء ما بعده هدوء. وفجأةً يُسمع حالٌ من الهرج والمرج: وصل وصل. ركض الموجودون في الباحة: «شكْلوا وصِل دولة الرئيس». في بتغرين لا حاجة لتحديد هوية دولة الرئيس، فهنا دولة رئيس واحد.

دخلت السيارة باحة المدرسة، يقودها نجلُه الياس المر، ترجّلَ منها الرَجلان وبدأت الزغاريد، صَرخ أحدهم «ألله معك أبو الياس»، فوافاه آخر: «بالنجاح يا رب»، هكذا أُكمِلت الجولة، إنتهى الهدوء وفجأةً «ولعِت ببتغرين».

كان الطريق من السيارة الى مركز الاقتراع طويلاً، طويلاً رغم أنّ السيارة رُكِنت مباشرةً أمام الباب، لكنّ تدافُع الحشود أطال الوقتَ الى حين وصولِهما ودخولهما قلم الإقتراع، أدلى ميشال المر بصوته، ثمّ التزَم مقتضيات القانون في الصمت الانتخابي مكتفياً بـ«شكر جميعِ الناخبين الحاضرين والغائبين»، متمنّياً أن «يكون يومَ فرجٍ على لبنان».

نجلُه الياس اعتبَر أنّ «القضية كانت تتعلّق بالإلغاء، ولكنّنا تخطيناها، ولدينا كامل الثقة بمحِبّينا، وهو يوم كبير لكلّ المحِبين والأوفياء الذين وقفوا إلى جانبنا، وبدوري وابتداءً من السابعة مساءً سأكون إلى جانبهم».

وعن التشكيك بتأمين الحاصل الانتخابي، قال: «سنرى مساءً، لا يمكنني أن أقرّر عن الناخبين، أنا أعرف محبّتي للناس ومحبّة أبو الياس لهم، وأعرف ثقة الناس فينا، لذلك نضمن مقعداً «ودفشة». وأضاف: «ما زلنا في الصباح وسنرى خلال النهار ما إذا كانت العملية ستكمِل بطريقة ديموقراطية، ونتمنّى التوفيق لجميع المرشّحين في المتن وفي خارج المتن».

وسُئل: من هو منافس أبو الياس اليوم في المتن؟ أجاب: «الغدر».

إقترَع المر إذاً وغادرَ بتغرين متّجهاً إلى العمارة، ساحة الاحتفال، هنا كانت المفرقعات تنتظر صدورَ النتائج ومرّةً أخرى كانت وجوه المناصرين توحي بالارتياح، تنظر إليهم فتسأل هل نسوا أنّ رَجلاً واحداً يقف في وجه أحزاب ضخمة؟ هل نسوا أنّ مقالاتٍ عدة سوّقت لسقوط «إمبراطوريته»؟ هل نسوا أنّ «الاستطلاعات» كانت ضدّه؟ أنّ لائحته غيرُ مكتملة وأنّ المرشحين عليها غيرُ معروفين؟ هل نسوا أنّ «عهداً بأمّه وأبيه» حارَبه؟ هل نسوا وهل نسوا وهل نسوا؟ كلّا، لم ينسوا أيّاً من ذلك، لكنّ هؤلاء المناصرين عرفوا حجم هذا الرَجل وأيقنوا أنّ المتنيين لن يغدروا به قطعاً.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى