برعاية معالي الوزيرة الدكتورة عناية عزالدين نظّم مكتب النقابات والمهن الحرة لحركة أمل في اقليم جبل عامل مؤتمراً طبياً في أوتيل بلاتينيوم، بالتعاون مع اتحاد بلديات قضاء صور وبإشراف وتنظيم مسؤول المهن الحرة في اقليم جبل عامل الدكتور موسى عبّاس، وبحضور نقيب الأطباء في لبنان الدكتورريمون صايغ، مسؤول حركة امل في اقليم جبل عامل المهندس علي اسماعيل ، مسؤول مكتب النقابات المركزي المحامي سامر عاصي، رئيس اتحاد بلديات صور المهندس حسن دبوق، رئيس مصلحة الصحة في الجنوب الدكتور حسن علوية، مدراء المستشفيات الحكومية ورؤساء مجالس الادارة في مستشفى اللبناني الايطالي، جبل عامل وحيرام، وحشد من الاطباء والمختصين في الشأن الطبي.
وقالت راعية المؤتمر الوزيرة عناية عز الدين كلمة قالت فيها:” كل الشكر لكم على هذه الفرصة التي منحتموني اياها لاكون بينكم هنا في هذا المؤتمر الطبي حيث تجمعنا المهنة الرسالة، الطب . المهنة التي نتعاطى من خلالها مع الانسان وهو في اشد لحظات الضعف والامل في ان معا . نقترب من وجعه والمه ونشهد شفاءه ورجاءه وفرحه وفي كثير من الاحيان اخفاقه واحباطه.
والحق يقال ايها الزملاء ان الانخراط في العمل السياسي في لبنان فيه الكثير من المساحة المشتركة مع عملنا كاطباء. في العمق لا تختلف السياسة عن الطب لناحية انها معنية بالانسان وحياته ووجوده ومصيره فاما ان يكون السياسيون اطباء انسانيين يدركون حساسية المسؤولية التي يتولونها ويشخصون ويعالجون مشاكل الوطن واما يتحول السياسيون الى “تجار وطن ” كما قال الامام المغيب سماحة السيد موسى الصدر ولاننا تلامذة هذا العظيم ولاننا من رواد مدرسته فاننا نخوض في غمار السياسة على اختلاف مستوياتها الحركية او الحزبية او الوزارية او النيابية لاجل الانسان “.
وتابعت عز الدين:” مسيرة الامام الصدر قدمت نموذجا راقيا ورائدا ومختلفا في العمل السياسي اللبناني . السياسة معه كانت مقاومة للمحتل دون هوادة وكانت مواجهة للحرمان دون تردد وكانت خدمة للناس ، كل الناس على اختلاف انتماءاتهم المذهبية والطائفية والسياسية.
السياسة عند الامام موسى الصدر كانت الدعوة للحوار كعلاج جذري للازمات والمشكلات وكانت رفضاً للمساس بالسلم الاهلي تحت اي حجة كانت. لذلك نحن في حركة امل ابناء هذا النهج الذي استكمله دولة الرئيس نبيه بري، نرفض التلاعب بالثوابت الوطنية من اجل زيادة اصوات من هنا او هناك في معركة انتخابية ونرفض اثارة الغرائز والنعرات للتعويض عن الفشل والتقصير.
نحن ابناء حركة امل مع اخواننا في حزب الله وفي هذا الجنوب النوار قدمنا ومنذ التحرير نموذجا تاريخيا تأسيسيا للعيش معا. وللانصاف وجدنا في اخوتنا المسيحيين كما المسلمين السنة والدروز خير شريك في مسيرة الوحدة الوطنية وتقاسمنا سوية لقمة العيش وشتلة التبغ وبئر الماء وسرير المستشفى ومقعد الدراسة . وبذلك تجاوزنا كل اثار الاحتلال الاثيم . ونحن اليوم نملك كل الاصرار وكل العزيمة على استكمال هذا النهج وعلى تطوير التجربة لتصبح حجة على كل اللبنانيين .
ويحزننا ان البعض يستهل، وبخفة لا تحتمل، افتعال مشاكل بين اهالي هذه المنطقة وخلق حزازات غير موجودة عجز العدو عن زرعها في ارضنا التي ستبقى عصية على الفتن.
ايها الاخوة ان الاوطان لا تبنى الا بالشراكة والمحبة والتنازلات المتبادلة وكل تجارب الجشع للسلطة واقصاء الاخر ورفض مد اليد منيت بالفشل الذريع في هذا الوطن الصغير ولكنها وللاسف كلفت الكثير من التضحيات والخسائر التي لم تستثن احد .فحذار من المغامرات غير المحسوبة ومن المساس بالخطوط الحمر وعلى رأسها العيش المشترك والوحدة الوطنية والانماء المتوازن.
هذا الانماء المأمول يأتي في صلب فهمنا للعملية السياسية وفي صلب ممارستنا لها منذ فتح الامام الصدر هذا المسار عند تأسيسه لحركة المحرومين وصولا الى المعارك التي خاضها دولة الرئيس نبيه بري من اجل وضع الجنوب على خارطة الانماء . وعندما نقول معركة لا نبالغ .لان الامر تتطلب مواجهة مع رعاة وحراس بنية اقتصادية ومالية حكمت لبنان منذ ما قبل الاستقلال ولم يكن تهميش الجنوب في هذا السياق امرا عفويا وغير مقصود . لقد كان قرارا اخذ عن سابق اصرار وترصد . وللاسف فاننا لا زلنا حتى اليوم نعاني من تراكمات هذا الاهمال وهذا الحرمان لاجل لك وعلى الرغم من كل الانجازات فان الجنوب لا يزال يحتاج للكثير من المشاريع ولتطوير ما بدأ منها وهذا ما نتعهد القيام به خلال السنوات الاربعة القادمة.
لاشك في ان ايلاء القطاع الصحي اهتماما واهمية واولوية انما هو خيار يصب في قلب العملية التنموية . فقد وضع الهدف الصحي ثالثا ضمن اهداف التمنية المستدامة 2030 كما ان منظمة الصحة العالمية اعتبرت الهدف الصحي هو قلب الاهداف الاخرى وذلك لمركزيته وارتباطه بكل المجالات الحياتية . وقد اثبتت تجارب الحكومات الجدية في العالم ان تحسن القطاع الصحي ينعكس ايجابا على مستويات التنمية كافة واحد اهم مؤشرات النهضة الصحية هو العمل على ايصال الخدمات الصحية بالتساوي لكل مواطن . وهذا الهدف يتطلب شراكة بين كافة الاطراف الفاعلة من قطاع عام وقطاع خاص ومجتمع مدني اهلي وسلطات محلية وجهاز العاملين في القطاع الصحي وعلى رأسهم الاطباء .
وختمت عز الدين ” لا يخفى عليكم ان وطننا مريض وان العوارض واضحة للمعاين وتنبيء في الكثير من المجالات بمرض مزمن خاصة في المجال الاقتصادي والمالي اضافة الى ازمة النظام الطائفي الذي وصل الى حالة استعصاء كبيرة والانتخابات النيابية المقبلة استحقاق وطني كبير وهي فرصة اما لجعل المرض المزمن غير قابل للشفاء واما لتجديد الثقة بخيار التنمية والتحرير واعطائه دفعا لتحقيق المزيد من الاهداف التنموية والسياسية التي نعمل عليها منذ الامام الصدر وحتى الان .موعدنا في 6 ايار وكلنا امل بان من يشخص امراض الناس ويصف لهم العلاج هو الاقدر على تشخيص امراض الوطن واختيار العلاج الملائم من خلال صندوقة الاقتراع “.
nbn