عن أيّ ملل يتحدث أهل السلطة، أيّ كلل تنتظره الأحزاب البرتقالية والصفراء والخضراء والزرقاء، الا يعلم هؤلاء أنّها إنتفاضة على الإذلال وتقاسم الحصص، إنتفاضة لكرامة الوطن وأهل الوطن.
عن أيّ ملل تتحدثون.. إنّه ملل الشعب منكم أنتم، من وعودكم، من ظلمكم، من محسوبياتكم وأزلامكم، إنه يأس من وعودكم الإصلاحية منذ سنوات، فكيف له أن يُصدّق "ورقة" أنجزتموها في أيام؟
لقد كسرت ثورة "17 تشرين" حاجز الخوف عند الصغار والكبار، عند الطلاب والنساء والأطفال، عند العاملين والعاطلين. هي ثورة بات المتظاهرون فيها أحرارا يهتفون بصوت واحد "لا للفساد.. لا للطائفية التي زرعتموها في نفوسنا.. نعم للمحاسبة" ، فيما السياسيون يشعرون بضعفهم، محاصرون في منازلهم متسمرون أمام الشاشات يخشون من كلمات الناس الموجوعين في الساحات والذين يحملون العلم اللبناني وحده لا الأعلام الحزبية.
اللبنانيون اليوم هم أبطال الشاشات المحلية والعربية، بعدما تصدرتم أنتم لعقود نشرات الأخبار والبرامج السياسية. اليوم غبتم عن الصورة والأضواء وأصبحتم شعارات على اليافطات. اليوم لستم أنتم من يُقفل الطرقات لمرور مواكبكم، إنّه وحده "شعب لبنان العظيم".
لا تشككوا ببقاء ثورة الشعب التي إنضمّ إليها نخب المجتمع، أطباء، مهندسون، محامون، إعلاميون، فنانون، دستوريون، حدّقوا جيّداً في وجوه المتظاهرين في طرابلس وساحة رياض الصلح وساحة الشهداء وجلّ الديب والشفروليه وصور وبنت جبيل وزحلة واللائحة تطول، إسمعوا كلماتهم أنصتوا الى هتافاتهم فهل تراهنون على يأسهم؟
لقد يئس الشعب من وعودكم وبات العناد هو المحرّك الأول لكل متظاهر على الأرض حتى تحقيق المطالب.
أخبار متعلقة :