الحكومة على نار مشاورات حامية، والتسريبات تسابقها. والسؤال هل تنجح الاتصالات بتأمين ولادتها خلال الساعات أو الأيام المقبلة، أم أن مطالب الأفرقاء والمطالب المقابلة ما زالت تصطدم بتمسك الرئيس المكلف بحكومة من الاختصاصيين.
وقبل أن يقفل العام 2019، سيحفر في ذاكرة اللبنانيين أنه شهد انطلاقة انتفاضة عنوانها غير طائفي، وشعارها مكافحة الفساد، أما نتائجها فلم تتبلور بعد. وقد رفعت الانتفاضة اليوم في ساحة الشهداء شعار "أحد استرجاع الأموال المنهوبة"، مع تركيز التحركات حول المصارف التي تمتنع عن منح المودعين أموالا حتى بالعملة الوطنية، إلا وفق الدفعات المحددة السقف.
ومن أمام منزل الرئيس المكلف، طالب المحتجون بعودة الرئيس الحريري، الذي غادر بيروت لباريس في زيارة خاصة، بعدما كان شعار اقالته باكورة مطالب الانتفاضة في السابع عشر من تشرين الماضي. كذلك دخل شباب من الانتفاضة، المبنى الذي يقطنه الوزير في حكومة تصريف الأعمال محمد شقير، وحصلت مشادة مع حراسه، وأعقبها بيان توضيحي للوزير شقير، أكد فيه أنه يضع نفسه في خدمة الدولة، رافضا اتهامه بالفساد.
خارجيا، مع تصاعد حدة المواجهات على الساحات الاقليمية، برز دوليا شكر بوتين في اتصال هاتفي مع ترامب، على المعلومات التي تم تقديمها عبر القنوات الاستخباراتية، والتي أسهمت في احباط هجمات ارهابية في روسيا، وفق بيان الكرملين عن أجواء الاتصال.
وفي بيان آخر صدر عن الكرملين، أن الرئيس الروسي تشاور والمستشارة الالمانية ميركل التي تشاورت مع اردوغان.
على صعيد آخر، جزمت المعلومات الأميركية بأن عملية الطعن التي شهدتها نيويورك في منزل أحد الحاخامات، هي عمل ارهابي، وفق التوصيف الاسرائيلي. وأعلنت منظمة يهودية أن مهاجما طعن خمسة أشخاص في ساعة متأخرة من مساء السبت في منزل حاخام في ولاية نيويورك الأمريكية، ولاذ بالفرار قبل أن يلقى القبض عليه. وقد استنكرالحادث بشدة رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو.
وفي فلسطين المحتلة، قرر اجتماع وزاري مصغر برئاسة نتانياهو، اقتطاع 40 مليون دولار أميركي من أموال الضرائب العائدة للفلسطينيين.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
مراحل المخاض الحكومي تتوالى، لكن لا موعد دقيقا لولادة تحوم حولها شائعات لطالما اعتاد اللبنانيون على مثلها في حالات مشابهة.
وإذا كان المتفائلون لا يترددون في توقع ولادة الحكومة مطلع الأسبوع، بعدما تنضج طبختها. فإن ثمة في المقابل من يتحدثون عن عقبات ما تزال تحتاج إلى تذليل، ويستبعدون حصول الولادة في اليومين المقبلين، ويرجحونها بعد رأس السنة.
وبين هذا الرأي وذاك، يبدو ثابتا أن الساعات القليلة المقبلة ستحدد اتجاهات سير التشكيل الحكومي، استنادا إلى الاتصالات والمشاورات التي يستكملها رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، رغم كل التشويش الذي تتعرض له مهمته، ولا سيما في الشارع من خلال التجمعات المناهضة له التي تتم أمام منزله في تلة الخياط.
وفيما تبلغ دياب تمسك "القوات اللبنانية" بعدم المشاركة في الحكومة، أكد "الحزب التقدمي الاشتراكي" موقفا مماثلا، لكنه أشار إلى أنه إذا كانت الحكومة ستشكل من تكنوقراط، فهناك كفاءات في الطائفة الدرزية يمكن الاختيار منها، على ما أوضح أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، الذي أبلغ الـ NBN انه إذا سئل الحزب عن ذوي كفاءات، يمكنه أن يطرح أسماء، لكن الخيار للرئيس المكلف وللمعنيين.
أما البطريرك الماروني بشارة الراعي، فكان له اليوم موقف جديد دعا فيه إلى حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية. وقال ان لبنان لا يحكم لا بالغلبة ولا بالهيمنة ولا بحكومة اللون الواحد.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
أسبوع جديد تفتح أبوابه على استقبال العام 2020، فيما الموروثات من قضايا وأزمات على حالها.
ملف التشكيل الحكومي على مسعاه، مع تضاؤل أمل الولادة قبل نهاية السنة، وأي تأخير في الوصول إلى حكومة انقاذ، بات أمرا غير محتمل، لأن البلد بات منهكا ويعاني من أزمات أكبر وأهم وأخطر من الطموحات والأطماع الخاصة، وفق ما حذر اليوم رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين. وبالتالي رمي البلد في حبائل الفوضى، التي يجب أن تكون موقع الخوف والخشية، كما قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد. ولهذا فإن الواجبات الملقاة على عاتق الجميع، هي في السعي نحو إبعاد المنطق الطائفي والمذهبي الذي قد يعمل له البعض لغايات سياسية، على حساب ما تبقى من كيان ودولة تواجه تحديات تشتد يوما بعد آخر.
وبانتظار روزنامة التعهدات التي أطلقت على الصعيد المالي، فإن مسار التحقيق في استعادة الأموال المرحلة إلى خارج لبنان، سيكون تحت مجهر المتابعة، ذلك أن كثيرين لا يرون في الأمر عناء لمعرفة كيف ولماذا ومن أخرج أو هرب أمواله وربما أموال المودعين، إلى خزائن يرى فيها أمانا أكثر من وطن أغنى وأعطى، وعندما طلب الحاجة من أبنائه تركوه.
في الاقليم، إنجازات ترصد في اليمن لعام مضى من مواجهة العدوان السعودي- الأميركي، ووعيد بالمزيد ما لم يرتدع المعتدون عن ارتكاب الجرائم بحق الشعب الصامد منذ خمس سنوات. أما في بحر عمان والمحيط الهندي، فالرسائل التي يرصدها الأميركي، من مناورات ايران وروسيا والصين تقول بواضح العبارة: إن مآل الأجانب في هذه المنطقة هو الرحيل، وإن رسالة التعايش التي تنشدها ايران الاسلامية مع جيرانها قائمة رغم العقوبات والحصار.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
على مسافة أيام من انتهاء العام، يندرج المشهد الحكومي العتيد ضمن المعطيات الآتية:
- التفاؤل بتشكيل حكومة حسان دياب، الأولى له والثالثة في عهد الرئيس عون، ما زال قائما والمسألة تتطلب أياما وليس أسابيع.
- الحكومة العتيدة تستند إلى مناخ داخلي مؤيد، وإلى مناخ خارجي متساهل وغير معارض.
- الرئيس المكلف حسان دياب يصر ويتمسك بحكومة لا تضم وجوها سبق توزيرها، لا في حكومة تصريف الأعمال الحالية ولا في أي حكومة سابقة.
- الرئيس المكلف ما زال يجري اتصالات مع وجوه وشخصيات من الطائفة السنية لتوزيرها، لا تشكل حساسية لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، ولا تدور في فلكه في الوقت عينه، لكنه يمتلك من الخيارات ما يقيه مطب الفراغ ويملك في جعبته احتياط أسماء.
- النقاشات والاتصالات مستمرة في موضوع توزير أسماء مسيحية وشيعية ودرزية مستقلة، من أصحاب الاختصاص، بعيدا عن سياسة الاقتصاص.
- الحكومة العتيدة من 18 وزيرا، للمرأة حضور نوعي فيها، وكوتا منصفة ومحترمة.
- للحكومة هدف أساسي، هو وقف دورة التراجع الاقتصادي، ومنع الانهيار المالي، واتخاذ كل الاجراءات التي تعيد بناء جسور الثقة بين اللبناني ودولته ونظامه المصرفي، وبين لبنان والمجتمع الدولي.
- حكومة سيكون بيانها الوزاري مكثفا مقتضبا مختصرا، خاليا من المضمون السياسي، حافلا بالواقعية لمواجهة الأمر الواقع.
- الحكومة العتيدة انتقالية لزمن محدد وبرنامج محدد ولأجل محدد. ليست للتحضير لانتخابات، ولا لتصفية حسابات أو قلب معادلات. حكومة قريبة من الحراك الشعبي، بعيدة من العراك السياسي.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
آخر عملية تنظير سياسي بينت وجود أربع حكومات تأكل أحشاء الدولة وقدراتها، ثلاث منها من آباء مؤتلفين مختلفين على أبوتها وأدوارها وشكلها وتركيبتها، وواحدة شرعية، يتناسون خلافاتهم لخنقها ومنعها من رؤية النور. الأولى، حكومة الثنائي الشيعي، الثانية حكومة "التيار الحر" والرئيس عون، الثالثة حكومة حسان دياب، أما الرابعة فهي حكومة الشعب المنتفض.
التعارض بين المكونات السلطوية، يبلغ حتى الساعة حدا يجعل من المستحيل على أي منها التراجع أمام الشريك، توصلا إلى تخريجة حكومية تأتي نتاج المزج بين التركيبات الثلاث. لكن إن تعمقنا أكثر بحثا عن الأفضل، فإن التشكيلات المتعارضة يحمل كل منها عيوبا خلقية أساسية، ستحول المولود الحكومي إلى مسخ، إذا تمكنت السلطة من إخراجه إلى النور، رغم العورات البنيوية التي تضرب جسمه.
هذه المعطيات تسقط أي احتمال أو تمن بإمكان ولادة الحكومة ال"ديابية" قبل نهاية السنة، إلا إذا حصلت مفاجأة من العيار الثقيل من خارج السياق والتوقعات، تقلب كل السلبيات السائدة إلى إيجابيات، أي أن يسمح لحسان دياب بأن يؤلف حكومة الإختصاصيين التي يطالب بها الناس.
وفي نظرة إلى المساعي على خط مطابخ التأليف، لا نجد أي حركة تذكر تصب في مصلحة هذا التوجه، بل على العكس من ذلك، فقد سجل موقفان حادان لرئيس المجلس التنفيذي ل"حزب الله" الشيخ هاشم صفي الدين، ولرئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، وجها فيهما انتقادا مبطنا للرئيس الحريري، يفهم منه أنه هو من يعرقل التأليف ويؤجج التطرف المذهبي، على خلفية عدم تمكن الحزب من استدراج أي شخصية سنية يعتد بها للمشاركة في الحكومة. وقد استخدم النائب رعد لغة الوعيد، معتبرا أن البعض يحاول زج المقاومة في ما لا تريده ويسعى الى توريطها، فيما هي تريد أن تمارس دورا إيجابيا حتى لا يقع سقف البلد على الجميع، محذرا من أن عدم تأليف حكومة يؤدي إلى الفوضى وعندما يذهب البلد إلى الفوضى سيتحكم به الأقوياء.
ولم يوضح رعد من هم الأقوياء: هل هم القوى الاقليمية المتربصة بلبنان، أم هو الفريق اللبناني الذي يمثله رعد، والذي يملك مقدرات غير مدنية لا تتوفر لسواه في الوطن. إذ يعرف الجميع أن باقي اللبنانيين لا يملكون سوى حناجرهم، وإصرارهم على الاعتراض السلمي في الساحات، وأكتافهم الضعيفة لتلقي اللكمات، وهم لا يطالبون إلا بحكومة اختصاصيين ليس لاستخداماتهم الخاصة بل لكل لبنان.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
تعترف كل القوى السياسية بدقة الوضع المالي والاقتصادي، وتجاهر، وهي المسؤولة عن ابتكار الحلول، بأن السنة المقبلة ستكون أصعب بكثير على اللبنانيين من السنة الحالية، ولكنها في المقابل تكتفي بالقول: "إذا لم تشكل حكومة توحي بالثقة للداخل والخارج، فلن يبقى هناك بلد".
هذه القوى تعجز عن تشكيل هكذا حكومة، حتى ولو جاهرت بالعمل على تسهيل مهمة الرئيس المكلف حسان دياب، إلا أنها، وبحساباتها الداخلية الضيقة، قادرة على التعطيل، من دون أي تدخل أجنبي تتهمه بالتآمر على لبنان.
تقول آخر المعطيات الحكومية، أن الخطوط العريضة للتأليف انتهت، وعلى أساسه انطلقت مرحلة تقديم أسماء وزراء مستقلين، من خارج القيد الحزبي الفاقع، ممن تصلح تسميتهم بالنظيفي الكف.
هذه المرحلة دونها عقدتان أساسيتان: الأولى تمسك أكثر من فريق بأحقية تسمية وزراء طائفته، والثانية تمسك أكثر من فريق أيضا، باعادة وزرائه إلى نادي الحكومة، وهو الأمر الذي يرفضه الرئيس حسان دياب، المصر حتى الساعة على أن لا يكون في الحكومة المقبلة أي وزير من الحكومة الحالية.
التفاوض في هذه المرحلة، وهو بحسب مصادر مطلعة، قيد الحلحلة، ومتى تم، يفتح الباب أمام مرحلة اسقاط الأسماء على الوزارات، وكل ذلك يتم على قاعدة أن هذه الحكومة، لكي تنال ثقة مجلس النواب، لا بد أن تلبي متطلبات القوى السياسية.
وهنا يأتي السؤال: ماذا عن ثقة الشارع المنتفض منذ 17 تشرين الأول، وماذا عن ثقة المجتمع الدولي، القادر وحده على انقاذ لبنان من الانهيار المالي والاقتصادي، عبر مده بأموال تحول دون سقوطه النهائي، علما أن لهذه الدول متطلبات دقيقة تنتظر تبلورها مع الحكومة الجديدة إذا ألفت، وإذا تمكن الرئيس المكلف من كسر طوق المطالبات الكيدية والحصار الذي يحول دون تشكيلها؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
يكاد المتظاهرون أمام دارة الرئيس المكلف حسان دياب، يكونون أقل ضجيجا من المتظاهرين السياسيين الذين "ما تابوا" ولم يتعلموا دروس الشارع، وبعضهم أقام حارسا على التأليف.
إرفعوا أيديكم وهواتفكم عن حسان دياب، وحاسبوه في الشارع وفي جلسة الثقة، إذا لم يف بوعود قطعها. فمنذ كلف التأليف، والطلق السياسي يمنع ولادة الحكومة. وعلى عدد الأيام العشرة الأوائل، كانت الشروط تطوق الرجل من فوق الطاولة وتحتها.
وبما سجل من آراء لشكل الحكومة المقبلة، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري يريدها للم الشمل، وبثنائية شيعية، فإن الدفع كان باتجاه حكومة اختصاص بربطة عنق سياسية. الوزير جبران باسيل خارج التركيبة، لكنه ضنين على حصة نسبية المقاعد الثمانية عشر. "القوات" تضع محاذيرها بمعدل تصريحين إلى ثلاثة يوميا. "المردة" اشترطت الكلام معها، وإلا فلن تكون هناك ثقة. وثمة من يقترح حصة للمير طلال أرسلان، تعوض فراغ "أبو تيمور"، واستثمار "اللقاء التشاوري" تعويضا عن سنة المستقبل. هذا عدا عن الحروب المسنونة على جبهة الرئيس سعد الحريري، والذي غادر إلى فرنسا اليوم في إجازة عائلية، تاركا ودائعه في بيروت، يوزعها بين باصات قادمة من الشمال إلى تلة الخياط، والتحضيرات لشارع بعد الأعياد يتبرأ منه في أي لحظة.
وبكشف الحساب السياسي هذا، يتبين أن حسان دياب محاصر، وأن من "يداومون" في تلة الخياط من المتظاهرين، ويعكسون أشعة اللايزر، هم أقل ضغطا من الأشعة السياسية ما فوق الحكومية، ولهم تأثير يعمي الأبصار في التأليف. فارحموا عزيز بلاد أذلت واشعروا مع الناس، مع شوارع صارت في الشوارع، مع شعب يفقد بلدا، وبإطلالة عام 2020، فإن لبنان يحتفي بقدوم عام 1975، وميليشات المرحلة هذه المرة هم سياسيون يتفرغون لحرب يحتلون بها ثمانية عشر مقعدا في الحكومة الجديدة، وهم أيضا لا يشعرون بأن الوقت ينفد، لا هم فقدوا حاسة الشعور.
الزمن وراءنا، تخطيناه بزمن. دول العالم تخلت عنا وعنهم، وما زالت السلطة تعتقد أن بإمكانها المراوغة على كسب مقعد بالزائد وترفض الناقص. أعطوا حسان دياب الفرصة لإصدار الطبعة الاختصاصية من فئة الوزراء المستقلين، ومتى أخفق اسحبوه مع حكومته من تلة الخياط إلى أقرب شارع، واسحبوا عنه ثقة ما زلتم تمتلكونها وتهددون برفعها. أما المقايضة على الوزارة، على طريقة المناقصات والمزايدات والتراضي، فسوف تسد أبواب الأمل بحكومة العشرين عشرين. ونتائج امتحان حكومة دياب، ممكن استطلاعها غدا من باب وزارة التربية نفسها، وبعد التأليف يمتحن وزير التربية الأسبق بمديره العام أحمد الجمال، فإذا أبقاه في تصرف رئيس الحكومة سيكون عندها قد قرر إبقاء الفساد في موقعه، وبالتصرف.
أخبار متعلقة :