أغار من الذين استشهدوا .. لماذا لم تقتليني يا بيروت؟

أغار من الذين استشهدوا .. لماذا لم تقتليني يا بيروت؟
أغار من الذين استشهدوا .. لماذا لم تقتليني يا بيروت؟
كتب جوزيف طوق في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "يا بيروت.. لماذا لم تقتليني!": "أغار من الذين استشهدوا في إنفجار بيروت، أغار من المسعفين الذين هرعوا إلى مكان الإنفجار وماتوا بعملهم الإنساني، أغار من الرجال والنساء المقتولين خلف مقاود سياراتهم على الطرقات، وأغار من العجائز المشلّعين على بلكوناتهم، وأغار من الأولاد الذين توقف لعبهم للأبد تحت لوح زجاج أو ركام حائط، أغار من العمّال الأجانب الذين سيعودون بالتوابيت إلى عائلاتهم بعدما هلكوا في بيروت، وأغار من الجثث التي ذهبت تبحث عن معالم وجوهها في الجنّة...

أغار من كل جريح وجريحة، أغار من كل شخص كان قريباً من الكارثة وتركت في جسده ندبة لا تُمحى، أغار من المهلوعين في غبار العصف، وأغار من المغمى عليهم من الخوف... إنني أغار حتى من الكنبات والكراسي والشبابيك المشلّعة في الجميزة ومار مخايل والأشرفية والمتن وكسروان، أغار من المنازل التي تهدّمت معالمها، ومن المحال والمؤسسات المشوّهة، وأغار من المكاتب التي تبعثرت أوراقها، ومن الأعمدة التي تقطّعت أسلاكها، ومن السيارات المحطّمة، ومن الزفت الذي احتضن دماء الجرحى.

لماذا لم تقتليني يا بيروت مثلي مثل هؤلاء، لماذا لم تشوّهيني أو تجرحيني أو تدمّري جنى عمري وتعب الأيام؟ لماذا لم تقتليني يا بيروت، وتركتني يا قاسية القلب أمشي على ردم معالمك وزجاج واجهاتك المكسّرة؟ لماذا لم تقتليني حتى ترحميني من أن أراكِ هكذا، مكسورة ومجروحة ومغدورة؟ لماذا لم تقتليني يا بيروت وتجعلي موتي أسهل من العيش بين ركامكِ؟ لماذا لم تقتليني يا بيروت وتجعلي من آخر يوم لي في أحضانكِ رقصة في تابوت أبيض يرتفع بين الزغاريد وزخّات الأرزّ والورود؟". لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا. 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟