وفي تأمله لهذه الليلة، قال الراعي: "أحيي كل من يشاركنا الصلاة في أي مكان كان وبخاصة الذين يرافقوننا يوميا من مصر حيث التقيناهم بتأثر وقد قالوا لنا انهم يصلون يوميا معنا على نية لبنان الذي يحبون".
وأضاف: "نرفع الصلاة على نية الضحيتين البريئتين، الشهيدين حسين شلهوب وسناء الجندي، اللذين سقطا احتراقا في الحادث المروع على اوتوستراد الجية ليل الأحد الفائت. اننا نضمهما الى قافلة الشهداء من أجل لبنان. ولعل ذلك يحرك ضمائر المسؤولين عن الخراب المتزايد على كل الأصعدة وهم كاللأصنام لا يشعرون بشيء ولا يدركون ما يجري. أقول ذلك ليس بغضا إنما لنكثف الصلاة من أجلهم كي يحرك الله ضمائرهم ويحرر إراداتهم، ولكي يفهموا معنى المسؤولية. فالمسؤولية ليست جاها انما خدمة وتجرد من الذات في سبيل الخير العام".
وتابع: "السلطة خدمة، السلطة مسؤولية، نصلي على نية المسؤولين عندنا كي يخرجوا من تحجرهم ومن تصلب مواقفهم وليسلكوا طريق الخير والحق. لا يمكن لصلاتنا الا ان تجرد كل انسان من كبريائه ومن سلاحه ومن جبروته، فالصلاة تفكك العقد وتذوب التحجر كما تذوب المياه الثلوج. هذه هي قيمة صلاتنا وفعاليتها. والصلاة التي نثابر عليها تجعل من صوتنا، ولو كان وضيعا، ان يكون مسموعا لدى المسؤولين كافة، وربنا يعرف كيف يفعل صلاتنا".
وختم الراعي: "أحيي حركة الأمهات في الإنتفاضة، واليوم شهدنا أيضا، على جسر الرينغ، كيف أرادت النساء محو آثار الحرب الأهلية. هذه قوة هذا الحراك، الذي منه، وبدون سلاح لا بل بالورد، وبدون قوة بل بالمحبة، سيولد لبنان. لقد قال لي أحد المطارنة الذين شاركوا في اجتماعاتنا في مصر: أحيي الانتفاضة في لبنان لانه سيولد منها لبنان الجديد، ومنها ستولد البلدان العربية الجديدة. وتوجه إلي بالقول: على الكنيسة أن تساند هذه الحركة النبوية. فقلت له: هذا ما نفعله نحن لأننا نؤمن انه من هذه الحركة المدنية سيولد لبنان الجديد".