استهل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، صباح اليوم، جولته البقاعية بزيارة مقر أزهر البقاع في مجدل عنجر، حيث كان في استقباله مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس ومفتي بعلبك الشيخ خالد الصلح والمسؤولين والطلاب في الأزهر.
وعلى الفور، عقدت خلوة بين الحريري والميس والصلح، جرى خلالها استعراض الأوضاع العامة ولاسيما في منطقة البقاع.
ثم عقد الحريري خلوة مع مونسينيور راشيا الوادي للروم الأرثوذوكس أدوار شحادة في مقر الأزهر، وبحث معه شؤونا بقاعية.
بعد ذلك، عقد لقاء موسعا مع مشايخ دار الفتوى في البقاع والمجلس الاستشاري للأزهر، في حضور الوزير جمال الجراح والنواب: عاصم عراجي، أمين وهبة وزياد القادري، والمرشحين: غسان سكاف، محمد القرعاوي، نزار دلول، حسن الصلح ونادر الحريري.
استهل اللقاء بآيات من القرآن الكريم، ثم تحدث الميس فرحب بالحريري “مكرَّما ومكرما، مكرما من الأحبة ومكرما للأحبة بحضورك. فأنت جئت لتكرم أهلك وأصدقاءك وجمهورك الذي يكرمك وهو سعيد عندما يراك. فحين تعطي الطبيعة إنتاجها يفرح المزارع عندما يجني ما يجني، فخير مقدم إلى البقاع”.
أضاف: “يقال كيف بدأنا بالقرآن الكريم، نبدأ بالتاريخ، ونحن أمة تاريخنا هو الذي أعطانا العظمة المجيدة بأن نعيش مع الآخر وبالآخر، بدليل أن الآخر موجود ولم يغب عن أرضه وبلادك”.
وتابع: “جميل أن نبدأ بتاريخ كبير. حين نصلي على النبي نقول: اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين. والرئيس الشهيد رفيق الحريري لا بد من متابعة له بإحسان، برسالة وبعطاء. فإذا عدنا إلى التاريخ فتاريخه مشرف، وإذا أتينا إلى الواقع، فلدينا الشيخ سعد، وإذا بحثنا عن اسم يناسب هذا الدور لوجدنا أن السعد يلازمك كما تلازم هذا الوطن. فخير مقدم. أنا لا أقول عنك اليوم ضيف البقاع بل مشرف البقاع”.
وختم: “إذا نظرنا إلى التاريخ، فتاريخنا هو الهجرة، وتاريخ الأمم من غيرنا هو الولادة، والهجرة قرار، وأنتم أتيتم لتواصلوا مسيرة الهجرة، وهي صنع القرار. لذلك نرحب بكم في مؤسسة، ممن أرسى قواعدها في التاريخ هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري. له في أحجارها أحجار، وله في رجاله أنصار، فالحجر بيده والنصرة له ولمن تابع المسيرة. فخير مقدم يا حبيبنا”.
ثم رد الحريري قائلا: “أود أن أشكر سماحتك على هذا اللقاء في الأزهر، هذه الجوهرة التي استثمرت فيها طوال هذه السنين، وهو استثمار بالاعتدال الإسلامي الحقيقي، غير ما يصوره البعض. هذا نحن، وهذه هي صورتنا الحقيقية، وهذه هي حقيقة هذه المنطقة الطيبة، المجدل، التي يحاول البعض أن يصورها بغير ما هي عليه. هذه هي حقيقة المجدل، وحقيقة الناس المليئين بالإنسانية والمحبة والسلام”.
أضاف: “لقد مررنا بمرحلة صعبة جدا في هذه المنطقة، لكن الناس لم تخف لأن الله سبحانه وتعالى معها، وسماحتك خير الناس الذين كانوا يقولون دائما كلمة الحق والاعتدال والوسطية، وهذا هو نهجنا، في وقت كان يحاول البعض أن يأخذنا إلى مكان آخر، إلى التعصب والتطرف والخطاب الذي لا يأخذ الأمة إلا إلى مكان لا نرضى به ولا يرضى به الله سبحانه وتعالى”.
وختم: “نحن إن شاء الله مستمرون في هذه المسيرة، مسيرة خير، مسيرة رفيق الحريري رحمه الله، الذي ناضل واستشهد من أجل هذا البلد. ونحن معك مستمرون بإذن الله، ومعنا بالطبع المفتي سليم سوسان”.
الصويري
وفي محطته الثانية، توقف الحريري في بلدة الصويري، حيث قائل : “مشوارنا معا طويل إن شاء الله، لنكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وفي السادس من أيار سنظهر للجميع من هو تيار المستقبل”.
الوكالة الوطنية