أكد اللقاء الوطني المؤكد في أهمية الاستقرار الأمني ومعالجة الخلافات والتصدي لمحاولات احداث الفتن لكنه لم يتخذ قرارات في ما يتعلق بالآفة المالية -المعيشية..
اللقاء الوطني شدد على مكافحة الارهاب لكنه لم يتخذ أي قرار في مكافحة الفساد ومؤامرة الدولار والجوع..
حضر اللقاء الوطني أحد عشر مسؤولا من أصل عشرين مدعوا وبين الحاضرين الرئيس ميشال سليمان الذي تميز بالتمسك بمقررات الحوارات السابقة التي لم تنفذ..
اللقاء الوطني شكل حوار الضرورة في غياب أصحاب الضرورة من الفاعليات اللبنانية ذات الأوزان الكبيرة..
وأعقبت اللقاء في القصر الجمهوري جلسة لمجلس الوزراء في السراي الكبير وكلام لرئيس الحكومة عن مؤامرة الدولار..
ووسط كل ذلك لا دعم للبنان من أي شقيق أو صديق فوزير الخارجية الاميركي قال ان بلاده مستعدة للتعاون مع حكومة تحقق الإصلاح ولم يقل الحكومة ووزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية قال إن بلاده لن تساعد لبنان إلا إذا غابت الدويلة لمصلحة الدولة.
وفي معلومات لتلفزيون لبنان ان الثورة تحضر لتحرك كبير في وسط بيروت وسائر المناطق في عطلة الاسبوع في وقت قفز سعر الدولار في السوق السوداء الى أكثر من سبعة آلاف ليرة..
اذن الرئيس عون فتح اليوم الباب أمام حوار حول كل المواضيع الاساسية في البلاد وابرزها موضوع تطوير النظام الذي ورد في الفقرة الخامسة من بيان اللقاء الوطني وهذا الأمر في ظل غياب الجهات التي قاطعت اللقاء ما يعني أن الرئيس مصر على فتح هذا الحوار في المستقبل القريب لأنه يرى فيه السبيل الوحيد لتطوير النظام سواء كانت المعارضة أو لم تكن. فماذا في تفاصيل اللقاء الوطني الذي لم يأت كما تمنى رئيس الجمهورية مؤتمر إنقاذ.
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"
رغم مقاطعة المقاطعين انعقد حوار 25 حزيران في قصر بعبدا بنصاب من لبى الدعوة من قوى سياسية ونيابية وحزبية.
كلمتان افتتاحيتان لرئيسي الجمهورية والحكومة في بداية اللقاء الوطني وبعض المداخلات خلاله... كلها تمحورت حول ضرورة كسر أنياب الفتنة وتحصين السلم الأهلي.
اما رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعدما استمع إلى مداخلات الحاضرين أعاد بشكل معجل مكرر ما قاله أمام الاجتماع الطارىء لقيادات حركة أمل قبل ساعات من اللقاء الوطني فاعتبر أنه لا يمكن فصل الأمن عن السياسة وجدد المطالبة بإعلان حالة طوارىء مالية وتركيز الحكومة على الإصلاحات.
وفي البيان الختامي كانت بصمات الرئيس بري واضحة ضمن فقرة التأكيد على حقوق المودعين فيما شدد البيان على أن الاستقرار الأمني هو أساس لا بل شرط للاستقرار السياسي والاقتصادي والمالي والنقدي.
وفيه أيضا أن التصدي للفتنة والشحن الطائفي والمذهبي تحضيرا للفوضى هو مسؤولية جماعية تتشارك فيها كل عناصر المجتمع ومكوناته السياسية.
في قاعة الاجتماع سجال ضلعاه: ميشال سليمان من جهة وإيلي الفرزلي ومحمد رعد من جهة ثانية أما محوره فكان اعلان بعبدا والمقاومة.
لكن نائب رئيس مجلس النواب حرص بعد انتهاء أعمال اللقاء الوطني على التخفيف من حدة السجال مركزا على ان المهم هو تحصين السلم الأهلي.
اللقاء الوطني الذي عقد في قصر بعبدا لم يحجب الأضواء عن المواقف القوية والصريحة التي أطلقها الرئيس بري قبيل اللقاء.
هذه المواقف جاءت بمثابة خارطة طريق لمواجهة المخاطر المحدقة بلبنان داخليا وإقليميا.
ومن هنا جاء تشبيهه ما يجري بالاجتياح الإسرائيلي عام 82 وتحذيره من قانون قيصر وتأكيده الوقوف بجانب من وقف مع لبنان ومقاومته يوم عز الوقوف.
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"
لعله كان يكفي أن توزع كلمات الحاضرين، حتى يفهم المأزق الذي يعيش فيه البلد... فما حصل اليوم في قصر بعبدا ليس تحاورا، بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل إلقاء لكلمات، لم تجمع في نهاية اللقاء ليستخلص منها بيان، بل ان البيان الختامي كان معدا سلفا، وترتيبه بين الكلمات أنه جاء اخيرا...
كل الكلمات كانت مهمة، وكل كلمة حملت رسالة وجهها قائلها إلى الآخرين:
الرئيس ميشال سليمان الذي كان الوحيد من خارج السلطة القائمة والموالاة، لم يحضر اللقاء إلا للتذكير بإعلان بعبدا... إنتظر سبعة أعوام، وهو عمر إعلان بعبدا، حين تم في جلسة الحوار الأخيرة في عهده، ليخاطب ممثل الحزب على الطاولة النائب محمد رعد ويقول له: "لقد نقض الحزب إعلان بعبدا"... فرد رعد: "لماذا العودة الى الماضي والخلافات حول هذا الموضوع؟". سليمان تحفظ على كل البيان الختامي.
رسالة رئيس الجمهورية في كلمته كانت: لقد لامسنا أجواء الحرب الأهلية بشكل مقلق
رسالة رئيس الحكومة حسان دياب كانت الأقسى حيث خاطب المجتمعين: الناس لم يعد يهمهم ما نقول. يهمهم فقط ماذا سنفعل. وأنا أقر وأعترف: ليس لكلامنا أي قيمة إذا لم نترجمه إلى أفعال.
رسالة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، انتقاد سلس للحكومة حيث خاطب رئيسها قائلا: " بصراحة، دولة الرئيس، هناك انخفاض ملحوظ في انتاجية الحكومة.
أما الرسالة الأبرز ففي البيان الختامي ولاسيما في الفقرة الخامسة منه التي تحدثت عن "... التطوير الواجب اعتماده في نظامنا السياسي ليكون أكثر قابلية للحياة والانتاج وذلك في إطار تطبيق الدستور وتطويره لناحية سد الثغرات فيه وتنفيذ ما لم يتحقق من وثيقة الوفاق الوطني."
مصادر بعبدا أكدت ان الاساس هو فتح باب الحوار حول المواضيع الاساسية في البلد ،وكذلك فتح الحوار حول تطوير النظام للمرة الأولى عبر هذه الفقرة من البيان الختامي للقاء. وتضيف المصادر ان باب الحوار فتح على رغم المقاطعة، ما يؤكد اهمية اللقاء الذي ركز على الوضع الامني وانتقل لمعالجة امور اشد اهمية.
يبقى السؤال: هل الظروف الراهنة هي توقيت ملائم لفتح الحوار حول تطوير النظام؟ هل في وقت تتلاحق فيه الأعباء: من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، إلى جنون الأسواق وتفلت الدولار، إلى حراك الشارع التي يتذبذب صعودا وهبوطا كالبورصة، إلى جائحة كورونا التي تجعل البلد يعيش كل يوم بيومه مع بورصة الإصابات صعودا وهبوطا أيضا... في هذه الأجواء، وتحت أثقال هذه الأعباء، " آخر هم " عند اللبنانيين مجرد التفكير بتطوير النظام، فمن يخوض صراع بقاء يضع جانبا تطوير النظام. "
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"
بغض النظر عن التشويش السياسي المفتعل والمعتاد، نجحت بعبدا في إيصال رسالتها الوحدوية إلى جميع اللبنانيين، لأن "ما جرى في الشارع في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في طرابلس وبيروت وعين الرمانة، يجب أن يكون إنذارا لنا جميعا للتنبه من الأخطار الأمنية التي قرعت أبواب الفتنة من باب المطالب الاجتماعية"، كما حذر رئيس الجمهورية... "فالاختلاف السياسي صحي وفي أساس الحياة الديمقراطية، ولكن يبقى سقفه السلم الأهلي الذي لا يجوز تجاوزه... ومهما علت حرارة الخطابات لا يجب أن نسمح لأي شرارة أن تنطلق منها، فإطفاء النار ليس بسهولة إشعالها، خصوصا إذا خرجت عن السيطرة... وهذه مسؤوليتنا جميعا، الحاضرين والمتغيبين... وهذا هو الخط الاحمر الحقيقي، الذي لن يكون هناك من تساهل مع من يحاول تجاوزه، شدد رئيس البلاد.
لكن، إلى جانب ما سبق، شكل لقاء اليوم مناسبة أطاحت بعقد ومحرمات وهمية كثيرة، سيحاول كثيرون على الارجح اثارة غبار التضليل حولها في الآتي من الأيام... فخطورة المرحلة، بتداعياتها الاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية، إضافة إلى السياسية والأمنية، ستحتم التأسيس على هذا اللقاء "للانطلاق من بحث توافقي، كي نعالج بروح المسؤولية والتفاهم مفاصل الخلافات الكبيرة التي تؤجج انقساماتنا، أقله حول المسائل الكيانية والوجودية"، كما ورد في نص البيان الختامي، "ومنها إلى جانب السبل الآيلة الى معالجة الأزمة الراهنة عبر اعتماد مسار نهائي للإصلاحات، التطوير الواجب اعتماده في نظامنا السياسي ليكون أكثر قابلية للحياة والانتاج، وذلك في إطار تطبيق الدستور وتطويره لناحية سد الثغرات فيه وتنفيذ ما لم يتحقق من وثيقة الوفاق الوطني".
وفي الموازاة، لفتت المتابعين الصراحة التي خاطب بها رئيس تكتل لبنان القوي رئيس الحكومة خلال اللقاء، خصوصا حول ما اعتبره "انخفاضا ملحوظا في انتاجية الحكومة"، محذرا من أنها "كما الدراجة الهوائية، تقع في أي لحظة تتوقف فيها عن الحراك". وشدد باسيل في سياق آخر على "إمكانية التحاور حول إعادة تحديد موقع لبنان ودوره تمسكا بهما، من خلال تضامن داخلي يمكننا من إسقاط المؤامرة التي تستهدف الصيغة والميثاق وبالتالي الكيان"... ورأى باسيل الا شيئ محرما في سبيل ذلك، كبحث الاستراتيجية الدفاعية ومسألة الحدود البرية والبحرية وحماية لبنان وموارده وغير ذلك.
أما رئيس الحكومة حسان دياب، فتحدث باسم اللبنانيين، إذ قال: "لا يهتم اللبنانيون اليوم سوى بأمر واحد: كم بلغ سعر الدولار؟ ولم يعد يهمهم ما نقول، بل فقط ماذا سنفعل".
أما لسان حال الناس، ما خلا البعض المعروف، فهو طبيعيا، التالي: "إفعل دولة الرئيس، وكلنا معك".
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"
لكي يكون السلم الاهلي خطا أحمر، لا يسمح لاحد بتجاوزه، كان اللقاء الوطني في بعبدا، الذي اراده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جامعا، فيما قرر البعض التغيب عن الحضور، لكنهم لن يستطيعوا الغياب عن المسؤولية، لان الانهيار لن يستثني احدا كما قال الرئيس عون، ولا امكانية للانقاذ ان ظل البعض مستسهلا العبث بالامن والشارع متناغما مع بعض الخارج الذي يريد لبنان ساحة لتصفية الحسابات.
ولان ارقام الازمة اكبر من حسابات البعض الضيقة، كانت دعوة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى فتح الابواب امام الجميع للتعاون من اجل وضع خطط عملية سريعة وفورية تنهض بالبلد على قاعدة حفظ سيادته وقراره الوطني، وعدم الرهان الخاطئ والخائب للبعض على التدخلات الخارجية.
وبين التوجه شرقا والمواربة غربا، والتصويب على الحكومة في طي بعض الكلام، كان وضوح الرئيس حسان دياب من ان الناس تريد منا افعالا لا اقوالا، وأن أكثر ما يهمها اليوم سعر صرف الدولار.
دولار ما زال متفلتا من كل عقال، في ازمة مفتعلة كما قالت مصادر السراي الحكومي للمنار. اما البحث في حلول للازمة فتفرض عدم التخلي عن الشرق كما الغرب، بحسب المصادر، التي كشفت عن رسائل صينية تتعلق بمسألة الكهرباء، وأن الحكومة جاهزة للقيام باي امر يؤمن مصلحة لبنان .
كلام يبدو انه سمع اميركيا، وزاد الحنق والخشية من خطوة تكسر طوقهم المفروض على اقتصاد اللبنانيين ولقمة عيشهم، فتنقل منبر التهجم والتصويب على لبنان في الخارجية الاميركية حتى وصل الى الوزير مايك بومبيو، وبالتزامن كانت جوقته من نظرائه الخليجيين، وقبلهم من سياسيين واعلاميين محليين.
ومن يريد من اللبنانيين ان يعرف نجاعة التوجه شرقا ضمن مجموعة خيارات اقتصادية جدية، فليحلل، بل يكفيه الاستماع لعويل الجوقة الاميركية..
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"
هو حوار كان بالإمكان تفاديه تجنب خيباته بحضوره ومقرراته كان له ألا ينعقد نظرا الى الأضرار الناجمة عن عدم جداوه عن خسائره في الأرواح السياسية والممتلكات عن أركان حاورت نفسها بنفسها، ووجهت اللائمة صوب أركان مضادة كانت قد دعتها إلى الجلوس على الطاولة ورفضت.
وتحت جنح طاولة بارز الرئيسان ميشال عون وحسان دياب الغائبين بمواقف تعيد تكرار لازمتها، فرأى رئيس الجمهورية أن هناك من يستغل غضب الناس من أجل توليد العنف والفوضى، لتحقيق أجندات خارجية مشتبه فيها، بالتقاطع مع مكاسب سياسية لأطراف في الداخل وقال إن أي إنقاذ ليس ممكنا إن ظل البعض مستسهلا العبث بالأمن والشارع، وتجييش العواطف الطائفية والمذهبية، ووضع العصي في الدواليب، والتناغم مع بعض الأطراف الخارجية الساعية لجعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات. وزاد عليه رئيس الحكومة حسان دياب بالإقرار والاعتراف بأن ليس للكلام أي قيمة إذا لم يترجم إلى أفعال تخفف عن اللبنانيين أعباء وأثقال يومياتهم.
لكن بماذا " تقرشت " هذه الافعال؟ في الدعوة إلى عمل وطني واسع، تنبثق عنه لجنة تتابع الاتصالات تحت قبة المجلس النيابي، مع جميع القوى السياسية والحراك المطلبي وهيئات المجتمع المدني، على أن ترفع توصيات إلى هذا اللقاء مجددا برعاية رئيس الجمهورية
وبالمعنى الدقيق لهذه الراجمة من المقررات أن على اللبنانيين أن ينتظروا مرة أخرى ما يأتي: عملا وطنيا أوسع غير متوافر في الوقت الحالي تتولد منه لجنة اتصال تجتمع أين ؟ في مجلس النواب مع من ؟ مع جميع القوى السياسية والمدنية وترفع التوصيات مكررة إلى رئيس الجمهورية . و" ويبقى مين يعيش يبقى مين يضل " ليكتب هذه الرواية في مذكرات المئوية الثانية للبنان الكبير . وبموجب ما تقدم فإن اللقاء الوطني اليوم لم يجد ما لديه ليتبناه لا في اللإصلاح ولا في سعر الدولار الجانح إلى العلا ولا في أحوال القضاء والناس التي باتت تقايض حذاءها بعلبة حليب .
جل ما استمعت إليه طاولة بعبدا طروح لكتل حطها السيل من عل وكان على اللبنانيين أن يعلنوا عن سعادتهم بوصول تيمور ممثلا الجبل والمير طلال مكدسا كتلة من جبل والرئيس ميشال سليمان كطائرة مسيرة وحيدة تخرق الأجواء السياسية الصافية .
ومرة أخرى نظر جنرال إلى جنرال على مسافة طاولة فطلب سليمان الى عون رفع الجلسة أو الاكتفاء ببيان مقتضب قبل أن ينفذ الرئيس السابق غارة على حزب الله واتهمه بنقض حزب الله الاتفاقيات ما حال دون تنفيذ تعهدات الدولة وتراجع العملة الوطنية
وإذا كان النائب محمد رعد قد اكتفى بعدم فتح جرح الماضي فإن نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، استل من رماياته الأدبية واحدة ضد سليمان الذي طالب بإقفال الحدود مع سوريا فتوجه الفرزلي إليه حبيا بالقول : لكن على أيامك دخلت داعش والإرهابيون الى لبنان .
لكن كل هذا الجدل لم يستوف شروطه لأنه لم يسمن ولم يغن من جوع بات كالأمر الواقع ،وجوع بات كافرا بالملموس وبدولار دق ابواب السبعة الاف في سوق ما تزال سوداء،ولكن اللقاء الوطني في بعبدا لم يتلمس هذا الوجع الا بكلام ليس له قاعدة للتطبيق، وكان على اللبنانيين ان يتحملوا اليوم عب ظهور زعماء وسياسيين مفلسين ومع الضريبة المضافة في تلاوة المقررات من مستشار الجمهورية سليم جريصاتي ، ربنا أعطنا خبزنا كفاف يومنا ولاترمنا في التهلكة إذا ما انعقد اي لقاء جديد للانقاذ.
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"
انه لقاء وطني ناقص ، بل انه نصف لقاء وطني لا أكثر ولا أقل. من شاهد الصور من بعبدا اكتشف هزالة اللقاء نتيجة غياب نصف المكونات السياسية. ومن استمع الى الكلمات الرسمية الملقاة تأكد له ان المسؤولين يعيشون في كوكب آخر. ومن تابع الوقائع والنتائج والمقررات ادرك ان اللقاء كان مضيعة للوقت وهدرا الجهد. الواقع والحقيقة كانا في مكان آخر. فبعيدا من الانشائيات المملة والخطب الطنانة الرنانة، فان الحقيقة الفاضحة تقول ان الدولار تخطى اليوم عتبة السبعة الاف ليرة. والحقيقة الفاضحة تقول ايضا ان معظم التعاونيات الغذائية ومحال السوبرماركت في صيدا وبعلبك ومناطق اخرى اقفلت ابوابها لأن اصحابها ما عادوا يعرفون على اي سعر يبيعون. والحقيقة الفاضحة تقول ايضا وايضا انه وبالتزامن مع انعقاد اللقاء كان الناس يتظاهرون في بعبدا بيروت وجونيه وعدد من المناطق رفضا لتردي الواقع المعيشي واستنكارا لخنق الحريات. فهل تدرك السلطة الغائبة عن الوعي والمستقيلة من مسؤولياتها ما يحصل على الارض فعلا ؟ فاذا كانت لا تدري فتلك مصيبة. اما اذا كانت تدري ولم تأت الا بهذا اللقاء الباهت شكلا ومضمونا، فالمصيبة اعظم.
مع ذلك تسجل للقاء ايجابية وحيدة: انه ذكر بالحوار كما انعقد في الماضي ، ما أوحى كيف يجب ان يكون حاضرا ومستقبلا. وهذا الامر يعود الفضل فيه الى الرئيس ميشال سليمان . فالرئيس السابق للجمهورية ، والذي على عهده صدر اعلان بعبدا ، انتقد اداء حزب الله ، وكيف نقض اعلان بعبدا الذي وافق عليه عام 2012 ما ادى الى فقدان الثقة بلبنان سياسيا ، والى انهياره اقتصاديا . طبعا هذا الكلام لم يرض حزب الله ممثلا بالنائب محمد رعد فكان سجال شارك فيه نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي . علما ان اي حوار حقيقي يجب ان ينطلق مما طرحه الرئيس سليمان، اي من البحث في الاستراتيجية الدفاعية و في اعلان بعبدا . فالمشكلة في لبنان ليست اقتصادية او مالية في الاساس ، بل هي مشكلة سياسية لها نتائج وتداعيات مالية واقتصادية واجتماعية . فهل يعترف الداعون الى الحوار بهذه الحقيقة ؟ وهل سيضعون الاصبع على الجرح عندما يدعون الى الحوار في المرة المقبلة ، ام سيواصلون سياسة الهرب الى الامام ودفن الرأس في الرمال؟