عز الدين: نمر بمرحلة دقيقة وحساسة والاستهداف كبير

عز الدين: نمر بمرحلة دقيقة وحساسة والاستهداف كبير
عز الدين: نمر بمرحلة دقيقة وحساسة والاستهداف كبير

أقامت اللجنة الانتخابية لحركة “أمل” في بلدة القليلة، ندوة عن “دور المرأة في الحياة السياسية العامة من منظور الإمام موسى الصدر”، شاركت فيها الوزيرة الدكتورة عناية عز الدين، في حضور رئيس بلدية القليلة عبد الكريم حسن، رئيس بلدية الناقورة عدنان حمزة، مسؤول المنطقة الثامنة في حركة “أمل” قاسم حيدر، مسؤولة شؤون المرأة في المنطقة رولا طيبة، وفد من “حزب الله”، وفاعليات سياسية وبلدية واختيارية وتربوية وحركية واجتماعية.
بعد النشيد الوطني ونشيد حركة “أمل”، كانت كلمة لرئيس اللجنة الانتخابية الدكتور محمد أبو خليل، تحدث فيها عن “المرأة في فكر الإمام الصدر، باعتبارها كائنا واعيا له التأثير الأول والأكبر في بناء المجتمع وتنشئته، حيث أن الإمام الصدر سعى إلى تصحيح المفهوم الظالم، الذي طال المرأة طيلة عقود من الزمن، بسبب الجهل وعدم الوعي بدورها، فحاول جاهدا أن يشرفها كإنسان، وسعى لإدخالها إلى معترك الحياة العملية وإيجاد الفرص بالتوظيف في مختلف المجالات الحياتية”.
بدورها، شكرت عز الدين الحضور على “هذه الدعوة التي وجهتموها لي لأكون بينكم هنا في القليلة”.
وقالت: “موضوع حديثنا اليوم مهم وجوهري، وهو المرأة في فكر الإمام الصدر. كما تعلمون فإن موضوع المرأة هو من أكثر المواضيع المطروحة في الفضاء العام في العالم، وهي أحد عناوين ما يسمى بالحرب الناعمة، التي تمارس من قبل المنظومات الثقافية المهيمنة والتي تحاول زعزعة كل الخصوصيات الثقافية والدينية في موضوع المرأة تحديدا. في المقابل لا بد من الاعتراف بأننا في المناطق المستهدفة وخاصة في مجتمعاتنا الإسلامية، قدمنا وعلى طبق من فضة مادة دسمة لاستغلالها ضدنا، وهي مادة تصلح للاستخدام المثالي من أجل تشويه صورة المرأة المسلمة، ولعل تجربة داعش الأخيرة كانت تتويجا لمسار تراكمي غير مشرق”.
أضافت: “من هنا أهمية طرح فكر الإمام الصدر حول المرأة. الإمام برؤيته وبأصالته الدينية المقترنة بانفتاح حضاري على العصر ومتطلباته، بخطابه ولغته الحية (غير الخشبية) بنظرته الإصلاحية وببعد نظره، قدم ومنذ حوالى الأربعين عاما طرحا لا يزال صالحا حتى اليوم”.
وتابعت: “في أحد خطاباته من سبعينيات القرن الماضي، يتوجه الإمام موسى الصدر إلى النساء ويدعوهن إلى “تحدي الواقع والعالم كل العالم، وإلى التحرك الدائم والطموح الدائم والخوض في غمار الحياة ومعارك الحياة”. ويتابع “أنتنَّ في هذه الفترة لا يكفيكن أبدا أن تكن أمهات صالحات، لأن أمتكن في تحدي الموت أو الحياة، أمتكن أمام أطماع لا نعرف لها في التاريخ مثيلا. في مثل هذه الحالة، يجب أن تقدمن أكثر مما تقدم المرأة العادية في الحالة العادية. عليكن أن تضاعفن جهدكن لأجل رفع التحدي عن أمتكن”.
وأردفت: “في خطابه هذا، كما في كل كلامه حول المرأة نستنتج مجموعة قواعد تؤسس لدور متوازن ومتزن للمرأة في عصرنا الحالي:
– إمرأة مسلمة تجمع بين دور أساسي داخل أسرتها وتفاعلها الاجتماعي خارجه.
– إمرأة مسلمة تخوض في مختلف المجالات الحياتية العصرية، بما فيها السياسة وفي نفس الوقت تحافظ على التزامها الديني وخصوصيتها الثقافية.
– إمرأة مسؤولة عن واقع مجتمعها ومبادرة لتكون شريكة في صناعة الحلول”.
ورأت أن “الإمام الصدر لم يكتف بتقديم النظرية، بل كان مصداقا عمليا لأفكاره، وكلنا يعلم مقدار الأهمية، التي أعطاها الإمام الصدر لدور المرأة منذ بدء نشاطه المبارك والتأسيسي في لبنان، وذلك انطلاقا من وعيه العميق لأهمية دور المرأة في مواجهة التحديات، التي وصفها بتحدي الحياة والموت. يريد الإمام القول إن أحد شروط تحقيق التطور والتحسن والتنمية في أي مجتمع من المجتمعات، مشروط بوضع المرأة فيه وبأن تتحول قضايا المرأة، إلى قضايا تهم المجتمع ككل وإلى مسألة توازن مجتمعي. وهذا ما يتم التعبير عنه اليوم، من خلال اعتبار قضايا المرأة جزءا من مبدأ حق المجتمعات في التنمية، هذا الحق الذي لا يمكن أن نبلغه وأن يؤدي أهدافه إلا من خلال توسيع الفرص والخيارات أمام النساء. وبالتالي فإن مشاركتهن في كافة المجالات تتحول إلى محرك وقوة دفع لتطور المجتمعات ونهوضها”.
وقالت: “أستذكر في هذا السياق، سلسلة دراسات ونظريات صدرت في العالم العربي بعد هزيمة العام 1967. طرح مفكرون عرب مثل هشام شرابي (النظام البطريركي العربي) ومصطفى حجازي ( سيكولوجية الإنسان المهزوم) وغيرهم سلسلة أفكار في سياق محاولة فهم أسباب الهزيمة العربية. وبرزت نظرية مفادها أن بنية المجتمع العربي هي المسؤولة عن الهزيمة وأن وضع المرأة غير السليم داخل الأسرة تحديدا، هو أساس الخلل الذي أورثنا الهزيمة. ولست الآن في صدد مناقشة هذه الأفكار، التي لها ما لها وعليها ما عليها، ولكننا لا يمكن أن ننكر أبدا دور المرأة في بناء المجتمعات وتحديد مصيرها ومسارها. ونحن في هذا الجنوب قدمنا النموذج المغاير في العالم العربي وصنعنا الانتصار الأول بعد النكسة الشهيرة، وأعتقد أن الإنصاف يقضي بالاعتراف بفضل المرأة في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي. والإنصاف يقضي أيضا الاعتراف بأن فكر الإمام الصدر كان له دور كبير في تشكيل شخصية أبناء هذه المنطقة رجالا ونساء. لقد ولد فكر الإمام الصدر، قوة عظيمة في بيئتنا وصنع من الضعف قوة، استطاعت أن تهزم جيشا اعتقد العرب طويلا أنه لا يهزم، كما أنه ساهم بفتح مسار التنمية في منطقة عانت طويلا من التهميش والإهمال”.
أضافت: “المرأة الجنوبية كانت جزءا من المقاومة وجزءا من التنمية. وهن اليوم يتبوأن مواقع علمية ومهنية ويملكن وعيا سياسيا كبيرا، ويساهمن بتشكيل واقع الجنوب وهن معنيات برسم معالم مستقبله سياسيا وإنمائيا، وأثبتن خلال المرحلة السابقة أنهن على قدر المسؤولية، وعلى قدر التحديات الجسام، والحق يقال إن حركة أمل ودولة الرئيس نبيه بري كانا من أشد الداعمين والمؤيدين والمشجعين، لتواجد المرأة في مختلف المواقع، بما فيها مواقع القرار السياسي. من هنا كانت مشاركة الحركيات في الانتخابات البلدية وتعيين سيدات في المكتب السياسي، ووصولا إلى تسمية سيدة للوزارة واليوم لخوض المعركة النيابية”.
وتابعت: “أيها الحضور الكريم، إن مناسبة الانتخابات هي إحدى هذه التحديات، التي تشبه إلى حد بعيد، ما تحدث عنه الإمام الصدر في سبعينيات القرن الماضي. نحن نمر في مرحلة دقيقة وحساسة والاستهداف كبير، ونشهد حروبا إعلامية وثقافية بهدف حرفنا عن مساري التحرير والتنمية، ولا شك أن المرأة بقدر ما هي هدف مباشر لهذه الحروب، هي خط الدفاع الأول عن الإنجازات، وهي القادرة على تشكيل بيئة التطوير الضروري واللازم على أكثر من مستوى”.
وختمت “كلي ثقة بأن المرأة الجنوبية لا يمكن إلا أن تكون في الموقع الصحيح، لتتخذ الموقف الذي يتناسب مع حجم ومستوى التحديات، الذي يساهم بصناعة الأمل بغد أفضل”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى