التكليف بعد غد ويبدو أنه مضمون، والتأليف سيأخذ وقتا لكن هذه المرة ممزوجا باستشعار الجميع دقة وخطورة الوضع.
واستنادا إلى ما يراه السفير السابق في واشنطن رياض طبارة، فإن الحل بات خارجيا وليس داخليا. ويوضح السفير طبارة أن هناك اهتماما أميركيا بولادة حكومة قوية في لبنان، وان الادارة الفرنسية لعبت دورا لدى الادارة الأميركية في تليين الموقف من "حزب الله" بإشراك خبراء قريبين منه في الحكومة. ويقول إن موقف الوزير جبران باسيل سيتغير مع قراءة الموقفين الأميركي والفرنسي، وكذلك الموقف الروسي غير البعيد عن ما تقترحه باريس والتفاهم الأميركي- الفرنسي.
وعن أزمة الناس مع المصارف، يقول السفير طبارة إن ال"كابيتال كونترولز" معمول به في بعض الدول التي شهدت أزمات خانقة إلى حد الإفلاس، لكنه يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء، وليس من اجتماع مالي رمى الكرة على المصرف المركزي الذي رماها بدوره على المصارف التي لم تلجأ إلى خطة موحدة وإنما إلى قرارات استنسابية في كل مصرف، الأمر الذي أوقع المؤسسات والشركات والناس في مأزق المئتين والثلاثمائة دولار، وتوقف الحصول على أموال لتسيير أعمالهم.
في أي حال، الأنظار تتجه إلى القصر الجمهوري اعتبارا من صباح الاثنين، لمواكبة استشارات التكليف. حتى ذلك الحين، الوضع الميداني متفلت، وخيم الحراك تعرضت مجددا لهجمات من قبل المعارضين. فعملية كر وفر بين مجموعة من الشبان أتت من الخندق الغميق والقوى الأمنية في وسط بيروت.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
حتى الآن، موعد إجراء الاستشارات النيابية ثابت يوم الاثنين، وإلى ذلك الحين يخلق الله ما لا تعلمون. فهل تبدد الساعات الثماني والأربعون الفاصلة عن هذا الموعد، التعقيدات التي تواجه الاستحقاق الحكومي تكليفا وتأليفا؟. وهل يتضح هذا المسار خلالها، باعتبار أن معظم الكتل النيابية تريثت في تحديد مواقفها النهائية من التكليف إلى مساء الأحد وبعضها إلى صباح الاثنين؟.
أما مواقف الرئيس نبيه بري فهي محددة وواضحة: المطلوب حكومة في أسرع وقت، أولا وثانيا وأحد عشر كوكبا، فالبلد لم يعد يحتمل أسابيع فحسب وليس أشهرا. وفي مواقف رئيس المجلس، تحذيرات عديدة أبرزها أن البلاد ستكون على أبواب ثورة جياع إذا تأخرت ولادة الحكومة.
من ناحيته الرئيس سعد الحريري، الذي يرى البعض أن التكليف في جيبه ويرصد البعض الأخر عكس ذلك، فقد أوفد غطاس خوري إلى معراب. من هناك أعلن المستشار أن هناك تفاهما عميقا بين الحريري ورئيس حزب "القوات" سمير جعجع، آملا عقد لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال.
أما جعجع فقد حرص على القول أنه لم يتخذ القرار بعد بشأن تسمية الرئيس المكلف. وبعدما رفض تشكيل حكومة وحدة وطنية، طالب بحكومة اختصاصيين، قائلا إن "القوات" لن تشارك على أي حال في الحكومة العتيدة.
في انتظار حكومة كاملة الأوصاف، حصل لبنان على جرعة دعم قطري تحتاج إلى ترجمات عملية. فوزير المالية القطري علي شريف العمادي، أعلن من على منبر "منتدى الدوحة" عن وقوف بلاده إلى جانب لبنان، البلد الذي يعتبر الاستقرار السياسي والاقتصادي فيه مهما لدول الخليج. وإذ ذكر بأن الدوحة قدمت مساعدات للعديد من الدول في الشرق الأوسط، لفت العمادي إلى أن لبنان يمر بصعوبات اقتصادية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
الثابت السياسي الوحيد يوم الاثنين ربما، هو أن الاستشارات النيابية الملزمة ما زالت في موعدها، وكل ما عدا ذلك يبقى في اطار التوقعات. فمن سيسمي من؟، وما الاعداد التي سينالها الرئيس المكلف؟. ومع رهاب الأعداد، سجلت زيارة استطلاعية لسمير جعجع من قبل غطاس خوري.
إلا أن الثابت الآخر، هو أنه لم يعد بالامكان أن تستمر حسابات الزعامة على حساب لقمة عيش الفقير، والحل بتشكيل حكومة اصلاحية انقاذية فيها أوسع تمثيل ممكن، يقول نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، مؤكدا أن ما يشاع عن شكل الحكومة ومضونها سابق لأوانه.
وإلى أن تولد الحكومة الجديدة، تصر حكومة تصريف الأعمال على أنها ميتة، أو على الأقل دخلت في سبات شتوي عميق، ويستمر معها النزف الاقتصادي والتراكم اللحظوي للمشاكل الاجتماعية، في ظل الحرب الناعمة التي تفرض على اللبنانيين.
ومع استقالة الحكومة من مهامها، وترك المواطن مكشوفا للفقر، تبرز مبادرات فردية ترفع شعار التكافل الاجتماعي، بما تيسر من متاريس تقيه بعضا من رشقات العوز القاتل.
في كيان الاحتلال، هل يفلت رئيس وزارء العدو من التصفية السياسية؟، فمع وصول الأمور إلى حائط مسدود في معالجة الأزمة غير المسبوقة، أوساط صهيونية تبحث عن مخارج، وتفتح ثغرة قانونية في ملف نتنياهو، تتيح له عقد تسوية تقضي باغلاق ملفات فساده مقابل اعتزاله السياسة.
في السودان، عمر البشير وبعد أن عزل سياسيا، صدر حكم بحقه على خلفية تهم فساد خلط السياسة بالقضاء ومهر بتوقيع العسكر. وقضت محكمة في الخرطوم، بارسال الرئيس السوداني السابق إلى دار للاصلاح الاجتماعي لمدة عامين، كون المدان تجاوز السبعين عاما ولا يجوز إيداعه السجن بحسب منطوق الحكم.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
أنظار اللبنانيين نحو بعبدا الاثنين، وأسئلتهم يمكن اختصارها بالآتي:
أولا: هل تبقى الاستشارات النيابية الملزمة في موعدها، أم أن التأجيل ممكن من جديد تسهيلا لبلورة تفاهم ما؟. حتى اللحظة، لا تعديل في الموعد، لكن القرار في هذا الشأن يبقى ملك رئيس الجمهورية من دون سواه، بناء على صلاحياته الدستورية، وانطلاقا من قراءته للوقائع السياسية، وتقديره لما يحقق مصلحة لبنان واللبنانيين، باعادة إطلاق المؤسسات السياسية، لمواجهة الظرف الخطير الذي يمر به الوطن، ولاسيما على المستويين الاقتصادي والمالي.
ثانيا: في حال أبقيت الاستشارات في موعدها، هل تنتج رئيسا مكلفا، يتمتع بدعم نيابي مناسب عدديا، وملائم ميثاقيا؟. الجواب ينتظر الإثنين، ريثما تكون مواقف الكتل قد تبلورت، خصوصا أن معظمها كان اتخذ عشية الموعد السابق للاستشارات مواقف بات تعديلها يحتاج إلى تبرير مقنع، وهو ما بدا واضحا اليوم في تصريح رئيس حزب "القوات اللبنانية" بعد استقباله موفدا من قبل الرئيس سعد الحريري.
ثالثا: كيف سيكون رد فعل الناس في حال أعيد تكليف الحريري؟، هل يقبلون؟، هل يرفضون ويتحركون، أم ينقسمون بين مؤيد ومعترض؟. هنا أيضا لا جواب قبل الإثنين، علما أن الساعات الأخيرة سجلت وتيرة مرتفعة من التحركات الشعبية، التي شابت أكثرها أعمال شغب، يرى كثيرون من اللبنانيين أنها تؤذي صورة الحركة المطلبية الصادقة، أكثر مما تفيد في تحقيق المطالب.
في كل الأحوال، فلننتظر الإثنين، ولنترقب الساعات المقبلة، لرصد تحركات الشارع، ومتابعة الحركة السياسية، مع الاشارة إلى ان الوزير جبران باسيل، الذي كان أعلن موقف "التيار الوطني الحر" وتكتل "لبنان القوي" من رفض المشاركة في حكومة تحمل في تكوينها بذور الفشل، انتقل اليوم إلى قطر، حيث شارك في "منتدى الدوحة"، معلنا من هناك الترحيب بكل طرح يحقق المصلحة الوطنية، في مقابل رفض أي وصفة خارجية لا تلائم لبنان ولا المجتمع اللبناني.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
في الحرب اللبنانية صار اسم الرينغ على كل شفة ولسان، وأصبح من أشهر خطوط التماس بين ما كان يعرف بالمنطقة الشرقية والمنطقة الغربية. ومنذ بدء الانتفاضة الشعبية قبل تسعة وخمسين يوما، عاد اسم الرينغ إلى التداول اعلاميا، واستعاد دوره كخط تماس، لكن هذه المرة ليس بين منطقتين متحاربتين، بل بين منطقين مختلفين. فمن جهة ساحة الشهداء، هناك المنطق السلمي، وهناك الناس المتألمون الموجوعون الراغبون في التغيير من دون اللجوء إلى أي وسيلة من وسائل العنف. ومن الجهة المقابلة، هناك الشبان الآتون من منطقة الخندق الغميق لقمع الشارع المسالم، ولمنع عملية التغيير. وهو ما تكرر بعد ظهر اليوم ومساء، في مشهد يشكل عنوانا للتفلت وغياب الضوابط وسقوط منطق الدولة.
طبعا، المشكلة ليست عند شبان الخندق، بل عند قياداتهم وتحديدا عند الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله. إذ لا يستطيع عاقل أن يصدق أن هؤلاء الشبان يتحركون لوحدهم، ويواجهون قوى الأمن بقرار ذاتي، ويعتدون على الحجر والبشر بطريقة عفوية غير منظمة. فإلى أين يريد رئيس مجلس النواب وأمين عام "حزب الله" أن يوصلا البلد؟، وهل بالقوة والعنف والتخريب والاعتداء على الآخرين، وهل بالعودة إلى منطق الخنادق من خلال الشبان الآتين من منطقة الخندق، يستطيع اللبنانيون أن يحلوا مشاكلهم المعقدة بل حتى شبه المستعصية على الحل؟.
من جهة ثانية، منع المتظاهرون السلميون من الوصول إلى مجلس النواب، وعمدت فرقة مكافحة الشغب وشرطة مجلس النواب إلى استعمال القوة لمنع الشعب من الوصول إلى برلمان الشعب. فلمن ساحة النجمة: هل هي للناس، أم للمسؤولين الغائبين عن هموم المواطنين وهواجسهم؟.
حكوميا، الاتصالات ناشطة، الظاهر منها والخفي. في الظاهر أولا زيارة لافتة لمستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور غطاس خوري إلى معراب، حيث التقى الدكتور سمير جعجع. الواضح أن الهدف من الزيارة، هو السعي للحصول على تأييد "القوات اللبنانية" لتكليف الحريري تشكيل الحكومة الجديدة. والتأييد "القواتي" ضروري للحريري، لأنه لن ينال هذه المرة تأييد "التيار الوطني الحر". فإذا حجبت "القوات" تأييدها له، فقد الحريري مشروعية تكليفه على الصعيد المسيحي، وسيصبح من دون حليف قوي مسيحيا.
في الخفاء، الاتصالات والمباحثات كثيرة، لكن المواقف النهائية للكتل لن تتبلور قبل بعد ظهر الأحد. علما أن تأجيل الاستشارات في اللحظة الأخيرة يبقى واردا، باعتبار أن كتلا كثيرة لا تريد أن تعطي الرئيس الحريري حرية الحركة نتيجة التكليف، قبل الاتفاق على تفاصيل التأليف.
ديبلوماسيا، مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل، يزور بيروت الأسبوع المقبل، وهي زيارة تحمل أبعادا كثيرة في توقيتها، وخصوصا أنها تأتي مع استمرار الانتفاضة والبحث في تشكيل الحكومة، وغداة فرض عقوبات جديدة على "حزب الله".
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
"الرينغ" تعني بالعربية "الحلبة".. شباب وصلوا إلى الخندق الغميق وأكملوا سيرهم في اتجاه وسط بيروت، وربما ليسوا من الخندق الغميق، مجهولو الهوية لكنهم معروفو الأوجه، حافظوا على أمانة الترجمة فحولوا "الرينغ" حقيقة إلى "حلبة"، واستخدموا العنف المفرط تجاه قوة مكافحة الشغب: إشعال دواليب ودحرجتها في اتجاه قوة مكافحة الشغب، إلقاء الحجارة على عناصرها والقيام بحركات غير أخلاقية، إلقاء مفرقعات وأسهم نارية من العيار الثقيل.
وفي نهاية "الماتش" لم يسجل توقيف أي من مدحرجي الدواليب، أو الذين ألقوا الحجارة، أو الذين قاموا بحركات غير أخلاقية، أو الذين ألقوا بمفرقعات وأسهم نارية. إنه الإستقواء المجهول المصدر. أما كيف تمت مواجهته، فمن خلال بيان لقوى الأمن الداخلي جاء فيه: "تتعرض عناصر مكافحة الشغب لاعتداءات ورمي حجارة ومفرقعات نارية من قبل بعض الأشخاص. إن قوى الأمن تطلب وقف هذه الاعتداءات وإلا ستضطر لاتخاذ اجراءات إضافية وأكثر حزما".
اللافت في بيان قوى الأمن الداخلي، أنه يتحدث عن "أشخاص"، وأنه يطلب منهم وقف الاعتداءات، لكن هؤلاء الأشخاص هم على الأرض فكيف سيقرأون بيان قوى الأمن الداخلي؟.
ولم تكد تهدأ على "الرينغ"، حتى اندلعت قرب ساحة النجمة، بعدما حاول متظاهرون الدخول إلى ساحة النجمة، فتصدت لهم قوة مكافحة الشغب وشرطة مجلس النواب.
في المقابل، ماذا عن "الرينغ" السياسي لاستشارات بعد غد الإثنين؟. حتى إشعار آخر، الاستشارات في موعدها بعدما كانت أرجئت من الإثنين الماضي. وقبل ثمان وأربعين ساعة على موعد الإستشارات، مشاورات بين "بيت الوسط" ومعراب، حيث أوفد الرئيس الحريري مستشاره الدكتور غطاس خوري للقاء الدكتور جعجع.
اللقاء على هذا المستوى هو الأول منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وتحديدا منذ طالب جعجع في الثاني من أيلول الفائت باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين. موقف معراب يتباين مع موقف بعبدا، حيث الرئاسة تطالب بحكومة تكنو- سياسية، ومع موقف حارة حريك حيث "حزب الله" يطالب بحكومة شراكة سياسية.
إنطلاقا من هذه الزوايا غير المدورة، ماذا يمكن أن يحدث يوم الإستشارات؟. الخيارات أمام الكتل والنواب المنفردين غير واسعة: إما تسمية، وعندها الحريري أو أي إسم آخر، إما عدم تسمية، إما عدم المشاركة في الإستشارات. وعند إنتهائها يطلع رئيس الجمهورية رئيس مجلس النواب على حصيلتها. ما هو غير مفاجئ أن تتم تسمية الرئيس سعد الحريري. ما هو مفاجئ أن تتم تسمية غير سعد الحريري، لكن في الحالين: التكليف في اليد لكن التأليف على الشجرة: بعبدا مع حكومة تكنو- سياسية... الحريري لا يشكل حكومة تكنو- سياسية.
إذا حتى إشعار اخر، الحريري رئيس مكلف، والحريري أيضا رئيس حكومة تصريف أعمال، ولكن هل يحتمل البلد هذا الترف وهذه المماحكات؟، وماذا عن ترجمة توصيات مؤتمر الدعم الدولي؟، وماذا سيقول الديبلوماسي الأميركي ديفيد هيل في بيروت الأسبوع الطالع؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
ثلاثون عاما رقص فيها السودان على عصا، وانتهى المطاف بعمر البشير في السجن، ومنه إلى الإصلاحية، وثلاثون عاما بلغ عمر الفساد، وسلطة لبنان ترقص الشعب على أربع، فلا بشائر الحساب لاحت بتغيير، ولا جرى استصلاح الكرنتينا للحجر على فريق سياسي أخذ البلاد رهينة الأهواء السياسة، ويسوقها بسرعة الضوء إلى الانهيار الاقتصادي.
وعلى مشارف ستين يوما من انتفاضة الشارع، زيتت الكتل النيابية محركاتها استعدادا للإثنين العظيم، بمفعول رجعي عن ضياع خمسة وأربعين يوما في تقليب مواجع التأليف قبل التكليف، أضيئت فيها أصابع الثنائي الشيعي العشر لعودة الرئيس الضال، وطرحت فيها الصيغ الحكومية متعددة التسمية، من تكنوقراط إلى تكنو- سياسية، وآخر استدراجات العروض فتح على حكومة شراكة، وجميعها ينطبق عليها قول مأثور.
شهران بالتمام والكمال، ولبنان ينتفض في الشارع، وأولياء أمر التكليف السياسي يضعون الشروط والشروط المضادة. صعد الشارع الضغط فارتفع ضغط السياسيين، منهم من قاد انتفاضة الانسحاب والالتحاق بالصف المعارض. ومنهم من طالب غيره بتخفيف الشروط، وهو يرفض حكومة خالية من الدسم السياسي، ومنن الحراك بجائزة ترضية بمقعدين أو ثلاثة. أما الرأس المدبر للدولة، ففتح لنفسه باب اجتهاد، سرعان ما ردت فتواه دار الفتوى، دفاعا عن مقام الرئاسة الثانية.
كل ذلك والسلطة مصابة بشلل دماغي، في معالجة أزمة كان من الممكن تجنبها منذ يوم الاستقالة الأول، بالدعوة إلى الاستشارات وليتحمل كل فريق مسؤولية خياره.
وعشية يوم الاستشارات الموعود، فتح "بيت الوسط" طاقة باتجاه معراب، فأوفد الحريري الغطاس لينقب فيها عن موقف "القوات"، لكن "القوات" المستقيلة من حكومة فاشلة، لن تشارك في حكومة ساقطة بعامل التمسك بسياسيين. فيما الحزب ذو الكتلة الوازنة، يرفض حكومة اللون الواحد، ويطرح حكومة شراكة، هي الوجه الآخر لحكومة التكنو- سياسية، خوفا من المجهول.
لكن ما دامت الأكثرية باليد، والثقة في ساحة النجمة، فباستطاعة اليد التي منحت الحكومة الثقة أن تحجبها، وأي حكومة لا تنال بالدرجة الأولى ثقة الناس، فهي ساقطة حكما في الشارع نفسه الذي رفض التفاوض مع سلطة "كلها يعني كلها"، متورطة بهدر المال العام. إلا إذا كان، والعياذ بالله، أمر التنسيق بين حركة "أمل" و"حزب الله" لضبط الشارع، وعدم تكرار الاعتداءات، قد فك الارتباط بالتهدئة، خصوصا أن معركة الخندق التي تكررت عند الرينغ باتجاه وسط بيروت مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية، جاءت بعد ساعات من إعلان السيد حسن نصرالله التنسيق لضبط المناصرين في الشارع.
لكن بعض اللين الذي أبدته القوى الأمنية مع شغب الرينغ، سرعان ما تحول إلى قمع لمتظاهرين سلميين عند الخط الأزرق لمجلس النواب.
أخبار متعلقة :