أكدت عقيلة رئيس مجلس النواب اللبناني، رندى عاصي بري، خلال احتفال لمناسبة الذكرى السنوية لشهداء مجزرة قانا، في قاعة الشهداء- بلدة قانا، اننا “لا نقول كلمة عيش مشترك لتذكير بعضنا انه يجيب ان نعيش سوياً، بل لأن هناك ناس تركز على عيش مشترك وعيش غير مشترك أما لغتنا فهي وحدة وطنية فقط”.
وجاء في كلمة بري: “نعود الى قانا قبلتنا وعزتنا ومحط رحالنا ومخدع راحتنا وسكينة أوجاعنا، نعود حيث الربيع والفراشات ترسم جدارية الحياة بريشة البراءة والأطفال، من أمام محكمة الشهداء الذين حكم عليهم جيش العدو الإسرائيلي بالموت رمياً بقذائف المدفعية الإسرائيلي في مثل هذا اليوم من ربيع نيسان 1996 والذي لم يرتوي الجزار يومها من براءة الأطفال فيها فأعاد الكرة بعد 10 أعوام في صيف 2006 ولكن هذه المرة رمياً بصواريخ الطائرات وفي حضرة عائلات الشهداء نجدد معكم القسم والوعد بأن تبقى قانا اولويتنا وقبلتنا، فزمن السكوت والإذعان بإرهاب الدولة في اسرائيل قد انتهى في غير رجعة ولو بقينا وحدنا في الساحات ولو سلك الكل طريق الإستسلام فقانا التي لم تكن الوحيدة وحدها في ذاك النهار فقد سبقتها الى جنجلة الشهادة الكثير من القرى والمدن في لبنان وسوريا وفلسطينَ ومصر، فها هي دير ياسين وكفر قاسم وجنين وحي الشجاعية وبحر البقر ومسرح أبو زعبل وحولا وكونين وحانين وبنت جبيل والخيام والعباسية والفاكهاني وصبرا وشاتيلا ومروحين وعيناتا وصريفا وعيترون الى غزة الشاهدة والشهيدة والتي تصلب على طريق العودة كل نهار فالسفاح واحد والفكر واحد والمجرم واحد مهما تغيرت الأسماء والأزمان ومهما سقطت دول حقوق الإنسان ومجلس الأمم في بازار الحفاظ على الكراسي والعروش وشراء الأمن مقابل نهب الثروات”.
وأضافت برّي: “الحضور الكريم ذوو الشهداء سوف استحضر بدايةً ما قاله الصحافي البريطاني روبرت فيسك عندما سمع بخبر رحيل المجرم شيمون بيريز في العام 2016، حيث رفض فيسك وصف بيريز بصانع السلام وقال في مقال له في جريدة الإندبندتن حين سمع العالم عن وفاة بيريز قيل عنه صانع سلام لكنني حينما علمت بوفاته فكرت بالدماء والنار والذبح، ويضيف، إن نتائج الأعمال التي قام فيها بيريز في مسيرته كانت تمزيق الأطفال وصياح اللائجين والجثث المحروقة، كما ذكر فيسك في مقاله في مجزرة قانا في نيسان 1996 والتي حصلت حينما كان بيريز رئيساً للحكومة الإسرائيلية أنذاك وسقط في هذه المجزرة 106 شهداء نصفهم من الأطفال، وأضاف كنت ضمن موكب للأمم المتحدة خارج القرية اللبنانية مرت القذائف فوق رؤوسنا بإتجاه مخيم اللاجئين الواقع أسفلنا واستمرت ل15 دقيقة، وبيريز كان يريد رفع مؤهلاته العسكرية من خلال الإعتداء على لبنان قبل يوم من الإنتخابات، ووصف كلام بيريز الذي اعقب مجزرة قانا بالكذب، قائلاً احصوا في المرة القادمة كم مرة سترد كلمة سلام في كلمة بيريز ثم إحصوا كم مرة ستذكر فيها كلمة قانا”.
وتابعت: “إنطلاقاً من كلمة فيسك نستطيع ان نوقن ان العرب لم يجيروا سلاح الاعلام لمصلحة قضيتهم بل للإقتصاص من بعضهم، ويزكون التفرفة بين بعضهم، وبنفخون احياناً في نار الفتنة بدل إطفاءها أما اذا كانت المسألة بين اسرائيل والعرب نرى ان التغطية على الحدث تختلف والإضاءة على الجريمة تهفت الى حد لا اريد ان اعبر عنه الأن، فالسؤال الكبير اين هو اعلامنا العربي من القضايا والمسلمات العربية والتاريخية اقول واطالب الحكومة اللبنانية القادمة التي ستتشكل بعد الإنتخابات واحملها معكم المسؤولية حول ضرورة تحريك ملف مقاضاة اسرائيل والذهاب به بعيداً حتى ينال المجرمون القصاص العادل، كما لا يفوتني في هذا المجال ضرورة ان تعمم وزارة التربية والتعليم العالي على المعلمين والاساتذة الخاصة والرسمية بأن يكون الثامن عشر من نيسان يوماً للإضاءة على المجازر التي ارتكبتها اسرائيل في لبنان كي لا ننسى و لا نضيّع البوصلة”.
وأردفت: “في وطأة الإشتعال السياسي، كلنا نرى المشهد المؤسف ولا نرى أحداً الا وهو ممتعضاً، والأمر المؤسف لنا ان نرى أهالينا يرون هكذا مشهد، ما كان هذا ننتظره في هذا العصر وفي هذا الزمن من كل ما يدور في ساحة الإنتخابات والترويج لها، نتيجة ذلك كله وكأن قانا جاءت في وقتٍ لتذكر بأن القضايا المماثلة والمجازر لا تعلو عليها اي قضية مهما علا شأنها فمن يرتبط بذاكرته وعقله وفكره بهذا النهج تصغر كل الأمور الاخرى أمامها وتهون كل المسائل بعدها”.
وأضافت: “في هذا أود أن أؤكد معكم الى انه نتيجة اقتراب الانتخابات النيابية، إسمحو لي من خلال هذا الموقع الذي مثل على الدوام عنواناً لوحدة الصف والعيش المشترك والوحدة، نحن نقول عيش مشترك ليس لتذكير بعضنا انه يجيب ان نعيش سوياً، لأن هناك أناس تركز على عيش مشترك وعيش غير مشترك أما لغتنا فهي وحدة وطنية فقط، ليس لنا مذهب او طائفة أو دين نحن نؤمن بالإنسانية، ورمز موسى الصدر الذي نقف امامه وننحني هو رمز للإنسانية، تكفي هذه التضحية وهذا الصمود وتكفي مئات وملايين الناس التي لا زالت تؤمن ان هذه الأرض مقدسة وانها ارض الانبياء ومهد الديانات وعلينا ان نحافظ ونحرص عليها لنسلمها للأجيال أمانةً حقيقيةً صادقةً اياّ كانت المعوقات والظروف سنكون دائماً لها وان نتصدى، لأنه لا يمكن ان نسمح بعد ان تمد اسرائيل يدها على شبرٍ او جبة تراب او كما قال دولة الرئيس على نقطة ماء، كيف لنا شحد الهمم هذه المرة لصندوق الإقتراع ليس من اجل الخيارات فقط التي دائماً تعودنا عليها، نحن امام مفترق صعب، سمعنا الكثير من الترددات التي كنا نتمنى ان لا نسمعها لكن والحال كذلك او بغير ذلك أحبائي نحن مدعوون لإسقاط كل الأصوات كل إسم مسجل على لوائح الشطب من أي عمر من أي سن يجب ان يدلي بصوته اذا كنا فعلاً صادقين واذا كنا فعلاً نريد ان نحمل شمعةً نضيء فيها قانا ونعيد لحقوق الإنسان شرعته الحقيقية، أنتم ستعيدونها ومع كل من يحب لبنان وقانا وشرف لبنان أود ان أذكر كل من يحاول ان ينسي اللبنانين، في قانا للمرة الاولى صرخ العالم بأقسى صوته لا للمجزرة التي قامت ولكن بعد ذلك قامت أصوات ومقالات وكتب تقول لهم إخفتوا اصواتكم، إذاً علينا مهمة دائماً صعبة ومستمرة وبإسمكم جميعاً أود من هنا ومن خلال هذا المنبر منذ 22عاماً حتى لبنان واللبنانيين من جميع المناطق كانوا مع قانا وكانوا يرسلون جميع ول أنواع المساعدات بإستمرار من الصباح الى اخر المساء دون ان يعرفوا الجنوب ودون أن يعودوا للجنوب كانت قانا في ضميرهم وعيونهم، لا نريد ان نكرر ما يمكن ان يحدث”.
وختمت بري: “أرجو ان نحول هذا الإستحقاق في كافة المدن والبلدات والقرى في الجنوب التي تعزز مناخات الوحدة الوطنية، وأنا أتحدث هذه المرة بجرح ، نحن الذين نريد تعزيز الوحدة الوطنية وقد عملنا عليها واثبت دولة الرئيس بري انه الحصن الحصين للوحدة الوطنية ولن يسمح بإختراقها، فكل صوت في الجنوب مسؤول عن دماء الشهداء والأطفال والنساء، دمائهم أمانة في أعناقنا جميعاً فإحرصوا على الوفاء لهم ومن يحمل رسالتهم، وعهدنا لقانا ان لا ننسى ولا نهدأ حتى قيامة لبنان كل لبنان”.