وسط التطورات المتسارعة في المنطقة، توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك على رأس وفد كبير، وسيجري هناك مشاورات مع عدد من رؤساء الوفود، كما سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي المنطقة سلكت التطورات الطرق الآتية: إعلان واشنطن عن سعيها إلى تفادي الحرب مع إيران. قول ترامب ان لا خطط لديه للقاء مسؤولين ايرانيين في نيويورك. ترقب إطلاق إيران ناقلة النفط البريطانية. كلام للرئيس الأسد على انفراجات، واتهامه الدول التي تآمرت على سوريا بمنع عودة السوريين إلى بلادهم. إعلان ليبرمان عن عدم دعمه أي مرشح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، بصفته الصوت الوازن في تشكيل الحكومة، وثمة جديد في أن القائمة العربية المشتركة داخل الكنيست أعلنت دعمها لغانتس رئيسا للوزراء.
محليا، إهتمام الرئيس الحريري بعقد إجتماعات مكثفة حول تنفيذ مقررات "سيدر". توقيف شعبة المعلومات أحد عناصر "داعش" وبدء التحقيقات معه. توقيف الجيش وأمن المطار شبكة تهريب عملة مزورة. اتصالات مع أصحاب شركات المحروقات لعدم اللجوء إلى السلبية. وفي تفصيل هذا الموضوع، أكد ممثل شركات موزعي المحروقات فادي أبو شقرا ل"تلفزيون لبنان"، أنهم لن ينفذوا اضرابا قبل لقائهم الرئيس الحريري. وكشف مضمون اقتراح للحل، ومفاده أن يصار إلى تسليمهم المحروقات من قبل الشركات المستوردة بالعملة اللبنانية وبدورهم يبيعون المحروقات بالليرة، وقد وعدت البستاني برفع المقترح إلى الرئيس الحريري.
أبو شقرا أكد بالمقابل أنه إذا لم يتم التوصل إلى حلول، سينفذون اضرابا مفاجئا، لكنه لن يكون في اليومين المقبلين، نافيا كل الاشاعات التي تتحدث عن تنفيذ اضراب يومي الاثنين والثلثاء.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
بينما يمم رئيس الجمهورية ميشال عون وجهه شطر نيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، يحط رئيس الحكومة سعد الحريري في وقت لاحق في بيروت، منهيا مهمة باريسية على نية مؤتمر "سيدر".
وفيما يلقي عون كلمة لبنان أمام الجمعية العامة يوم الأربعاء، ويغتنم الفرصة لعقد لقاءات على هامشها، فإن أول ما ينتظر الحريري العائد، موضوع الموازنة المطروح في جلسة لمجلس الوزراء غدا.
والموازنة كما هو واضح، بند خاضع للإصلاحات المطلوبة من "سيدر"، إلى جانب متطلبات أخرى ليس أقلها أهمية الكهرباء.
وفي فضاء الكهرباء التويتري، غرد وليد جنبلاط اليوم على طريقته قائلا: بعد دراسة الموازنة وبعد الإصلاح، يبقى أن نخفف من شهوة "مدام فساد" التي تريد زيادة السفن الكهربائية إلى أربع، وتريد تركيب ثلاثة معامل تسييل غاز بدل واحد، وقد يكون لها حصة في الاتصالات والنفايات.
أما في مجال البيئة، فقد جرى تطويق قرارات تم التستر بها للتسلل وارتكاب جرائم بيئية في منطقة العيشية- جبل الريحان. ذلك أن مساعي حثيثة بذلت على هذا الخط، أبرزها للرئيس نبيه بري، وتكللت بوقف أعمال المرامل في تلك المنطقة، والتي كانت تهدد الثروة الحرجية ومياه نهر الليطاني.
موضوع آخر يشغل اللبنانيين اليوم، وهو التوقيف الخاطىء للصحافي محمد صالح في اليونان، نتيجة تشابه بين اسمه واسم شخص صادرة بحقه مذكرة توقيف أوروبية في ألمانيا، لاتهامه بالتورط في خطف طائرة عام 1985.
هذا الموضوع استدرج اتصالات لبنانية- يونانية، على خطها اللواء عباس ابراهيم، يفترض أن تتوج بالافراج عن صالح، ولا سيما أن الوقائع تبين أنه ليس الشخص الذي تبحث عنه ألمانيا. وبحسب المعلومات، فإن المعنيين يجمعون الأوراق والمستندات التي تثبت براءته.
في ما يتعلق بالوقائع الإقليمية، برز كلام معبر لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، تقول فيه إن الأميركيين سئموا الحرب، ولا نية لنا لخوضها في الشرق الأوسط، وخصوصا نيابة عن السعودية. هذا الموقف يأتي غداة الهجمات الأخيرة على منشآت لشركة "أرامكو" السعودية، والتي وجهت فيها اتهامات وتهديدات إلى طهران.
الرد الإيراني جاء اليوم على شكل عروض عسكرية ضخمة في العاصمة وثلاثين محافظة، بمناسبة "أسبوع الدفاع المقدس". وفي المناسبة أكد الرئيس حسن روحاني، أن العدو لا يجرؤ على اتخاذ القرار بشن عدوان على إيران، وقال في الوقت نفسه إننا نمد يد الأخوة والصداقة للبلدان المجاورة لنا.
وعشية توجهه إلى نيويورك بتأشيرة دخول منحته إياها الولايات المتحدة مع وزير خارجيته محمد جواد ظريف، كشف روحاني أن إيران ستقدم إلى الأمم المتحدة خطة لأمن الخليج.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
بعد نصيحة الأمين العام ل"حزب الله" أهل العدوان بوقف الحرب على اليمنيين، ثم مبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن لوقف تبادل النيران، حلت الجمهورية الاسلامية بين العاملين الجادين على التهدئة من مكان القوي المتحكم بامكاناته، وأيضا المقدم لحكمته تحقيقا لمصلحة شعوب المنطقة.
إيران التي أطلقت اليوم "أسبوع الدفاع المقدس"، بالكشف عن قدرات جديدة تقدمتها منظومة "خرداد" التي أسقطت طائرة التجسس الأميركية، لا تتخلى عن مد اليد إلى جيرانها لحفظ أمن المنطقة، وترجمة لذلك مبادرة سيحملها الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني إلى الأمم المتحدة، تؤكد جدية مساعي طهران للتهدئة حفظا لاستقرار الخليج.
ولكن، الجمهورية المتمسكة بالحوار، تدرك حجم المخاطر التي تمارسها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وما الكشف عن القدرات الصاروخية الجديدة ذات المديات الطويلة، إلا للجم النيات التخريبية المعادية.
وإذ يتيقن من به بصيرة، حجم الردع العالي الفعالية الذي يفرضه محور المقاومة، فإن الكرات التي يضعها هذا المحور في ملاعب الأعداء، تفرض عليهم ضبطا لسلوك عدائي موغل بالاجرام، لأن غير ذلك سيكون مكلفا جدا، كما أثبت أحدث التجارب في "آرامكو"، وفوق المياه الدولية الايرانية، وعلى حدود لبنان.
في السياسة اللبنانية، ملف العملاء لا يبارح المتابعات، وجديد مواقف "حزب الله" ما يؤكد على استمرارية إدانة العميل بجرمه، وضرورة معاقبته على ما ارتكب من خيانة وجرائم. وبحسب نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم، فإنه من غير المقبول أن يأتي عميل إلى لبنان تحت حجة قوانين ترعى براءته من كل ما ارتكبه.
أما في الشأن الحكومي، فالموازنة إلى جلسات مكثفة بدءا من بعد ظهر الغد، برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي عاد من باريس محملا بدعم ماكروني من باب "سيدر"، ولكن مع الابقاء على شروط التطبيق المتعلقة بتقديم الاصلاحات.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
ما إن غادر السيسي مصر، حتى تحركت الأرض احتجاجات وتظاهرات واضطرابات. مبارك الذي حكم مصر قرابة 3 عقود، نحاه الشارع المتأثر بفرار زين العابدين بن علي بعد اندلاع "ثورة الياسمين" على يد محمد بوعزيزي. ومحمد مرسي الرئيس المصري الوحيد والأوحد الذي جاء بانتخابات شعبية، لم يهنأ طويلا برئاسة الشقيقة الكبرى، فأطاحه العسكر مسقطا شعار "فليحكم الاخوان"، وجاء بالسيسي غريم انقرة وحليف الرياض. فجأة يخرج أحد رجال الأعمال المصريين، ويفضح ما يعتبره من الكبائر، ويتهم ويعمم، من رأس الهرم إلى أسفل القاعدة، موجها سهام الاتهام إلى الجيش المصري، الذي جاء منه عبد الناصر والسادات ومبارك والسيسي.
المفارقة أن الانتفاضة على السيسي، جاءت بعد حملة سياسية- اعلامية- نخبوية واسعة النطاق، تتحدث عن ضرورة إعادة النظر بالخيارات والمواقف، من الحرب في اليمن والحرب على سوريا، والتذكير بأهمية الانتصار السوري على الارهاب، وأن دمشق النجمة الثانية في علم الجمهورية العربية المتحدة، بعد الوحدة العام 1958، وقبل الانفصال العام 1961.
هذه العاطفة المستعادة في الوجدان المصري تجاه التوأم السوري- المصري، وخصوصا في الاعلام المصري الذي يقال إن السيسي والعسكر لهما في زرعه حصاد وفير، حركت القلق والحذر الكامن في دوائر غربية لم تستسغ أبدا ازاحة مرسي، الذي كان على وشك تزعم النظام العالمي الاسلامي الجديد، من اسطنبول إلى مقاديشو، ومن الخليج إلى ليبيا وربما أبعد.
في هذا الوقت، وعلى بعد آلاف الأميال من الشرق الأوسط، أعلن ترامب عن عقوبات جديدة- قديمة على إيران، وعن إرسال أسلحة وقوات لمساعدة السعودية والامارات على التصدي لطهران، المتهمة من هؤلاء بالهجوم على "آرامكو"، درة التاج النفطي العالمي وغرة الاقتصاد السعودي، في وقت يعلن مايك بومبيو أن بلاده تريد تجنب الحرب مع إيران.
منذ أشهر قال ترامب إن على دول الخليج حماية نفسها، وإذا أرادت الحماية من واشنطن فعليها أن تدفع. أيام صدام كان هناك "النفط مقابل الغذاء"، اليوم ومع ترامب هناك "الحماية مقابل المال". تحولت أميركا إلى أكبر شركة أمنية تبيع خدماتها في كل أرجاء المعمورة، ولنا في ال"بلاك ووتر" في العراق مثالا فجا وفاقعا عن النهج الذي أسسه بوش وأرساه ترامب.
المفارقة الثانية أن الكونغرس الأميركي حذر ترامب من إرسال تعزيزات إلى الخليج، في وقت رحبت الأمم المتحدة باقتراح وقف النار الذي تقدم به الحوثيون للسعوديين، ما يعني أن الأمم المتحدة ترى، ولو بالشكل، أن مبادرة الحوثيين تستحق المتابعة، وأن على السعودية أن تلاقيهم إلى منتصف الطريق.
وفي طهران، الرئيس روحاني يختصر الموقف الإيراني بالمعادلة الآتية: نريد السلام لكننا نرفض الاستسلام.
وفي اسرائيل تخبط وبلبلة وغموض يحوط بنتائج الانتخابات النيابية. نتنياهو وغانتس حصانا السباق على المنخار، لكن فلتة الشوط افيغدور ليبرمان يسعى للعب دور بيضة القبان، إضافة إلى التكتل العربي الذي يشكل إلى جانب ليبرمان و"اسرائيل بيتنا" ثنائيا موازيا لليكود و"أزرق أبيض". ليبرمان أعلن أنه لن يؤيد أيا من نتنياهو وغانتس لرئاسة الحكومة، وبمعنى آخر فتح بازار المطالب والابتزاز، للحصول على حقائب وازنة لجماعته في الحكومة الجديدة، وأن تكون له الكلمة العليا واليد الطولى في الحقائب والمواقع وإلا فلا حكومة.
وفي لبنان، انطلق الوفد اللبناني برئاسة الرئيس عون إلى نيويورك. ويعود الرئيس الحريري من زيارته الباريسية وفي جعبته مطالب فرنسية: تريدون أموالا نريد أفعالا.
لكن بعيدا عن السياسة التي تحتل اهتمامات ومشاهدات اللبنانيين وتقتحم حياتهم، وقفة مع قضية انسانية- عائلية- مجتمعية، أم تحرم من حضانة أطفالها بغطاء شرعي وانكشاف رسمي. قصة تتكرر، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
يجد اللبنانيون أنفسهم مدفوعين بدءا من الغد إلى الغرق في فوضى عارمة، لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وكلما تقدمت بهم الأيام سيتعذر على شرائحهم المختلفة: أغنياء، فقراء، متوسطو الحال، عمال وعاطلون عن العمل، وقد فرغت جيوبهم من العملة الخضراء، سيتعذر عليهم تأمين أبسط احتياجاتهم. فالمصارف لا تزود زبائنها بالدولار، لكنها لا تستوفي مستحقاتها إلا بالدولار، ما شجع السوق السوداء وأجبر أفرقاء الانتاج على حماية مصالحهم بالامتناع عن القبض بالليرة اللبنانية، كمحطات توزيع الوقود وتجار الجملة والمستوردين، والمدارس والمستشفيات.
باختصار، فوضى عارمة ستعم الأسواق وستؤدي إن انفلشت، وهي ستنفلش، إلى انكماش اقتصادي يضاف إلى الركود القائم، وسط تحذيرات بأن مواد استهلاكية أساسية ستفقد من الأسواق، إن استمر الوضع من دون علاج.
هذا ليس سيناريو آخرة لبنان أو رؤيا يوحنا، لكن الإنكار ما عاد ينفع، والمطلوب تحرك إنقاذي من مصرف لبنان والحكومة، لإنقاذ البلاد من مصيبة مجانية جديدة، هي في غنى عنها. في النهاية، ممنوع وضع اللبنانيين في مواجهة بعضهم البعض، ومعيب تركهم لمصيرهم، يتامى، لا أب يحمي ولا أم تسأل.
رئيس الحكومة الذي استشعر المصيبة الاقتصادية- المالية الزاحفة، سرع خطاه في اتجاه السعودية وفرنسا. إلى السعودية سعيا إلى ضخ عاجل لأموال يحتاجها النظام المصرفي، وإلى فرنسا سعيا إلى تشغيل محركات "سيدر" بما يؤمن دعما نفسيا يعبىء الفترة الفاصلة عن تنفيذ مندرجاته، من شأنها تبديد جو الخوف الذي بدأ يظلل الوضع المأزوم في لبنان.
ورغم أن مسحة من الإيجابية رشحت من حركة الحريري على خط الرياض- باريس، إلا أن الفول لم يصل إلى المكيول بعد، خصوصا أن رئيس الحكومة ووجه بسيل من الفروض التي يتعين على لبنان إنجازها قبل أن تفتح أمامه أبواب "سيدر".
تزامنا، الرئيس ميشال عون توجه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت لا يكف جدار الفرز عن الارتفاع بين إيران من جهة، والتحالف العربي- الدولي في الجهة المقابلة، ولبنان متهم بأن دولته ركبت مخطوفة أم إراديا قطار "حزب الله".
محليا، أزمتان انسانيتان- أمنيتان تتفاعلان: استمرار احتجاز الصحافي اللبناني محمد صالح في اليونان، لتشابه بين اسمه واسم أحد خاطفي طائرة الـ TWA عام 1985. واستمرار مأساة خطف المواطن جوزيف حنوش منذ ما يقارب الشهر، على يد عصابة تنشط على جانبي الحدود اللبنانية- السورية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
متسلحا بقرارات أميركية حاسمة، يصل مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الارهاب وتبييض الأموال مارشال بللينغسلي إلى بيروت هذا المساء، في زيارة تستغرق 24 ساعة، يلتقي في خلالها صباح غد حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف، ليختتمها مساء بلقاء صحافي مصغر في السفارة الأميركية.
المارشال الأميركي، المكلف بمفهوم واشنطن تحديد التهديدات التي يطرحها تبييض الأموال وتمويل الارهاب وتعقبها حول العالم، سيسأل المعنيين غدا عن الاجراءات التي اتخذت في حق "جمال تراست بنك"، ليتأكد من أن المصرف أصبح فعلا خارج المنظومة المصرفية اللبنانية، بعدما أدرجه مكتب مراقبة الأصول الخارجية "اوفاك" على لائحة الارهاب التي يصدرها.
لكن المارشال سيبلغ كذلك جمعية المصارف، بأن أي ثبوت لعلاقة لأي مصرف مع أي فرد وضع على لائحة العقوبات الأميركية، سيضعها في دائرة الخطر ويجعل مصيرها كمصير "جمال تراست بنك".
جمعية المصارف رحبت من جهتها ببللينغسلي، مؤكدة التزام القطاع بتطبيق القوانين الدولية حول مكافحة الارهاب وتبييض الأموال، وتطبيق تعاميم مصرف لبنان التي تصب في هذا الاتجاه.
وعلى وقع ارتفاع الضغوط الأميركية على الداخل اللبناني، سعيا لتجفيف مصادر تمويل "حزب الله"، وتتالي ملاحقة اللبنانيين حول مطارات ومرافئ العالم، سيقف غدا أيضا رئيس الحكومة سعد الحريري أمام مجلس الوزراء، ليلخص لقاءاته الباريسية بما مفاده: لا إصلاح يعني لا أموال.
فباريس مستعدة لتقديم قروض وليس هبات للبنان، كما أنها مستعدة لتقديم ضمانات للشركات الفرنسية الكبرى تحميها من تعرضها لفساد اللبنانيين، لكنها تريد أن تعرف قبل كل شيء أين أصبحت وعودنا الاصلاحية في قطاع الكهرباء والاتصالات والقطاع العام، لأن الشيكات الفرنسية على بياض الوعود اللبنانية انتهى زمنها، حتى ولو تعهد الرئيس الحريري بالعمل منعا لانهيار لبنان الذي سيصيب الأوروبيين من جهة تدفق النازحين السوريين إلى أوروبا.
بين الانهيار وتكثيف العمل الانقاذي سباق شرس، قد تظهر أولى نتائجه من توافق أو عدم توافق صقور السياسة اللبنانية على إعادة هيكلة القطاع العام، أحد مزاريب هدر أموالنا كلنا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
بموقوف ومخطوف، دارت عجلات الأحد الأمني، وبلغت اتصالات المتابعة كلا من أثينا وزيتا السورية وصولا إلى برلين، في مسعى للإفراج عن كل من: الصحافي محمد صالح من اليونان والمواطن جوزيف حنوش من الحدود السورية- اللبنانية، مع اختلاف أسباب الخطف والتوقيف، فقد سجل أول تواصل بين صالح وعائلته هذا المساء، حيث أكد الصحافي اللبناني أنه بريء مما نسب إليه، وأن السفارة اللبنانية في أثينا قامت بجهد ديبلوماسي وإنساني، فيما تولى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، عملية التفاوض التي امتدت خيوطها من اليونان إلى ألمانيا. وقد سلم إبراهيم السلطات اليونانية كل القرائن في السجلات اللبنانية التي تثبت أن اسم محمد صالح، يختلف عن المتهم لناحية إسمي الأم والأب معا.
وبموجب بيانات الإثبات اللبنانية، سيمثل صالح أمام المدعي العام في أثينا، قبل أن يتم تسليمه إلى السلطات الألمانية، ومنها إلى اللواء عباس ابراهيم.
وإذا كان خط سير قضية الصحافي اللبناني واضحا، فإن الخطوط على درب المخطوف جوزف حنوش متعرجة، وباتت اتصالاتها تجري عبر أرقام سورية. وبخلاف ما يجري ترويجه فإن الأجهزة الأمنية تتابع بدقة تفاصيل عملية الخطف وتنقلاتها منذ اليوم الأول، لكن أسئلة عديدة تشكلت لدى المفاوضين اللبنانيين عن الفدية وأسلوب الخطف وتولي المخطوف التفاوض بنفسه.
وبين العناوين الخاطفة، توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك، للمشاركة في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلى طريق المغادرة انخطف "نفس" ناشط في "التيار الوطني" غرد خارج سربه، ونسب نفسه إلى الفريق المرافق للرئيس، وعلى نفقة الشعب، ونكاية بمن سماه "الشعب الرتش". والمغرد فؤاد القاصوف تم قصفه بإجراء من "التيار"، فأردي ناشطا سابقا.
وإذا كانت مسلكيات "التيار" تسري على مغرد، فإنها لم تكن سارية على الحرب الافتراضية التي اندلعت في ملف العملاء، ولا على كبار الناشطين الذي صغروا أنفسهم وتيارهم بمواقف جارحة للأسرى المحررين، وفي طليعتهم سهى بشارة، لكن ما قيل قد قيل، وملف العملاء برمته سيعود إلى النقاش لتجديد الآلية التي لم تمر بقانون في مجلس النواب، وهذه الآلية ستحدد العائدين من أولئك الذين وجب إخضاعهم للتحقيق، لا سيما من دخل منهم إلى إسرائيل، وأقام فيها وانتسب إلى هويتها وأصبح يتنشق هواءها سياسيا.
والعائدون بغذاء روح إسرائيلي، لا يمكن لهم التسرب إلى المجتمع اللبناني من دون السؤال عن ظروف العودة، ودورهم المطلوب منهم في لبنان، بعدما تلقوا تدريبات في أرض العدو. ولا يبدو أن من يعود يستحي بأفعال الماضي، وعامر فاخوري واحد من الذين لم ينكروا أمام التحقيق أساليبه الجرمية، وبينها استخدام الغاز للقتل في معتقل الخيام.
وإلى أهمية تجديد الآلية المنوطة بمجلسي الوزراء والنواب، فإن الكهرباء واحدة من الملفات المطروحة على طاولة البحث. ولفتت اليوم تغريدة لرئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، طرح فيها شهوة ما سماه "مدام فساد" في السفن الكهربائية ومعابر الفرقة الرابعة والاتصالات والنفايات. وطرح جنبلاط يأتي عقب سد السلطة شهوة رئيس "الحزب التقدمي"، وعزله عن معامل الطاقة في الحصص الغذائية المالية.
توقفت شهوة جنبلاط بشكل غير طوعي، لكن شهوات أهل السلطة لا تزال ضاربة، فهناك وزراء السبعة في المئة على مدفوعات العقود، والأربعة في المئة على بعض المقاولين بهدف تسيير أعمالهم. ودير عمار أحد المعامل التي تنتظر إتمام الصفقة، فمغارة الشهوات واسعة، وإذا كان جنبلاط قد أبعد عنها، فإن الآخرين "بيقوموا بالواجب".
أخبار متعلقة :