سواء أحببته أو لم تحببه، توافقت معه أم اختلفت، لا فرق، لكنك ستجد نفسك تلقائياً مشدوداً إلى أجهزة التلفزة، لتنصت إلى كلمته وتراقب تعابير وجهه وترافق حركة إيماءاته، بعد أن يفتح قاموسه الخاص ليُخرج منه ما سيُتحف المستمعين والمشاهدين بآخر صيحات "نهفاته".
هو في الأمس القريب، وصف الموازنة بأنها، لقيطة، بلا أم وبلا أب، وصنّف السياسيين في لبنان بأربعة أنواع: "اللي بياكل وبيطعمي، واللي بيطعمي وما بياكل، واللي بياكل وما بيطعمي، وآخرهم لا بياكل ولا بيطعمي لكنه ساكت"، قائلاً: "مع هالجماعة ما بقى نعرف إيد مين بتم مين حتى ما نقول شي تاني"، وإذ تساءل: "كيف تفلّس الدولة ومصرف لبنان والمصارف في الوقت نفسه؟ وجد الجواب سريعاً، فـ"التلاتي بفرد تخت"، ولكن No Money No Honey" و"الـ external audit متل الـphone sex، دنَس بلا حَبَل".
وبانتظار ماذا سيقول نائب الكوره في جلسة الثقة، وهل سيمنح الحكومة ثقته؟ أم سيطعن فيها؟ حرص سليم سعاده على أن يفشل محاولات كل من حاول أن ينتزع منه موقفاً مسبقاً أو كلمة واحدة قبل الجلسة الميمونة... "ما حدا يحكي معي قبل الجلسة"، عبارة ردّدها أكثر من مرة على مسمع صحافيين وسائليه. لكنّه دوّن أكثر من نقطة على ورقة ملاحظاته، سيتناولها في كلمته، إن أمكن له اعتلاء المنبر ولم يستعجل رئيس مجلس النواب نبيه بري ويختصر عدد طالبي الكلام، حيث سيقول سعادة رأيه في الحكومة، بصراحة وبلا مواربة، ويبدي ملاحظات كتلته على البيان الوزاري بوضوح. ليس ضرورياً أن يُبدّل قناعاته ومواقفه، وإن كان سيلتزم حكماً بما سيقرره الحزب "السوري القومي الاجتماعي" في اجتماع قيادته اليوم الخميس. فلُيقرّر الحزب ما يشاء، سينحني للقرار وسيسير على هديه، بعد أن يُبدي رأيه أمام المجتمعين، لكنه سيقول الحقيقة كما هي، تحت قبّة البرلمان، وبشكل مفصّل وعلمي، ولو كانت هذه الحقيقة ستعرّي كثيرين.