صحيفة الأخبار
فيما تحتدِم المعركة الانتخابية في دائرة جبيل ــ كسروان، لا سيما في وجه لائحة التضامن الوطني التي يدعمها حزب الله وحركة أمل، جاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله، خلال المهرجان الانتخابي الذي أقيم أمس في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، ليشكل رافعة للمرشحين «الفدائيين» في هذه الدائرة. لم تكُن رسائل السيد نصرالله الانتخابية موجهة لفريق واحد، بل كانت للخصوم والحلفاء معاً.
انطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في المهرجان الانتخابي لدائرة كسروان – جبيل (الذي أقيم في مجمّع سيد الشهداء) من واقعة تعرض ناخبين أفغان لتفجير «داعشي» قبل أيام قليلة أدى إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، للتأكيد أنه «لو كانت يد تنظيم داعش الإرهابي وأخواته مفتوحة في لبنان، لما استطاع أحد أن يُقيم انتخابات ولا مهرجانات انتخابية». وفي هذه المناسبة، التي رأى أن لها «خصوصية»، أوضح أنه مضطر إلى التطرق إلى الأشياء والأشخاص بأسمائها «حتى لا يبقى مجال للالتباس». وأشار إلى أنه حين تحدّث عن خصوصية هذه المنطقة، كان يفتح باباً للحديث عن «العيش الإسلامي – المسيحي».
توجّه السيد نصرالله بكلامه عن هذه الدائرة إلى ثلاث جهات: «الذين نتفق معهم سياسياً واختلفنا معهم انتخابياً أي التيار الوطني الحرّ، والذين نختلف معهم سياسياً وانتخابياً كالقوات والكتائب، وثالثاً من نتفاهم معهم، أي المرشحين على لائحة التضامن، التي ضمّت مرشّح حزب الله وحركة أمل الشيخ حسين زعيتر».
وقال السيد نصرالله «إننا وحركة أمل نؤمن أن لبنان لا يقوم إلا على الشراكة الحقيقية»، وأن «المهم ليس الكلام عن هذه الشراكة بل التعبير عنها بالأفعال». وأضاف «من المفترض أننا انتهينا من فكرة الطائفة القائدة»، مؤكّداً أن «الشيعة لا يفكّرون في ذلك». وإذ أكد سعي الحزب إلى شراكة حقيقية، أعاد نصرالله، تذكير الجمهور بوقائع تلت انتخابات عام 2005، وقال «كان هناك في الشارع المسيحي كلام عن تهميش، وأن قانون الانتخابات هو المدخل للعودة إلى الشراكة». وفي عام 2008 (مؤتمر الدوحة الذي أنتج اتفاق الدوحة)، «حصل نقاش حول قانون الانتخابات، وقال المسيحيون من حلفائنا إن قانون 1960 يناسبنا»، لافتاً إلى «أننا ورئيس مجلس النواب نبيه بري وأصدقاء آخرين ذهبنا إلى الدوحة مع قانون الستين كما طلب أصدقاؤنا المسيحيون».
وأوضح نصرالله أنه «في السنوات الماضية، وحين كانت هناك فرصة تاريخية لقانون الانتخابات، قيل إن القانون الأرثوذكسي هو أفضل من يؤمن تمثيلنا، وقبلنا به رغم اعتراض بعض حلفائنا، وكنّا ذاهبين للتصويت عليه في مجلس النواب، قبل أن تتراجع القوات في حينها». وأكد نصرالله أننا «وافقنا على القانون الحالي لإعطاء أفضل فرصة للتمثيل، علماً بأننا كنا نطالب بقانون نسبي على أساس لبنان دائرة واحدة».
وفي موضوع تصويت المغتربين، شدد نصرالله على أن حزب الله قبل بهذا الطرح رغم تحفّظه عليه، من زاوية التضحية والحرص على المصلحة الوطنية، «علماً بأننا لا نستطيع خوض حملات في الخارج، ولا يمكن لجمهورنا أن يمارس حقّه في التصويت بحريّة».
وفيما شدّد على أن الحزب يريد للمسيحيين أن «يكونوا شركاء حقيقيين ويعبّروا عن أنفسهم بعيداً عن أيّ ظروف قاهرة»، رأى أن «الكلام عن خطة لدى الحزب من أجل القيام بتغيير ديمغرافي في أيّ منطقة لبنانية هو ظالم وتافه وتحريضي ولا يستند إلى دليل». وتابع قائلاً إن «التخويف الدائم من سلاح المقاومة موجود في دائرة جبيل ــ كسروان»، مذكّراً بأن «هذا السلاح أنجز تحرير الأرض، وأن التجربة في لبنان أثبتت أن المقاومة وسلاحها والجيش والاحتضان الشعبي أساس الأمن، في ظل منطقة ملتهبة».
ووصف نصرالله المقاومة بأنها «جزء من نهوض البلد»، مؤكداً للبنانيين وخصوصاً المسيحيين أن «المقاومة عامل أساسي للاستقرار بلبنان»، وأن «الجيش لا ينقصه شيء للدفاع عن لبنان سوى السلاح والإمكانات». وقال «عندما يحصل إشكال بين شيعي ومسيحي في كسروان وجبيل، نعلن حالة الطوارئ، مع أنه حادث طبيعي، لأن هناك من يريد الفتنة والتحريض».
وردّ الأمين العام لحزب الله على تكبير موضوع تقديم رئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش مفتاح كسروان له قائلاً: «مفتاح جبيل وكسروان يجب أن يبقى عند الرئيس ميشال عون وعند بكركي وسيدها، وما قام به حبيش خطوة رمزية، فلا داعي للمزايدات».
وقال نصرالله إن بعض الأطراف السياسية لا يعيش مشروعها «إلا على العصبية الطائفية والمذهبية». وعبّر عن حرصه على دائرة كسروان – جبيل وأهلها ووجودهم فيها وأمنهم والاهتمام بشؤونهم الإنمائية والخدماتية، لافتاً إلى «أن البعض في دائرة جبيل ــ كسروان كان يراهن على العزل، وهذا يعبّر عن سوء في النفس، فالبلد لا يُبنى هكذا».
وأشار إلى أننا «حريصون على الصداقات التي بنيناها في السنوات الماضية»، قائلاً «بعد أيام ستنتهي الانتخابات، وبعدها نحن نحرص على كل الصداقات والتحالفات التي بنيناها، وما حصل في كسروان أحيا لنا صداقات قديمة، ونعتبر أننا ربحنا صداقات جديدة»، شاكراً «الأهالي وكل العائلات الجبيلية والكسروانية التي تقبّلت ودعمت وساندت هذا الترشيح».
وإذ ثمّن عالياً «قرار الوزير السابق جان لوي قرداحي بتشكيل لائحة التضامن، وكذلك قرار أعضاء اللائحة بالانضمام، وهذا بحدّ ذاته خطوة شجاعة»، رأى أن «من يستحق الإشادة أيضاً هو قبول وموافقة أعضاء اللائحة أن يكون بينهم مرشح حركة أمل وحزب الله الشيخ حسين زعيتر رغم كل الضغوط والتهويل، وسنكمل الى ما بعد بعد 6 أيار»، مُعرباً عن أسفه لأن البعض من الخصوم في الدائرة كان يراهن على العزل لمرشح حزب الله وحركة أمل. وأكّد أن «لحزب الله وأمل مرشحاً وحيداً في كسروان وجبيل هو الشيخ حسين زعيتر، وهو مرشح فوق الطاولة، وما يقال عن دعم مرشح آخر تحت الطاولة غير صحيح»، قائلاً «أضمّ صوتي إلى صوت قرداحي بأن لائحة التضامن هي لائحة العهد أيضاً». وختم كلامه مُتمنياً «على الجميع المشاركة الكثيفة في الانتخابات والتصويت بكل اقتناع وضمير».