مدارس الليسيه.. هل تزيد الأقساط السنة المقبلة؟

مدارس الليسيه.. هل تزيد الأقساط السنة المقبلة؟
مدارس الليسيه.. هل تزيد الأقساط السنة المقبلة؟
عقدت البعثة العلمانية الفرنسية في لبنان الأسبوع الفائت، طاولة مستديرة مع نخبة من الصحافيين لمناقشة صعوبات الوضع الراهن في هذا العام الدراسي، والوسائل المتّبعة لمواجهتها. وترأس الحوار المدير العام للبعثة السيد جان كريستوف دوبير، وحضره عدد من المسؤولين في البعثة، مثل السيد أندريه داعوق، ممثل ومندوب البعثة العلمانية الفرنسية في لبنان، فضلاً عن شخصيات في مجال التعليم والوسط الصحافي.

استهلّ دوبير حديثه مشدّداً على أهمية سياسة الشفافية وتبادل المعلومات والتواصل المستدام بين الجهات المعنية ضمن عمل البعثة، من إدارات المدارس إلى إدارة البعثة، فأهالي التلامذة والأساتذة وغيرهم. وقال، إنّ «الوضع اليوم صعب جداً، نظرا للأزمة الاقتصادية والتحرّكات الشعبية المعروفة بثورة 17 تشرين، وانتشار الكورونا والأزمات المتعاقبة في لبنان، وهذا دافع إضافي لنا كي نبقى على تواصل دائم مع الأهل والأساتذة. فإغلاق أبواب المدارس حاجة وضرورة لمواجهة هذه الصعوبات».

العام الدراسي 2020-2021

في العادة، تكون إدارة البعثة العلمانية الفرنسية على علم بعدد التلامذة للعام المقبل في مثل هذا الوقت من العام، فتحتسب قيمة الأقساط المدرسية الضرورية لتغطية النفقات. ولكن في حملة التسجيل المسبق للعام الدراسي 2020-2021 لهذا العام، قال دوبير: «نحن لا نملك المعطيات اللازمة. فما زال الأهل ينتظرون قرارات المصارف والدولة، وتطورات الوضع الاقتصادي المتقلّب يومياً، فهم لن يسجلّوا أولادهم مسبقاً. لذلك، قرّرنا أن نجتمع مجدداً في شهر حزيران المقبل للبتّ بكل الأمور العالقة». وأضاف، أنّه «لا يمكن البدء بحملة إعادة التسجيل في حين لم يسدّد الأهل بعد قسط العام الدراسي الحالي. ولكنني ألفت إلى أنّ البعثة العلمانية تتفهّم الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد».

وتابع: «في الواقع، مرّ الفصل المدرسي الأول بشكل جيد من حيث تسديد القسط المدرسي، والثاني لا بأس به، لكننا ننتظر أرقام الفصل الثالث. وإنّ الغلاء في البلد طال مصاريفنا التي تزداد يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام. وبحسب سياسة البعثة واستراتيجيتها الاقتصادية، يسدّد الأهل مصاريف المدرسة، علماً أنّ الأخيرة لا يحق لها تحقيق الأرباح. ولكن اتخذنا قرار عدم زيادة الأقساط المدرسية، فالهدف من رسالتنا رفع التعليم، وليس العكس. وأضيف، أننا لم نفصل أياً من الأساتذة، كما أننا لم نحسم من رواتبهم. إن اقتضى الأمر، ستضطر الإدارة الى أن تحسم من الامتيازات والعلاوات المضافة على الراتب الشهري أو أن تلغيها بالكامل، وذلك لتخفيف التكاليف وتفادي الحسم من الراتب ومن فصل الأساتذة، من دون رفع القسط المدرسي».

وتابع دوبير: «يقول بعض الأهالي أنّ البعثة ليست شفافة، وأنّها تحقق أرباحاً غير محقة. ولكن أظهرت مراجعة الحسابات الدولية أي الـ audits العكس: المصاريف تزداد، وعلى الأهل تغطية النفقات الإضافية. ولكن رغم ذلك، لا تطالب البعثة الأهل بأية دفعات إضافية. ما يحصل حقاً هو أنّ أرباح المالك تتضاءل».

ورداً على قول لجان الأهل انّ بعض التلامذة يتعلمون في مدارس تابعة للبعثة على حساب أهالٍ آخرين، شرح دوبير استراتيجية التضامن الدولي التي تطبع البعثة العلمانية في كل البلدان.

البرنامج الدراسي لم يتوقف

الملفت أنّ البعثة العلمانية الفرنسية أفادت أنّ البرنامج الدراسي لم يتوقف في مدارسها. فهم يستخدمون نظام تعليم على شبكة الانترنت لكل الصفوف والدروس منذ بداية الإغلاقات المتتالية. ويشمل النظام مضمون الدروس، وتمارين تطبيقية، وعملاً فردياً مع الأستاذ، مع إمكانية التواصل معه. ومن الأدوات المستعملة: Pronote وGoogle classroom. ولكل من التلامذة والأهل حساب خاص. وهناك اختبارات مستمرة، ولكن «لم نأخذ بعد أي قرار حول الإمتحانات».

وبالنسبة لانتشار فيروس كورونا، لفت دوبير إلى أنّ «المشكلة دولية، وليست محلية. فانتشار فيروس الكورونا في عدد كبير من البلدان له وقعه على العام الدراسي في تلك البلدان. ويتلقى الأساتذة تدريباً على النظام، ولكنه تغيُّرٍ كبير ومفاجئ، وكل منهم يتأقلم مع هذا التغيير بشكل مختلف. في لبنان، لا نجد هذا النظام في المدارس الرسمية، على الرغم من أنّه لا يستلزم أي كلفة إضافية، ولكن الموضوع بحاجة إلى قرار، وإلى تحضير تقني قبل العمل به».

وعن تساؤلات بعض الأهالي والصحفيين عن طريقة تعامل البعثة مع الأهالي العاجزين عن تسديد الأقساط، قال دوبير، انّ المدرسة «لا يمكنها إعادة تسجيل التلميذ في العام الدراسي القادم قبل تسديد قسط العام الدراسي الحالي بالكامل، والمهلة الأخيرة لتسديد القسط هي شهر أيار. ولكن في حال استطاع الأهل تقسيط الرسوم وتغطية القسط بالكامل أثناء فصل الصيف، ستستقبل المدرسة الطالب في العام الجديد». كما ذكر الصناديق المخصصة للتضامن، التي يمكن للأهل أن يطلبوا مساعدة منها في حال التعثر عن الدفع. ولفت إلى أنّ هذه الصناديق تديرها هيئة البعثة الإدارية بالتعاون مع لجنة الأهل.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى