خبر

حزب الله بين العجز والتخبط

لا يحتاج المرء إلى الكثير من العناء كي يكتشف التخبط السياسي الذي يعيشه حزب الله في هذه الأيام، حيث فقد لغة التواصل مع جمهوره  لإنشغاله لسنوات خلت بوظائفه الإقليمية ، مهملا ًهموم الناس وأوجاعهم، لا بل أنه أستثمر في عوزهم وفقرهم، انتزع اولادهم منهم ليقاتل بهم في سوريا والعراق واليمن مقابل الفتات .
البداية كانت مع نائب أمينه العام  نعيم قاسم الذي خاطب جمهوره البعلبكي بمنتهى الغرور والعجرفة، خلال إطلاق الماكينة الإنتخابية للحزب في بعلبك قبل نحو اسبوعين، حيث دعا الناس إلى إنتخاب لائحته وعدم الإعتراض لأن الإعتراض والرفض حسب قوله: "يسبب المرض وساعتها بدك ترجع تحتاجنا لندخلك المستشفى وندفعلك الفاتورة" بهذا المنطق الزبائني والإستغلالي خاطب  قاسم جمهوره الذي لطالما وصفه بأنه "أشرف الناس وأعزهم" .
بعد مرور عشرة أيام على كلام قاسم خرج علينا الأمين العام نفسه، حسن نصر الله حيث قال خلال لقاء جمعه بكوادر الحزب في بعلبك الهرمل كلاماً غريباً عجيباً  نقلته جريدة " الأخبار اللبنانية" وهو" أنه لن يسمح لحلفاء داعش والنصرة أن يمثلوا بعلبك الهرمل نيابيا".
كلام  "نصر الله" ترك أجواء من الصدمة والخيبة بين أبناء البقاع الشمالي إذ أنه عمد إلى تخوين كل من ينافس لائحته في بعلبك الهرمل ... هذا الكلام الإقصائي التخويني تبعه رد  حاسم من المرشح العشائري  الأبرز في بعلبك الهرمل يحيى شمص، الذي قال" أبناء عشائر بعلبك الهرمل هم أساس المقاومة وهم من قدموا دماءهم في وجه العدو الصهيوني وفي وجه قوى التطرف ونرفض تخويننا وتخوين عائلات شهدائنا والتشكيك بولائنا للوطن من أي طرف كان".
فيما صرّح  أحد الفاعليات البعلبكية  متهكماً" بئس... أمر مضحك مبكي امر أمين عام حزب الله ، يأخذ أولادنا منا ليقاتل بهم فيقتلون وبدل أن يشكرنا على صنيعنا معه ومع حزبه، يعمد إلى تخويننا، كل ذلك لأننا  نرفض التوصيات السياسية التي يريد فرضها علينا في بعلبك الهرمل".
اما وزير حزب الله الدكتور حسين الحاج حسن فقد اعتبر خلال اعلان اللائحة من قلعة بعلبك يوم الأحد الماضي ان" الدولة تتحمل مسؤولية التقصير والحرمان في بعلبك الهرمل" وأن" القابضين على السلطة لا يسمحون بانماء البقاع "! ليأتيه الرد من الناشط علي طليس نجل الشيخ المرحوم خضر طليس حيث قال" من هي الدولة بالله عليك؟! عطلتم موقع الرئاسة اكثر من سنتين لاجل فرض حليفكم ميشال عون رئيسا للجمهورية، والحكومة قائمة طالما انكم تريدون بقاءها، ورئيس المجلس النيابي أهم حلفائكم، والقوى الامنية تبغي رضاكم، والقضاء يسبح بحمدكم، والمطار والمرفأ تحت امرتكم، والحدود مفتوحة لكم، والمالية والدفاع بيد حلفائكم، والداخلية مع من يغازلكم كل يوم لاجل طموحاته، والخارجية بيد جبرانكم.  فماذا بقي من الدولة يا سعادتك؟! ومن هي القوى القابضة على السلطة؟!" وختم" يا سعادة الدكتور حدّث العاقل بما لا يليق له فإن لاق له فليس بعاقل، وأعقل الناس اهل البقاع!!  والسلام ".
انتهى كلام طليس، لكن الأمور لم تنته هنا، حيث صرّح رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين معتبراً أن" النظام اللبناني مهترىء وغير قابل للاصلاح بشكل جذري، وبالتالي من يعتقد أن بإمكانه أن يحدث تغييراً جذريا للتخلص من الفساد المستشري في لبنان، فهو مخطئ، ومن يعد الناس بذلك، فإنه يعدهم بما لا يقدر عليه"... كلام صفي الدين يطرح علامات استفهام عدة، منها انه: اذا كان الأمر كذلك فلماذا تترشحون الى المجلس والنيابي؟ واذا كنتم عاجزين عن احداث التغيير المطلوب فلماذا تصادرون أصوات الناس؟ هل عطَلتم البلاد والعباد سنتين لايصال ميشال عون رئيساً للجمهورية لتقولوا لنا ان العهد الجديد فاشل ولن يستطيع الاصلاح او التغيير؟! هل هذه الدولة القوية القادرة العادلة التي  وعدتمونا بها اذا ما وصل مرشحكم العماد عون الى السلطة؟ 
بعد كل هذه الانزلاقات سيطل أمين عام حزب الله على جمهوره مساء الأربعاء، لترقيع ما يمكن تريقعه ولمحاولة تلميع صورة قياديي حزبه المغضوب عليهم في بعلبك الهرمل.