اقيم بعد ظهر اليوم حفل اعلان لائحة الوفاق الوطني عن دائرة جبل لبنان الثالثة – بعبدا في قاعة فندق “لانكستر” غاليري سمعان، وتضم تحالف حركة “امل” و”حزب الله” و”التيار الوطني الحر” و”الحزب الديمقراطي”، الان عون، علي عمار، فادي علامة، ناجي غاريوس، سهيل الاعور وحكمت ديب.
حضر الحفل المونسنيور كميل مبارك،النائب السابق محمد برجاوي، رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام، رئيس اتحاد بلديات ساحل المتن الجنوبي ريمون سمعان ورؤساء بلديات الغبيري معن الخليل، الشياح ادمون غاريوس، حارة حريك زياد واكد، المريجة تحويطة الغدير سمير بو خليل، الحازمية جان اسمر، عاريا بيار بجاني، نائب رئيس بلدية برج البراجنة زهير جلول، الحدث جورج عون، المسؤول التنظيمي لإقليم بيروت في حركة “امل” علي بردى، مسؤول منطقة بيروت في “حزب الله” حسين فضل الله، مدير اللجنة الانتخابية لقضاء بعبدا في حركة “امل” مفيد الخليل، عضو المجلس السياسي في “حزب الله” محمود قماطي، رئيس لجنة اوقاف برج البراجنة محمد حرب، وشخصيات سياسية واجتماعية واعلامية.
ورحب المرشح فادي علامة بأعضاء لائحة “الوفاق الوطني”، وقال: “شرفني رئيس مجلس النواب نبيه بري بان أمثل كتلة التنمية والتحرير، في اللائحة شاكرا له ثقته وما يضعنا امام مسؤوليات والتزامات سنسعى بكل جهد الى تحقيقها للمشاركة في استكمال مسيرة، لطالما آمنا بها الاَ وهي مسيرة التنمية والتحرير”.
وأضاف أن اللائحة: “تشكل مع غيرها من الدوائر الإنتخابية إحدى حلقات السلسلة التي تطوق الوطن في الدائرة الأوسع، دائرة العيش المشترك المنبثق من نعمة الطوائف والبعيد كل البعد عن نقمة الطائفية ولو كان الجميع يشهد ويبارك الحلف الأول والمتين للثنائي الوطني ولو كان قطباه من الشيعة”.
ووعد بالعمل على “حفظ سيادة لبنان بمواجهة الأطماع الإسرائيلية ووجهها الآخر المتمثل بالإرهاب، والمشاركة في إستكمال مشاريع تنموية وطنية في إطار الإنماء المتوازن على مستوى تنفيذ الخطط الحديثة للكهرباء والإتصالات والبيئة وحل أزمة النفايات. كما إعادة إنشاء وزارة المغتربين لتحقيق المشاركة السياسية الحقيقية للمواطنين في الخارج كما في الداخل، ومشاركة الشباب عبر خفض سن الإقتراع وتفعيل المجلس الأعلى للتربية، وتعزيز دور المرأة وحضورها وتمثيلها النيابي، وإنشاء الحكومة الالكترونية التي من شأنها تسهيل حياة الموطنين وتجديد هيكل الدولة الوظيفي عبر خلق فرص عمل”.
وأضاف: “سنضع نصب أعيننا كل ما يتصل برفع مستوى العيش الكريم للبنانيين وفي مقدمتها الطبابة والتعليم، وتحت عنوان الصحة للجميع في ضرورة تأمين البطاقة الصحية لكل مواطن كما اقرار ضمان الشيخوخة وبخاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية وانعاكاساتها على الأوضاع المعيشية. وعلى المستوى التربوي، الإرتقاء بالتعليم الرسمي والمهني والجامعي، وهذا يبدأ بانصاف المعلمين واساتذة الجامعات واعطائهم حقوقهم كافة، كما مواكبة التطور وتحديث البنى التحتية والبرامج التعليمية”.
واستطرد علامة: “لا نغفل هنا عن شريحة كبيرة من اللبنانيين من ذَوي الاحتياجات الخاصة والعمل على تطبيق القانون 220 الذي ينص على حقهم في التوظيف وفق مبدأ تكافؤ الفرص في القطاعين الخاص والرسمي”.
وختم: “ننطلق من هذا البرنامج، ونعد بالعمل على تحقيقه ونضعه أمامكم وسنحاسب أنفسنا عليه كما سنحاسب من قبلكم وأمامكم كما عبر الرئيس بري. وقانون الإنتخاب القائم على النسبية يحتم كثافة إقتراع والأقتراع سيكون بمثابة إستفتاء على مشروع سياسي عنوانه كان وسبيقى ان لبنان هو الوطن النهائي لجميع أبنائه”.
ثم القى سهيل الاعور كلمة قال فيها “لشرف كبير ان يوليني عطوفة الامير طلال ارسلان هذه الثقة والامانة والمسؤولية بالترشح عن المقعد الدرزي في دائرة بعبدا للانتخابات النيابية. ان اهمية التكليف في خوض هذه المنافسة الانتخابية هي لحفظ الثوابت والكرامة الوطنية، من هنا من ساحل المتن الجنوبي وعلى مقربة من ضاحية الكرامة وعلى كتفها بعبدا وقصر رئيسها ومن خلفهما جبل المتن الجنوبي بكل طوائفه، نتشرف ان نكون في مسيرة واحدة لنلتقي اليوم لنعلن تحالفنا”.
وتوجه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالقول:”ان الشعب يراهن على تحقيق خطاب القسم ووعدك بناء الدولة وتغيير الصورة في محاربة الفساد وتطبيق القانون من اجل الحفاظ على المال العام والبلد”.
وتحدث عون فقال:”اليوم نحن وإياكم على موعد جديد ومتجدد، لم يبدأ اليوم ولن ينتهي اليوم، هي محطة جديدة في مسار طويل خضنا فيه تجارب كثيرة، معارك كثيرة وحققنا فيه إنجازات كبيرة، هذه كلها لم نستطع أن نقوم بها لوحدنا، عملنا نحن وإياكم وقوى أخرى خاضتها معنا ووصلنا نحن وإياها الى مفهوم جديد للشراكة الوطنية يعطي كل ذي حق حقه ويضع إيدينا بإيدي بعض لنرسم معا ونحدد معا مستقبل البلد”.
اضاف: “هذا المسار الذي كان عنوانه الشراكة هو تحديدا الذي سمح للكثيرين من الذين ينتقدوننا اليوم او يزايدون علينا، سمح لهم في المشاركة الفعلية والنوعية في السلطة والتمثيل النيابي بعيدا عن منطق الأحادية والاستئثار، الذي كان ساري المفعول عند الكثيرين. هذا مسار بناء الدولة بالأفعال وليس بالأقوال والشعارات عبر إستعادة الدولة هيبتها وفعاليتها وإنتاجيتها. وهذا ما نقوم به، رغم كل التشويش والإنكار، في كل وزارة، وفي كل إدارة، وفي كل مصلحة، وفي كل دائرة، وفي كل محافظة، وفي القضاء، وفي القطاع العسكري، وفي كل قطاع استطعنا ان نصل اليه، ونضخ دما جديدا فيه وسنكمل عملنا في القطاعات الباقية التي سيصلها الدور.لإن المطلوب ان نعزز مؤسسات الدولة وخدماتها حتى تقوم بواجباتها تجاه المواطنين كما يجب، وهذا الامر لا يحصل بالكلام والتضليل، بل بالأفعال”.
وتابع: “وهذا الامر لما كان ليحصل لولا وصول رئيس جمهورية الحامل الرصيد الكبير من الثقة الشعبية والتفاهمات الوطنية والقناعات الإصلاحية والشجاعة المسلكية. هذا الامر شكل قوة الدفع الأساسية لتغيير الواقع المؤسساتي المترهل، وتعزيز المحاسبة الفعلية داخل الدولة وتحصين القضاء في وجه المخطئين والفاسدين، وتأمين إستقرار وطمأنينة من خلال علاقات أمان مؤسساتية أقامها مع رئيسي مجلسي النواب والحكومة وشبكة أمان وطنية مع القيادات والقوى الأساسية في البلد، وهذا ليس بكلام، هذا واقع، كلنا شهدنا على أحد فصوله في أزمة الإستقالة الذي عاشها لبنان في تشرين الثاني الماضي”.
وقال: “وهذا الرئيس الذي يجب علينا ان نستمر في دعمه حتى يتحقق في عهده كل ما نطمح او يطمح في تحقيقه. هذا الرئيس الشيخ في عمره وتجربته والشاب في حماسه وإندفاعه. هذا الرئيس الذي نريد ان نقف الى جانبه ككتلة نيابية منتخبة ومن ثم وزارية، حتى يكمل مشروعه، وهو ان يسلم لبنان من بعده أفضل بكثير مما استلمه”.
واردف: “ومن بعبدا بالذات، برمزيتها، اتينا من خلال هذه اللائحة وهذا التحالف، لنؤكد على وحدتنا الوطنية، وعلى وفاقنا الوطني، وعلى عيشنا المشترك فعلا وليس قولا. وهذا ما نحن مصرون عليه ومقتنعون به وملتزمون به في الجبل والمتن الاعلى تحديدا، حيث نحن متمسكون بحماية العيش المشترك وإستكمال عودة الحياة الى ما كانت عليه في السابق، مع الإحترام الكلي لبعضنا البعض، والعيش معا في معايير الأخوة الفعلية والصادقة من دون أي خلفية أو فوقية. وهذا الشيء سنكمله معا ونعمل عليه مع حلفائنا في الجبل وحتى مع منافسينا من خلال إبقاء التنافس الانتخابي في إطاره السياسي، وحماية الوحدة والشراكة الوطنية في الجبل والمتن الأعلى من أي إنزلاق أو تطرف”.
اضاف: “وكما في الجبل، كذلك في ساحل بعبدا حيث التنوع موجود وحيث بنينا تفاهمات تشكل مظلة آمنة للتفاعل الايجابي بين أبناء الساحل مع الحرص على المحافظة على خصوصياتهم. وهذا الكلام ليس كلاما للكلام أو شعارات فارغة، هذا واقع نعيشه يوميا، والدليل عليه هو عشرات ومئات الأشخاص العاملين والطلاب الذين نتشارك معهم همومهم اليومية بكل وئام ومودة وإحترام. وفي هذا الوقت، وتحسبا لأي طارئ أو مشكلة، هذه التفاهمات هي تحديدا التي تشكل بوليصة تأمين، الوحيدة الفاعلة لمعالجة المشاكل وإستيعابها ومعالجتها في ما لو حصلت، مثل ما حصل منذ مدة في منطقة الحدت وتمت معالجته في أقصى درجات الوعي والمسؤولية بفضل هذه التفاهمات الوطنية. فالذي يبشر بالتفرقة والتحريض في خطابه وبرنامجه الإنتخابي لا يملك إلا البشرى السوداء للبنانيين. أما الذي يحمي التفاهمات ويكرس المساواة ويضع الضوابط ويحفظ الخصوصيات، هو وحده يستطيع ان يعد أبناء ساحل بعبدا أن الطمأنينة التي نعيشها اليوم ستستمر، وأن الإحترام المتبادل سيستمر وإن فرق الإسعاف الوطنية التي شكلناها من خلال تحالفنا، ستتدخل في كل لحظة وفي كل دقيقة تستدعي ذلك”.
وختم: “هكذا نبني ألاوطان، وهكذا نحمي سلمها الأهلي، وهكذا نؤمن إستقرارها، ونفعل مؤسساتها وإنتاجيتها، ونكمل مشاريعها الإنمائية، بالأفعال، والعزيمة والمثابرة، نحن وإياكم في بعبدا ومع زملائنا وأهلنا في كل المناطق، لننجح يدا بيد من أجل لبنان أفضل وأقوى. عشتم عاشت بعبدا وعاش لبنان”.
وفي الختام، القى النائب علي عمار كلمة قال فيها “هذا الاستحقاق الانتخابي ليس كسابقه من الاستحقاقات الانتخابية، وهذا القانون نحن بما نمثل لا يشكل طموحاتنا، ولكن القانون الذي نطمح اليه وندعو اللبنانيين الى دراسته هو ان يتحول لبنان الى دائرة انتخابية واحدة على قاعدة النسبية، مع ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية المجسدة بالتوازن الاسلامي – المسيحي في لبنان، لأن المسيحيين في لبنان قيمة ثقافية وليسوا عددا تتلاقى مع قيمة ثقافية اخرى اسلامية، جعلت من لبنان هذا دولة الرسالة كما عبر عنها البابا يوحنا بوس الثاني الذي زار لبنان، ولبنان هو رسالة ولا قيامة للبنان الا بالعودة الى لبنان الرسالة لبنان الوفاق الوطني، الوفاق يعني تحصين الوحدة الوطنية والسلم الاهلي وترسيخه والعيش الواحد وليس العيش المشترك، يعني هو النظر الى كل قضايا الناس والوطن”.
وسأل عمار “لو ان داعش وصل الى بيروت، هل كان يجري هذا الاستحقاق، ولو بقيت اسرائيل بشارونها في بيروت والتي عملت على نسف وحدة لبنان طمعا بثرواته ووحدته وسيادته وحريته، لقد استطعنا من خلال الماسية الكبرى، من خلال قادة وفرسان الجيش اللبناني الباسل والمقاومة وانتم الشعب، استطعتم دون سواكم من دول الجوار ان تحرروا ارضا وتصونوا وحدة وتنوعا، ان لا تسمحوا لهؤلاء بالتسلل الى مستوى وطبيعة حياتنا الوطنية”.
واضاف عمار “هناك عدو قد يكون اخطر من الكيان الصهيوني ومن الدواعش واخواتهم الا وهو عدو الفساد، هذا الفساد الذي اصاب الدولة اللبنانية مقتلا في جميع مفاصلها، حيث اصبحنا نعاني ادارة مترهنة، ينخر فيها الفساد نخرا حتى العظم، واصبحنا نعاني رجال سياسة ليسوا على مستوى مسؤولية الوطن، نريد دولة يرد فيها الاعتبار الى مؤسساتها الدستورية، الى مجلس نيابي يقوم بدوره الفاعل على مستوى التشريع والرقابة والمحاسبة، الى ادارة نظيفة، قضاء مستقل، نريد اقتصادا منتجا ونسأل اين الزراعة والسياحة والصناعة في وطننا، اين ثرواته البشرية؟
واذا لم نخرج من انتماء الطائفة والمذهب الى انتماء الوطن ومن انتماء الجهة السياسية الى الوطن، اقول لكم على الدنيا السلام، من بعد ذلك نريد ان نخرج من الطائفة والمذهب والفريق السياسي لنلتقي في رحاب الافق الانساني الوطني، وان نكون الى جانب وخلف ومع الناس في معايشة كل القضايا وكل الاستحقاقات، لقد جربتم كل الاوطان غربا وشرقا وخليجا وغير ذلك، ولكن لم نجد اطيب واجمل والذ واعذب من هذه الارض . اياكم ان تفرطوا بها، نحن واياكم على هذا الخط، نريد ان نستمر وليس امامنا الا العمل يدا بيد مع البلديات والآباء والمشايخ والسيدات والسادة والمجتمع المدني من اجل انقاذ لبنان.