أفق السلطة... مسدود

أفق السلطة... مسدود
أفق السلطة... مسدود
كتب شارل جبور في "الجمهورية": اعتقد البعض أنّ التعاطف الدولي مع لبنان على أثر انفجار 4 آب شكّل كسراً للحصار الخارجي، وأوجَد فرصة يمكن استثمارها من أجل تمديد الوضع الحالي عن طريق مَدّه بالأوكسيجين بما يُبقيه على قيد الحياة بانتظار ان تنقشع الرؤية الإقليمية.
هذا الانطباع لم يكن في محله، إذ سرعان ما تبيّن انّ التعاطف الدولي هو من طبيعة إنسانية لا سياسية، وانّ الموقف الخارجي من الأزمة اللبنانية لم يتبدّل، وهو أعمق من معادلة «الإصلاحات تفتح باب المساعدات»، ويتصل بوضع الدولة برمّتها التي يضع «حزب الله» يده عليها مع وصول المجتمع الدولي إلى قناعة بأنه لا يمكن فصل الحزب عن الدولة إلّا من خلال قطع المساعدات عن هذه الدولة تمهيداً لإعادة النظر بكل هذه الوضعية، والمقصود إخراج نفوذه من الدولة ورفع تأثيره عنها.

فالموقف الدولي من الأزمة اللبنانية على ثباته، ومن الصعوبة بمكان على الفريق الحاكم أن يتمكن من إخراج لبنان من أزمته المالية الحادة من دون المساعدات الدولية، وهذه المساعدات لن تأتي سوى وفق شروط محددة لا يملك «حزب الله» قرار التنازل ولا التجاوب معها إلّا في سياق المفاوضات المباشرة مع إيران، وبانتظار انطلاق هذه المفاوضات بعد الانتخابات الأميركية فإنّ لبنان سيبقى تحت الحصار، وأزمته المالية ستشتدّ حدة.

وفي موازاة الحصار الدولي، فإنّ الناس فقدت ثقتها في كل ما يتصل بالطبقة الحاكمة، وهناك أزمة ثقة غير مسبوقة، ولا نية لدى الناس في إعطاء الفريق الحاكم فرصة ليحكم باعتبار انّ التجارب السابقة خير دليل على ممارساته، وأي فرصة جديدة لن تكون هدراً للوقت فقط، إنما تكون تفويتاً لهذه الفرصة التي يمكن ألّا تتكرر مجدداً، لا سيما مع اكتمال كل مقوماتها: أزمة مالية حادة لا تفقه السلطة كيفية الخروج منها، حصار خارجي، احتقان شعبي، معارضة سياسية حادة، انسداد في الأفق السياسي، العودة إلى طروحات تتجاوز آنية الأزمة إلى جوهرها من قبيل الحياد الذي يرفعه بثبات البطريرك الماروني بشارة الراعي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى