اعتبر رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية أن "الأزمة التي يعيشها لبنان هي نتيجة تراكم سنين طويلة من النظام الاقتصادي القائم، و الحصار الاقتصادي المفروض علىى لبنان هو لكونه دولة ممانعة"، مؤكداً أنّ "الضغط الأميركي على لبنان يتم اليوم من خلال صندوق النقد الدولي وشروطه".
وفي حديث عبر قناة "الميادين"، رأى فرنجية أنّ "السياسة المالية هي التي سببت الانهيار لكن ثمة جهات تستثمر الوضع للضغط على المقاومة وسوريا"، وقال: "لا نؤيد استثناء الشرائح الرئيسية في البلد انطلاقاً من تجربة الاضطهاد التي عشناها كمسيحيين، ونحن مع الدولة المدنية ضمن إطار الوفاق الوطني وأي طرح يخل بهذا الوفاق هو غير مناسب في المرحلة الحالية".
وأشار إلى أنه "إذا أردنا إنجاز أي تعديل في الطائف يجب أن يتم ذلك بالتوافق وليس بالتحدي، فالتركيبة اللبنانية التي أدت إلى الطائف أظهرت ان البلد لا يحكم بـ3 رؤوس".
ولفت إلى أن "هناك ثغرة في الطائف يجب تعديلها بالتوافق على اعادة النظر في صلاحيات الرئيس"، مؤكداً أنّ "ابعاد الامور الاستفزازية التي تؤدي إلى نزاع وطني هو أمر من مسؤولية الجميع، فنحن همّنا الأساسي ألا نصل إلى حرب أهلية إذ اننا مقبلون على مرحلة خطيرة، عنوانها الجوع وعلينا تجاوزها من دون التخلي عن الثوابت".
من جهة أخرى، أكد فرنجية أنه "لن يقفز من مركب الممانعة وخصوصا ان لا قيمة للمراكب الأخرى"، معتبراً ان "الوقت اليوم هو للمعالجة، والبعض في فريق 8 آذار يريدون تصفية حسابات على حساب المرحلة السابقة انما الوقت هو للمعالجة وليس للمحاسبة وعندما يستقر الوضع نستطيع ان نلجأ للمحاسبة السياسية". وأضاف "خسرنا الكثير من الرأي لعام لأننا التهينا بالمحاسبة السياسية".
وقال: "لن أتخلى عن حلفائي، ولن أتخلى عن الحكومة حتى ولو سأدفع الثمن إلى جانبهم إلا أن لي رأيي بالموضوع الاقتصادي فإن ما يحصل غي مقبول". وتابع: "قناعاتي المتجذرة في محور المقاومة لا تتعارض مع كوني منفتح ووفاقي، نحن أهل حوار ونعارض إلغاء أي فريق أو طائفة".
وأردف: "يهمني أن يكون رئيس جمهورية لبنان حليفاً لمحور المقاومة والظروف هي التي تقرر اسم الرئيس. ما يهمنا هو ان يكون رئيس الجمهورية من فريقنا السياسي بمعزل عمن يكون".
وأوضح فرنجية انه "موازين القوى تغيّرت ما بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، وهناك فريق يريد إزاحة كل المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية مع العلم أن الأمر مرتبط بالظروف"، معتبراً ان "هذه الحكومة ميثاقية لكن التمثيل السنّي فيها ليس صحيّاً لكن يمكن ان نجعله ميثاقيا من خلال بعض الانفتاح".
وكشف فرنجية عن "ورود معلومات عن تحركات أمنية غير مريحة في كل لبنان"، مؤكداً أنه "يجب على الحكومة ان تولي الامن السياسي والاجتماعي أهمية كبيرة لا سيما في طرابلس وعكار"، كما شدّد على انه "كنا وسنبقى مع العيش المشترك في لبنان ونحن نعتبر ان طرابلس هي جزء من الكيان اللبناني".
وعن العلاقات مع سوريا، اعتبر فرنجية انه "يجب اعادة فتح العلاقات مع سوريا، وقانون قيصر هو وسيلة ضغط لكن ما يهمنا هو مصلحة لبنان التي يهمنا ان يكون منفتحا". وقال: "سوريا هي الرئة الاسياسية للبنان ويجب ان نكون بأفضل العلاقات التجارية والسياسية واليومية معها، وقانون قيصر أغلق الابواب أمام عودة النازحين السوريين".