أطلقت لائحة “وحدة وإنماء بعبدا”، التي تضم تحالف: “القوات اللبنانية”، الحزب “التقدمي الاشتراكي” والمستقلين في دائرة بعبدا، وذلك في احتفال جماهيري حاشد أقيم في باحة فندق “غولدن ليلي” في العبادية – المتن الأعلى، في حضور ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” حسن درغام، ممثل رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط أمين السر العام في “التقدمي” ظافر ناصر، ممثل رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع الأمين المساعد لشؤون المناطق في “القوات” جوزيف أبو جودة، وزير الدولة لشؤون حقوق الإنسان أيمن شقير، عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب أكرم شهيب، مرشح “القوات” في عاليه أنيس نصار وحشد من فاعليات ورؤساء بلديات ومخاتير في قضاء بعبدا ومن الأهالي.
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية المرشح عن المقعد الماروني في بعبدا بيار بو عاصي أن “لا صوت يعلو فوق السيادة، وهذا التزامنا كلائحة وحدة وإنماء بعبدا. السيادة أولا. لا إنماء من دون سيادة، لا اقتصاد من دون السيادة. السيادة هي مصدر الكرامة والاستقرار، والاستقرار يصبح مصدرا للإنماء والاقتصاد والاستثمارات الخارجية والأهم مصدرا للاستقرار الأمني والاجتماعي”.
وانتقد تشويه “اسم الساحل الجنوبي لمنطقة بعبدا، فأصبح الضاحية الجنوبية من دون أي هوية”، مؤكدا انتقاده “هذا التشويه وليس أهل الضاحية، الذين هم في صلب منطقتنا وثقافتنا، ونريد أن نستردهم لصلب وطننا ودولتنا، بعدما تم تشويه الساحل الجنوبي لبعبدا وتحول إلى كتلة باطون مسلح، وهذا واجبننا”، مشددا على أن “مشروع محاربة الفساد يجب أن يدخل في منظومة القيم في مجتمعنا، وليس فقط في الموازنة”، متوجها إلى أهل بعبدا “الذين صوتوا في العام 2009 لمصلحة لوائح ثورة الأرز بالقول: لا تحبطوا، لا تيأسوا. صحيح أن هناك من خذلكم لكننا نحن لم ولن نخذلكم”.
وقال: “كل انسان يطأ العبادية يصبح ابنها. العبادية اعطتني الحياة، ولدت في هذه الأرض وأنتمي لها، ويوما ما سوف تحتضنني كما حضنت أجدادي.العبادية في قلب هذا الجبل، جبل الانفتاح والصلابة في آن، جبل المحبة والكرمة والهوية الراسخة، التي أورثنا إياها أجدادنا من مئات السنين. هذا الجبل هو رئة بعبدا والعاصمة، وهو أمانة في اعناقنا”.
أضاف: “تم الكلام عن مصالحة الجبل، أما أنا فلا أريد الكلام عن مصالحة، بل عن وحدة الجبل، وهذا ما أشعر به حين أزور قرى بعبدا. بعبدا الساحل الذي احتضنني أنا وعائلتي، فترعرعت فيه، وجعلني أشعر كما آلاف اللبنانيين، الذين احتضنهم أني في بيتي. هذا الساحل خلق هوية صلبة جعلت من جميع أبنائه وانا واحد منهم، حين تعرض لبنان لأبشع الهجمات، أن نقف للدفاع عنه كالسباع. هذا الساحل احتضن القصر الجمهوري ليس فقط كمبنى، بل احتضن كل الجمهورية حين حافظ على القصر الجمهوري. وحين احتضن وزارة الدفاع في أحلك الظروف، احتضن كل جندي في الجيش اللبناني من أجل كل لبنان. اما الساحل الجنوبي لمنطقة بعبدا، فقد تشوه اسمه وأصبح الضاحية الجنوبية من دون أي هوية. هذا التشويه ننتقده وليس أهل الضاحية، الذين هم في صلب منطقتنا وثقافتنا ونريد أن نستردهم لصلب وطننا ودولتنا، بعدما تم تشويه الساحل الجنوبي لبعبدا وتحول إلى كتلة باطون مسلح وهذا واجبنا”.
وتوقف عند الواقع الانمائي والمجتمعي، قائلا: “المشكلة ليست مشكلة إمكانات، بل مشكلة ذهنية وعدم جدية ومحسوبية، لماذا القبول بهذا الواقع؟ لماذا يقبل بعضهم بالتحول إلى سائح أو مقيم في وطنه؟ هذا غير لائق بحقنا، ولا بحق الشعب اللبناني ولا بحق منطقة بعبدا. فإما أن نكون مواطنين أو لا مواطنين. وأرفض استخدام مصطلح مواطنين أحرار لأن المواطن حكما حر، ويحاسب ويفرض أداء معينا على مع يدعي التمثيل”.
واعتبر أنه من “غير المقبول قول بعضهم ركزوا على الإنماء واتركوا السيادة. المشكلة كبيرة ما فيكم عليها”، وقال: “عرض علينا هذا الطرح عام 1994 فرفضناه ودخلنا السجن ونفينا، وهذا كان أفضل خيار أخذناه في حياتنا. السيادة أولا، لا إنماء من دون سيادة لا اقتصاد دون السيادة. السيادة هي مصدر الكرامة والاستقرار، والاستقرار يصبح مصدرا للانماء والاقتصاد والاستثمارات الخارجية والأهم مصدرا للاستقرار الأمني والاجتماعي. لا صوت يعلو فوق السيادة وهذا التزامنا كلائحة وحدة وإنماء بعبدا”.
وقال: “كما أكون حزينا حين أسمع الحديث عن مكافحة الفساد ولا يكون سوى شعار. حينها يصبح الفساد مضاعفا. الفساد هو سرقتكم أنتم، ومن يعتبر أن سرقة الدولة ليست بسرقة، يعني أن سرقتكم ليست بسرقة. قبل أن أدخل إلى الحكومة كنت أعتقد أن محاربة الفساد مستحيلة، ولكنني اكتشفت أن الأمر سهل والنقطة الأولى أن يكون المرء أولا غير فاسد وحينها يصبح بإمكانه وقف الهدر وإلغاء عقود غير مجدية وتوفير ملايين الدولارات لمصلحة خزينة الدولة. الفاسد كالسارق جبان، ومجرد أن تضع إصبعك بوجهه يتوقف. وهكذا جمدت بالممارسة الفاسدين. مشروع محاربة الفساد يجب أن يدخل في منظومة القيم في مجتمعنا وليس فقط في الموازنة”.
أضاف: “إذا قررتم إيصالنا إلى الندوة البرلمانية حاسبونا إن لم نحاسب و”شارعونا” إن لم نشرع. التعازي والتهاني واجبنا الاجتماعي، أما واجبنا الوطني فهو أولا الدفاع عن سيادة لبنان وثانيا محاسبة الحكومة والرقابة وثالثا التشريع. كما كنت وزيرا لكل لبنان، سأكون نائبا لكل لبنان. بالطبع سأكون صوت كل لبنان، ولكن سأكون صوت منطقتي أولا وهذا أمر طبيعي. وأتوجه لأهلنا الذين صوتوا في العام 2009 لمصلحة لوائح ثورة الارز: لا تحبطوا، لا تيأسوا. صحيح أن هناك من خذلكم لكننا نحن لم ولن نخذلكم. حلمكم حلمنا، إيمانكم إيماننا ونظرتكم للبنان نظرتنا. أدعوكم للاقتراع في 6 أيار بثقة، كي ننهض سويا بلبنان السيادة والكرامة والإنماء والاستقرار والازدهار”.
وتابع: “للشباب الذين يقترعون للمرة الأولى اقول،: أنتم عنصر التغيير الأساسي وأنتم الذين ستعطون دينامكية جديدة للحياة السياسية، ستثبتون أنكم لا مقيمين ولا سياحا ولا منتظري تأشيرات هجرة، أنتم متجذرون في هذه الأرض وانتم ستفرضون إرادتكم في 6 أيار”.
وختم “لدي حسرة أنني سأترك وزارة الشؤون الاجتماعية، وهي وزارة الإنسانية والقيم من دون أدنى شك، حين نساعد يتيما أو معوقا أو ضعيفا، نساعد كل إنسان، وهذا واجبنا من دون أي منة، وهؤلاء أعطوا معنى لحياتي. سوف يبقون حاضرين معي في التشريع، وفي كل ممارستي. الفرد هو القيمة الإنسانية الكبرى. واليوم سبت النور، ولكن قبله هناك جلجلة وتضحية وبذل الذات في سبيل الآخرين، وحينها يكون الرجاء والحياة. موعدنا في 6 أيار فكونوا على الموعد”.
ثم رحب أبو الحسن بالحاضرين، وقال: “من العبادية من أرض الخير والعطاء والسلام، من منبع العزة والكرامة والعنفوان، من بوابة المتن صمام الأمان، من بلدة التلاقي والتسامح التي تجسد أروع صورة عن لبنان، من أرض الأنقياء ومهد الأتقياء، من بيوت الطهر، التي تصحو على أصوات أجراس كنائسها، وتغفو على صلوات ودعاء مشايخها، من قلب بعبدا النابض، من حضن الجبل الصامد، من هنا من هذا المكان الشاهد على الوحدة والمحبة والعيش الواحد، نقف بينكم ونقف معكم لنعلن ولادة لائحة وحدة وإنماء بعبدا، لائحة التنوع والشراكة الوطنية، لائحة الإرادة والمصالحة الحقيقية، التي ولدت في ظل قامات الكبار الكبار، قامة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير رجل الانفتاح والحوار، وقامة الزعيم الوطني الكبير وليد جنبلاط حامي الوحدة والاستقرار”.
أضاف: “نقف اليوم لنعلن لائحتنا المتنوعة، وهي ثمرة تحالف واسع يتعدى بحدوده دائرة بعبدا مع شركائنا في القوات اللبنانية وتيار المستقبل وشخصيات مستقلة. هذه اللائحة المطبوعة باللون الأحمر، هكذا أردناها لنؤكد رمزية اللون الذي يجمعنا جميعا، ولنقول بالفم الملآن وبكل قناعة وإيمان: إننا بالخطوط الحمراء سنحمي لبنان. إننا بالخطوط الحمراء سنصون البنيان. إننا بالخطوط الحمراء سنكرم الإنسان ولن نسمح أبدا بأن يهان”.
ولخص مجموعة عناوين معتبرا أنها “خط أحمر”، وهي: “المصالحة والتنوع والوحدة الوطنية، سيادة واستقلال وعروبة لبنان، الإنماء المتوازن والبيئة النظيفة وصحة المواطن، مستقبل شبابنا وحقوق المرأة، المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية، العمل النقابي والضمان الاجتماعي وحقوق الإنسان، استقلالية القضاء والحريات، حدودنا وثرواتنا الوطنية والدولة”، مؤكدا أن “اللون الأحمر للائحة لم يكن صدفة، بل أردناه كذلك كي نرسم خطا أحمر بوجه كل فاسد، وبوجه كل سارق، وكل معتد على أرضنا وجيشنا ومؤسساتنا الأمنية، وكل من يحاول العبث أو المس بمصالح الناس وحقوقهم واستقرارهم”.
وختم “إحذروا جيدا يا هؤلاء كي لا نضطر إلى رفعِ البطاقة الحمراء بوجهكم، فيخرجكم عندها الشعب من الملعب السياسي إلى محكمته التي لا تخطئ. إحذروا فنحن لن نساير، لن نهادن، لن نساوم. معا أيها الإخوة نمضي نحو مستقبل واعد. معا نحضن الجيل الصاعد. معا نمضي نحو حقبة جديدة من النضال السياسي والاجتماعي. معا نؤكد ونردد عاليا، بالأمس اتخذنا القرار، واليوم حددنا المسار، وغدا نعلن الانتصار”.
وكانت كلمة للدكتور صلاح الحركة، فقال: “جئت لأقول لكم مرحبا، مرحبا من برج البراجنة، من المريجة، من حارة حريك والغبيري. وتفسير كلمة مرحبا السريانية المصدر يعني “الله محبة وخصب وبحبوحة”. وأنا جئت من شاطئ البحر الأبيض إلى جبلكم الأخضر يكلل رأسه ثلجه الأبيض النقي. هذا الساحل وهذا الجبل اللذان لم يصبهما أي حظ أو نصيب من مليارات الدولارات، التي أنفقتها الدولة كيفما اتفق على مختلف مناطق لبنان. جئت لأقول لكم إننا ننعيش ببلد يتراجع إنماؤه في كل يوم، بينما يرتفع فيه معدل الفقر والبطالة، التي تقضي على مستقبل فئة كبيرة من الشباب، بينما يأكل الغلاء راتب الموظف، ويقفل العديد من أصحاب المصالح أعمالهم خوفا من تكبد المزيد من الخسائر”.
أضاف: “إن كنتم تسألون لماذا نعاني كل هذا؟ فالجواب هو أن أكثرية الطبقة المسيطرة على مقدرات البلد هادرة وفاسدة. وهذا ليس كلاما انتخابيا أقوله أنا كمرشح، بل سمعناه منذ يومين على لسان نواب ووزراء وممثلي جهات سياسية فاعلة تحت قبة مجلس النواب”.
وسأل: “بالله عليكم. ماذا نقول عن كلفة مليون دولار لسفر أحد الوزراء للمشاركة في مؤتمر اغترابي أخيرا في وقت البلد يغرق بالديون؟ وماذا نقول عن خسارة ما لا يقل عن 30 مليار دولار منذ سنة 2000 على كهرباء أعمتنا بديونها، ولم تنر بيوتنا والطرقات؟ ألا تكفي هذه الأموال لتأسيس”.
وتحدثت المرشحة عن المقعد الماروني في بعبدا الإعلامية سينتيا الأسمر، فلفتت إلى أن “أكثر سؤال سمعته بعد إعلان الترشيحات، كان عن سبب اتخاذها القرار بخوض العمل السياسي والدافع، الذي حضها على خوض تجربة الانتخابات النيابية”.
وإذ اعتبرت أن “حفل إطلاق اللائحة هو الفرصة المناسبة للاجابة عن هذه التساؤلات”، قالت: “أردت أن أشارككم تجربة شخصية عمرها 20 سنة بالمجال الإعلامي، الشأن العام، و التعليم الجامعي، بحلوها ومرها، بنجاحاتها وتحدياتها. فتجربتي بخوض الانتخابات البلدية الناجحة، كانت الحجر الأساس الذي وضعني على المسار الصحيح نحو الإنماء، القناعات السياسية النظيفة، الملتزمة، الجدية، العادلة والصادقة. أذكر أنني بدأت بوداع أفراد عائلتي المهاجرين عندما كنت في السادسة من العمر. وحالتي هذه تشبه الكثير من البيوت والعائلات اللبنانية بكافة المناطق، وعلى امتداد مساحة الوطن. وهذه حرقة تسكن قلب كل فرد منا، لأن معظم المهاجرين لم يعودوا إلى لبنان الوطن الذي عجز عن تحقيق طموحاتهم وأحلامهم. ولأنه لم يؤمن لساكنيه دولة حقيقية، ذات كيان مستقل، تصون كرامة وحقوق الإنسان، وتحترمه وتؤمن له الأمن والاستقرار. ولم تعطه الأمل ليخطط للمستقبل القادم، أولاده وأحفاده من بعده”.
أضاف: “إن طالبناهم بالعودة يكون جوابهم جملة تساؤلات: ولماذا سنعود على وطن مشرذم لا يؤمن الحد الأدنى من كرامة وحاجات المواطن اجتماعيا، أمنيا واقتصاديا وسياسيا، فيما يعيش أجواء التوتر والخضات الأمنية عند كل محطة واستحقاق وبفعل التفاوت بالآراء السياسية. التحدي اليوم كبير حتى ننجح بإعادة بناء الدولة، بكل تفاصيلها. وعلي أن أخوض تجربتي في الانتخابات النيابية بإصرارٍ أكبر وبضمير مرتا،ح بعد تجربتي في العمل البلدي، حتى لو اتهمني البعض بالأحلام الوردية. لأنني أرفض التسليم جدلا بأن لبنان دولة فاشلة ومحاولة إصلاحها وبنائها تعب وشقاء دون جدوى. أنا أقول اليوم، إن كل المشاريع الكبرى قد بدأت بحلم صغير ونجحت بفضل الطموح الكبير، جدية العمل والمثابرة”.
وانطلاقا من كونها “إمرأة وأم لولدين”، توجهت إلى “كل رجل يسمعني”، بالقول: “إن كنت تثق بي كأم قادرة على تربية أولادك وتنشئتهم على القيم الإنسانية، الأخلاقية والوطنية ليكونوا هم جيل المستقبل، لماذا لا تثق بأنني سأتخذ قرارات أوسع وأشمل عندما أكون بمركز القرار على مستوى الوطن والمجتمع ككل؟ هل تعلمون أن المرأة إذا قدمت للمجتمع من ذاتها كما تبذل حالها لبيتها، سنقطع شوطا كبيرا بمشوار البناء؟ التنشئة الكشفية كان لها الدور الكبير بتكوين شخصيتي. فقد تعلمت على مدى 10 سنوات أن يكون عندي حس القيادة، المسؤولية، الجدية، الالتزام، حب الوطن، الحفاظ على البيئة والطبيعة، الصدق والعدالة، والأهم أننا تعلمنا أن نعطي من ذاتنا من دون أن ننتظر شيئا بالمقابل، وتربينا على المبدأ بأن أفضل وسيلة لمواجهة المشاكل بنجاح هي اعتماد الحكمة، العدل، العمل الجدي والمحبة”.
وختمت بجملة وعود، مؤكدة أنها “ستعمل بجد لبناء وطن على قدر طموحات شعبه، وستستمر باللقاءات مع الناس بعد الاستحقاق النيابي بشكل دائم ومباشر، لتكون على تماس مع واقع المجتمع واحتياجاته، بدون حواجز، في سياق العمل المشترك لبناء وطن سيد حر ومستقل”.
وتوجه المحامي جوزف عضيمي إلى أبناء قضاء بعبدا، بالقول: “أنا ابن بلدة حارة حريك، ابن ساحل المتن الجنوبي، وهي التسمية التي يفضلها أبناء الساحل على كلمة “الضاحية” لأن هناك الكثير من القيم والتقاليد المشتركة بينهم، وبين أبناء حارة حريك والشياح وبرج البراجنة والمريجة والليلكي وتحويطة الغدير. نعم، أنا ابن قضاء بعبدا التي دفعت الثمن غاليا، ولكن ليس من أجل وطن تتكسر فيه الأحلام، وتضيع فيه الطموحات، وتغيب عنه العدالة الاجتماعية”.
وأضاف مضيئا على بعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية: “إن شبابنا يهاجر، الفقر يقتل الحلم، والقهر يغتال الطموح، ولا شباب حيث لا حلم، ولا طموح ولا وطن حيث لا شباب. ولإن خيبات الأمل هي بحجم الآمال الكبيرة، لقد آن الاوان للعبور من حالة العفن والاهتراء إلى شمس الشفافية والنظافة”.
وخاطب الحضور وأبناء القضاء، بالقول: “السكوت والتملق حيث يقتضي الكلام والمجاهرة، هو خيانة لثقتكم”، متوجها إلى “من تولى شوؤن وتمثيل قضاء بعبدا عشر سنوات من دون أي عمل من أجل نهضته وعزته وإنمائه”.
أضاف: “بعبدا تقول لهم اليوم، كفى، لن نجدد لكم، لن نمنحكم ثقتنا، سقطتم وسقطت وكالتكم عنا، لا عودة إلى الوراء، لقد فشلتم. توليتم النيابة تحت شعار الإصلاح والتغيير، لكنكم لم تقوموا بأي إصلاح ولا حتى بأي تغيير. على العكس، حاولتم حماية محسوبين عليكم من ملفات أمام النيابة العامة المالية. ولقد مارستم التسلط وليس السلطة، لم تكونوا للجميع، لم تكونوا عنوان الألفة والمحبة، بل تعاملتم بانتقائية وكيدية مع أبناء هذه المنطقة. لم تكونوا مصدر خير للمنطقة، غالبية شبابها مقهور ماليا، محروم تربويا، عاطل عن العمل. عشر سنوات، لم ولن تغيروا شيئا، وحتى الأشخاص لم يتغيروا، ولن يصدق أحد وعودكم. عشر سنوات، لم تزرعوا شيئا في منطقة بعبدا، وبالتالي لن تحصدوا منها شيئا”.
وأكد “معنا، فعلا سيأتي فجر التغيير. كفى، لقد تحررت بعبدا من قيود قانون الستين، بحيث أصبح أهلها يعبرون عن إرادتهم الحرة باختيار من يمثلهم”.
وختم: “يا أهلنا في بعبدا، لا تخافوا، انتهى زمن الآلام، وطريق الجلجلة، التي جعلوكم تمشونها عنوة، انتهت. معنا الخلاص والقيامة، وما إعلان لائحتنا في يوم سبت النور، مع ما يحمله من معان، إلا للدلالة على ما نحمله لكم من أمل وفرح، ولإخراجكم من اليأس والقنوط إلى القيامة الحقيقية”.
وكان الحفل الذي افتتح بالنشيد الوطني، قدمه الإعلامي فادي شهوان وتخلله تقرير مصور عن دائرة بعبدا وتقارير تعرف بالمرشحين الخمسة.