أخبار عاجلة

دريان بخطبة العيد: للإلتفات إلى الانهِيارِ المالي والمصرِفي والاقتصادي

دريان بخطبة العيد: للإلتفات إلى الانهِيارِ المالي والمصرِفي والاقتصادي
دريان بخطبة العيد: للإلتفات إلى الانهِيارِ المالي والمصرِفي والاقتصادي

أكّد مفتي الجمهورية، الشيخ عبداللطيف دريان، أنّ "المُؤَسَّساتِ العامَّةَ هي الباقيةُ لِلوَطَنِ وَالمُوَاطِن"، مشدّداً على أنّه "لا يَنبغي أنْ يُسْمَحَ لأحدٍ بِهَدْمِهَا، أوِ التَّسَبُّبِ في تَصْدِيعِها"، داعياً إلى "الإلتفات إلى الانْهِيارِ المَاليِّ وَالمَصْرِفِيِّ والاقْتِصادِيّ، الذي حَصَلَ قبلَ وَباء "كورونا"، والذي سَيَسْتَمِرُّ بَعدَه".

ورأى دريان خلال خطبة عيد الفطر التي ألقاها بعد صلاة العيد في مسجد "محمد الأمين" بوسط بيروت بحضور رئيس الحكومة، حسّان دياب، أنّ "المَسْؤولِيَّاتِ واضِحة، فالمَسؤولِيَّةُ الأُولى تَقَعُ على عاتِقِ القُوى السِّياسِيَّة، ثمَّ المَصْرِفِ المَركَزِيّ، ثمَّ الجِهازِ المَصْرِفِيّ".

وسأل: "مَنِ المَسْؤولُ عَنْ إفلاسِ الدَّولة؟ وعَنْ دَمَارِ عَيشِ المُواطِنين؟ أينَ ذَهَبَتْ كُلُّ هذه المِلياراتُ التي كانَ يَنبغي إنفَاقُها على صَونِ مَصالِحِ المُوَاطِنين، وعلى إمْدَادِهِمْ بِالكَهْرَباءِ وَالمِياه، وَمُعَالجَةِ أزْمَةِ النُّفايات، وَتَحْسِينِ الاتِّصَالات، وَالنُّهوضِ بِالزِّرَاعَةِ وَالصِّناعَةِ وَالخِدْمَات؟ ولِمَاذا تَرَاكَمَ دَينٌ عامٌّ بلغَ التِّسْعِينَ مِليارِ دولار، منها خمسون ملياراً أُهْدِرتْ على الكَهْرَباءِ الدَّائمةِ الانْقِطَاع؟ ثُمَّ مَنِ المَسْؤولُ عَنِ احْتِجَازِ أموالِ المُودِعِين، التي يُبَشِّرُنا الذين استَنزَفوها كُلَّ يومٍ، أنَّها ضاعَتْ إلى غَيرِ رَجْعَة؟".

وأشار دريان إلى أنّ "الحكومة تعملُ على مُكافَحَةِ الفَساد، واسْتِعَادَةِ المالِ المَنْهوب، فهذا عملٌ يُسَجَّلُ لها وتُشكَرُ عليه، وعلى ما تَقومُ بِهِ مِنْ مَجهودٍ لِصَالِحِ الوَطَنِ والشَّعب، ونَتَمَنَّى لها ولرئيسِها التوفيقَ والنَّجاح، لِلنُّهُوضِ بِلبنان، والخُرُوجِ بِهِ مِنْ أَزَمَاتِهِ المُحْدِقة".

وطالب الحكومةَ بـ"الإسراعِ في اتخاذِ الإجراءاتِ الحازٍمة، ووقفِ نزيفِ انهيارِ العملةِ الوطنية، وهذا أمرٌ خطير، لأنَّ الناس ضَاقوا ذَرعاً، فَلا هُم قَادِرون على تأمينِ لُقمةِ عَيشِهِم بِكَرامَة ، ولا هُم قَادرون على الحُصولِ عَلَى مُدَّخَراتِهم متى يشاؤون، ولا هم مُطمئنون إلى أنَّها مُصانة، وأنها ستعودُ إليهم ولو بعدَ حين".

وتوجّه دريان إلى دياب بالقول: "أنتَ مؤتَمَنٌ على مَصالِحِ النَّاس، وأنتَ مَسؤولٌ عَنْ قضاياهُمْ وَحَلِّ أزَمَاتِهم، إنَّهُم يعلِقُون أملَهُم عَلَيْك، فلا تُخَيِّبْ أمَلَهُم، والأمرُ لا يَحتَمِلُ التَّأْخير، لأنَّ التأخيرَ ليس في صَالحِ النَّاسِ والوطن، الذي يُعاني تَرَهُّلاتٍ عديدة. والمُواطنونَ يَعْرِفونَ النَّاهبينَ والمُتَجَاوِزينَ واحِداً وَاحِداً. ولا يُكَافَحُ الفَسَادُ إلا بِالقَضَاء؟ ونَخْشَى إذا فَسَدَ القَضَاءُ أن تَفْسُدَ الدَّولة، القضاءُ هو مُضْغَةُ الجَسَد، التي إذا فَسَدَتْ فسَدَ الجَسَدُ كُلُّه". 

وتابع: "وهنا نَسأل: كيفَ سَيَظْهَرُ حُكْمُ القضاءِ المُستَقِلّ، وكيف يَسُودُ؟ ولماذا لم تَصْدُرِ التشكيلاتُ القضائيَّةُ التي اقترحَهَا مَجلِسُ القَضَاءِ الأعلى، وهُوَ صاحِبُ الصَّلاحِيَّةِ الأوَّلُ والأخير؟".
وسأل: "ثُمَّ أينَ قانون العَفْوِ العامِّ الشَّامِل، الذي كان ينبغي أنْ يَصدُرَ قبلَ سنواتٍ عِدَّة، وَلَمْ يَصْدُرْ حتَّى الآن، وهذا أمرٌ مُستَهجنٌ، وتأخيرُ إصدارِ هذا القانون، يتحمَّلُ مَسؤوليَّتَهُ جميعُ السِّياسِيِّين الذين وَعَدُوا بالإفراجِ عنه، ولم يَتَحَقَّقْ ذلكَ حتَّى الآن. ماذا نقولُ لِلمَوقوفين ظُلْمَاً؟ وماذا نقولُ لأهْلِيهِم الذينَ يَعِيشُونَ مَرارةَ سَجْنِ أبنائِهم دُونَ مُحاكَمَتِهِم، سنتحلَّى بالصَّبر، فكلُّ آتٍ قريب".

ورأى دريان أنّ "الكُلُّ يُدرِكُ أَنَّ بناءَ الدولةِ، وحمايةَ الوَطَن، لا يكونُ إلاَّ باجتماعِ إرادةِ اللبنانيين، فلنَمُدَّ أيْدِيَنَا إلى بَعْضِنَا، وإلى إخْوانِنَا العرَب، الحريصين على وطنِنا بأمنِهِ واسْتِقْرارِهِ وازدِهارِه، فنحن منهم وهم مِنَّا، ولنْ نَتَخلّى عَنْ عُروبَتِنَا التي نعتَزَّ بها ونَفتَخِرْ".

وشدّد على "أنّنا لا نَقْبَلُ الإخلالَ بِالدُّسْتُور، ولا تَهْمِيشَ رِئاسَةِ الحكومة أو المَسَّ بِصلاحِيَّاتِ رَئيسِ الحكومة، ليسَ لأنَّ في ذلِكَ تَجاهُلاً لِتَرَاتُبِيَّةِ المُؤَسَّسَاتِ الدُّسْتُورِيَّة، وَحُقوقِ طائفةٍ مِنْ مُكَوِّناتِ لبنانَ الرَّئيسِيَّةِ فقط، بل لِأَنَّ الإخلالَ بِالدُّسْتُور، يَصْنَعُ أزْمَةً سِيَاسِيَّة، تَقَعُ في أَصْلِ الانْهِيارِ الكبيرِ الذي يُعَانيهِ لبنان".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى