ليا القزي – الاخبار
تُحاول «لائحة وطني» في دائرة الشمال الثالثة (البترون وزغرتا والكورة وبشري) البحث عن موقعٍ لها بين ثلاث لوائح «كبيرة» تتنافس في ما بينها من أجل «احتكار» المشهد السياسي. المُرشحون المستقلون، يطرحون أنفسهم في مواجهة السلطة. يقولون إنّ التجاوب معهم جيّد، ونيل الحاصل ليس مُستحيلاً
في دائرة الشمال الثالثة، خيار رابعٌ، يُنافس من أجل إيجاد موطئ قدمٍ له خلال الانتخابات يوم الأحد المقبل. لائحة «وطني»، التي تضمّ مُرشحين من: البترون ــ الكورة ــ بشرّي ــ زغرتا، عبارة عن تحالفٍ بين مُستقلين، وحركة مواطنون ومواطنات في دولة، و«صحّ»، وحزب سبعة. هي اللائحة «المُستقلّة» الوحيدة، التي تُنافس الأحزاب «الكبيرة»، في دائرة «رؤساء الجمهوريّة»، حيث هناك تنوع سياسي يقلّ مثيله في بقيّة الدوائر الانتخابية.
المعركة الأساسية تُخاض بين ثلاثة محاور. الأول، يُمثّل، تيار المردة ــ القومي ــ بطرس حرب. الثاني، هو حزب القوات اللبنانية مع اليسار الديموقراطي، بعدما انسحب الطبيب قيصر معوض. أما الثالث، فهو تحالف التيار الوطني الحرّ ــ حركة الاستقلال ــ تيار المستقبل ومكاري. إلا أنّ ذلك لا يُلغي وجود فئة ناقمة على التحالفات الانتخابية «غير الطبيعية» التي حصلت، أو فئة مُتردّدة لم تُقنعها معظم شعارات الأحزاب السياسية والعائلات التقليدية. نسبة الناقمين والمترددين ليست قليلة، وهي مُنتشرة في كلّ الأقضية اللبنانية. على هذه الأرضية، يبني المُرشحون «المُستقلون» آمالهم، مُركزين نشاطهم من أجل استقطاب هذه الفئة من الناخبين، علماً بأنّهم مُدركون صعوبة المعركة التي قرّروا خوضها، وأنّ يوم الأحد لن يكون «نُزهة».
يقول أنطوان الخوري حرب إنّ «معركتنا صعبة بوجه لوائح قوية، وخدمات وأموال تُستخدم من قِبَل كلّ اللوائح. إضافة إلى التغييب شبه الكامل لنا، لأننا لا نريد أن ندفع 20 ألف دولار من أجل إجراء مقابلة».
أنطونيا غمرة، وأنطوان يمين، ورياض غزالة (زغرتا)؛ موريس الكورة، وإدمون طوق (بشرّي)؛ فدوى ناصيف، وبسام غنطوس (الكورة)؛ أنطون الخوري حرب، وليال بو موسى (البترون)، التقوا بعد مخاضٍ، على أهداف «محاربة الفساد، ووقف السرقة والهدر، وإعادة الأموال المنهوبة»، كما يقول أنطوان يمين. يجري العمل من أجل تأمين الحاصل الانتخابي، في محاولةٍ لإحداث خرق ما في المشهد «المُغلق». تبدو فدوى ناصيف مُتفائلة، لأنّه «بحسب الإحصاءات، نحن قريبون من نيل الحاصل». تتحدّث عن نسبة الناخبين الجُدد، والرافضين للواقع الحالي، «نسبتهم كبيرة، ونُحاول استقطابهم». التجاوب الشعبي مع اللائحة «كبير، وإذا تُرجم في صناديق الاقتراع، فالأمل كبير». لذلك، تُضيف ناصيف، «صرختنا أكبر، بتوجهنا إلى الناخبين وإقناعهم بأنّ صوتهم يُشكّل فرقاً. نقطة فوق نقطة، يمتلئ الكوب». وفي الإطار نفسه، يقول الخوري حرب إنّنا «سنحصل على رقمٍ مُحترم، وسنُكمل العمل ما بعد 7 أيار في إطار جبهة عريضة».
إذا بلغت «لائحة وطني» العتبة الانتخابية، من المُرجح أن يكون الخرق الذي ستُحقّقه في قضاء الكورة مع فدوى ناصيف. السيدة الناشطة بيئياً في مواجهة المرامل والكسارات وشركات الأتربة في القضاء الأخضر، تُعتبر الأنشط انتخابياً، ولكن، بالنسبة إلى أعضاء اللائحة، لا يهمّ مَن يفوز من المُرشحين التسعة، لأنّهم يخوضون معركة «فريقٍ»، وليس معركة أشخاصٍ يتناحرون على كسب الصوت التفضيلي، كما يحصل مع اللوائح الأخرى. وبحسب فدوى ناصيف: «التقينا على المبادئ نفسها، ضدّ السلطة الفاسدة التي أوصلتنا إلى شفير الهاوية».
في بداية تحركهم في الشمال الثالثة، كان الناخبون يقولون لمُرشحي «وطني»، باستسلام: «ما كلّ عمرنا عايشين هيك». كما أنّ أبناء زغرتا ــ بشرّي ــ الكورة ــ البترون سألوا المُرشحين الجُدد: «شو بدّو يطلع منكم؟ مش رح تقدروا تجيبوا شي». الردّ كان، بحسب فدوى ناصيف، «لا نقول لكم إنّنا سنُصلح الدنيا بعصا سحرية، ولكن لدينا برنامج عمل موضوع بحسب أولويات الشعب». يزيد أنطوان يمين بأنّ هذه اللائحة «تُشكّل الخيار البديل. لم نتحالف مع أحد لا تتلاقى أفكارنا معه، كاللوائح الأخرى، حيث جمعتهم المصلحة الانتخابية فقط». بالنسبة إلى ابن زغرتا، «نحن لا نقول إنّنا إذا وصلنا إلى مجلس النواب سنُغيّر البلد، لكنّنا نتبنّى النهج الذي فيه خلاص البلد».