قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أن “بامكانهم أن يتكلموا ويفبركوا الملفات قدر ما شاءوا، كما باستطاعتهم أن يحاولوا الضغط علينا وعزلنا، إلا أنه في نهاية المطاف لا ولن يصح إلا الصحيح، وأكبر دليل على ذلك هو ما ترونه اليوم”، مضيفا إنهم “استعانوا بكل ما لديهم من قوة، في الآونة الأخيرة، من أجل إخراج “القوات اللبنانية” من الحكومة إلا أنهم أدركوا في النهاية أنه من الأسهل عليهم اخراج الحكومة بأسرها على إخراج “القوات” منها”.
كلام جعجع جاء خلال عشاء نظمه أهالي بقاعكفرا في مطعم Legend في نهر الكلب، في حضور النائبة ستريدا جعجع، مرشح “القوات” عن المقعد الماروني في بشري جوزاف اسحاق، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري رئيس بلدية بقاعكفرا إيلي مخلوف وفاعليات وحشد يزيد عن 1100 شخص من أهالي البلدة.
وقال جعجع: “نحن اليوم لسنا في مهرجان انتخابي، ففي بقاعكفرا لسنا بحاجة لذلك، كما في كل منطقة بشري، وقريبا إن شاء الله في كل لبنان. أما إذا ما أردنا الكلام قليلا عن الإنتخابات، فنحن لدينا كما تعلمون مرشحانا في القضاء وهما النائبة ستريدا طوق جعجع والأستاذ جوزاف اسحق الموجودان في لائحة اسمها “نبض الجمهورية القوية” وتضم حزب “القوات اللبنانية”، حزب “الكتائب اللبنانية”، “اليسار الديمقراطي” وبعض المستقلين”.
أضاف: “ان مرشحي القوات لديهم موقف واضح من كافة القضايا السياسية المطروحة في البلاد تبعا لإنتمائهم للحزب ولهذه اللائحة، وأسأل في هذا الإطار كل ناخب في منطقة بشري هل يمكن للمرشحين على اللوائح المتبقية أن يقولوا لماذا هم يترشحون إلى الإنتخابات؟ هل يمكنهم أن يصرحوا بمواقفهم على المستوى الوطني بشكل واضح دون اللجوء إلى الخطب المايعة؟ هل يمكنهم أن يقولوا لنا وبشكل واضح أيضا ما هو موقفهم من السلاح غير الشرعي في لبنان؟ من النفوذ السوري في لبنان؟ من قيام دولة فعلية في لبنان؟ من الوفود السياحية العسكرية التي زارت الجنوب في الأشهر الماضية؟ نحن نسمع الكثير من الخطب إلا أنها في نهاية المطاف لا تعني أي شيء، ونتمنى عليهم أن يفسروا لنا كيف هم يقومون بالعمل من أجل لبنان، وليتطرقوا للمواضيع الشائكة وليتخذوا موقفا واضحا منها إلا أنهم لا يقومون بذلك ولهذا السبب من غير الممكن لمنطقة بشري أن تقترع لصالحهم باعتبار أنها لطالما كانت وستبقى منطقة الوضوح، الصلابة والموقف الوطني الصلب الملتزم وهذا الأمر، وبكل أسف، مفقود في اللوائح الأخرى التي تتضمن مرشحين يمثلون مدارس سياسية مرت على هذه المنطقة منذ 50 عاما، بالطبع هم ليسوا الأشخاص نفسهم الذين اعتدنا رؤيتهم إلا أن المدارس هي نفسها التي قبع أصحابها على المقاعد النيابية منذ الإستقلال حتى ال2005، ونحن جميعا رأينا ماذا قدمت هذه المدارس للمنطقة وإنطلاقا من هنا نسأل عما سيقدمون للمنطقة اليوم”.
واستطرد: “الجميع يري ماذا أعطت مدرستنا كقوات لبنانية للمنطقة منذ ال2005 حتى اليوم، ونحن فخورون بذلك، فهي قد أعطت بالدرجة الاولى مناخا مختلفا في المنطقة في حين يتذكر الجميع كيف كان المناخ السائد في السابق وكيف كانت الحياة السياسية التقليدية القائمة على القبائلية والعشائرية، فمن كان يتخيل أنه في يوم من الأيام سيترشح أحد أبناء القرى في منطقة بشري على الإنتخابات النيابية وسيصبح نائبا؟ وانطلاقا من هنا أسأل الآتين إلينا من مدارس أيام زمان ما هو مشروعكم للمنطقة؟ ألا تدركون أن المنطقة قد سبقتكم بنحو 200 عام وتأتون اليوم للترشحوا من أجل القيام بما كان يجب أن تقوموا به منذ 200 عام إلا أنكم لم تقوموا به في حينه”؟.
وتابع: “وضعنا الإنتخابي في المنطقة أفضل بكثير مما كان عليه في ال2009، إلا أن صعوبة القانون الحالي تكمن في تقسيم أصواتنا بالشكل المطلوب من أجل إنجاح مرشحينا في المنطقة، كما أن القانون النسبي يحتم علينا الحصول على ما يزيد على ال75% من مجموع الأصوات من أجل إنجاحهما وهذا الأمر سهل إذ لدينا هذا الكم من الأصوات. وان نجاحنا أو عدمه في المنطقة في هذه العملية الإنتخابية يتوقف على الإلتزام بتعليمات الماكينة الإنتخابية التالية: الصوت التفضيلي في حدشيث، بشري وبقاعكفرا هو حصرا لصالح ستريدا طوق جعجع، فيما بقية القرى وهي: بان، بلوزا، وادي قنوبين، بقرقاشا، بزعون، حصرون، الديمان بريسات، حدث الجبة، بيت منذر، قنيور، قنات، مزرعة بني صعب، مزرعة عساف، بلا- المغر، برحليون، عبدين وطورزا فالصوت التفضيلي حصرا لجوزاف اسحق”.
وكان جعجع قد استهل كلمته بالقول: “قلوبنا تتناغم مع بعضها وعندها تتعطل لغة الكلام ولا يعد له أي حاجة. مساء الخير، مساء بقاعكفرا الوفية، بقاعكفرا القوية، بقاعكفرا التي بها القوات قوية. في أيام السلم اليد التي تعمر نحنا وعند الخطر القوات وكذلك الأمر عندما تحين الإنتخابات نحن قوات، وما يجمعنا ليس روابط القربة العادية لأن هذه الروابط سطحية بنظرنا وإنما ما يجمعنا قربة روحية عميقة ووطنية، قربة نضال مستمر منذ عشرات السنوات في تاريخنا الحديث ومئات السنوات في تاريخنا القديم، فأهل الشمال لطالما كانوا الدرع النحاسي للدفاع عن لبنان”.
ووجه “تحية لمخلوف وبقاعكفرا”، وقال: “أنا لست بارعا بالثناء والمديح إلا أنني لا يمكنني سوى التوقف عند شخص أثبت بأعماله أنه مميز وهو إيلي مخلوف، كما أريد أن أشكر هذه القرية بشيبها وشبابها لأنه لا يمكن أن نجد أي قرية أخرى غير بقاعكفرا في لبنان ستعطي حزبا من الأحزاب 95 أو 97% كما أريد أن أشكر كل شخص موجود معنا اليوم لأن كل فرد منكم كان له مشاركته بشكل من الأشكال، تبعا لأوضاعه وظروفه، في إيصال القضية إلى المكان الذي وصلت إليه فبالرغم من أننا نعيش أياما سوداء إلا أن هناك ضوء أبيض في نهاية النفق والفضل بوجود هذا الضوء يعود لكل فرد منكم يقوم بكل واجباته من أجل الإبقاء على هذا الضوء كي يخرج عبره وطننا لبنان من الأوضاع السوداء التي يقبع فيها”.
وختم جعجع: “مع أملي الأكيد أننا سنطبق تعليمات الماكينة الإنتخابية بالشكل المطلوب، أترككم الليلة على أمل اللقاء في 6 أيار من أجل التصويت بالشكل المطلوب وفي 7 أيار للإحتفال بالنصر”.
من جهته، قال مخلوف: “بعد شهر من الآن، يدعونا الواجب إلى وقفة ضمير، إلى تلبية نداء القوات، إلى أن ننتخب وفق شعار: صار بدا، ولكي تسلم كرامات الكرام ويسلم شرف الشرفاء، ومن أجل أن يفتخر الأبناء بآبائهم، وأن تعتز الزوجات برجالهن وأن تتشاوف الأمهات بأولادهن، ومن أجل أن نجاهر بكل غزة نفس بانتمائنا إلى بقاعكفرا، ادعوكم إلى رفض الإغراءات، إلى منع النخاسين والوصوليين والإنتهازيين والمستغليين من أن تمتد أيديهم إلى قدس أقداسنا وتدنس نقاوة انتمائنا”.
ودعا أهالي بقاعكفرا الى “أن يقولوا لمرشح المال: إلى الوراء در، إحمل صندوقك وارحل. بقاعكفرا لا تشترى ولا تباع، فلا تشوه سمعتها. بقاعكفرا ليست للتجيير ولا للرهن، فلا تستعمل أساليب العار. بقاعكفرا منطقة الأحرار المالكين ولن يستطيع أحد تحويلهم إلى عبيد مملوكين”.
واستطرد: “كان بسمارك، يرى أن الكذب يكثر عادة قبل الإنتخابات. وما زال الكذب مستمرا. البعض في محاولة لتبرير تحالفه غير المبرر، قال: تحالفنا من أجل الحفاظ على الثوابت. ونحن نسألهم: هل التحالف مع المتحالفين مع المتهمين بقتل الرئيس الشهيد رينيه معوض هو للحفاظ على الثوابت؟ هل التحالف مع المتحالفين مع المحكومين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل هو للحفاظ على الثوابت؟ هل التحالف مع المتحالفين مع حلفاء النظام السوري المجرم هو للحفاظ على الثوابت؟ هل التحالف مع المتحالفين مع الدويلة هو للحفاظ على الثوابت؟ هل التحالف مع مشرعي السلاح غير الشرعي هو للحفاظ على الثوابت؟ وهل، مع ألف علامة استفهام وتعجب: هذا التحالف هو من أجل الحفاظ على الثوابت؟ أم أنه تأكيد لنظرية بسمارك بأن الكذب يكثر عادة قبل الإنتخابات؟ من حظ الحكام أن الناس لا يفكرون، ومن حظ السياسيين أن الأتباع لا يقرأون”.
وقال: “وعندما ندعوكم إلى انتخاب مرشحي القوات اللبنانية وحلفائهم إنما ندعوكم إلى أن تبقوا صامدين كالأرز الذي لا ينحني مهما اشتدت العواصف، وكالكرامة التي لا تتزحزح مهما كبرت الإغراءات، واعلموا أن العقائدي يحمي الوطن، أما السياسي الزئبقي فيحتمي بالوطن”.
وختم مخلوف: “نحن اليوم أمام خيارين: الأول هو بمثابة الإيمان: جيش، شعب ودولة، اما الثاني فهو بمنزلة الكفر: جيش، شعب ومقاومة. ولأننا أبناء الإيمان، فإننا نحسن الإختيار، فعندما حاولوا استبدال الدولة بالثورة من قاوم؟ وعندما كانت الوصاية مفروضة علينا من دحرها؟ وعندما اتهمونا بالإقطاعية، من رشح جوزف اسحق؟ انتخبوا لائحة القوات والحلفاء، وبقاعكفرا على غرار بلدتي بشري وحدشيت ستعطي الصوت التفضيلي للامرأة المفضلة للسيدة الفاضلة للست المفضلة للنائب ستريدا طوق جعجع. في هذا الوطن ولاءات كثيرة ورايات أكثر، والقوات تريد ولاءا واحدا وراية واحدة. وكي لا تستكمل الذئاب نهش القطيع، يجب ألا يغيب الراعي ولا ينعس الحراس، وقائدنا، المؤمن بحقنا في الحرية وحق لبنان في الحياة، يعتبر أن هذا الإيمان أقوى من كل سلاح. ومع الحكيم سيبقى صوتنا الأعلى وستبقى كرامتنا الأغلى وسيحيا لبناننا إلى الأبد”.