خبر

طرابلس 'الأيقونة' لن تشوه صورتها.. شائعات أو 'صبيانيات'!

في لحظة "مسرحية"، خرج شاب ببزّته العسكرية، وأعلن انضمامه للثوار، من طرابلس.. لحظة اختلطت فيها المشاعر، فكانت ردّة الفعل الأوّلى الضحك، فيما شبّه البعض الأداء بمقولة "أنا منشق وهذه بطاقتي"!
بعد ثوانٍ قليلة من القهقهة، استعاد المحيطون بالساحة كما معظم الذين شاهدوا الفيديو وعيهم، فهذه لحظة كما تلك اللحظات التي تصطادها القنوات المعادية للحراك، كي تصوّب عليه، وطرابلس منذ أولى أيام هذا التحرّك المستهدفة الأولى من الشاشات الصفراء، التي تهوى دعشنتها على غير وجه حق!

الشاب تماهى مع محاولة البعض المقاربة بين طرابلس والثورة السورية والهتاف لإدلب، وطرابلس التي لا تخجل بتاتاً من دعمها للثورة وللمظلومين في سوريا كما في سائر الأوطان، لا إشكال لديها مع المؤسسة العسكرية بتاتاً، إذ لا يخلو بيت في الشمال بامتداديه طرابلس وعكار، إلاّ ولديه ابٌن أو أخٌ أو زوجٌ أو أبٌ في هذه المؤسسة!
طرابلس وعكار هما "خزان الجيش"، وأبناء هذه المدينة من المؤسسة العسكرية هم كما المدنيين فيها، يتشاطرون الحرمان، ويبحثون عن الفرج.

لحظة اليوم، انتفضت لها طرابلس، فالثورة هنا ليست مسلحة لهذا الاستعراض، وجميع المتواجدين في الساحة والمناصرين لها، هم على علاقة "دم" بهذه المؤسسة!

للمشهد الذي رمى بثقله على طرابلس روايتان، الأولى تقول أنّه "لحظة اندفاع قاتلة"، فالشاب هو عريف من بلدة مشمش العكارية ويدعى م.د، ولا نيّة له الانشقاق، كل ما حدث هو حماس زائد لم يروّضه أيّ من المحيطين بالعسكري، والذين يتحملون المسؤولية أولاً، فقانون المؤسسة العسكرية يحظر على المنضويين تحت لوائها المشاركة بأيّ تحركات!
الرواية الثانية، تضع ما حدث في إطار محاولة تشويه المدينة، والتقليل من وطأة الصورة المضيئة التي تعطيها طرابلس على مدى 21 يوماً، إلا أنّ شيئاً لم يتأكد في هذا الشأن!

كلام الشاب من على المنصة، وضعه في قبضة المخابرات التي باشرت التحقيق على الفور، فيما سارعت ساحة النور للتأكيد على احترامها للمؤسسة العسكرية وعلى رفض أيّ محاولة لتأجيج الفتنة.
أهالي المدينة في البيوت كما أولئك في الساحة، استنكروا عبر مواقع التواصل هذا المشهد، فطرابلس الأيقونة هي ثورة سلمية، ثورة مطلبية، ثورة يتشارك فيها الشعب والجيش الواقع المرير نفسه لاسيما في هذه المدينة المنكوبة.