أخبار عاجلة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية
مقدمات نشرات الأخبار المسائية
* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فيما الحراك الدولي في اتجاه المنطقة متشعب الأطراف، وضمنه زيارة وصفت بالمهمة لوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف على رأس وفد كبير، لدمشق غدا، وفي وقت تتحضر تركيا والجزء التركي من قبرص لمناورات عسكرية واسعة في المنطقة، وأمام أعين اليونان، ووسط ترقب فرنسي لما يجري، تتسارع الاتصالات والمشاورات على المستوى المحلي اللبناني على خطين:

الأول تحسبا لأي سلبيات أو تداعيات للمجريات الاقليمية. والثاني هو مسارالمشاورات التي تنصب الآن على حسم شكل الحكومة، بين أن تكون حكومة تكنوسياسية من غالبية وزراء اختصاصيين مع عدد محدود وغير مستفز من السياسيين، وبين أن تكون حكومة اختصاصيين يسمي وزراءها الأفرقاء السياسيون، على أن تشكل الحاضنة السياسية التي سمت الدكتور مصطفى اديب لرئاسة الحكومة، الحاضنة السياسية الواسعة لها.

ولقد تقاطعت المعلومات على أن هذه المشاورات انطلقت على مختلف الخطوط السياسية، لإنضاج تأليف الحكومة، ضمن سقف زمني يفترض ألا يتجاوز الأيام التسعة المقبلة.


في هذا الوقت، تستمر فرق الإنقاذ منذ التاسعة صباحا، في أعمال رفع أنقاض البناء المهدم في الجميزة، حيث رصد نبض تحت ركامه. فيما أعلنت قيادة الجيش أنه تمت معالجة كمية نيترات الأمونيوم التي وجدت منذ أيام في المرفأ، والبالغة زنتها 4 أطنان و350 كلغ، وقد عملت وحدات فوج الهندسة على تفجيرها.

أمنيا، توقيف خلية إرهابية كانت بصدد تنفيذ عمليات أمنية، وأميرها استخدمت سيارته من قبل منفذي جريمة كفتون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إذا كانت الرادارات السياسية لم تلتقط في الساعات الأخيرة حراكا علنيا ناشطا في فضاء استحقاق تشكيل الحكومة، فإن المشاورات والاتصالات في هذا الشأن جارية على قدم وساق بعيدا من الإعلام.

وبهذا المعنى، فإن التأليف يسير على نحو جدي وبعيدا من الصخب، رغم بعض التشويش السياسي من هنا والتمريك الإعلامي من هناك. وتأسيسا على تلك الجدية، يفترض أن تولد الحكومة خلال فترة الخمسة عشر يوما التي تعهدت بها القوى السياسية أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

في شأن آخر، طوت كارثة انفجار مرفأ بيروت شهرها الأول. فصول هذه المأساة متواصلة وكفكفة جراحها أيضا. أما عمليات البحث فتتركز في هذه الآونة في المبنى المهدم في منطقة مار مخايل، على أمل العثور على ناجين تحت الأنقاض بناء على نبض تم استشعاره في الساعات الماضية.

ولأنه تم استشعار خطر كمية نيترات الأمونيوم التي وجدت قبل أيام في المرفأ، فقد عمل الجيش على معالجة هذه الكمية البالغة زنتها أكثر من أربعة أطنان.

الجيش نجح في مجال آخر، بالقبض على خلية "داعشية" إرهابية، قبل أن تنفذ أعمالا أمنية في الداخل اللبناني. اللافت في هذا الموضوع، أن سيارة أمير الخلية استخدمت من قبل منفذي الجريمة التي ارتكبت في كفتون الشهر الماضي وذهب ضحيتها ثلاثة مواطنين.

أما الجريمة التي كان العدو الاسرائيلي سيرتكبها عام 1997 في بلدة أنصارية، فتحل ذكراها السنوية اليوم. ثلاثة وعشرون عاما مرت على تاريخ محفور في ذاكرة اللبنانيين بحروف من نصر وبطولة، عندما جاء العدو كقوة كوماندوس إلى أنصارية وعاد أشلاء، بعد معركة بطولية خاضها مجاهدو "أفواج المقاومة اللبنانية- أمل" الذين حولوا بساتين تلك البلدة الجنوبية إلى مقبرة للغزاة.

محاولات التصويب على عقد التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان لصالح شركة "الفاريز اند مارشل"، لناحية الادعاء أن وزير المال غازي وزني لم يلتزم بتوصيات هيئة التشريع والاستشارات، هو إدعاء مردود، لاسيما أن الهيئة لم تنتقد الاتفاق بكلمة واحدة ولا ناقشت مضمونه، وهي أعطت نصائح لمرحلة ما بعد توقيع الاتفاق، ولم تطلب تعديلات على مضمونه مطلقا، بل اكتفت برفع توصية غير ملزمة قانونيا، وطلبت أن تتمثل في اللجنة، وهو طلب غير ملزم أيضا وبشكل لا لبس فيه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تتكثف الاتصالات وتتعدد اللقاءات في مساعي الرئيس المكلف مصطفى أديب للتأليف، وهي مساع تسير بشكل طبيعي ومن دون عراقيل، ويجري البحث فيها عن طبيعة الحكومة وشكلها بين موسعة ومصغرة، بحسب المصادر المواكبة التي أكدت ل"المنار" أن النقاش لم يقارب بعد موضوع الحقائب والمداورة.

في العموم، اهتمامات اللبنانيين تبقى منتظرة أي جديد يخرجهم من محنة الهموم، ويبعدهم عن مرامي المغالين والمتشاطرين الذين لا يكادون يصعدون من حفرة حفروها لأنفسهم حتى يسقطوا في أخرى حفرها لهم حليفهم الأميركي. صورة إحباط هؤلاء من جلد مشغلهم لهم جاءت واضحة على متن الصحافة السعودية اليوم: لا انتخابات مبكرة، لا تشويش على المبادرة الفرنسية المنسقة مع واشنطن، ولاءات أخرى أبلغها ديفيد شنكر للمستقيلين من مسؤولياتهم الوطنية في ساعة عشاء حيث كثرت إدارة الاذن لمطالبهم، بحسب التسريبات.

وإلى حين تبلور المشهد الحكومي، لن يفارق التحدي الأمني المتابعات، في ظل ما أعلنه اليوم الجيش اللبناني حول توقيف خلية "داعشية" كان لأميرها علاقة بمنفذي جريمة كفتون، وهو ما كشفته بالأمس قناة "المنار" في معلومات حصرية أضاءت على إشارات لنشاط إرهابي يرمم خلاياه ويجمع قواه.

قوة اللبنانيين في يقظتهم وفي ايمانهم بقدرتهم على إنقاذ وطنهم، حتى لو اشتد الحصار على لقمة عيشهم، وأيضا شربة مائهم، فأكثر من مليوني لبناني لن يحصلوا على ما يكفيهم من المياه في بيروت الكبرى، بعدما ألغى البنك الدولي قرضه لمشروع سد بسري، المشروع الذي يعد الثاني في الأهمية والحجم بعد مشروع الليطاني منذ ستينيات القرن الماضي، يعطل لأسباب ظاهرها تقني وباطنها لا يبرأ من السياسة والتضييق المترافق مع تطبيل من يطوق أبناء وطنه من دون رادع بالعطش الطويل.

هي فترة من الصمود المطلوب لتجاوز أميال الأزمة، حيث تأتي النهايات بالحلول المربحة وطنيا، ومن يشذ عن الإيمان بوطنه، فله في ما مضى من تجارب الكثير من الدروس. وفي السجلات الوطنية المشرقة، يوم الخامس من أيلول عام 1997، حين لقنت المقاومة العدو الصهيوني في بلدة انصارية الجنوبية، درسا مؤلما بالنار والذكاء على حد سواء، قرب هزيمة تل أبيب المدوية عام 2000.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ضمن ويلاته الشهيرة، قال جبران خليل جبران: ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين. ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر. ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة.

والى ويلات الأديب اللبناني الكبير، أضاف الرئيس ميشال عون في مرحلة التظاهرات المؤيدة لتحرير لبنان والمنددة بالتلاعب بدستوره عام 1989: ويل لأمة تضحي بشبابها من أجل شيبها.

أما اليوم، وإزاء التمادي في النكد السياسي، ولو كلف الأمر تدمير لبنان أكثر مما هو مدمر، فمن حق اللبنانيين الصادقين أن يضيفوا:

ويل لأمة يقبل علمها قداسة البابا ويزورها رئيس دولة كبرى مرتين في شهر للمساعدة، ولا يعرف بعض مسؤوليها وجزء من شعبها كيف يلتفون حول دولتهم ورئيسهم الذي يعلمون علم اليقين أنه ليس كالآخرين.

ويل لأمة شعبها عظيم وجيشها بطل وتملك كل عوامل القوة والنجاح، فيما يدفع شعبها دفعا نحو الهجرة، وناسها إلى الكفر بوطن قدموا في سبيله آلاف الشهداء.

ويل لأمة يحرم بعض محترفي السياسة فيها دولتهم من الاستفادة من ثروة النفط والغاز لسنوات، لمجرد منع فريق سياسي من تسجيل إنجاز. ويل لأمة يدفع بعض قادتها بالناس نحو العتمة، حتى لا ينسب إنجاز الكهرباء أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين، إلى من لا يوالونه في السياسة. ويل لأمة يفضل بعض سياسييها أن يموت شعبهم من العطش، حتى لا يقال أن خصمهم في السياسة نجح في بناء سد.

ويل لأمة يتمادى بعض مسؤوليها في تجاهل صوت الشعب، ومحاولة الضحك على المجتمع الدولي، فيسايرون مطلب التدقيق الجنائي، ثم يحاولون إفراغه من مضمونه بالاعيب مفضوحة، و"حرتقات" كان ينبغي أن يوضع لها حد نهائي منذ زمن بعيد.

ويل لأمة تساوي ثورتها المزعومة بين مسؤولين إصلاحيين نهجا ومسيرة حياة، ومنظومة فاسدة لا هم لها إلا عرقلة الإصلاح، وإبقاء البلاد ساحة للفساد لا وطنا للمستقبل.

ويل لأمة تشغل بالها إشاعة وتضيع وقتها كذبة، ولا يكلف بعض أبنائها عناء البحث عن الحقيقة قبل إصدار الأحكام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

وسط الأوضاع الحياتية والمالية والصحية السوداء، والجو السياسي الأكثر اسودادا، نقطة مضيئة تمثلت في انتصار الإرادة الشعبية على التغول باسم الإنماء، فسقط مشروع سد بسري.

نقطة مضيئة، ليس لأن الوحدة الشعبية والمطلبية أنقذت البيئة والطبيعة في هذه المنطقة الفردوسية، التاريخية، التراثية، من التخريب فقط، بل لأن الانتصار الذي تحقق يفترض أن يشكل أمثولة للثوار وللناس ولبعض النواب الشرفاء، مفادها أن توحيد الجهود والإصرار والمثابرة والتضحية ونكران الذات لصالح الصالح العام، قادرة على كسر أعتى الكارتلات وأخطر التحالفات. ففيروس الوحدة يجب أن يدخل جينات الثورة والثوار، لتنتصر انتفاضة 17 تشرين، فلا يكون الاحتفال بذكرى انطلاقتها الشهر المقبل محطة لتأكيد وفاتها، بل يوم قيامة لبنان الجديد.

النقطة الأقل بريقا لجهة نتائجها، وليس لجهة مقاصدها النبيلة، تتمثل في عدم إحراز تقدم في البحث عن ناج أو أكثر في مبنى الجميزة المنهار، رغم الجهود والتضحيات الكبيرة التي بذلت وتبذل. علما بأن الفريق التشيلي للإنقاذ، ومن يعاونه من أجهزة لبنانية وجمعيات وأفراد، وخصوصا الكلب البطل "فلاش"، شكلوا بأدائهم صفعة على خد كل مسؤول رسمي تقاعس ويتقاعس، ولا بد أن تكتب عن جديتهم ومناقبيتهم أحلى القصص وتنتج أجمل الأفلام.

النقطة السوداء، سياسية طبعا. فتشكيل الحكومة لا يبدو أنه يلتزم مهلة الأيام الخمسة عشرة التي حددها الرئيس الفرنسي للسلطة لإنجاز المهمة. ومما يتسرب من معلومات من مطبخ أديب، أنه يتعرض لقلة أدب من الطبقة السياسية التي اختارته. فقد عاد طباخو البحص إلى خصالهم القديمة بمجرد رحيل الرئيس الفرنسي: هذه الحقيبة لطائفتي، وهذه الوزارة لتياري، وتلك الوزارة إما تكون من حصتي أو لا تكون حكومة.

وهذه اللغة معروف من ينطق بها، عنينا الثنائي الشيعي و"التيار الوطني الحر"، وهذا المنطق يدفع الشركاء إلى أن يحذوا حذوهما. والأخطر في الأمر، أنهم يسعون إلى استدراج الرئيس الحريري إلى هذا المطب، وإلى خطف الرئيس المكلف وترويضه على القبول بهذا النهج، كما حصل مع حسان دياب. ومعلومات الـmtv أن الرئيس المكلف الذي يحترم مهلة ماكرون، سيجد نفسه قريبا وسريعا أمام خيار صعب جدا، إما التشكيل وإما الرحيل.

أخيرا، نقطة حمراء وصفارة إنذار صحية هذه المرة، فتوسع كورونا يأخذ بعدا هندسيا خطرا للغاية. فالاصابات ستقفز سريعا من الخمس مئة إلى الألف في اليوم. موسم الأنفلونزا على الأبواب، القدرات العلاجية إلى تناقص وكذلك الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، فكيف السبيل لوقف موجة الانتحار الجماعي الوطني الزاحفة، ووعي اللبنانيين أدنى من الصفر؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بحسب تقويم ماكرون، يفترض بحكومة العهد الرابعة أن تولد منتصف هذا الشهر، بعد أن تكون مهلة الخمسة عشر يوما التي حددها الرئيس الفرنسي لولادة الحكومة قد انقضت. فهل من مؤشرات؟.

العاملون على خط التأليف، بالإضافة إلى الرئيس المكلف طبعا، والثنائي الشيعي من جهة، ودوائر القصر و"التيار الوطني الحر" من جهة ثانية، حتى الآن لم يتبلور أي شيء.

ففي سوابق التأليف، يبدو الجميع في المراحل الأولى "زاهدين" في الحقائب، والمهم السرعة في التأليف، ثم يدخل شيطان التفاصيل في نوعية الحقائب، ولمن تعطى. ثم تبدأ عملية عض الأصابع، من يقول "آخ" أولا.

اللازمة أو ال refrain باتت معروفة، منذ حكومة العهد الأولى: لمن وزارة المال؟، لمن الطاقة؟، لمن الإتصالات؟، لمن الأشغال؟، لمن العدل؟. حين تحسم هذه الحقائب، تصدر مراسيم التأنيف في دقائق.

ما قبل ذلك، شد الحبال هو إياه: هل يتمسك الثنائي الشيعي بالتوقيع الثالث فيتمسك بحقيبة المال؟. هل سيرضى "التيار الوطني الحر" بهذا الواقع، مثلما رضي في الحكومتين السابقتين؟. ماذا عن وزارة الأشغال التي سيكون لها دور استراتيجي بعد انفجار المرفأ، وبعض الملاحظات على المطار؟. ماذا عن وزارة العدل، في توقيت بالغ الأهمية يتعلق بالتحقيقات في انفجار المرفأ؟. ماذا عن وزارة الصحة في زمن تفشي كورونا؟. ماذا عن وزارة الاقتصاد في زمن غلاء سلع واختفاء أخرى؟.

إنها حكومة ما بعد ثلاثة زلازل: استمرارية الإنتفاضة، وتفشي كورونا وكارثة المرفأ والمناطق التي تضررت أو تدمرت. ومع ذلك يأتيك من يقول: اجتمع الرئيس المكلف بالثنائي الشيعي، ليناقش ما ناقشه مع رئيس الجمهورية من طروح ليس بعيدا عنها رئيس "التيار الوطني الحر".

هل هذه هي خريطة الطريق التي وضعها الرئيس ماكرون؟، هل مضمون اللقاءات هو على مستوى المخاطر؟.

مناقشات الأيام الأربعة التي مضت من مهلة ماكرون، لا تؤشر إلى استيعاب المعنيين حجم الكوارث، فهل يجب أن ننتظر صدمة فرنسية جديدة ليعاودوا النشاط؟. لا صدمة فرنسية قبل منتصف الشهر المقبل، موعد المؤتمر الدولي الذي أبدى الرئيس ماكرون استعداده للدعوة إليه، ولا حضور رئاسيا فرنسيا قبل كانون الأول المقبل، موعد زيارة ماكرون الثالثة للبنان، فهل تؤلف الحكومة وتقلع في هذه المهلة؟، وكيف سيتلقفها المجتمع المدني الذي يفترض أن يكون له رأي وربما أكثر في المرحلة المقبلة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من شادي المولوي إلى عبد الرحمن مبسوط فخالد التلاوي، تعددت الأسماء والنتيجة واحدة، إرهابي جديد برتبة "أمير خلية" كان نزيل السجون اللبنانية منذ العام 2017، قبل أن يطلق سراحه منذ أشهر، ليعود إلى مزاولة إرهابه على رأس الخلية التي نفذت جريمة كفتون.

وفي بيان للجيش، أكد إلقاء القبض على المجموعة، في حين لا يزال التلاوي متواريا عن الأنظار، وتبين أن مجموعة كفتون تلقت تدريبات عسكرية، وجمعت أسلحة وذخائر حربية تم ضبطها، وامتهنت السرقة بهدف التمويل الذاتي. ومن يدري ربما حظي الأمير "الداعشي" حينها بولي أمر سياسي أمن له النقليات لحظة إطلاق سراح.

وفي غمرة الانشغال بانفجار المرفأ، تسربت الخلية، وعادت ألقاب "أبو بكر" و"أبو الرحمن" لتغزو الساحة الأمنية، متسللة من "خرم الدولة" المفتوحة على كل أنواع الخروقات، من النيترات إلى إعادة تأسيس الولايات والخلافات.

والضحايا منهم من قضى بالإرهاب في كفتون، ومنهم من لا يزال ينتظر على قارعة مبنى الجميزة، بصيصا من تحت أنقاض لا تزال عمليات البحث فيها جارية عن بقايا نبض. في حين عاد النبض إلى الحراك، بعد تسجيل هدف في مرمى السلطة، إذ ذاب السد وبقي المرج. وضغط الشارع حمى بسري وأبقاها محمية طبيعية، ليس من باب النكد السياسي، كما طاب الوصف لجبران باسيل، بقدر ما جاء قرار البنك الدولي بوقف التمويل مع انقضاء المهلة القانونية، منسجما مع القرارات الغربية بأن لا مساعدات قبل الإصلاحات، كي لا تصب الأموال في مجاري الصرف غير الصحي خارج مالية الدولة وخزينتها.

منهم من قرأ في وقف تمويل السد جزءا من العقوبات، لكن بيان البنك الدولي أبدى استعدادا لتحويل المبلغ المرقوم إلى حساب الشعب الجاري في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية.

وكان يوم السد صفعة أخرى أسقطت مشروعا جديدا للسلطة. واحتفى الناشطون بالنصر الأخضر، فيما اعتبرت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان أن المعركة الآن هي على إعلان المرج محمية طبيعية، وإصلاح شبكات المياه المهترئة في بيروت.

لكن في المقابل، كانت الأسئلة تتوالى عن مصير المشاريع العالقة ومناقصاتها قريبا، وعن حوالي ستئمة مليون دولار مرتبطة ببسري. عن عقد الإشراف الذي يدفع شهريا إلى الشركة المشرفة، ومنظومة مياه مبنية على سد كلفت ما يربو على مئتين وخمسين مليون دولار، إضافة إلى متعهد خزن الدفعة المسبقة في جيبه بمئة وخمسين مليون دولار؟. أين ستكون حكومتا الدياب والأديب من تحرير هذه الأموال وإعادة جدولتها وتحصيلها، على درب سد لن يرد.

والآليات الخاطئة هي بدورها نوع من العقوبات الداخلية متوارثة من سلطة الى سلطة. أما العقوبات دوليا فليست بالأمر المستجد، وهي سبقت العراب ديفيد شينكر ولحقت به قادما، و"قيصر" في يمينه و"ماغنتسكي" بيساره، وناظر الحل إيمانويل ماكرون يقف وهو يلوح بعصا "البهدلة"، ما لم يؤلف السياسيون حكومة المهمة، وقد عين مدير استخبارته مشرفا على التنفيذ. لكن للسياسيين مهمة حفظناها عن ظهر تجربة تدوم وتدوم، فما قبل الاستشارات النيابية غير الملزمة يتعففون عن نيل المطالب، وما بعدها تبدأ رحلة العرقلة عبر الاستئثار بهذه الوزارة أو تلك.

استنفر العالم لأجل قيامة لبنان، فأتى الرئيس الفرنسي تحت مظلة الدعم الأوروبي، وبكلمة سر سعودية- إيرانية، فيما وقف الأميركي على الحياد من دون أن يعرقل. وقاد الكرسي الرسولي صلاة عابرة لكل الأديان والحدود، على نية بقاء لبنان- الرسالة، وتثبيت نصفه المسيحي في أرضه، وأولياء الأمر السياسي عادوا إلى نغمة المطالب، وبتنا نحتاج إلى توأم الكلب "فلاش"، ليرصد نبضا على طريق التآلف لتسهيل التأليف.

وإذا كان النائب فيصل كرامي، قد أجاد وصفهم بزعماء من كرتون، فإن المطلوب من الرئيس المكلف مصطفى أديب ألا يسير على خطى دياب، فلا يضيع في شكل الحكومة، ولا يضرب أخماس أرقامها بأسداسها، ولا يقف عند جبر الخواطر، ويقدم سيرة حكومته الذاتية إلى المجلس النيابي بالبريد العاجل، وهناك لن يجرؤوا على عدم إعطائها الثقة، وإلا تكون النهاية على قاعدة: "ما متت.. ما شفت مين مات".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى