فنيانوس: لمعالجة مسائل الكثافة السكانية حتى لا نضيع تراثنا وجغرافيتنا وتاريخنا

فنيانوس: لمعالجة مسائل الكثافة السكانية حتى لا نضيع تراثنا وجغرافيتنا وتاريخنا
فنيانوس: لمعالجة مسائل الكثافة السكانية حتى لا نضيع تراثنا وجغرافيتنا وتاريخنا

اطلق وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس اليوم، في الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة ALBA – جامعة البلمند – سن الفيل – الداكونة ورشة عمل لوضع الأطر العامة تحفيزا للبلديات والإتحادات لرسم الخطط الاستراتجية للأقضية وذلك ضمن الخطة الشاملة لترتيب الاراضي اللبنانية، بمشاركة نقابتي المهندسين في بيروت والشمال والاتحادات البلدية وطلاب الجامعة.

بداية تقدم الوزير فنيانوس من الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، بالشكر لتشريفه “برعاية اطلاق ورشة الخطط الاستراتجية للأقضية ضمن الخطة الشاملة لترتيب الاراضي التي تقيمه الاكاديمية”. وقال: “عندما قدمت في المرة الاولى لزيارة هذا الصرح الاكاديمي مثلث العلم والمعرفة والإبداع بناء على طلبي استقبلني اخي الدكتور بخعازي في غرفته مع جمع من الكاترة تحدثنا ثم انتقلنا الى البناء الجديد الذي كان قيد الانشاء، ها نحن اليوم في المبنى الجديد يستقبلني ولنستلهم من خبراتهم في هذا المجال”.

واضاف: “بدأت مظاهر المدينة المنظمة تنظيمها مع اليونان ثم مع الرومان حتى ان بعض المؤرخين ينسبون ابوة التنظيم الى ارسطو”. مشيرا الى ان “علم ترتيب المدن مجموعة من تدابير فنية وإدارية واقتصادية واجتماعية”. مؤكدا ان “ما تقوم به الاكاديمية من ورش عمل ومؤتمرات دائمة ومواكبة للتطور والتقدم في ميادين شتى وفق برنامج مستمر، يقع حتما في إطار تعزيز القدرات على صعيد التخطيط الإستراتيجي الذي نحن اليوم في أمس الحاجة إليه. والكل يعلم ان لبنان بلد صغير، وعدد السكان يزداد، اضافة الى ربع مليون لاجئ بحسب الاحصاء الاخير، ومليون ونصف المليون نازح، في ظل فوضى عارمة من البناء العشوائي والاكتظاظ السكاني، وقضم للجبال وتعد على الشاطئ، وردم للبحر وتلويث للمياه الجوفية والأنهر، بالإضافة إلى نقص حاد في خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي، والمواصلات والنقل ومشاكل بيئية، وأزمات لا تحصى ولا تعد. لذلك تقع علينا مسؤوليات كبيرة، لمعالجة المسائل المتعلقة بالكثافة السكانية وكيفية إستعمال الأراضي. حتى لا نضيع ذرة واحدة من تراثنا وجغرافيتنا وتاريخنا”.

واعتبر ان “اطلاق ورشة العمل اليوم تأتي لوضع الاطر العامة لتحفيز البلديات والاتحادات لرسم الخطط الاستراتجية للأقضية، التي تأتي ضمن الخطة الشاملة لترتيب الاراضي اللبنانية وهي نقطة إنطلاق من شأنها إطلاق النقاش حول أهمية التخطيط الاستراتيجي والتنمية المستدامة في لبنان، وتدور حول الخطة الشاملة لترتيب الأراضي اللبنانية”.

واشار الى ان “اللجنة العلمية في نقابة المهندسين وبتوجيه ودعم من النقيب وضعت برنامجا للتعريف بالخطة الشاملة وتقديم المقترحات حولها وذلك بغية تحديثها لتلائم الوضع الحالي، آخذين بعين الإعتبار المتغيرات التي طرأت خلال الفترة المنصرمة بعد اقرارها. وبذلك نشارك النقابات والمهندسين والجامعات في النقاش والتفكير والتخطيط والتنفيذ. وطرح قضايا الشأن العام ولعب الدور المحوري بين القطاع الخاص والقطاع العام. وبالرغم من ان خطة ترتيب الأراضي اللبنانية أعدت منذ خمسة عشر عاما انما للأسف بقيت دون تنفيذ، ولكن نقابة المهندسين اقامت ورشة عمل كبرى لمعالجة موضوع الخطة وجمعت نخبة من المسؤولين في مجلس الانماء والاعمار ودوائر الدولة وأخصائيين وأساتذة جامعات وأصدرت سلسلة من التوصيات. بعنوان: التنمية الشاملة في لبنان، مسار ورؤية، قراءة في الخطة الشاملة لترتيب الأراضي اللبنانية”.

واضاف فنيانوس ان “وزارة الاشغال لن تكتفي بالرعاية بل ستتابع مع الاكاديمية لتحقيق الاهداف المرجوة وسنقوم بطرح المبادرات، لذلك نطلق اليوم من هذا الصرح الاكاديمي هذه الورشة لمعالجة قضايا النمو العشوائي وغير المتوازن، وفقدان استراتيجية التخطيط وتشويه البيئة والمواقع الطبيعية المميزة والتراث المبني والتفريط بالثروات والموارد الوطنية، لوضع حد لكل المعوقات التي تحد من التنمية في لبنان. وعلينا اليوم التركيز على المتغيرات الأساسية والمستجدات التي طرأت منذ أن تم إعداد الخطة لمعالجة المواضيع التي تحتل موقعا محوريا في إشكالية ترتيب الأراضي وحماية الشواطئ والتمدد المديني والتنقل الحضري. ومراجعة الخطة في ضوء التحولات التي تطرأ على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في لبنان والمنطقة وتحديد المشكلات الأساسية التي ينبغي معالجتها حتى لا تتفاقم نظرا لخطورتها”.

ودعا “التنظيم المدني ونقابة المهندسين إدارات الدولة والبلديات والمجتمع المدني والجامعات لنشر ثقافة التخطيط وإرساء الخطة الإنمائية وطرح القضايا الأساسية المتعلقة بالتنمية المستدامة. من أجل بيئة مبنية وإجتماعية حاضنة للجميع دون تمييز أو تهميش”، آملا أن “يكون أصحاب الشأن يسيرون في الاتجاه الصحيح اليوم، وبالتالي يتأكد ويتكرر مبدأ التفاعل والتمازج القائم على احترام التنوع والخصوصيات للمجتمعات في كل المجالات كما علينا مواكبة كل التطورات في العالم بما ينعكس علينا إيجابا لمواجهة كل التحديات في هذا المجال”.

بدوره، اشار عميد الجامعة الدكتور اندريه بخعازي الى ان “الأكاديمية إلتزمت، منذ تأسيسها سنة 1937، العمل في الحقل الوطني، في خدمة لبنان، مؤازرة السلطات المحلية عبر الدراسات والأبحاث واقتراح الحلول للمشاكل التي تواجهها. كون الأكاديمية الصرح الوحيد في لبنان لتعليم الفنون الجميلة بكامل عناصرها، جعلها تلتزم، عبر السنين، بدورها الوطني الرائد”. لافتا الى إن “عائلة الألبا الكبرى التي تضم الهندسة المعمارية والهندسة الداخلية، التنظيم المدني، التصميم والهندسة البيئية، ساهمت وتساهم بفعالية بالتطور المستدام على كامل مساحة الوطن. وان السينما والتلفزيون، الإعلان، الفنون البصرية والفنون التشكيلية تنمي هي أيضا الحس الوطني بتعاملها مع كل مكونات المجتمع المدني. كما ان فن الأزياء المعبر هو الآخر عن النزعات الحديثة للمجتمعات، يساهم هو أيضا، في العمل الجماعي لتعبيد الطريق نحو مستقبل أفضل”.

وقال: “تفتخر الألبا – جامعة البلمند – وعن حق – بكونها المكان الوحيد الذي يجتمع فيه الطلاب من كافة مدارس الفن، فيعملون ببوتقة فريدة ضمن مناهج مختلفة ومجتمعة ومتداخلة مع بعضها تحت سقف جامعي واحد. ومنذ تبوئي لمسؤولياتي في عمدة الأكاديمية لثماني سنوات خلت، عملت على تكريس وترسيخ رسالة الألبا الوطنية فصارت عنوانا لكل البرامج الثقافية، النظرية والتطبيقية. وكانت للألبا – على مر السنين – جولات كثيرة في الأبحاث المدنية، نتجت عنها منشورات وكتب صارت مرجعا لكل الإختصاصيين والباحثين في التنظيم المدني. ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، الدراسة عن نهر بيروت والدراسة عن منطقة الجميزة”.

واضاف: “في السنوات الأخيرة، لجأت بلديات عدة للألبا لمساعدتها في إيجاد حلول لمشاكلها ووضع رؤيا لمستقبلها، فكانت الدراسات لبلديات راشيا، برج حمود، الدكوانة وبكفيا …الخ. وها هي الألبا اليوم، متسلحة بخصوصيتها الفريدة تشارككم يا معالي الوزير، عبر فريق من الطلاب بإدارة أساتذتهم، في هذه الورشة التي تهدف الى نشر الثقافة المدنية والبيئية في المجتمع والى وضع خريطة طريق لحث الإدارات الرسمية والبلديات على تطبيق المخطط التوجيهي العام وضرورة إستكماله بإصدار المراسيم التطبيقية له”.

وتابع بخعازي: “كما يهدف هذا العمل المشترك الى الحفاظ على تراثنا الثقافي والفني الغني الآيل – للأسف – الى الزوال في خضم هذه الفوضى العمرانية التي نعيش علما ان مساهمتنا ما هي إلا عبارة عن دراسات ومقترحات أكاديمية فقط، ولا تبغي أبدا الحلول مكان المكاتب الهندسية أو التنفيذية. وإن اختياركم للألبا – جامعة البلمند يا معالي الوزير هو وسام نفتخر به ونعتز”، واعدا “الجميع بأن تبقى الألبا مع أساتذتها وطلابها دائمة الحضور للمساهمة الأكاديمية في خدمة المجتمع اللبناني”.

بدورها، المهندسة المعمارية المتخصصة في شؤون التنظيم المدني في جامعة البا سيلفيا يمين اشارت في كلمتها الى ان “الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة هي دائما السباقة في طرح المبادرات والاقتراحات ووضع التصورات والمخططات ولهذا هي اكاديمية الابداعات”، مشيرة الى ان “الهدف من اطلاق هذه الورشة وضع وطننا على خارطة البلدان الحضارية تنظيما وتخطيطا وهندسة بما ينسجم مع تاريخه الحضاري فكريا وانسانيا”.

واكدت ان “ما نقوم به ليس سهلا لكنه غير مستحيل لأننا طلاب تحد وان الاكاديمية هدفها رسم خارطة طريق للطلاب لفهم طبيعة المدن وارتباطها بمحيطها للمحافظة على طابعها المتميز ولخلق انماء مستدام من خلال نقاط عدة ابرزها، العلاقة بالدوائر الرسمية، الاحتكاك بالبلديات واتحادات البلديات، التشاور مع اهل الاختصاص والمعرفة، الوقوف على اراء الناس وفهم المشكلة عمليا والتشخيص الدقيق ووضع الاقتراحات المناسبة لتطوير المخططات التنظيمية”، معتبرة
ان “التخطيط هو الاساس للانماء المتوازن ولا رؤية ذات جدوى إلا إذا كانت مبنية على دراسة وتحليل واقعي وصولا للتخطيط، وقالت ان ما يحصل في لبنان من تشوه هو نتيجة غياب التخطيط من جهة وتجاوز القوانين، وللاسف بالرغم من وضع خطة لترتيب الاراضي إلا إنها لم تستكمل ولو استكملت لشكلت اسس الانطلاق للمخططات التنفيذية للمدن”.

واشارت الى ان “البلديات والاتحادات هي الدافع لإيقاظ الدولة ورفدها بتصور يضع الخطط على السكة السليمة، مثل ما حققته بلديات جزين صيدا دير القمر وجبيل”، معتبرة ان “وزارة الاشغال ابدت استعدادا واحتضنت وبادرت بشخص الوزير فنيانوس المشهود له بكفاءة وقدرة سريعة على الانجاز عند تبنيه اي عمل تطويري انمائي، كما ستتابع الوزارة مع الطلاب لتحقيق نقاط كثيرة من احصاء البلديات التي اعتمدت الخطة الشاملة الى التواصل مع البلديات والاتحادات لفرض تقييم الزامي للمخططات التوجيهية اقله عشر سنوات”.

واكدت انه “بالتخطيط والارادة نستطيع ان نرتقي بوطننا ليكون بمصاف الدول التي تصون ارثها وتراثها وبيئتها لتحقيق الانماء المتوازن”.

بعد ذلك وقع فنيانوس وبخعازي على اتفاقية تعاون، وقدم بخعازي لفنيانوس درعا تقدرية لجهوده ورعايته هذه الورشة.

ثم قدم الطالبان في الاكاديمية جوي مغني وسينتيا ضاهر دراسة معمقة وتحليلية للخطة الشاملة لترتيب الاراضي واضعين اطار اولي للانطلاق وصولا الى تحقيق عمل فعال.

وقدم لهما فنيانوس دروعا تقديرية على هذه الدراسة لترتيب الاراضي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى