اعتبر وزير الزراعة غازي زعيتر أن “تحالفنا مع حزب الله ليس تحالفا مذهبيا على الإطلاق، بدليل أن في صفوف هذا التحالف أخوة لنا من أهلنا المسلمين السنة ومن مختلف الطوائف المسيحية، لذلك فإن استعمال كلمة الثنائي الشيعي هو استعمال خاطئ ومشبوه، وكأن الشيعة معزولون عن باقي الطوائف والمذاهب، والصحيح هو ثنائي وطني”.
كلام زعيتر جاء خلال لقاء تكريمي لعشيرة آل زعيتر أقامه في دارته في بعلبك، وحضره أكثر من ألفي شخص. وقال متوجها الى ضيوفه: “أبناء عشيرتي مدى من الرجال المزروعين على أديم هذه الأرض شموعا، وكنانة من الأبطال، سيوفا مشرعة للحق بوجه الباطل، عشيرة من أقوى عضلات الوطن وأصلبها، بها أباهي وإليها أنتسب، وهي الفخر والعز”.
أضاف: “عندما نلتقي على الوئام والخير والحق يكون اللقاء، وعصبيتنا هي من خلال ما أوصانا به الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام حينما قال: ليس من العصبية أن يحب المرء قومه، بل من العصبية أن نجعل من شرار قومنا خيرا من خيار الآخرين، وأنتم أيها الأهل لطالما محضتموني ثقتكم ووقفتم معي ممثلا لمنطقة بعلبك الهرمل في الندوة البرلمانية، واليوم بعد أن أولاني دولة الأخ الرئيس الأستاذ نبيه بري ثقته لأكون ممثلا لحركة أمل مع أخوتنا في الدم والحياة والمصير في حزب الله. كلي أمل أن أكون معبرا بصدق عن آمالكم وطموحاتكم، وأن نعمل معا من أجل خير منطقتنا ووطننا، وأنا على يقين بأنكم كما كنتم الرجال الكرام والسيدات الكريمات الذين وقفتم وآزرتم ودعمتم الإمام القائد السيد موسى الصدر في مسيرته العظيمة التي هي أساس كل هذا الذي نحن فيه، وقفتم مع دولة الرئيس نبيه بري، وكما أعطيتم أغلى الأبناء في خيار المقاومة والجهاد، ستلبون اليوم نداء دولة الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله، وستردون على جميع المرجفين والحاقدين والناعقين ببوق الفتنة، وتمنحون أصواتكم وثقتكم لأبنائكم وأخوتكم في كتلة الأمل والوفاء، والعهد أن نستمر معا بالعلاقة التبادلية، ولاء ووفاء معا في مسيرة رفع الحرمان ومسيرة حماية المقاومة والحفاظ على العيش المشترك بين جميع اللبنانيين لما فيه خير لبنان وخير جميع أبنائه، في 6 أيار ستكونون طليعة عشائر وعائلات العز والفخار وكما أنتم بيارق الوفاء والالتزام”.
وتابع: “يسعدني أن أرحب بكم في دارتكم، دارة حبيب قلوبكم المرحوم أبو غازي، الذي مثلكم خير تمثيل في الندوة البرلمانية، وكان إلى جانب الإمام الصدر منذ تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سنة 1969، الذي أنشئ بعد مخاض عسير وحرب ضروس، شاءها البعض لإبقاء الطائفة محرومة من مجلس شرعي ينظم شؤونها ويسهر على صون مصالحها، والحفاظ على حقوقها أسوة بباقي الطوائف والمذاهب، وعشيرتنا كانت من أوائل العشائر التي دعمت خط الإمام ومسيرته الجهادية والنضالية في سبيل إعلاء صوت الحق وإنصاف المحرومين إلى أي طائفة انتسبوا أو أي منطقة انتموا. ونحن على خط الإمام القائد، وحامل الأمانة، وعلى أساس قيم المحبة والأخوة والعيش الواحد نخوض الانتخابات النيابية في هذه المنطقة الأبية، محافظة بعلبك الهرمل، التي تتطلع إليها كافة القوى من محلية وإقليمية ودولية، لأنها قولا وفعلا خزان المقاومة، فرجالها ساهموا في إجلاء المحتل الإسرائيلي عن أرض الجنوب والبقاع الغربي بدون قيد أو شرط، كما ساهموا مؤخرا مع الجيش اللبناني في دحر الإرهاب التكفيري المتوحش الذي كان يسعى بإيعاز من مشغليه في الخارج إلى إعادتنا إلى مجاهل الفتنة الكبرى التي لن تبقي ولن تذر”.
وقال: “هناك مبدأ قانوني سائد يقول: الغنم بالغرم، فإذا كنتم قد ناضلتم وضحيتم واستبسلتم، وقدمتم كوكبة من خيرة شبابكم ورجالكم فداء عن أرض الوطن، فمن حقكم على الدولة أولا وعلينا كممثلين لكم في المجلس النيابي نحن والأخوة في حزب الله، أن تنالوا حقوقكم من الإنماء والتعليم والطبابة وإقامة المشاريع الإنمائية والإنتاجية التي توفر لأبنائنا فرص العمل دون الاضطرار الى الهجرة أو التسكع على أبواب السفارات طلبا لتأشيرة دخول للعمل، تاركين سهل البقاع، سهل الخير والعطاء”.
وأكد أنه سيعمل “على استصدار قانون عفو عام، يشمل كافة الجرائم، ما عدا تلك التي تشكل اعتداء سافرا على أمن الدولة وسيادتها، ومسا بهيبة الجيش اللبناني، وتلك التي استهدفت هذا الجيش وأدت إلى استشهاد ثلة من عناصره وضباطه، وسنسعى إلى إزالة صفة الطفار عن أبناء هذه المنطقة العزيزة، وإلغاء وشطب كافة مذكرات الجلب والطلب والتوقيف وإلقاء القبض والتي بمعظمها نتيجة وشايات كاذبة أو التباس أو تشابه في الأسماء أو استدعاء دون تبليغ، ولفتح صفحة جديدة مع الدولة، شرط إيلائها الاهتمام اللازم والمتوجب على كل دولة تحترم مواطنيها وتعاملهم بالسواء. ومن أولى الإنجازات التي سوف نسعى لتحقيقها، هي استكمال الإجراءات لتنفيذ مشروع إنشاء محافظة بعلبك الهرمل، وبصورة خاصة إنشاء الجهاز القضائي الخاص بهذه المحافظة”.
أضاف: “كنا نتمنى على الدولة عندما أتلفت زراعة الحشيشة بناء لتوصيات دولية أن تعمد إلى تشجيع زراعات بديلة منتجة، وبالتالي أن نقبض ثمن عملية الإتلاف من الذين كانوا يعتبرون أنفسهم متضررين من تلك الزراعة”.
وتابع: “إن تحالفنا مع الأخوة في حزب الله ليس تحالفا مذهبيا على الإطلاق، بدليل أن في صفوف هذا التحالف أخوة لنا من أهلنا المسلمين السنة ومن مختلف الطوائف المسيحية، لذلك فإن استعمال كلمة الثنائي الشيعي هو استعمال خاطئ ومشبوه، وكأن الشيعة معزولون عن باقي الطوائف والمذاهب، والصحيح هو ثنائي وطني”.
ودعا إلى “البقاء متراصين متحابين متكاتفين في السراء والضراء، متعاونين على البر والتقوى، متحدين في سبيل لم شمل العشيرة، ونبذ الكراهية والتحاسد والتباغض، فالوحدة أسمى من أي موقع أو مركز نيابي أو سلطة زائلة”.
وختم منوها بدور وسائل الإعلام والإعلاميين في مواكبة قضايا المنطقة “من أجل رفعتها وعزتها وإنمائها”.
وكانت الشيخ شوقي زعيتر قد القى دعا فيها الى “التوجه في السادس من أيار إلى صناديق الاقتراع لنؤكد للجميع بأننا حاضرون واننا يد واحدة، ومن المعيب ألا ينال الأستاذ غازي، أقل من مئة بالمئة في صناديق العشيرة، وسننتخب معا لائحة الأمل والوفاء، أما صوتنا التفضيلي فهو لمرشحنا ومرشح حركة أمل وحزب الله الوزير غازي، كما أن مرشح الحركة والحزب في جبيل هو الشيخ حسين زعيتر”.