استقبل الرئيس ميشال سليمان، في دارته في عمشيت، رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، في حضور اعضاء لائحة “التغيير الأكيد” في دائرة كسروان الفتوح- جبيل المشكلة من تحالف المستقلين وحزبي “القوات اللبنانية” و”الوطنيين الأحرار”.
تخلل اللقاء خلوة بين سليمان وجعجع دامت أكثر من نصف ساعة، ثم انضم اليهما اعضاء اللائحة، حيث تمت مناقشة الأوضاع العامة في البلاد.
وبعد الإجتماع عقد مؤتمر صحافي مشترك تم خلاله “التأكيد على النقاط التالية:
1- وجوب تحييد لبنان عن صراعات المحاور الإقليمية، إقرار إستراتيجية دفاعية لمرحلة إنتقالية تمهيدا لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، تعديل معاهدة الأخوة والتنسيق مع سوريا بما يتطابق مع سيادة الدولة اللبنانية.
2- تحقيق إستقلالية القضاء، إقرار اللامركزية الإدارية، فصل النيابة عن الوزارة وإيجاد الحلول للإشكالات الدستورية.
3- التشديد على تصحيح التمثيل في لبنان وبخاصة في دائرة كسروان الفتوح- جبيل التي لم يساهم نوابها على مدار 13 عاما في العملية الإنمائية على مختلف المستويات. ويكفي الاشارة إلى إفراغ هذه الدائرة إعتبارا من عام 2017 تدريجيا من الحقائب الوزارية الست التي أسندت إلى أبنائها خلال الولاية الرئاسية السابقة ومواقع المسؤوليات الرئيسية في الإدارة العامة، في المجلس الدستوري، في القضاء وهيئات الرقابة، في السلك الدبلوماسي، في الداخلية، في مديرية رئاسة الجمهورية، في التربية، في الأمن، في الضمان الإجتماعي، في مجلس الانماء والاعمار، في الصليب الأحمر، في كازينو لبنان والأجهزة الأمنية وغيرها الكثير والاستعاضة عنها بالتعيينات الاستنسابية والتشكيلات التعسفية والتوظيفات السياسية قبيل الانتخابات”.
وشكر سليمان لجعجع تلبيته الدعوة إلى هذا اللقاء، ونوه ب”ثبات موقف حزب القوات اللبنانية والإنسجام مع مبادئه في نسج تحالفاته الإنتخابية”. كما طلب “من المرشحين الذين سيحالفهم الفوز، متابعة تنفيذ المشاريع الإنمائية التي انطلقت في الدائرة خلال الولاية الرئاسية السابقة بعد حرمان طويل وشملت قطاعات الصحة، التربية والتعليم العالي والرياضة، السدود والمياه، شبكات الصرف الصحي، طرق المواصلات الرئيسية والمتفرعة، المرافئ ومختلف قطاعات البنى التحتية”.
وتوجه الى “المواطنين على مساحة لبنان وفي كسروان الفتوح- جبيل خصوصا”، داعيا اياهم الى “ان يجعلوا السابع من ايار المقبل يوما لبداية التغيير الأكيد الذي سينطلق ليس فقط من دائرة كسروان الفتوح- جبيل بل من كل لبنان التواق الى ان يكون كما اراده الأباء المؤسسون وطنا للاشعاع والحرف والنور وللحوار بين الحضارات والاديان وصلة وصل بين الشرق والغرب وحاضرا برسالته ودوره في كل ما فيه خير العرب والانسانية جمعاء”.
ثم تحدث جعجع، فقال: “احببت ان اكون موجودا في هذا اللقاء لان له رمزية معينة، عندما نقول فخامة الرئيس سليمان يعني اننا نتحدث عن اعلان بعبدا على المستوى الوطني، والرمزية الثانية اننا نتحدث اليوم من عمشيت ومن بلاد جبيل وكل واحدة من هذه العوامل لها رمزية تهمنا كثيرا في ما يتعلق بالعمل السياسي. وان لائحة “التغيير الاكيد” في كسروان الفتوح- جبيل، غير انها تحمل معاني مثل اعلان بعبدا، تذكرنا جميعا بالحلف الثلاثي القديم وبأيام الكرامة الوطنية الفعلية. كثر في يومنا الحاضر يتحدثون بالكرامة الوطنية الفعلية ولكن علينا النظر جيدا الى من يعمل لأجلها، فاذا قام احدهم بزيارات غير شرعية الى الجنوب والحدود، هل يتحدث بالكرامة الوطنية الفعلية أم لا؟ ومن يتساهل او يغطي او يؤيد سلاحا غير شرعي موجود، فهل يستطيع ان يتحدث بالكرامة الوطنية الفعلية؟ لا يستطيع احد التساهل مع امور وطنية مشابهة، وفي الوقت ذاته يعود ويتكلم عن كرامة وطنية فعلية”.
أضاف: “نحن نتحدث عن تغيير اكيد، ليس بالكلام انما اثبتنا ذلك، لدينا نواب ووزراء وجدنا انه على قدر ما اعطاهم الناس استطاعوا ان يحدثوا الفرق، ما نطرحه الان اننا نطلب منكم اكثر حتى نستطيع ان ننجز لكم اكثر، والتغيير بالنسبة لنا ليس طرحا ولا شعارا انما مارسناه ولمسناه لمس اليد، والجميع لمسه لمس اليد، فليقل احد ان نواب القوات في المجلس النيابي وحلفاءهم لم يحدثوا فرقا او أن وزراء القوات وحلفاءهم في مجلس الوزراء لم يحدثوا فرقا، اذا اردنا فرقا اكبر نحتاج الى كتلة اكبر، والكتلة الاكبر بيدكم انتم”.
ودعا “كل المواطنين وبالاخص في عمشيت وفي جبيل وفي كسروان الفتوح وفي كل ضيعة”، الى “التصويت للائحة التغيير الاكيد، لان التغيير لا يحصل بالتمني بل عندما تأتي بأشخاص يغيرون، واثبت اعضاء هذه اللائحة والاحزاب المشاركة فيها انهم قادرون على التغيير. عندما انتخب زياد حواط رئيسا للبلدية لم يكن كما غيره من رؤوساء البلديات، انما غير، والقوات دخلت الى الحكومة ولم تكن كغيرها انما غيرت، اذا اردنا التغيير علينا انتخاب لائحة التغيير الاكيد لائحة كسروان الفتوح- جبيل، لائحة شوقي الدكاش وزياد حواط والحلفاء والشخصيات المستقلة الموجودة معنا، وهناك امر آخر توفقنا عنده وهو ان هذه اللائحة تضم عنصرا نسائيا هو السيدة باتريسيا الياس، وليست اي عنصر نسائي انما هي تناضل منذ سنوات طويلة من اجل حقوق المرأة ليس بالمعنى الضيق للكلمة انما حقوق المجتمع بالمعنى الواسع للكلمة”.
وختم جعجع شاكرا سليمان “على استضافتنا وعلى وجود اللائحة في دارتكم، واتمنى تأييدكم وتأييد كل من يؤيدكم، لكي نعود ليس فقط لاحياء اعلان بعبدا بل تحويله الى خطوات عملية مدروسة”.
ثم تحدث سليمان فشكر جعجع على تلبيته الدعوة ونوه ب”ثبات موقف حزب القوات اللبنانية والإنسجام مع مبادئه في نسج تحالفاته الإنتخابية”. كما طلب “من المرشحين الذين سيحالفهم الفوز، متابعة تنفيذ المشاريع الإنمائية التي انطلقت في الدائرة خلال الولاية الرئاسية السابقة بعد حرمان طويل وشملت قطاعات الصحة، التربية والتعليم العالي والرياضة، السدود والمياه، شبكات الصرف الصحي، طرق المواصلات الرئيسية والمتفرعة، المرافئ ومختلف قطاعات البنى التحتية”.
وقال: “هذه اللائحة تتألف من ابناء جبيل الفتوح- كسروان، من 24 قيراطا ولا زغل فيها على الاطلاق، وتشكل تحالفا بين قوى سيادية اي الاستقلاليون من حزب القوات اللبنانية وحزب الوطنيين الاحرار، وبعد تسع سنوات من التمديد للمجلس النيابي ومن تعطيل مجلس الوزراء، وبعد تعطيل لسنتين ونصف السنة والفراغ في رئاسة الجمهورية، نحن نستعد لاجراء الانتخابات في السادس من ايار المقبل وفق قانون مشوه ونتائجه ظهرت من خلال تركيب اللوائح، التي ليس لمعظمها أي توجه سياسي أو سيادي وهذا امر مستهجن، والكثير من اللوائح تتألف من تناقضات، فهناك احزاب لديها ارتباطات خارجية واخرى لديها عقائد تتعدى الوطن اللبناني مع احزاب لبنانية صافية، وهذا الامر لا يمكن تبريره على انه تحالف انتخابي فقط، وهناك تحالف مع افراد لا يهمهم العمل النيابي والشأن العام انما كل ما يهمهم الحصانة المكتسبة وحماية مصالحهم الشخصية، وللأسف يطلق عليها في بعض الصحف انها لوائح زواج المتعة او سفاح القربى، واذا كانت تسميتها كذلك كيف ستكون نتائجها لاحقا”.
أضاف: ان النتائج السيئة نتيجة اعتماد هذا القانون هي في البيانات الانتخابية التي تصدر، وهي واهية وفارغة وتدغدغ مشاعر الناس ببعض الامور مع وعود بشؤون حياتية مثل المياه والكهرباء والنفط. هذه الامور لا احد يمنن المواطن بها لان تحقيقها واجب، ولكن ما يجب قوله ان كل ذلك عناوين لا تتحقق اذا لم يكن هناك دولة تمتلك كامل القرار للبت بالامور. نحن نذهب الى مؤتمرات وبالامس ذهبوا الى مؤتمرات، ولكن ما يقال لهم في هذه المؤتمرات على الدوام، ان الدولة هي الاساس وانه يجب انجاز استراتيجية دفاعية والنأي بالنفس وفقا لما نص عليه اعلان بعبدا وتحييد لبنان وعدم التدخل في الصراعات الاقليمية، هذا قيل بوضوح وبالنص في روما2 وبالامس في باريس عندما ربطوا شروط روما2 بشروط سيدر ومن خلال متابعة التقديمات، لا بد من التنويه بالحصول على 11،5 مليار دولار، انما سيتابعون هذه التقديمات، وعليهم ان يوحوا بالثقة للعالم الخارجي”.
ونوه ب”توجهات القوات اللبنانية ومواقفها الثابتة التي لم تتغير، وهذا ليس غريبا لان البوصلة الوطنية للقوات ما زالت في الاتجاه الصحيح، لا سيما بوصلة السيادة وتعزيز دور الدولة من خلال نواب القوات اللبنانية ووزرائها وادائهم المميز والجيد بحيث الكل يجمع ان افضل اداء وزاري هو اداء وزراء القوات اللبنانية”.
وأكد انه اتفق مع جعجع “على كيفية التنسيق للمستقبل ومع الاطراف السيادية حتى نستطيع فعلا حماية لبنان، هذه الثروة الكبيرة التي تحتاج الى حماية في ظل الاطماع الكبيرة بها”.
واعتبر ان “الغرابة الاكبر في هذا القانون الانتخابي هي شعارات اللوائح، شعارات وهمية وواهية وغير واقعية، بدءا من حقوق المسيحيين. كيف نستعيد حقوق المسيحيين، هل بدل المناصفة يصبح لديهم 70 في المئة، او نعطيهم مراكز اقوى، ام فقط على اساس قم لاجلس مكانك؟ المسيحيون الحقيقيون هل هم المنتمون الى جهة سياسية محددة، والآخرون ليسوا بمسيحيين؟ اذا كان هذا هو المقياس، فمعنى ذلك انه ليس في لبنان من مسيحيين اكثر من عشرة في المئة. هذا مرفوض لان المسيحية هي حضارة، وميشال شيحا اب الدستور عندما تحدث عن التمثيل النيابي تحت قبة البرلمان قال ان البرلمان اللبناني ليس فقط ممثلين عن الشعب بل هو لتفاعل حضارات الاديان الموجودة في لبنان والممثلة تحت قبة البرلمان، وصيغتنا مبنية على ذلك وليس على المسيحية السياسية او الاسلام السياسي. حقوق المسيحيين لا تتحقق الا بوجود الدولة وقوتها وبتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والحياد مطلب قديم في لبنان وهو مطلب مسيحي واحيانا كان مطلبا اسلاميا. وافقنا على تحييد لبنان بالحوار ووافق عليه الجميع في اعلان بعبدا والان يتنكرون لذلك، وفي ما خص تطبيق الاستراتيجية يجب ان ينتهي السلاح غير الشرعي في سنتين او 3 على ابعد تقدير، وان تضع الدولة يدها على الامر منذ الان بحيث يصبح القرار في استخدام هذا السلاح بيدها وحدها، وسبق ان قدمت ورقة للاستراتيجية الدفاعية وبمجرد ان قدمتها رفض اعلان بعبدا بعدما وافقوا عليه وابلغ الى الدول الكبرى والامم المتحدة وجامعة الدول العربية”.
وتابع متحدثا عن شعارات اللوائح واصفا اياها ب”شعارات بدعة، ومنها ما يتناول حقوق كسروان الفتوح- جبيل، فهذه المنطقة اعطت الوطن وكانت في صلب القرار الوطني قبلي انا، هي التي اعطت الرئيس فؤاد شهاب والبطريرك صفير وطانيوس شاهين وعامية لحفد وعددا من قادة الجيش ورئيسين للجمهورية وموظفين في كل المجالات. ولكن اود التوجه بسؤال بسيط، في السنوات ال13 الماضية من الوزير الذي سموه من جبيل؟ والان يعتبرون حقوق جبيل مفقودة، هذا لم يحصل، انما هناك ستة وزراء عينوا في خلال رئاستي للجمهورية وانا من سميتهم، نتمنى ان يسموا الان وزراء من جبيل. ان الحرف انطلق من جبيل ولا يزايدن أحد علينا لان في جبيل وكسروان الفتوح كفاءات كبيرة ووطنية وولاء كبير، لذلك يتشرف من يعين وزيرا من جبيل، واطلب من القوات اللبنانية ان تعين وزيرا من المنطقة”.
وأكد ان “الحكم استمرارية والانماء تراكم”، وسأل “ما هي المشاريع التي قدمت لجبيل؟ في اول جلسة حكومة كانوا يسحبون مشاريع مخصصة لجبيل الى مناطق أخرى، وطلبت كل المشاريع التي بدأت من العام 1926 وهي طريق ميفوق وطريق القديسين التي بدأ بها المرحوم الاب لويس خليفة من عمشيت ولم يصرف لها المال في العام 2011 وافتتح التنفيذ الوزير غازي العريضي وبدأ التنفيذ من البترون”.
وبعدما عدد “المشاريع المهمة التي وضعت للمنطقة وبوشر تنفيذها في عهده والتي لم يوضع اي مشروع جديد غيرها”، ومعددا كذلك “المخالفات الدستورية التي لا تحصى من اقرار موازنة بلا قطع حساب الى قانون انتخاب مشوه”، توجه سليمان الى “المواطنين على مساحة لبنان وفي كسروان الفتوح- جبيل خصوصا”، داعيا اياهم الى “أن يجعلوا السابع من ايار المقبل يوما لبداية التغيير الأكيد الذي سينطلق ليس فقط من دائرة كسروان الفتوح- جبيل بل من كل لبنان التواق الى أن يكون كما اراده الآباء المؤسسون وطنا للاشعاع والحرف والنور وللحوار بين الحضارات والاديان وصلة وصل بين الشرق والغرب وحاضرا برسالته ودوره في كل ما فيه خير العرب والانسانية جمعاء”.
وكانت كلمة للمرشح عن المقعد الماروني في قضاء جبيل زياد الحواط، قال فيها: “زرنا فخامة الرئيس سليمان في حضور الدكتور جعجع لكي نؤكد على المواقف الوطنية السيادية التي هي اساس العمل الوطني والتشريعي، والبلد اصبح بحاجة الى ديناميكية جديدة في التعامل الوطني والسيادي والانمائي، ونحن تختلف لائحتنا عن كل اللوائح بأنها منسجمة في الخطاب الوطني والسيادي وبمشروعها لانماء كسراونا الفتوح- جبيل، وبالتالي انماء لبنان. هذا حمل كبير والمشاريع التي انطلقت في خلال عهد الرئيس سليمان سوف تستمر بالتعاون مع كتلتنا الجديدة، وكلما تكاتفت الايادي وتضامن الشباب مع بعضهم البعض نستطيع تحقيق انجازات كبيرة، وأعد اللبنانيين اولا والجبيليين والكسروانيين ثانيا بأن هناك طريقة جديدة في التعاطي في الامور المصيرية الوطنية وفي امورهم الحياتية اليومية، طريقة تؤمن الاستمرارية وتؤمن المواجهة لاي مشروع لا يشبه اللبنانيين وتطلعاتهم، والسادس من ايار هو يوم مفصلي وتاريخي وثورة حقيقية بين الحق والباطل وبين الناس الذين يريدون وطنا يعيشون فيه بكرامتهم وبين الناس الذين سلموا خياراتهم للخارج”.
بعد ذلك لبى جعجع واعضاء اللائحة دعوة سليمان الى مأدبة غداء أقامها على شرفهم.