حضر الاحتفال في مقر الجامعة، مرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بالنائب سمير الجسر، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتور عبد الإله ميقاتي، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بأمين الفتوى في طرابلس فضيلة الشيخ محمد إمام، النائب محمد عبد اللطيف كبارة ممثلا بسامي رضا، الوزير السابق اللواء أشرف ريفي ممثلا بحسن شندب، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ممثلا بالعقيد عبد الرزاق مالطي، رئيس دائرة الأوقاف في طرابلس الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا ممثلا بالشيخ هارون الحاج، الشيخ الدكتور محمد الحاج ممثلا "هيئة علماء فلسطين"، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء الدكتور رياض يمق، رئيس الهيئة العليا ل"بيت الزكاة والخيرات" في طرابلس الدكتور محمد علي الضناوي، إيهاب نافع ممثلا "الجماعة الإسلامية"، رئيس رابطة الجامعيين في الشمال غسان الحسامي، نقيب المحامين محمد المراد ممثلاً بالمحامي زاهر مطرجي،والسفير الأندونيسي هاجريانتو طهارى وزوجته، ممثل السفير الفلسطيني أشرف دبور، القنصل التركي، حشد من أساتذة الجامعات وممثلي الهيئات والجمعيات الخيرية والتربوية والاجتماعية والنقابية والنسائية.
بعد دخول الموكب المؤلف من رئيس الجامعة الدكتور رأفت الميقاتي والعمداء والأساتذة والطلاب، استهل الاحتفال بتلاوة من القرآن الكريم للطالب الكازخستاني شوخان رولف، تلاها موسيقى النشيد الوطني وبعده نشيد الجامعة.
كتاب رئيس الجمهورية
بعد تقديم من عريف الاحتفال أمين سر الجامعة محمد حندوش، جرت قراءة الكتاب الوارد من رئاسة الجمهورية اللبنانية، إلى رئيس مجلس الأمناء الشيخ محمد رشيد الميقاتي، وجاء فيه: "سماحة الشيخ محمد رشيد الميقاتي رئيس مجلس أمناء جامعة طرابلس، تحية طيبة وبعد، تلقى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوتكم، لحضور حفل تخريج دفعات متتالية لعدد من الكليات في الجامعة، الذي تقيمونه يوم السبت الواقع في 28 أيلول 2019، في هذه المناسبة يسرنا أن ننقل إليكم، شكر فخامة الرئيس على هذه الدعوة، وتهنئته للطلاب والطالبات المتخرجين، متمنيا لهم ولكم دوام التوفيق والنجاح مع المودة والتقدير".
ثم تم عرض فيلم وثائقي عن الجامعة وكلياتها وأهم مرافقها، وإنجازاتها الأكاديمية والتربوية، التي تحققت في العام الجامعي الماضي.
محمد الميقاتي
ثم ألقى محمد الميقاتي كلمته، فقال: "يحز في قلوبنا أن نرى انتشار الفساد المالي والإداري والفجور السياسي والخطاب الطائفي المقيت في بلادنا، ونتساءل كيف يرتكب العصاة ما يرتكبون ليلا ونهارا سرا وجهارا، وهل حقا وفعلا هم مسلمون أو مسيحيون؟ وماذا تبقى من إيمانهم بالله واليوم الآخر، إذا نهبوا خزينة الدولة وعبثوا بمقدراتها وأرهقوا البلاد والعباد؟".
أضاف: "إن الحقوق الدستورية والقانونية للمسلمين في لبنان، ليست قابلة للمساومة والتنزيلات والتخفيضات والحسومات والإهداءات أو التبرعات في أي ظرف سياسي، أو أية لحظة تاريخية، تغري بالغارة على هذه الحقوق، كائنا ما كان العنوان مضللا، وإن دعوتنا للحفاظ على حقوق المسلمين في لبنان، هي دعوة للحفاظ على الميثاقية في وطننا لبنان، ويخطئ جدا من يصنفها تحت عنوان طائفي أو مذهبي، إنما الطائفية تكمن في الكراهية والبغضاء والعدوان على الآخر، واستلاب حقوقه التي ليست منحة ومنة من أحد".
ودعا القيادة السياسية والدينية للمسلمين في لبنان إلى "إطلاق عمل نهضوي شامل، وإشراك كل مكونات المجتمع الإسلامي في هذا الحراك، الذي طال انتظاره، وذلك بغية الخروج من حالة التكلس والإحباط والتفرق والتفرج على المزيد من التراجع والانهيار"، كما دعا إلى "انتخاب مجلس شرعي إسلامي أعلى، يحمل الأمانة ويكون العين الساهرة على مصالح المسلمين العليا، وثروتهم الوقفية، وأنظمتهم المهددة بالوثائق الدولية، في مجال الأحوال الشخصية، وتجنيب مناهج التعليم العام الجديدة، ثقافة الجندرة والشذوذ والتحول الجنسي، ودماء الأسرة المسلمة والمسيحية على السواء".
إمام
بعدها، ألقى إمام كلمة باسم دريان، فقال: "شعار جامعة طرابلس "حضارة تتجدد"، وما أجمل هذا العنوان! فهل الحضارة بروحها وجوهرها، إلا أمانة يتسلمها اللاحق من السابق طرية ندية؟ الحضارة ليست في التقدم التكنولوجي والتقدم العلمي، ولكنها مجموع القيم الإنسانية والأخلاقية، ومنظومة السلوك التي جاء بها الأنبياء جميعا، والعصر الذي نحن فيه مثقل على أمتنا، لأنها لم تعد صاحبة الراية والريادة والطليعة، وحاملة الأمانة!".
ورأى أنه "ينبغي أن ننتقل من الاستهلاك إلى الإنتاج، من التأثر والتبعية إلى التأثير والقيادة، هذا موضعنا الطبيعي، هذا تاريخنا هذه حضارتنا الممتدة الى آدم عليه السلام، لأن القيم لا تعرف عصرا ولا عمرا، إنها نزلت بنزول النور الأول والنبوة الأولى، وتلازمت مع وطء الإنسان تراب هذه الأرض".
رأفت الميقاتي
ثم ألقى رأفت الميقاتي قصيدة بعنوان: "مسار لبنان الكبير في مئويته الأولى"، تطرق فيها إلى تاريخ ولادة لبنان وواقعه الأليم المعاصر"، مقارنا بين "مديونية المليارات المائة والسنوات المائة للبنان"، محذرا من "تحريف التاريخ"، داعيا إلى "إنصاف الحضارة الإسلامية، والكف عن تحويل العدو صديقا والصديق عدوا"، مؤكدا "ضرورة مكافحة الفساد، وبناء دولة العدل، التي ينشدها الصادقون المخلصون".
دبوسي
ثم ألقت الطالبة ربيعة دبوسي كلمة الخريجات، فقالت: "رسالتنا إلى الساسة والمسؤولين أن يكونوا على حجم التحديات...فالبلد لم يعد يحتمل، والسقف يوشك أن يسقط على الجميع، من أزمة مالية تلاحقنا إلى فلتان أخلاقي يدمر مجتمعنا، وتفكك أسري يهدد ما تبقى من قيم وأخلاق".
رونبيتاك
بعدها، ألقى الطالب التايلاندي مصري رونيبتاك كلمة الخريجين، فقال: "تعلمنا في هذه الجامعة ثقافة الحوارِ والتواصل، ودرسنا أدب الاعتدال والتعايش، تعلمنا أن نحمل رسالة الإسلام النيرة إلى العالم، وسلاما إلى الإنسانية، تعلمنا أن نآزر المظلوم في قضيته، وأن نكون بناة للمجتمع، على أسس إسلامية تصون كرامة الإنسان".
الجسر
بدوره، ألقى الجسر كلمة الحريري، مستهلا: "يسعدني أن ألتقي بكم في هذه الأمسية الكريمة ممثلا لدولة الرئيس سعد الحريري، هذا الرجل الذي يتحمل المسؤولية في ظرف من أصعب الظروف التي مر بها البلد، فالوضع الإقليمي المتأزم بين الحروب الأهلية والصراعات الإقليمية والتدخلات الدولية، يلقي بظلاله على البلاد، تاركا تداعياته على لبنان، بكل الأبعاد السياسية والاقتصادية والمالية والأمنية، إضافة إلى انقسامات سياسية في الداخل، حادة ودقيقية وحساسة، لا توفر البلد في أمنه واقتصاده، أوضاع صعبة عرفنا أشباهها من قبل، واستطعنا بالتفاهم فيما بيننا، وبتقديم المصلحة الوطنية على كل ما عداها، وبإرادة الرجال المخلصين، أن نخرج منها إلى وضع مزدهر".
واعتبر أن "كل الأمم والدول تمر بأزمات وتسعى للخروج منها، ونحن أيضا نستطيع الخروج من أزمتنا، إذا أخذنا بالأسباب، وأول الأسباب عندي، اتباع القاعدة الشرعية أن بشروا ولا تنفروا، والمتابع لما يحدث اليوم، سواء لما يصدر عن مسؤولين أو تلك التي يجري تداولها، بخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، من تخويف يحمل نذر التشاؤم والإحباط".
ورأى أنه "ليس المطلوب الكذب على الناس بوعود وردية، لكن أيضا ليس من الصحيح والسليم إفشاء الخوف والإحباط بين الناس، لأن نتائجه ستكون حتما انكماشا وهجرة، المطلوب مصارحة الناس، وإطلاعهم على خطة الإنقاذ المبنية على العلم، التي تتضمن حتما سلة من التضحيات حتى نخرج من الأزمة، وهناك أسباب للخروج من هذه الأزمة وأولها التبشير لا التنفير، وثانيها اعتماد قاعدتين أساسيتين: القاعدة الأولى العلم من جهة والاستعانة بأهل الجدارة والكفاءة والنزاهة من جهة أخرى، ومن ثم محاربة الفاسدين والمفسدين، والمطلوب أن نرقى بمجتمعاتنا إلى استحداث مراكز غير مسبوقة للبحث العلمي، نستعيد بها دورنا بين الأمم، ونرسم لأنفسنا مسارنا برعاية الله وتوفيقه، والأمل فيك يا شيخ رشيد، وأنت الرائد في مجال إنشاء الجامعات الخاصة في طرابلس، أن يكون لك فضل السبق في إنشاء مراكز الأبحاث في مدينتنا وداخل هذه الجامعات".
وقال: "أنتهز هذه المناسبة السعيدة، لأشكر باسم دولة الرئيس وباسمي هذه الجامعة رئيسا وأساتذة وإداريين على العلم، الذي قدموه وعلى المناخ العلمي، الذي وفروه في ظل منظومة القيم الموروثة بكل فخر، التي عرفوا جميعا كيف يحافظون عليها".
وأوصى الخريجين ختاما ب"البر بأهاليهم، ثم البر بجامعتهم، التي حضنتهم، والتي زودتهم علما وقيما"، داعيا إياهم أن "يذكروها بالخير أينما حلوا، وأن يدعموها ماديا ومعنويا إذا ما قدر الله لكم مالا ونفوذا".
وفي الختام، جرى منح شهادة الدكتوراه الفخرية في اللغة العربية وآدابها للغوي الشيخ خليل عمر الأيوبي، الذي ألقى كلمة استذكر فيها مسيرته في التربية والتعليم إلى جانب الشيخ محمد رشيد الميقاتي على مدى نصف قرن، ثم تم توزيع الشهادات على الخريجين والخريجات.
أخبار متعلقة :