غداة التطمينات التي تضمنها خطاب رئيس الحكومة حول حماية ودائع 98 بالمئة من المودعين اللبنانيين، ودراسة رفع حالة التعبئة تدريجيا، يتطلع اللبنانيون إلى التقاط أنفاسهم المعيشية التي ضاقت بفعل تهديد وباء كورونا. وذلك بالتزامن مع عزم عدد من الدول على استئناف أنشطتها الاقتصادية بينها أميركا والبرازيل.
ماليا، وفيما أعلن المصرف المركزي عن ضخ دولارات نقدا للصرافين الكبار، مساهمة في خفض سعر صرف الدولار الذي تجاوز سقف ثلاثة آلاف ليرة، أعلن طلاب لبنانيون في أوكرانيا اليوم البدء بالاضراب عن الطعام احتجاجا على تمنع المصارف اللبنانية تحويل أقساطهم بالدولار، مطالبين المسؤولين بالتحرك لحل مشكلتهم.
في جديد عداد كورونا، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية تسجيل خمس إصابات جديدة بالكورونا في صفوف المقيمين، لترسو الحصيلة الاجمالية على 668 إصابة.
أما سياسيا، وعلى وقع ارتفاع حدة الخطاب السياسي في البلاد، سجلت اليوم عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت من العاصمة الفرنسية، بعد غياب حوالي الشهر ونصف.
وفي يوم الجمعة العظيمة، وفيما رفعت الكنيسة الشرقية الصلاة لرتبة صلب السيد المسيح، ارتفعت اثنتان من أمهات لبنان مصلوبتين على يدي ولديهما، في جديتا البقاعية وفي ولاية ميشيغين الأميركية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
صعود وتصعيد. الصعود سجل في سعر صرف الدولار، الذي تجاوز في السوق السوداء سقف ثلاثة آلاف ومئتين، ما يعني أن الليرة ليست بخير. حالة الضياع والفلتان، أتت بعد تعميم "اللا دولار" في المؤسسات غير المصرفية، بحيث يصار إلى قبض تحويلات الدولار التي تصل إلى لبنان بالليرة.
أما التصعيد فسجل في السياسة، على خلفية كلمة رئيس الحكومة حسان دياب إلى اللبنانيين، ما فتح سوق عكاظ بين "التيار الوطني الحر" وحلفائه من جهة، و"اللقاء الديمقراطي" من جهة ثانية، وصل إلى حد اتهام رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط من وصفهم بجماعة رستم في السرايا ومستشار رئيس البلاد بالتحضير لانقلاب مالي سياسي للإستيلاء على البلاد.
بجدول أعمال دسم، سينطلق مجلس النواب في عمله التشريعي في جلسات تعقد أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس المقبلة، وتتصدر بنود جدول الأعمال مشاريع واقتراحات قوانين تتعلق بالعفو العام وبمكافحة الفساد في القطاع العام، وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وتعليق المهل القانونية والعقدية، إضافة إلى بنود تتعلق بمواجهة كورونا.
وبالحديث عن كورونا، فقد سجلت اليوم خمس إصابات جديدة ليصبح إجمالي عدد المصابين 668.
الضغط الاقتصادي والاجتماعي الذي ولدته كل المعطيات الصعبة والمعقدة، زاد سعر صرف الاستنزاف المجتمعي، في جديتا جريمة مروعة أردى خلالها شاب عشريني أمه وشقيقته وجرح الشقيقة الثانية، فيما تضاربت الروايات حول الدوافع.
عشية ذكرى مجزرة قانا، ما زال الجرح نازفا من الوجع رغم كل السنين التي مرت. ما زالت الصلوات تقام على نية المظلومين. وبالمناسبة، دعت اللجنة الوطنية لاحياء ذكرى مجزرة قانا اللبنانيين إلى اضاءة الشموع والصلاة الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
تخطينا القطوع الأسود مع كورونا بفضل الاجراءات الحكومية والاستجابة الشعبية، ويمكننا قطع أشواط ايجابية في المسارات الاقتصادية والمالية إن أحكمت الحكومة خطتها، وتعاون الشعب مع لغة المنطق لا لغة الغرائز التي لا تحتاج إلى فحوص pcr سياسية، وإنما أتقن اللبنانيون تشخيصها من خلال العوارض الظاهرة على الاعلام.
فيما التحري عن الفايروس المحرك للهبة الاعلامية والسياسية المستجدة حتى زمن كورونا، كشف أن وكر عوكر وما يبخه عبر مقابلات على الاعلام، كان اشبه بالبيان رقم واحد لمنظومته، من أجل التحرك بوجه الحكومة وأدائها ومساعيها الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي إن تمت، عطلت على السفيرة الأميركية وادارتها منظومة التحكم التابعة لها- أشخاصا وجهات- بأرزاق اللبنانيين قبل أعناقهم. منظومة هي بلا أدنى شك تستخدم لعشرات السنين بوجه الاقتصاد اللبناني والاستقرار اللبناني والازدهار المجتمعي.
سفيرة أكثرت من اطلالاتها الاعلامية وزياراتها السرية حتى في زمن كورونا، بحثا عن شد عصب قبل أن تقطع الحكومة باجراءاتها أعصاب الشبكات المتحكمة بالمالية العامة، والتي ألمح اليها رئيس الحكومة حسان دياب بأنها تمثل أقل من اثنين بالمئة من المودعين في القطاع المصرفي اللبناني، والتي تتقاطع عندها كل الحسابات المالية والسياسية والاجتماعية المسيطرة على البلاد والعباد لسنوات.
سمع اللبنانيون بالأمس رئيسي الجمهورية والحكومة، ولمسوا مسارا جديا بالعمل ورفض التجني في آن، وسيسمعون الكثير من المواقف والتصريحات المقابلة، وربما حتى بعض التحركات في الشارع تحت عناوين مطلبية، ممن هم وقود الاثنين بالمئة، وبالمناسبة هي النسبة ذاتها التي تتحكم بسعر الدولار اليوم وتبتز به اللبنانيين قبل حكومتهم.
والوباء بالوباء يذكر، فقد أحكمت الحكومة اجراءاتها بوجه كورونا عبر خطوات الحجر الملزم، وتعمل على بلورة خطة عكسية آمنة فائقة الدقة للتعامل مع هذا الوباء.
وباء يضع أربعة مليارات ونصف المليار انسان في الحجر المنزلي، بحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية، ووضع رئيس الولايات المتحدة الأميركية في حال من الجنون، وهو الذي يتحدى كل النصائح والدراسات الطبية التي تطلب منه الابقاء على اجراءات العزل، معلنا أنه سيذهب بطريقة تدريجية نحو فتح الأسواق الاقتصادية، ما ينذر الأميركيين بحسب الخبراء بالكارثة الكبرى.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
ما يحصل اليوم في لبنان غريب عجيب. فالبلاد في خضم مواجهة عالمية مع فيروس قاتل، وهي في قلب أزمة اقتصادية ومالية عمرها من العمر السياسي لبعض من يهاجم الحكومة. لكن في الموازاة، وبدل التضامن الوطني تصديا للطارئ الصحي، وعوض التكافل السياسي لدرء الخطر المعيشي، تسجل المشاهدات الآتية:
أولا: سفراء يخرقون الحجر الصحي، ويلوذون بالكمامات، ويعقدون لقاءات سياسية داخلية، يطلقون إثرها أو تزامنا معها، تصريحات فيها شيء من التدخل بشؤون دولة أخرى، يفترض أنها حرة سيدة مستقلة.
ثانيا: رئيس حكومة سابق، ورئيس تيار سياسي، يقرر فجأة التخلي عن حجر سياسي وضع نفسه فيه منذ فترة، ليعود إلى ارض الوطن، تحت وابل من المواقف، التي أولها تغريدات، وآخرها هجوم لاذع على الحكومة أمس، بلسان بيان صادر عن كتلة.
ثالثا: رئيس حزب وصف رئيس الحكومة قبل أيام بالحقود، يستكمل الحملة اليوم بالحديث عن تحضير لانقلاب مالي وسياسي للاستيلاء على البلد على طريقة البعث. ولكن، "إذا بدو حسان دياب ياخذ مصاري الناس، وحياتك تاني يوم راح نسقطو بالشارع... فضي بالك، دياب عم يضغط تترجع المصاري، وبلشت ترجع، وهلق بالنسبة للناس يللي معن فوق الـ100 مليون دولار، وإنت مش منهن أكيد، هودي وضعن صعب لأن بدنا نعرف المصدر، فليش خايف طالما إنك مالك شرعي"... والكلام لوئام وهاب.
أما اكتمال الصورة، فعلى عاتق ركن ثالث من معادلة فشل ذهبية، ذاع صيته في سياق الحديث عن لوائح ملغومة كشف أمرها قبل أيام، لتكشف معها كم المسافة شاسعة بين ما يرفع من شعارات، وما يطبق منها في الواقع. حاله كحال طبقة سياسية تحمل حكومة لم يمض على توليها المسؤولية عمليا ثلاثة أشهر، مسؤولية ثلاثين، لا بل خمس وأربعين عاما من فشل، لا تقتصر سنواته على ما بعد الطائف، بل تمتد جذورها إلى الحرب، بميليشياتها القديرة، ومموليها المقتدرين، الأحياء منهم، والذين باتوا في ذمة التاريخ.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
عداد كورونا يستقر هبوطا، وعداد الدولار يحلق صعودا. وبين العدادين الهابط والصاعد تعود الحياة السياسية شيئا فشيئا إلى زخمها المحموم المعتاد.
في الكورونا، رقمان قياسيان سجلا. فللمرة الأولى يتجاوز عدد الفحوص التي أجريت الألف فحص، ولليوم الثاني على التوالي لم تسجل إلا خمس اصابات. الرقمان المشجعان حملا وزير الصحة على التأكيد أن لبنان تجاوز القطوع الأسود، علما أن "قطوعات" أخرى، لكن طبعا أقل سوادا بكثير، تنتظرنا. إذ هل سيبقى الرقم مستقرا أو حتى مقبولا عند اعلان نتائج حجر المغتربين؟. وماذا سيحصل وأي أرقام ستسجل بدءا من الغد، أي مع الشروع في تسليم أجهزة الفحوص للمستشفيات الحكومية، ومع بدء الفحوص المكثفة في كل المناطق لمدة أسبوعين؟.
الواضح أن الأسبوعين المقبلين حاسمان، فإما أن يجتاز لبنان القطوع بشكل شبه نهائي فتعود الحياة الطبيعية تدريجا، أو يستمر الحجر. وفي الحالين لبنان، حتى الآن على الأقل، ينتصر على الكورونا، ولا يزال أقوى من تمدد الفيروس بطريقة عشوائية خطرة.
في المقابل لبنان ضحية فيروس أقوى، هو الفيروس المالي. اليوم سعر صرف الدولار لامس حدود ال 3300 ليرة، ما استدعى تدخل مصرف لبنان فعادت العملة الخضراء إلى حدود الثلاثة آلاف ليرة. لكن في الرقمين, سعر الصرف عال جدا ومدمر جدا للبنانيين الذين تتآكل رواتبهم وتنهب مواردهم ويفقدون قدرتهم الشرائية لتبلغ حد الانعدام.
ومع استمرار القطوع المالي الأسود، عاد التصعيد السياسي إلى الواجهة. فرئيس "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط أشار إلى وجود جماعة رستم غزالي في السرايا، واتهم رئيس الحكومة بأنه يحضر لانقلاب مالي- سياسي للاستيلاء على البلد على طريقة حزب البعث. الموقف الجنبلاطي التصعيدي ترافق مع ارسال وفد جنبلاطي إلى معراب، وسبقه تواصل بين عين التينة ومعراب، توجه فيديو عن بشري بتوقيع حركة "أمل".
كما تزامن التصعيد الجنبلاطي مع عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، حيث استهل نشاطه بصدور بيان عن مكتبه الاعلامي ضد اللواء جميل السيد. فهل نحن أمام عملية خلط أوراق بين أركان السلطة والمعارضة، أم نحن أمام عملية اعادة تجميع لقوى المعارضة بعد الهجوم الاستباقي الذي شنه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أمس؟. وهل صحيح ما بدأ يتردد في الكواليس عن أن أركان السلطة يعدون لاجراء تعديل وزاري لمواجهة تصاعد حركة المعارضة وتحسبا للتطورات الآتية؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
السباق اليوم بين عدادين: عداد الدولار وعداد كورونا. عداد الدولار بين أيادي الصيارفة، وهو بلغ اليوم 3250 ليرة، في ارتفاع تاريخي، فهو في أسبوع واحد تخطى عتبة الثلاثة آلاف، ولم يمض يومان حتى وصل إلى المستوى الذي وصل إليه اليوم، حتى أن مصرف لبنان تدخل من خلال ضخ دولار في السوق لتهدئة صعوده، مع انه لم تعرف مفاعيل هذا التدخل.
لكن ما أجج سعر الدولار هو التعميم الذي صدر أمس، وفرض على شركات تحويل الأموال دفع التحاويل بالليرة اللبنانية وإعطاء الدولارات لمصرف لبنان، وهذا التعميم ما زال عرضة للأخذ والرد والتوضيحات.
لكن الأهم من كل ذلك، أن ما ما كشفه هو الحاجة الملحة إلى العملة الصعبة، وما دفع الصيارفة إلى تحديد السقف عند 3250 ليرة للدولار الواحد، من دون أن يعرف ماذا سيكون عليه سعر الصرف أول يوم عمل بعد العطلة أي الثلاثاء المقبل.
الأسبوع المقبل يفترض أن تكون الحكومة قد أنجزت خطة الإصلاح الإقتصادي، لتبدأ بمناقشتها ولوضعها موصع التنفيذ والترجمة. لكن على الطريق انفجر في وجهها لغمان: الأول قضية ربطة الخبز والثاني قضية إحدى شركات جمع النفايات.
إعتبارا من الإثنين قرر أصحاب الأفران عدم بيع الربطة بالسعر العادي أي 1500 ليرة إلا في الأفران، رافضين بذلك توزيعها على المحلات والسوبرماركت، تحت حجة أن بيعها خارج الأفران يجب أن يكون 1750 ليرة للربطة، وهذا ما يرفضه وزير الإقتصاد.
هذا الكباش كيف سيترجم الإثنين: هل ستشهد الأفران ازدحاما مخالفا لمعايير التعبئة العامة؟، هل ستمتنع الأفران عن تزويد السوبر ماركت بالخبز؟، هل من إجراء يمكن أن تتخذه وزارة الإقتصاد إنطلاقا من قاعدة الظروف الإستثنائية؟.
اللغم الثاني الذي انفجر هو تلويح شركتين لجمع النفايات بالتوقف عن العمل، بسبب امتناع وزارة المال عن سداد المستحقات لهما. وعمليا بدأت تلال النفايات تظهر في الشوارع وعلى الطرقات.
في موازاة عدادات الدولار وربطة الخبز والنفايات، ومن قبلها المستشفيات، يبقى عداد الكورونا الشغل الشاغل للبنانين ولعموم أبناء الكرة الأرضية. في لبنان العداد اليوم سجل خمس إصابات، فيما إجراءات التعبئة العامة على حالها إلى حين السيطرة على الوباء.
من خارج السياق، وغداة عودته من باريس، الرئيس سعد الحريري قرر مواجهة اللواء جميل السيد في لاهاي وفي ساحة النجمة. الحريري طلب من محامي ممثلي الضحايا المشاركين في المحكمة الخاصة بلبنان، إبلاغ المحكمة بما غرد به النائب جميل السيد نهار السبت في 11 الجاري، لجهة إقراره بصورة مواربة أن مبلغ 27 مليون دولار أميركي قبضه ثمن قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كما كشف أن كتلة نواب "المستقبل" تدرس طلب رفع الحصانة النيابية عنه تمهيدا لملاحقته أمام القضاء المختص. وسرعان ما رد السيد بالقول: "رافع حصانتي، وبلطوا البحر".
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
إشتدت أواصر المعارضة التي جمعت عظامها الرميم لتصلبها في وجه حكومة حسان دياب والعهد معا. ووصلت طلائع الدعم من فرنسا، حيث عاد الرئيس سعد الحريري إلى "بيت الوسط"، قائدا للمنطقة الوسطى، ومشرفا على سفينة تيودور روزفلت السياسية، وعلى متنها ثلاثي مرح هذه المرة قوامه وليد جنبلاط، سمير جعجع والحريري ضمنا، وقد لحق بالركب أخيرا الرئيس فؤاد السنيورة الآتي قبل نحو شهر على شعار: إضرب حديدا حاميا لا نفع منه إن برد، وهو المستغرب اليوم خطة اقتصادية قال إنها ستؤدي إلى تغيير البلد أو تصفية النظام، رافضا تحميل السياسات الحريرية مسؤولية الانهيار الاقتصادي.
ولكل من هذه المرجعيات أذرع وفروع وتنسيقات ممتدة، من وسائل التواصل إلى نواب الكتل، فحراس أحراش المستشارين الذين سبق لهم أن نموا على المراعي الحزبية والسياسية. واختلطت الأسباب هذه المرة بين الاعتراض على خطة اقتصادية وسوء إدارة الإعاشات والتعيينات، و"الإضبارات" السورية المستجدة بحق عدد من الشخصيات في قوى الرابع عشر من آذار سابقا.
غير أن جميع هذه الحملات يؤدي إلى تحطيم أبواب السرايا. ويخوض زعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي" الحروب بالتغريدات، وآخرها موجه إلى رئيس الحكومة قائلا "السطو على أموال الناس فكرة الأمنيين جماعة رستم في السرايا ومستشار رئيس البلاد الذي طالب باستعادة الأموال المنهوبة والموهوبة وربما الموروثة، لأنكم تحضرون انقلابا ماليا سياسيا للاستيلاء على البلد على طريقة البعث، وما مذكرة الجلب بحق مروان حمادة إلا لتذكرنا بإرهاب الوصاية".
وعلى ركام هذه المواقف، فإن الحريري لم يعد بيد فارغة من باريس. فبعد حجر دام نحو شهر ونصف، وفي ظل تمنع لبنان عن سداد ديونه الخارجية، أمن زعيم تيار "المستقبل" مصروفا للمحكمة الدولية، ووفر لها عملا طارئا استقاه من سجال هزلي بين النائب جميل السيد وابن العمة أحمد الحريري، وأعلن فور عودته أنه طلب إلى محامي ممثلي الضحايا المشاركين في المحكمة الخاصة بلبنان، إبلاغ المحكمة بما غرد به النائب السيد لجهة إقراره بصورة مواربة بأن مبلغ السبعة والعشرين مليون دولار أميركي قبضه ثمن قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال إن كتلة نواب "المستقبل" تدرس طلب رفع الحصانة النيابية تمهيدا للملاحقة أمام القضاء المختص. وفي رد سريع على الحريري قال السيد: بلطوا البحر.
وفي انتظار تقرير رفع الحصانة وتشغيل محكمة لاهالي العاطلة من العمل، فإن التحقيق وجب أن يأخذ مجراه أولا في طائرة الحريري الخاصة التي ضمت اختلاطا لعشرة أشخاص، علما أنها تتسع لاثني عشر شخصا لم يخضعوا لفحص الpcr.
وبدا مع عودة المغتربين أن الحملة على دياب والعهد ماضية، من الداخل الوزاري ومن خارجه. فتارة يلجأ الرئيس نبيه بري إلى وزراء سليمان فرنجية، وطورا يتكفل المعارضون بالمهمة، وصهيلها يشتد من صوب جنبلاط ونوابه. لكن نيوب دياب بارزة، وهو حكما ليس يبتسم.
وكل هذه المعارك ستأخذ مجراها بعد تخطي زمن الكورونا. فإذا توافرت العافية للسياسيين صحيا، لن تتوافر شعبيا، والسابع عشر من تشرين سيعود "مستجدا".