أفضل تعبير عن أهمية زيارة وزير الخارجية الفرنسي بيروت وصفه للحشد الاعلامي في قصر بسترس أثناء مؤتمره الصحافي بصدمته من غابة الميكروفونات..
وأفضل نتيجة لزيارته ومحادثاته تأكيد الدعم الفرنسي للبنان والتشديد على ترجمة مقررات مؤتمر سيدر مع اشتراط القيام بالاصلاحات لاسيما في قطاع الكهرباء..
أما أفضل طلب تقدم به المسؤولون اللبنانيون في المحادثات مع الوزير الفرنسي هو ان تبقى مهمة اليونيفيل من دون تعديل وذلك بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال الاسرائيلي نشر قوات مشاة عند الحدود اللبنانية.
أفضل إشارة الى أهمية أهداف زيارة لودريان هي قول الرئيس ايمانويل ماكرون ان فرنسا لن تسمح بسيطرة الدول وخصوصا تركيا على شرق المتوسط..
وتميزت زيارة لودريان لبنان بلقاءات غير رسمية مع العديد من الشخصيات والمؤسسات ومن بينها الصرح البطريرك الماروني الذي استضاف قمة روحية مسيحية شددت على ان طرح الحياد يهدف الى السلام وليس الى الحرب..
أما في حركات هذا اليوم فبرزت زيارة وفد من حزب القوات اللبنانية للرئيس نبيه بري..
لودريان وصف الازمة الاقتصادية المالية في لبنان بالصعبة وحذر من الفساد.
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"
يوم فرنسي بامتياز في لبنان نجمه جان ايف لودريان
وعنوانه: أيها اللبنانيون ساعدونا نساعدكم.
الوزير الذي اوفدته الأم الحنون إلى بيروت هو أول مسؤول أجنبي على هذا المستوى الرفيع يزور لبنان منذ تشكيل حكومة حسان دياب وتفجر احتجاجات 17 تشرين وظهور جائحة كورونا.
ولذلك فإن الزيارة تشكل خرقا دبلوماسيا مهما وتكتسب أهمية إستثنائية في ظل الظروف المحلية والاقليمية القاتمة.
الشق الأول من زيارة لودريان هو الشق الرسمي وقد شمل لقاءات مع رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة ووزير الخارجية.
في ختام اللقاءات الأربعة توضحت عناوين المحادثات بلسان الوزير الضيف: الوضع في لبنان خطير لكن فرنسا باقية بجانبه شرط السير على درب الاصلاح.
الوزير الفرنسي أكد أيضا الا حل بديلا من صندوق النقد الدولي لخروج لبنان من الأزمة.
وفي السياسة دعوة من رأس الدبلوماسية الفرنسية إلى احترام مبدأ النأي بالنفس عن أزمات المنطقة.
فيما كان لودريان يتنقل من مقر رسمي إلى آخر كانت الفضائح تتوالى: من لعبة الدولار والليرة مرورا بالبنزين والمازوت والكهرباء وصولا إلى المواد الغذائية القاتلة.
في المقابل شمرت وزارة الاقتصاد عن سواعدها وتابع مديرها العام محمد أبو حيدر عمله الميداني فدهم مستودع دجاج فاسد في الزلقا بمؤازرة أمنية بعد حملة مماثلة في زكريت.
أما أزمة كورونا فانبثقت منهاأرقام قياسية للاصابات في آخر تقرير رسمي الأمر الذي دفع وزارة الداخلية إلى طلب معاودة التقيد التام بتدابير السلامة العامة مهددة المخالفين بالتعرض للحبس وفرض الغرامات المالية عليهم كما منعت النرجيلة حتى تنجلي الغيمة الكورونية.
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"
نحن بتنا في حالة من التفشي المجتمعي لوباء كورونا، قالها وزير الصحة حمد حسن آسفا، فيما الشعب المأسوف عليه يمعن بزيادة العبء على نفسه، متمسكا بعاداته الاجتماعية على حساب سلامته الصحية.
عداد الاصابات بات متفلتا، والارقام المعلن عنها اليوم والتي فاقت المئة وستين حالة توضح بعضا من حجم الكارثة، وللحد منها كان قرار لجنة ادارة الكوارث في الجنوب بعزل بعض القرى والبلدات ، عسى ان تنجح الاجراءات بالحد من الانتشار الذي يغطي مختلف المناطق والبيئات.
البلد في منعطف خطير اذا، واخطر ما في الامر ان الاجراءات الفردية وحتى الحكومية دون مستوى الازمة.
في الازمات الموازية فان وباء الاحتكار والسمسرات المتفشي في كل القطاعات بقي مستحكما بمادة المازوت، ولم تفلح الاجراءات الامنية المرافقة للتوزيع بضبط انعطافة الصهاريج الى السوق السوداء.
اما اللحم المسود من العفن والذي يباع للمواطنين من قبل بعض المجرمين، فقد عاد ليظهر وبكثافة في أكثر من مخزن ومحل توزيع ، وبعد مداهمات اول من امس التي نفذتها وزارة الصحة كانت مداهمات وزارة الاقتصاد اليوم وبحصيلة لا تقل خطورة عن سابقاتها.
في السياسة زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ( Jean-Yves Le Drian ) الى بيروت لم تطابق خواطر التحليلات التي سبقتها، ومع انها شكلت اول اختراق دبلوماسي اوروبي للجدران الاميركية المطوقة للحكومة اللبنانية، فلم تخرج الزيارة عن اطار الوعظ والتنظير، وربط الامور بصندوق النقد الدولي، من دون ان يربط بلاده باي التزام بالمساعدة للبنان سوى بالعواطف والرجاء، لكن افضل ما قاله لودريان للبنانيين بعد جولته على الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية، انه عليكم ان تساعدوا انفسكم.
وللاسف تبقى العادات السياسية اللبنانية على حالها، نركض خلف الوعود ونزهد بالموجود، فما وجد من عروض حقيقية صينية وعراقية وايرانية ما زالت جدية جدا، ولا يلزمها سوى بعض الجد والاجتهاد بل الجرأة من بعض المعنيين في لبنان ..
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"
بالإمكان استخلاص ثلاثة شعارات تلخص هذا النهار الطويل:
لا مساعدات من دون إصلاحات
لا سيادة من دون حياد
لا ضبط لكورونا من دون وقاية
الشعاران الأولان أطلقهما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان:
الأول من الخارجية، والثاني أثناء لقائه البطريرك الماروني.
أما الثالث فيستشف من الكلام التحذيري الذي أطلقه وزير الصحة بعد الإنتشار المجتمعي للوباء.
رئيس الديبلوماسية الفرنسية، كان بإمكانه ان يعيد توزيع كلمته أمام مجلس الشيوخ الفرنسي منذ قرابة اسبوعين والتي تضمنت تأنيبا أو " عتبا على قدر المحبة"، فخاطب المسؤولين اللبنانيين مكررا: "ساعدونا لكي نساعدكم... وهذه هي الرسالة في زيارتي ... لا يتوهمن احد ان ثمة بدائل تسمح للبنان بالخروج من أزمته سوى التفاوض مع صندوق النقد الدولي. وأتناول هنا ايضا، ملف اصلاح الكهرباء الذي يعتبر ورشة داخلية، وأقول بوضوح ان ما تم القيام به حتى الآن ليس مشجعا. وأثير ايضا، موضوع مكافحة الفساد، وارى ان مكافحة الفساد والتهريب واستقلالية القضاء وتعزيز الشفافية هي امور اساسية لمستقبل لبنان... فرنسا ستقف دوما إلى جانب لبنان، لكن كي ينجح المسعى، على السلطات اللبنانية أن تؤدي حصتها من العمل".
اللقاء البارز خارج إطار الرسميين كان بين الوزير لودريان والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي... لودريان خاطب الراعي بالقول : لا سيادة من دون حياد ...
أما شعار كورونا، فلا ضبط لتفشي الوباء وارتفاع عدد الإصابات من دون الوقاية، وهذا ما حذر منه اليوم وزير الصحة متحدثا عن مؤشر خطير بعدما بلغت الإصابات اليوم مئة وستة وخمسين إصابة
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"
خلاصة زيارة وزير الخارجية الفرنسية للبنان في يومها الأول: ساعدوا أنفسكم لكي تساعدكم فرنسا وشركاؤها، ولا يتوهمن احد ان ثمة بدائل تسمح للبنان بالخروج من أزمته سوى التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
وفي المقابل، سمع جان إيف لودريان من رئيس الجمهورية أن صعوبات وعراقيل كثيرة تواجه مكافحة الفساد، خصوصا مع وجود متورطين كثر فيه، يمارسون ضغوطا عديدة لوقف العملية.
ولم يفت رئيس الجمهورية ان يكرر أمام ضيفه الفرنسي، الإشارة إلى التداعيات التي خلفتها الحرب في سوريا على الاقتصاد اللبناني، ولاسيما بعد اغلاق الحدود، وكذلك مسألة النازحين السوريين التي كبدت لبنان خسائر تتجاوز الأربعين مليار دولار وفق المعطيات المتوافرة لدى المنظمات الدولية.
وفي موازاة مواقف الوزير الفرنسي، وزعت السفارة البريطانية في بيروت
نص مقال بقلم الوزير البريطاني لشؤون الشرق الاوسط جايمس CLEVERLY الذي أجرى اليوم اجتماعين افتراضيين مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية، مستعينا في مقاله بشعار نظيره الفرنسي
"ساعدونا لكي نتمكن من مساعدتكم". وإذ أكد أن حجم الأزمة كبير جدا، دعا إلى التصرف بسرعة لمنع لبنان من الانزلاق أكثر في الهاوية.
وبعيدا من التواصل الخارجي مع لبنان، وفي انتظار بلورة النتائج، بعيدا من التحليلات والتأويلات، عاد ملف كورونا ليحتل مرتبة الأولوية في سلم اهتمام اللبنانيين، مع الارتفاع المخيف في عدد الاصابات يوميا، وهو ما دفع بوزير الصحة حمد حسن اليوم إلى التحذير من منعطف خطير، والتنبيه إلى أن هناك حالة من التفشي المجتمعي المحدودة حتى الآن، إنما التي تعتبر مؤشرا سلبيا، مجددا مناشدة الناس التزام اجرائين وقائيين فقط لا غير: المسافة الآمنة، والكمامة.
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"
بين تسلم وتسليم الرسائل من الإليزيه الى بعبدا سلم جان ايف لودريان أمر لبنان للعناية الإلهية متوجها الى اللبنانيين بإرشاد : ساعدوا أنفسكم يساعدكم الرب.
وفي زيارة رفع العتب جال الزائر الفرنسي على المسؤولين مستمعا وسيغادر صفر اليدين وعلى وعود بالإصلاحات وكلام عن إنجازات لا يصرف في صناديق الدول . وزير الخارجية الفرنسي الذي استهل زيارته من بعبدا أوصل أمانة ماكرون الى عون الذي لم يرده خائبا وبادله بالمثل وباستثناء رسائل الود على الخطين معطوفة على معزوفة السرايا ولائحة الإنجازات التي سمعها رئيس الحكومة للوفد الفرنسي فإن مسحا بالسكانر كالذي فاخر به دياب أمام ضيفه لضبط التهريب وتوفير المداخيل أظهر أن قلب فرنسا على لغتها وأن أهم ما حمله لودريان هو خمسون مليون يورو لدعم المدارس الفرنكوفونية في لبنان . " واورفوار اي ميرسي" وفي انتظار الترجمة إلى اللغة التي يفهمها الفرنسيون والغرب بمادة الإصلاح فقد اختتم جان إيف لودريان جولته بعظة في بكركي قال فيها للبنانيين أحبوا وطنكم.
وبدعوته السياسيين اللبنانيين الى نأي البلد عن صراعات المنطقة فإن لودريان لم ينأ بنفسه عن الضاحية الجنوبية فتوغل في حارة حريك العاصمة السياسية لحزب الله ودخلها من باب مؤسسة عامل ورئيسها كامل مهنا العامل منذ أربعين عاما على فك النزاعات الإنسانية واستمر الضيف الفرنسي في توزيع الإرشادات من السرايا الى عين التينة فقصر بسترس وبكركي داعيا اللبنانيين إلى الإصلاح وحب الوطن عن يأس قالها لودريان أم عن دراية تامة بشعاب الفساد في لبنان فإن حسابات الغرب لم تنطبق على البيدر اللبناني وخير السياسيين سبقهم في ضرب مؤسسات الدولة وفي تفريغ القوانين المصلحة من مضامينها وآخرها ما أعلنه نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي عن قانون الإثراء غير المشروع الذي يناقش في اللجان المشتركة إذ قال جميعنا موافق على هذا القانون باستثناء المادة الحادية عشرة منه لكن هذه المادة هي من صلب القانون وتنص على محاكمة كل من أخل بالواجبات العامة وإذا ما أطيحت بقصد حماية الفاسد والسارق والمخل بالوظيفة العامة فسيفخخ القانون ويلحق بغيره من القوانين التي أفرغت من محتواها كما حصل بقانون السرية المصرفية أو أطيح بها كما أطيحت آلية التعيينات أما التدقيق الجنائي فلن يكون مصيره أفضل من مصير قانون الإثراء غير المشروع.
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"
لو دريان في بيروت ، كبسة لمخالفين أكثر منها زيارة ممثل دولة كبرى لدولة سيدة ، لقد جاءت خطوة رئيس الدبلوماسية الفرنسية أشبه بعملية دهم نفذها مراقب لمستودع يزور القيمون عليه سلعا ومواد تضر بالشعب وبالشركة.
الشركة هنا تعني الدولة اللبنانية ، بسمعتها وسيادتها وصحة شعبها ومستقبله . و الفرق بين من زارهم لو دريان من أهل الدولة ، ومن دهمهم أمس واليوم رجال الاقتصاد والصحة والجمارك في مستودعاتهم ، أن أهل الدولة كان يعرفون بالكبسة الفرنسية لكنهم لم يحركوا ساكنا ولم يقوموا بأبسط ما عليهم لاستدراج اسباب تخفيفية يحتاجونها ويحتاجها لبنان للخروج من الورطة السوداء التي اوقعوه فيها .
هذا التصرف الرسمي الأرعن اسقط عن الزيارة صفتها الرسمية ، إن لجهة الشكل ام لجهة الخطاب الدبلوماسي وقد خلا من الكلام المنمق الذي يقال في مثل هذه المناسبات وأخذ منحى اتهاميا . والأخطر في التصرف الرسمي انه اسقط كل احتمالات نجاح الزيارة ، لا لامتناع فرنسا عن المساعدة بل لأن السلطة لم تسع لمساعدة فرنسا كي تساعدها ، والخشية ان تنفض فرنسا يدها من لبنان ، وهي رابطه الأخير الباقي بالعالم الحر.
فأهل السلطة عندنا قدموا للوزير الفرنسي الذي يعرف بيضة لبنان وتقشيرته، إنجازاتهم المثيرة للشفقة في مجال الاصلاح: تعيينات إدارية محاصصتية فاشلة، خلافات حول الأرقام منعت تفاهمهم بعد اشهر من المخاض مع صندوق النقد، تدقيق كاذب ومنقوص على المعابر الحدودية، عرقلة التعيينات والتشكيلات القضائية، إلغاء آلية التعيينات بالاجماع في المجلس الدستوري، اما حبتا الكرز على الكعكة العفنة فتمثلت في خطف البلاد بقطار حزب الله نحو الشرق على وقع توتير الحزب الوضع جنوبا عشية الامتحان الصعب للتجديد لليونيفيل. معيب حقا أن نرى الوزير الفرنسي يخرج من جيبه حزمة مساعدات مباشرة للمدارس الفرنكوفونية والمسيحية بسبب تقصير دولتنا عن القيام بالاصلاحات المطلوبة منها منذ سنوات، بدلا من أن تكون زيارة لودريان لتدشين مشاريع سيدر واستثماراته وأمواله. لو دريان الباحث عن الاصلاح و السيادة وعن حياد لبنان وعن النظرة الواعية لجوهر قيام لبنان الكبير، توجه الى بكركي حيث شكا، الى البطريرك الشاكي، ما يرتكبه المسؤولون اللبنانيون بحق وطنهم وقد ابتلت أكتاف الرجلين بدموع الأسى على الفرص الضائعة، فكلاهما يعرف أن شرْطي النهوض والانقاذ هما الاصلاح الممنوع والحياد المسلوب، والنتيجة شعب جائع ووطن مصلوب