تتجه الأنظار إلى الامارات التى وصلها مساء اليوم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على رأس وفد وزاري، ويلتقي خلال الزيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعددا من المسؤولين الاماراتيين، ويلقي كلمة غدا في مؤتمر الاستثمار الاماراتي- اللبناني، يتحدث فيها عن فرص الاستثمار في لبنان، كما يلتقي ممثلي عدد من الشركات البريطانية المقيمين في الامارات.
وبإنتظار تظهير الحلول تحرك الشارع مجددا، وسط انضباط بعكس الأحد الماضي، فيما الاستقرار المالي في لبنان، مضبوط بإجراءات نقدية أعادت الثقة بالليرة اللبنانية، رغم ضغط المدفوعات. واليوم تراجعت نقابة أصحاب المحطات عن الإضراب الذي كان مقررا غدا الاثنين، بعد التزام الشركات المستوردة للنفط والغاز، باعتماد الليرة اللبنانية، طالما أن المصارف تحوِّل لها يوميا كامل الليرات إلى دولارات أميركية بسعر القطع، وأنها ستسلم لزبائنها الاثنين المشتقات النفطية ويتم الدفع بالليرة اللبنانية.
عربيا، العراق ينزف وتونس تنتخب برلمانها قبل دورة رئاسية ثانية، فيما السباق إلى الرئاسة الأميركية العام المقبل يحتدم على وقع دعوة ديموقراطية لاجراءات عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
من حال الانفجار الذي كان متوقعا، إلى حال الانفراج الذي كان مأمولا، انقلب واقع قطاع المحروقات الحيوي للمواطنين. هذا الانقلاب الإيجابي، جاء ثمرة اتصالات مكثفة انخرط فيها المسؤولون الكبار في الدولة، وفي النقابات المعنية التي حصلت على تعهدات حكومية بتثبيت آلية نقدية لاعتمادها في سداد المستحقات. وعليه سيكون يوم غد الاثنين يوم عمل عادي، لا إضرابات فيه ولا يحزنون.
قبل قطاع المحروقات، كانت نقابة الصرافين هي الأخرى قد علقت الاضراب الذي كان من المقرر أن تنفذه غدا. فهل تنسحب العدوى على قطاعات أخرى مثل المخابز والأفران؟.
الواقع المعيشي والاقتصادي والحياتي الصعب، امتطى صهوته متظاهرون منضوون تحت لواء أحد فصائل الحراك المدني، ليحتجوا بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح بوسط بيروت. في هذا الحراك الاحتجاجي، استرعى الانتباه تواضع عدد المشاركين الذين واكبتهم القوى الأمنية مكثفة تواجدها على مداخل السرايا الحكومية ومجلس النواب.
حراك من نوع آخر يتولاه رئيس الحكومة سعد الحريري، يحمل طابعا اقتصاديا، ويقوده إلى عواصم خليجية وأوروبية خلال هذين الشهرين، بدأه بزيارة دولة الإمارات يلتقي خلالها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان.
في العراق، لم تشر التقارير إلى احتجاجات شعبية اليوم، بعدما كانت قد تجددت أمس حاصدة تسعة عشر قتيلا. وبعد رفع حظر التجول في بغداد، رصدت عودة جزئية للانترنت في المدينة. أما على خط المعالجات فقد أعلنت الحكومة اتخاذ سبعة عشر قرارا مهما، استجابة لمطالب المتظاهرين. هذه القرارات تشمل خصوصا توفير فرص عمل، ورواتب لعاطلين من العمل، واعتبار القتلى في صفوف المتظاهرين وقوات الأمن شهداء، وإعفاء المزارعين من تكاليف استئجار الأراضي الزراعية وتوفيرها مساكن أو أراضي سكنية لمن هم بحاجة لمأوى، وفتح باب التطوع في الجيش.
وبالتزامن مع الإعلان عن هذه القرارات، سرت أنباء عن تغيير وزاري محتمل قد يشمل ست وزارات. أما على المستوى النيابي، فقد طالب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بوضع من وصفهم بحيتان الفساد، في السجون.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
نجحت الاتصالات في تجنيب اللبنانيين أزمة محروقات جديدة مطلع الأسبوع، مع اعلان أصحاب المحطات تعليق اضراب الاثنين، مع ما وصفوه ببداية حل. إلا أن ترددات هزة سعر صرف الدولار على مجمل البلد لم تهدأ، فأصحاب الأفران تداعوا للاجتماع غدا لتقييم الوضع واتخاذ قرار قد يطال في النهاية رغيف الخبز، وقس على ذلك مع كل القطاعات المستوردة بالدولار.
ومن وسط بيروت، ارتفعت الأصوات ضد من يمعنون في إفقار البلد. التظاهرة المطلبية بقيت في حدود السلمية، وإن تخللها تهديد امرأة بحرق نفسها مع أطفالها، ومناوشات وتدافع مع القوى الأمنية لم تتعد حدود التماس.
أما الحدود الخطرة، فقد حذر "حزب الله" أيا كان من الاقتراب منها، فليس مسموحا لأحد أن يخرب لبنان لا من الزاوية الأمنية ولا من الزاوية الاقتصادية والنقدية، وسنواجه المشاكل الاقتصادية ونحاول لملمة شمل القوى السياسية، يقول رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة".
وحول التطورات في العراق، يؤكد النائب محمد رعد: لا نخاف على هذا البلد رغم المؤامرة الأميركية، طالما أن روح المقاومة تسري فيه، مشددا على ضرورة معالجة التعثرات. تعثرات وفساد يبدو أن الحكومة خطت الخطوات الأولى على طريق معالجتها. هدأ الشارع اليوم بعد سلسلة قرارات اتخذها عادل عبد المهدي، الذي وعد بحزمة اصلاحات لمعالجة الأزمة قبل أن يتسع الخرق على الراتق. فالفساد قد يكون أكثر فتكا من الطابور الخامس الذي تسلل إلى صفوف الشباب المطالب بالاصلاحات.
وتحت عناوين إصلاحية، تخوض تونس انتخاباتها التشريعية، جيش من المترشحين إلى البرلمان الثالث بعد الثورة، قابله إقبال ضعيف من الناخبين الناقمين على الأوضاع الاقتصادية، ليتشابه العالم العربي في أزمات الفساد الذي قيل فيه إن شبكاته قد تكون أكثر تشعبا، وأكبر من شبكات المياه والكهرباء، وإنه مرض لا يختص بالمناطق الحارة، بل يسكن المكاتب المكيفة أيضا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
شهد عهد الرئيس كميل نمر شمعون فورة عمرانية وبحبوبة وازدهارا، فطلعوا عليه بما سمي "ثورة 1958"، تحت مبرر التمديد لولايته، وعدم قطع العلاقات مع فرنسا وبريطانيا اثر العدوان الثلاثي على مصر العام 1956.
في عهد الرئيس فؤاد شهاب، باني المؤسسات، وقف قسم من المسيحيين ضده ورموه بالافتراءات والشائعات، لدرجة أن سيدة لبنان أشاحت بوجهها عنه، وفق الكذبة الكبيرة التي أطلقها مناصرو الحلف الثلاثي في انتخابات 1968.
في عهد الرئيس شارل حلو فجروا في وجهه أزمة بنك انترا. كبر القطاع المصرفي في عهد الرئيس الجزويتي ونما بشكل جذب ليس فقط الأموال والرساميل، بل جلب سوء الطالع والمشاكل الكبيرة إلى البلد الصغير. بسحر ساحر انهار انترا، وكان للكذب والشر والشائعات الدور الأبرز في سقوطه.
في عهد الرئيس الفارس سليمان فرنجية، وصل الدولار إلى ليرتين وربع، ووصل الأمر بالصيارفة إلى رفض التعامل بالدولار نظرا لقيمته المتدنية ازاء الليرة اللبنانية. اندلعت الحرب في لبنان العام 1975، وأحرقوا الأسواق ونهبوا شارع المصارف، وحاولوا دك ركائز ومداميك القوة المالية والاقتصادية اللبنانية ولم يتمكنوا.
في عهد الرئيس الخلوق الصابر النزيه الياس سركيس- الذي كان حاكما لمصرف لبنان زمن شارل حلو وسليمان فرنجية، وكانت ساعة خير للبنان لأنه راكم موجودات مصرف لبنان من الذهب والعملات الأجنبية- في عهده استمرت الحرب بشراسة وضراوة، وشنت على الرجل أقسى الحملات، وبقيت الليرة مصانة والعملة الوطنية كامرأة قيصر. وغادر الياس سركيس قصر بعبدا نزيها نظيفا كبيرا، كما دخله، ولم تهزه الشائعات ولا التهويلات ولا العراضات.
بدأ الانهيار العام 1983، وجاء حديثو النعمة والسماسرة وأمراء الميليشيات ولوردات الحرب، ليملأوا الفراغ الذي خلفه الكبار بصغار الأزلام والمرتزقة والمحاسيب. طار الازدهار وحط الانهيار. مضاربات وشائعات أدت إلى أفول الليرة وبروز عصر المافيات وطبقة أثرياء الحرب، إلى أن حلت الطامة الكبرى العام 1992، عندما أعلن حاكم مصرف لبنان يومها، علنا ومن دون أي حرج أن البنك المركزي لن يتدخل لضبط السوق، فكانت إشارة الانطلاق لما يسمى بلغة المافيا والجريمة المنظمة: الدعوة المفتوحة لقتل الليرة.
حصل ذلك يوم كان عمر كرامي، النزيه، الصلب والمحترم، رئيسا للحكومة. رموه بالشائعات وحرقوا الاطارات ورفعوا الشعارات، فاستقال من رئاسة الحكومة، تماما كما كرر التاريخ نفسه معه، وبالأكاذيب والشائعات عينها، بعد 13 عاما.
اليوم، وبعد تجربة مخضرمة لخريجي كليات الشائعات والغرف السوداء والوجوه الصفراء في الكذب والتدليس والشعوذة والهلوسة، ظن هؤلاء أن ميشال عون ليس استثناء، وأن تطور تكنولوجيا الشائعات وتقنيات قلب الحقائق وابتكارات بث السموم، كفيلة بجعل اقامة الرئيس عون في بعبدا أكثر ازعاجا وأقل فاعلية، وفي ذلك هم- مرة جديدة- يكشفون عن فائض في الغباء وضحالة في الذكاء.
كانت المشكلة دوما وستبقى في الرئيس القوي، فكيف إذا كان شعبيا وقويا وحديديا. استراتيجيتهم والهدف هو اسقاط نظرية الرئيس القوي، وهذه تجربة خبرها اللبنانيون مع رؤساء عدة وليس فقط ميشال عون. لم يقبلوا بميشال عون رئيسا إلا رغما وقسرا، وعندما قبلوا قالوا فلننتظر ونرى. سيصل الرئيس القوي لكنا لن ندعه يحكم حتى ولو حول البلد إلى سماء وحياة اللبنانيين رخاء وهناء.
في كتابه "أصحاب الفخامة رؤساء لبنان"، يورد الصحافي الكبير الراحل وليد عوض، أن الجنرال كاترو طلب من الرئيس أيوب تابت- وكان معروفا بنزاهته ونظافة كفه وطبعه الحاد بالوقت عينه- يورد أن كاترو طلب من ثابت تمرير معاملة غير قانونية فرفض تابت. فما كان من كاترو إلا أن ذهب إلى منزل ثابت من دون موعد، ودخل عليه فوجده يتناول عشاءه المؤلف من بيضة وكوب حليب وقطعة جبنة وبضع حبات زيتون. يومها قال ثابت لكاترو: من يأكل مثل هذا الطعام لا يرضخ لمشيئة أحد.
الرئيس الجنرال لم يعش كل هذا العمر ويصل إلى ما وصل إليه، كي يرضخ اليوم لعلية الفاسدين وأسافل الرعاع.. راجعوا حساباتكم، والتاريخ.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
الوضع في لبنان يسير على خطين متوازيين. من جهة أولى خط الغضب الشعبي المترافق مع تصعيد وتوتر. ومن جهة ثانية خط المعالجات ومحاولات التوصل إلى حلول لتطورات صارت عصية على أي حل تقليدي.
الخط الأول تجسد اليوم عبر تظاهرة دعت اليها مبادرة "وعي"، وتنقلت بين ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح، وصولا إلى مدخل السرايا الحكومية. اللافت أن عدد المتظاهرين اليوم كان أقل من عدد المتظاهرين الأحد الفائت، ما يعني مبدئيا أن الحركة الإحتجاجية لا تسير في منحى تصاعدي بل بالعكس. والبارز أيضا أن الشعارات اليوم لم تقتصر على المطالب الإجتماعية، بل توسعت لتشمل الحريات الإعلامية ورفض المساس بها بأي شكل من الأشكال.
لكن ما حصل في طرابلس كان أكثر تعبيرا مما حصل في بيروت. فعدد من شباب طرابلس اعتصموا في ساحة النور، رافعين لافتات كتبوا عليها: نحب كندا، وذلك في إشارة إلى رغبتهم وسعيهم للهجرة إليها. إنها صورة مأسوية عن وطن لا يحلم أبناؤه، ولا سيما الجيل الشاب فيه، إلا بالهجرة. فهل أضحى الإبتعاد عن الوطن الأم هو الحلم والمرتجى، وهل أضحى البقاء فيه كابوسا يصعب تقبله؟.
بالنسبة إلى خط المعالجات، الأمور إلى تقدم. أزمة المحروقات حلت مبدئيا والاثنين يوم عمل عادي، ما يعني ان المحروقات ستكون متوافرة كالعادة. في المقابل أزمة الطحين وبالتالي الرغيف لم تحل بعد، لكن المساعي الايجابية كثيرة وتسير في أكثر من اتجاه، وذلك للتوصل إلى حل شبيه بالحل الذي تم التوصل إليه للمحروقات.
هذا بالنسبة إلى المعالجات الآنية المباشرة. لكن الرهان الأكبر يبقى على المعالجات ذات المديين المتوسط والطويل. وتبرز في هذا الاطار الزيارة التي يقوم بها الرئيس الحريري إلى الامارات العربية المتحدة، وتتبعها زيارات إلى المانيا والسعودية وروسيا وفرنسا، من الآن وحتى نهاية شهر تشرين الثاني.
الهدف من الزيارات العربية والأوروبية، إطلاق دينامية دعم اقتصادي ومالي للبنان، ليتمكن من مواجهة التحديات المطروحة على الصعيد الاقتصادي- المالي. فهل يتجاوب العالمان العربي والغربي ويقدمان العون للبنان؟، وفي حال الايجاب هل تنجح دينامية الخارج في جعل لبنان يتخطى أخطار الداخل؟، وفي هذه الحال إلى أي حد سيسمح إيقاع العمل الحكومي بتلقف المبادرة الخارجية والاستفادة منها لانقاذ لبنان؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
فيما يدخل لبنان الأسبوع المقبل بهدوء،بعدما فككت ألغام اضرابات الصيارفة وقطاع المحروقات، ومرت تظاهرة اليوم في شكل سلمي، تتوجه كل الأنظار إلى أبو ظبي، حيث اللقاء المرتقب غدا بين ولي العهد الشيخ محمد بن زايد ورئيس الحكومة سعد الحريري.
هذا اللقاء الذي سيلي مؤتمر الاستثمار اللبناني- الاماراتي، سيرسم ليس فقط مستقبل العلاقات بين البلدين، إنما يخط مستقبل دعم لبنان الاقتصادي. فالامارات، وعلى لسان سفيرها حمد الشامسي، أعلنت دعم لبنان، أما ما تطلبه فلا يتعدى إظهار اللبنانيين الجدية في العمل والابتعاد عن البدائية عبر وضع استراتيجيات واضحة.
على هذا الأساس، ينطلق مؤتمر الغد ومعه اللقاءات الجانبية، حيث يفترض أن يتقدم الوفد اللبناني باجابات واضحة في أكثر من ملف، ليبنى على الشيء مقتضاه في اجتماع بن زايد- الحريري مساء، فإما يكون المؤتمر بحد ذاته باكورة إعادة الدفء إلى العلاقات اللبنانية- الاماراتية، وإما تفتح الامارات باب انتشال لبنان من حاله الاقتصادية المتدهورة، عبر ايداع وديعة في المصرف المركزي، أو الاكتتاب بسندات الخزينة، حسب ما تردد من معلومات.
على وقع الانتظار، تستكمل في الداخل اللبناني محادثات الموازنة والاصلاحات المرتقبة، قبل الدخول في المهل الدستورية لاحالتها إلى مجلس النواب، والآليات التي سيتبعها المصرف المركزي ليس فقط لتهدئة أسواق الصرف، إنما أيضا قطاعا استيراد النفط والصيارفة، في وقت تبحث بجدية وعلى أعلى المستويات، مسألة دراسة المادة 95 من الدستور في مجلس النواب، بناء على رسالة رئيس الجمهورية، في جلسة تعقد في السابع عشر من الشهر الحالي.
وفي هذا الاطار، علمت الـLBCI، أن العمل جار على ثلاثة سيناريوهات: إما الاتفاق بين الرئيسين عون وبري على سحب الرسالة الرئاسية، وتاليا لا تعقد الجلسة. وإما عقد الجلسة النيابية، على ان تتفق الكتل النيابية على طلب تأجيل دراسة المادة 95. وإما أخيرا طرح الموضوع في الجلسة مع كل ما قد يسببه ذلك من تداعيات، ليس فقط على الوضع الحكومي إنما على البلد ككل، وهو السيناريو الأقل حظا حتى الساعة، والذي يحاول الجميع تجنبه.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
قبل أن يصل المتظاهرون إلى ساحة الشهداء، كانوا قد تلقوا نبأ ضحية سقطت كشهيدة بعد صراع طويل مع أمراض المحاكم الدينية. رحلت نادين جوني في حادث سير، وهي التي اختبرت حوادث أشد قسوة، عندما انتزعت منها أمومتها، وصارت محاربة في الصفوف الأولى للمدافعين عن حق الحضانة. ماتت نادين، عاشت المحاكم الجعفرية، والتي لن تدهسها أي من قوانين الرحمة بالأمهات. غابت "ام كرم" وأم المعارك النسوية في سبيل حق تنتزعه المحاكم وتجيره حصرا لآباء بصخر القلوب.
ولما كان خبر نادين جوني يتصدر المشهد، فقد ارتقى إلى سلم الحزن، ومعه أو من دونه خفت حركة الحراك صوب ساحة اعتصام الأحد، والذي بدأ بتوافد العشرات، وانتهى بتجمعات تنقلت بين مصرف لبنان والرينغ وبعض المفاصل الرئيسة في العاصمة.
أما الصورة الأكثر حدادا على الواقع المعيشي، فجاءت عبر سيدة أقدمت على محاولة إحراق نفسها، لأنها لا تستطيع تأمين قسط لأولادها في مدارس يفترض أنها للمحرومين.
وعند فقدان عناصر التشويق في التظاهرة، بحث عدد قليل من المتظاهرين عن محرك لرفع علامة النصر، فعثروا على النائبة بولا يعقوبيان في حالة تظاهر ظاهرة، غير أن النائبة المعارضة احتوت الإشكال، وانسحبت ضمانا لاستمرار الحراك على مطالبه وعدم تحويره.
وما كان هادئا في بيروت نهارا، اتخذ شكلا أقرب إلى الهجوم ليلا في طرابلس، حيث وصلت تظاهرة ناقمة إلى منزل الرئيس نجيب ميقاتي في الميناء، ورددت هتافات تدعوه إلى استثمار ملايينه في المدينة.
وبلغة الملايين، لكن بالتحوير والتحويل المالي، تكشف "الجديد" في نشرتها اليوم عن وجه آخر لقضية العارضة الجنوب أفريقية، ومسار الخمسة عشر مليونا وكسور. قضية تداولها الرأي العام على مدى أيام، وذلك اعتمادا على ما نشر في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. منح اللبنانيون الصحيفة الأميركية كل الثقة بضمانة الاسم، لكن أحدا لم يبحث عن خلفيات دفع رجل سياسي لعارضة أزياء هذا المبلغ الخيالي لقاء علاقة غرامية. ويتضح من مسار التدقيق المالي والكشوفات التي أعدتها "الجديد"، أن والد العارضة الحسناء كان قبيحا، وأن له سجلا في النصب والتهرب الضريبي، وقد وجهت إليه تهم جنائية. وسنكتشف أن الأموال التي تم تحويلها كانت لأهداف تجارية، لا لأسباب عاطفية.
لن يعني ذلك أن رئيس حكومتنا يحيا بعفة، وينأى بنفسه عن المغريات، لكن ستة عشر مليونا هو رقم قادر وحده على اسقاط التهمة، وللقصة تتمة خلال النشرة.
أخبار متعلقة :