عقدت حركة المبادرة الوطنية اجتماعها الأسبوعي الكترونياً، وبنتيجة التداول في الأوضاع العامة أصدرت البيان التالي:
أولاً: ان اللقاء الذي دعا اليه رئيس الجمهورية امس في بعبدا لعرض برنامج الإصلاح المالي هو محاولة يائسة لتكوين اجماع سياسي وطني حول سياسة الحكومة التي اقرت خطتها وتبنتها رسميا، بدل ان يسبق اقرارها، وان المكان الصحيح لمناقشتها هو في مجلس النواب السلطة التشريعية والرقابية بامتياز، وليس شاغل القصر الجمهوري الذي ليس محط اجماع ولا يشكل دور الحكم بين اللبنانيين كما ينص عليه الدستور.
ثانياً: كان على رئيس الجمهورية المبادرة إلى دعوة لطاولة حوار وطني ببرنامج سياسي - اقتصادي - اجتماعي، كان قد اعلن عنها لحظة انتخابه، مهمتها الأساسية اليوم استدراك الانهيار الذي تسبب به نهج العهد وتبعيته لسياسة الانحياز الى محور معاد لسيادة لبنان واستقلاله وحريته والتزامه في محيطه العربي، وكذلك ممارساته الانقلابية على الدستور واتفاق الطائف. فمشكلة لبنان سياسية بامتياز وليست بحت اقتصادية او اجرائية تنفيذية، وتتصل بالحدود السائبة وبهيمنة "حزب الله" الذي جعل لبنان قاعدة للنفوذ الإيراني والتلاعب بالأمن القومي العربي، فضلا عن استخدام لبنان كمنصة للنزاعات الدولية بما يخدم مصالح إيران حصراً، ما جعل لبنان وحيداً ومُجرداً من أية ضمانات عربية ودولية.
ثالثاً : ان خطة الحكومة التي أقرتها متعثرة وحظوظها بالنجاح شبه معدومة، كونها قدمت العلاجات المالية والتقنية على الخيارات والثوابت السياسية. وهي لا تتعرض لا من قريب ولا من بعيد إلى الفلتان السيادي على الحدود مع سوريا، حيث لا ضبط للمعابر غير الشرعية، ولا إلى سياسات "حزب الله" التي تضعنا في مواجهة مع المجتمع الدولي وآخرها افتعال مواجهة مع ألمانيا. كما انها لم تتعرض لكيفية تطبيق القوانين التي تتعلق بالإصلاح مثل أزمة الكهرباء، وقانون الاتصالات ومحاولة "حزب الله" وضع يده على شبكات الخليوي، وقانون الطيران المدني. وإلى هذا وذاك، فإن رئيس الحكومة يريد تحميل المصارف وحدها المسؤولية وتطيير أموال المودعين. عدا عن انها وصلت متأخرةً جداً إلى طلب مساعدة صندوق النقد الدولي، بعدما سمح لها حزب الله بذلك، الذي يبقى أمر استجابته غير مضمون للأسباب السياسية أولاً وأخيراً .
رابعاً: جاء خطاب نصرالله الأخير ليؤكد ان الحكومة عاجزة وأسيرة قرار "حزب الله" رئيسها الفعلي ووزير ماليتها ودفاعها وخارجيتها، وليؤكد ما ورد عَرَضاً في الخطة وفي كلام رئيس الحكومة من هجوم على البنوك وأصولها بما يُهدد النظام المصرفي والقطاع الخاص والملكية الخاصة والنظام الاقتصادي.
خامساً: يتوقف اللبنانيون اليوم أمام الذكرى الثانية عشر لغزوة "٧ أيار المجيد" كما تباهى به نصرالله بعد ان اجتاح "حزب الله" بيروت بقوة السلاح وحاول غزو الجبل سعيًا لإسقاط الدولة بين يديه. وهو يوم يذكّر "حزب الله" اللبنانيين به باستمرار بعد ان اطبق على السلطة واصبح صاحب القرار السياسي والأمني وقريبا الاقتصادي، مهددا بأهم وأغنى ما يملكه ويتمسك به اللبنانيون اي الحرية والنظام الديموقراطي اللذين يتعرضا لعملية ترهيب وتطويع عبر استهداف الإعلام الإلكتروني من أزلام السلطة.