معادلة جديدة في ضوء 6/6: الطاعة او الفوضى

معادلة جديدة في ضوء 6/6: الطاعة او الفوضى
معادلة جديدة في ضوء 6/6: الطاعة او الفوضى
الاستنكار الواسع للتفريط بما تبقى من السلم الاهلي لا يحجب التمحيص جيدا بمجريات نهار 6/6 لإكتشاف طلاسم المرحلة الملتهبة و الازمات الحادة المقبلة من دون بارقة امل. اما الهروب إلى الأمام فعادة متأصلة تاريخيا في لبنان غير انها قد لا تنفع راهنا في ظل مفترق إقليمي خطير.
.
المعزوفة الممجوجة حول فضائل السلم الاهلي و خصائص الوفاق الوطني لا تتناسب مع حالة احتقان مرشحة لتفجير الوضع في ظل عوامل كثيرة أبرزها الجوع، الذي بات يطرق أبواب معظم اللبنانيين، لذلك لا بد من قراءة هادئة بعيدا عن الزواريب الضيقة لفهم أحداث مصيرية على لبنان لا يلوح منها بارقة امل.

على جري عادتها، عمدت السلطة إلى اهون الحلول بدل التفكير الجدي في التصدي للازمات، والمفارقة أن الحكومة استنكرت العبث بالسلم الاهلي وكأنها فصيل سياسي وليست صاحبة لقرار السياسي والاقتصادي في البلد أمام مشهد تفلت الوضع من كل ضوابط، بحيث أضحى مشهدا مغايرا تماما لـ١٧ تشرين بصفته ثورة شعبية طالبت برحيل كامل الطبقة السياسية، لذلك لا يمكن إخفاء تورط قوى اساسية مشاركة في السلطة راهنا من مسؤولية التحريض و التوتير الطائفي والذهبي، مهما حاولت التفلت من المسؤولية لاحقا عبر الشجب و الادانة.


تسود العاصمة بيروت أجواء من الغضب المكتوم جراء التهور و الانزلاق نحو هاوية الفتنة المذهبية عند اشتداد مطلق أزمة سياسية، و ثمة قراءة تفيد بأن السلطة عمدت إلى سياستها المعهود المتمثلة بالرقص على حافة الهاوية على غرار يوم ٧ أيار الشهير والذي لم يندمل جرحه بعد.

ووفق توصيف احد المتابعين، فإن أحداث السبت الماضي وتهديد المواطنين بالامن بعد سلبهم ونهبهم اقتصاديا لم تكن بنت ساعتها، فليست مصادفة ان تجتاح شوارع بيروت عشرات الدراجات ويطلق اصحابها العنان للشتم يميناً ويساراً، و الأخطر من ذلك التوجه الى احياء عين الرمانة لافتعال المشاكل كونها كانت مفتاح الحرب الأهلية. و يختم المذكور عن بروز مؤشر بالغ الخطورة يتمثل بظهور مسلح و إطلاق نيران في احياء بيروت ولو على نطاق ضيق و محدود.

في ضوء ذلك، اكثر ما يثير المخاوف بعد نهار 6/6 محاولة فرض معادلة "الطاعة أو الفوضى"، خصوصا في ظل مقولة شهيرة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "ينبغي استشعار مفاوضات سرية بين دول القرار عندما تشتعل شوارع بيروت".


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى