اللقاء الوطني المالي ناقش الخطة الاقتصادية والمالية الاصلاحية التي أعلنتها الحكومة لإنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي والمالي.
خطة تبقى على صعوبتها أقل حدة من تداعيات انهيار اقتصادي ومالي شامل كما جاء في بيان اللقاء الختامي الذي طالب المجتمع الدولي بالوقوف الى جانب لبنان في تحمل ازماته.
اللقاء الذي استهله رئيس الجمهورية بالتأكيد على اننا احوج ما نكون اليه هو تجاوز تصفية الحسابات والرهانات السياسية كان نجمه رئيس القوات سمير جعجع الذي حضر لابداء ملاحظاته مسجلا اعتراضه على البيان.
فيما ربط النائب محمد رعد موافقة حزب الله على هذه الخطة وقبول المساعدة من اي جهة بعدم فرض اي وصاية علينا.
ولاحقا حضرت الخطة المالية في ساحة النجمة على طاولة لجنة المال بمشاركة اكثر من خمسين نائبا رأوا في بعض ما تتضمنه الخطة بانه ليس على قدر الامال وابدوا ملاحظاتهم لاعادة ترتيبها قانونيا وماليا واقتصاديا لرفع الاقتراحات وصياغتها.
وبرز في مداخلات النواب دعوة المشنوق لزيادة رواتب القطاع العام والغاء الجمارك والا فوضى امنية واهلية.
في ظل هذه الاجواء الازمة المعيشية الى مزيد من التفاقم نتيجة الارتفاع الجنوني في الاسعار الذي يخصص مجلس الوزراء جلسته غدا لمعالجة الازمة الاقتصادية والاجتماعية وتخفيف الأعباء عن المؤسسات والشركات.
ويبقى أن نشير الى التحقيقات المتواصلة في شأن الفيول المغشوش حيث يكشف تلفزيون لبنان هذا المساء عن وثائق جديدة في هذا الموضوع فيما تم اليوم الإستماع الى الوزيرين فنيش والبستاني ومدير عام كهرباء لبنان كمال الحايك.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"
على نية التعافي المالي عرضت الحكومة خطتها الإصلاحية المالية في بعبدا أمام الرؤساء الثلاثة ورؤساء الكتل النيابية والأحزاب.
البيان الختامي خلص إلى ترحيب المجتمعين بالإطار العام للخطة مع وجوب اقترانها بآلية تتضمن إصدار نصوص تشريعية وتنظيمية وقرارات تنفيذية لمعالجة ثغرات متراكمة وإقرار إصلاحات بنيوية وهيكلية ووضع خطة لمعالجة غلاء المعيشة وضبط ارتفاع الأسعار وفي الوقت نفسه مطالبة المجتمع الدولي والصناديق والمؤسسات الدولية المالية الوقوف إلى جانب لبنان.
هذا في المضمون أما في الشكل فقد كان رئيس مجلس النواب نبيه بري مستمعا. سمير جعجع هو الوحيد الذي حضر من خارج القوى المشكلة للحكومة بالأصالة عن نفسه واعترض وحيدا على البيان الختامي للقاء فيما غاب الوكلاء عمن لم يحضر شخصيا بطلب من دوائر بعبدا واستعاض وليد جنبلاط ببريد مضمون ليرسل ملاحظاته على الخطة إلى القصر الجمهوري.
في المتابعة القضائية لملف الفيول المغشوش مثلت وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني أمام قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور وقدمت إفادتها قبل أن تعلن أنه لم تصلها نتائج تحاليل تفيد بأن الفيول غير مطابق عندما كانت في الوزارة كما استمع منصور إلى الوزير السابق محمد فنيش وآخرين.
على خط الأمن الاجتماعي بقيت أسعار السلع عرضة لأهواء تجار الأزمات وحتى الساعة ارتفعت السلة الغذائية بنسبة 77 بالمئة وحتى لا يبقى الحبل على غاربه فإن ارتفاع الأسعار سيكون مادة على طاولة مجلس الوزراء يوم غد في السرايا.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"
حصل لقاء بعبدا، وللحقيقة ما من أحد كان يشك بأنه سيحصل، وبأن الرئيس ميشال عون كان سيتراجع عن الدعوة أو يؤجلها ، رغم الإنتقادات الكثيرة والسجالات ، المكتوم منها والمعلن بين أهل الموالاة أنفسهم حول الخطة المالية ، قبل مواقف المعارضة التي انتقدت الخطة والإجتماع ، خصوصا أنه حصل، فيما الخطة المالية صارت أمرا واقعا مفروضا ، لا يمكن تغييرها أو التغيير فيها إلا شكليا .
في المحصلة كان الإجتماع اليوم ليكون باهتا، أي بين جحا وأهل بيته ، منتقص التمثيل والميثاقية ، لولا الرافعة التي أتى بها الدكتور سمير جعجع إلى الرئاسة الأولى، بمعزل عن شخص الرئيس الداعي ، بدليل أن جعجع كان واضحا في تشديده على معارضة العهد والحكومة من دون تورية ولا مواربة.
ويسجل للقوات ، بلسان خصومها ، أن تصرف رئيسها هو تصرف رجل دولة ، إذ ألزم العهد وحكومته الاستماع الى ملاحظاته على الخطة و دعاهما الى الكف عن تفقيس الخطط والنزول الى معترك الفعل، و لولا جعجع لم يكن للحكم والحكومة والموالاة الباصمة ما يتناقشون به .
في سياق الخطة المالية ايضا، شكل الاجتماع الثاني للجنة المال والموازنة برئاسة ابراهيم كنعان، الرافعة المقابلة للحكومة والعهد إذ فتح باب النقاش في شوائب الخطة ونزع عنها صفة القدسية من دون تدمير هالتها، والنقاش سيتواصل الاربعاء المقبل مع توسيع رقعة المشاركين لتشمل الهيئات الاقتصادية والعمال.
على صعيد الكورونا ، الانخفاض الملحوظ في عدد الإصابات في لبنان والذي شجع الحكومة على البدء في تخفيف شروط التعبئة ، قابله ارتفاع مقلق في عدد المصابين على إحدى الطائرات العائدة من أفريقيا والذي بلغ 25 .
في هذا الأجواء أحيت الصحافة الشهيدة يوم شهدائها ، ومن رجالها من قضوا نحبهم قتلا، ومنهم من ينتظر أن يأخذه سيف الجوع والعوز، وما بدلوا تبديلا لغياب البديل.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"
قضائيا، مشهدان يختصران إشكالية الإصلاح في لبنان:
المشهد الأول، الخريف الفائت، يوم استدعى المدعي العام المالي وزيرين من تيار المستقبل إلى جلسة استماع في ملف الاتصالات. الجواب الفوري أتى بالرفض، وبكلام عالي النبرة، سياسيا وطائفيا ومذهبيا، عبر عن تجاوز مزمن لمنطق الدولة، وقفز طويل فوق سلطة القضاء.
أما المشهد الثاني، اليوم، فوزير من حزب الله، الذي يعتبره البعض أقوى من الدولة، ووزيرة من التيار الوطني الحر، الذي انبثق منه رأس الدولة، يمثلان أمام القضاء، ليدليا بإفادتيهما كشهود في ملف الفيول المغشوش، الذي تحرك أساسا لأن لجنة مكافحة الفساد في التيار قدمت إخبارا في شأنه.
وكما في القضاء، كذلك في السياسة، مشهدان:
أول، لسياسيين يستكثرون على شعب أرهقوه بممارساتهم الخاطئة وارتكاباتهم المعروفة، أن يطلعوا على خطة إنقاذية أعدتها حكومة لا تعمل لأهداف سياسية، لتفاوض على أساسها صندوق النقد الدولي. فيقاطع أولهم ويغيب ثانيهم ويرسل ثالثهم ورقة، فيما رابعهم يزايد، وآخرهم يدلي بتعليق دون المستوى.
أما المشهد الثاني، فرئيس جمهورية يشدد على أن أحوج ما نكون إليه في أيامنا هذه هو تجاوز تصفية الحسابات والرهانات السياسية فنتحد للتغلب على أزمتنا المستفحلة وتغطية الخسائر المحققة في قطاعاتنا كافة، العامة والخاصة... ورئيس حكومة يؤكد ألا مجال للمزايدات، ولا مكان لتصفية الحسابات، ولا يفترض فتح الدفاتر القديمة في السياسة.
أما سمير جعجع، فوحده اليوم خرق المشهد، لا تأييدا لسياسات العهد كما قال، ولا طبعا حبا بميشال عون.
السبب المعلن، أن الرئاسة مؤسسة دستورية، ورئيس الجمهورية دعا إلى لقاء تشاوري.
أما السبب المضمر، الذي قرأه تلقائيا كثيرون، فزكزكة جعجعية للحليفين المفترضين، سعد الحريري المقاطع لبعبدا بعد حلف، ووليد جنبلاط المساير للعهد بعد عنف... لتحتل التكتكة السياسية مرة جديدة، موقع الأولوية، على حساب مستقبل الوطن ومصلحة الشعب... ليس فقط عند جعجع، بل قبله عند المتغيبين.
يبقى أن الأمور باتت على السكة الصحيحة. وما خلا رئيس القوات، رحب الحاضرون بخطة الحكومة، لأن هناك ضرورة لانجاحها وارتضاء التضحيات التي تستلزمها، والتي تبقى على صعوبتها، أقل حدة من تداعيات انهيار اقتصادي ومالي شامل... وهذا ما يتطلب اتحادا وطنيا، ووعيا عميقا، وحوارا مع القطاع الخاص، لا سيما القطاع المصرفي، لما يهدد وجود لبنان وكيانه وهويته الاقتصادية المنصوص عنها في مقدمة الدستور.
تبقى الاشارة ختاما الى السادس من ايار... عيد الشهداء: شهداء يستحقون من شعبنا اليوم طبقة سياسية أفضل، وتمييزا صريحا بين الفاشلين والناجحين، الفاسدين والإصلاحيين، المحتمين بسقف الدولة والمتخطين لكل السقوف الأخلاقية والدستورية والقانونية، محطمين إياها فوق رؤوس الناس، على رؤوس الأشهاد.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"
أكثر من لقاء مالي كان اجتماع قادة الكتل النيابية في بعبدا، بل اجماع على أن العبور من النفق المظلم الذي نحن فيه هو مسؤولية الجميع..
بكل مسؤولية كان النقاش، بحضور الرؤساء الثلاثة ورؤساء اغلب الكتل النيابية ووزيري الاقتصاد والمالية، والعنوان خطة التعافي المالي والاقتصادي التي قدمتها الحكومة، وقيمتها على انها ليست منزلة، بل قابلة للتعديل والنقاش، كما أكد رئيسها حسان دياب. وهي افضل الممكن للخروج من ازمة ليست وليدة اللحظة، وانما نتيجة تراكمات، كما قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ولتجاوزها وجب تخطي تصفية الحسابات والرهانات السياسية، واعتماد الشفافية واقصى درجات الاتحاد..
وعلى سلم التدرج السياسي كانت المواقف، وبعنوان المعارضة كان الانتقاد، لكن الخطة على صعوبتها تبقى أقل حدة من انهيار اقتصادي ومالي شامل كما اتفق المجتمعون، فيما كان لرئيس حزب القوات رأي آخر..
ولتأمين انطلاق الخطة متوجبات تبدأ بوضع برامج عمل لها، واصدار نصوص تشريعية وتنظيمية وقرارات تنفيذية وآليات لمعالجة ثغرات متراكمة واقرار اصلاحات بنيوية..
وبما ان الخطة ممنهجة وواقعية وتستند الى ارقام حقيقية، ولان هدفها الانقاذ من هذا الوضع الكارثي الذي تعيشه البلاد، فانها تلقى الدعم بحسب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي اشار الى انه مع اي مساعدة غير مشروطة، ولا تستتبع وصاية على الوطن..
في متابعات كورونا وبعد طول هدوء مع عداد الارقام، عاد اليوم ليسجل خمسا وعشرين اصابة من العائدين من نيجيريا فضلا عن اصابة مقيمين، ما جعل التقييم بحاجة الى كثير من الانتباه، وشكل تحديا جديدا وكبيرا لوزارة الصحة وكل اللبنانيين كما قال الوزير حمد حسن..
ثلاث خلاصات للقاء بعبدا اليوم :
-الاولى، في رسالة رئيس الجمهورية ,وهي ضرورة فصل السياسة عن الخطة المالية الانقاذية .
-الثانية، اعلان رئيس الحكومة ان الخطة غير منزلة وهي قابلة للتطوير.
-اما الخلاصة الثالثة، ما فنده وزير المال من ارقام تفسر خسارات لبنان المالية وسبل حلها .
كلام الرئيسين عون ودياب، فتح امام كل الافرقاء باب التفاوض . فالخطة عندما وضعت، هدفت لامرين :
-تشخيص الوضع بدقة، وهذا ما اعترف بحصوله، معظم الداخل والخارج .
- جعل الخطة بمثابة خطة اطار، تتطور كل يوم مع تطور المعطيات، وتؤمن ارضية جادة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية .
مجرد الاعتبار أن الخطة هي خطة اطار، يعني عمليا ان بنودها قابلة للتطوير، من خلال مناقشة القوانين التي تتضمنها في مجلس النواب، او اجراء اي حوار مجد مع المصارف وغيرهم من المعنيين بالخطة .
الحكومة اذا منفتحة في الاطار العام للخطة، على اي تفاوض، فماذا يقول الافرقاء الاخرون ؟
1-تيار المستقبل يسأل اولا: ما الذي تغير حتى انتقل الرئيس دياب من الحديث عن الضرب بيد من حديد، الى الاعلان عن القبول بتطوير الخطة ؟ وهل اصبح المطلوب ممن قال عنهم دياب إنهم اورثوا البلد الانهيار، المشاركة في الحل ؟
المستقبل الذي ينتظر اجابة دياب عن هذا السؤال، يؤكد انه لم يتخل يوما عن مسؤولياته الوطنية، لا سيما في الملفين الاقتصادي والمالي، وانه سبق وبادر الى تقديم العون لدياب من خلال وضع فريقه المالي في تصرف رئاسة الحكومة، ولم يأته اي جواب .
2-الحزب الاشتراكي، ينطلق من مبدأ اساسي وهو مناقشة الخطة بموضوعية، لان ليس من مصلحة احد عدم انجاز برنامج اقتصادي انقاذي، فمستقبل البلد على المحك يقول النائب بلال عبد الله، مضيفا : ان الحزب يريد تصويب الخطة، و يعمل على انجاز منهجية تكون مترابطة، تجعل الخطة قابلة للتنفيذ .
3-اما القوات اللبنانية، فهي تقول انها منفتحة على كل شيء، وما طرحته من خطوات سريعة، اذا نفذ، يثبت ان الحكومة تملك قرارها، وهي قادرة على انتزاع ثقة الداخل والخارج بسرعة .
طرح القوات اعلنه رئيس الحزب ، سمير جعجع ، الذي كان نجم بعبدا اليوم ، وبعث من هناك برسائل في اكثر من اتجاه .
فجعجع ، وبمجرد حضوره، ثبت عدم التفريط بموقع رئاسة الجمهورية، بغض النظر عن العلاقة بالرئيس عون، واراد التاكيد ان الفرق شاسع بين سياسة الاحقاد والسياسة الوطنية .
اما حديثه عن حكومة الرئيس حسان دياب، والعمل على عدم اخفاقها، فتساءل من خلاله : ماذا لو سقطت الحكومة، فهل من بديل منها، وهل من يضمن عدم الذهاب الى الفراغ ؟
اما فحوى ما قاله جعجع، فهو ان الازمة المالية اكبر من الجميع .