خبر

مستشفى هيكل في اليوبيل الذهبي : إصرار على أخلاقيات المهنة و تصميم على التحديث

تحول اليوبيل الذهبي لمستشفى هيكل الى تظاهرة تتخطى إحياء ذكرى تأسيس مطلق مؤسسة صحية في القطاع الخاص نحو الاحتفال بطابع عائلي بإمتياز من عمق الوجدان الطرابلسي من الجيل الاول المؤسس د. البير هيكل في العام 1969 و من ثم عبر الجيل الثاني ريتشارد هيكل العام 1992و الذي يصادف مولده مع تأسيس المستشفى حتى المرحلة الراهنة عبر د. نسرين بازرباشي العام 2006 و التي تحملت سمة اساسية في الاداء قائم على " تحويل الانا الفردية الى نحن جماعية و الحفاظ على أخلاقيات المهنة الانسانية " .

كمن يحتفل بزفاف أحد أفرادها إصطفت عائلة " هيكل " الكبيرة من اطباء وممرضين وطاقم اداري عند مدخل مركز الصفدي الثقافي لاستقبال المهنئين، تقدمها إبن البلد بلكنته الطرابلسية المحببة وبسمته الحاضرة دائما لمصافحة المدعويين وجميعهم من المقربين إن لم يكن "ريتشي" صديقهم، كل اطياف المدينة كانت هناك وكل تلاوين طرابلس حضرت من سياسين من كل الاتجاهات الى شخصيات عامة ومواطنين من مختلف القطاعات.

الكلمات بدأت بترحيب من المسؤولة الاعلامية جنان كاشير التي إستعرضت تاريخ المستشفى على يد البير هيكل الذي عاد من الولايات المتحدة الاميركية طبيبا برفقة زوجته ميلا فأسسا المستشفى معا التي حملت اسم العائلة في العام 1969 ، و أشارت باكير الى المحنة التي تعرضت لها المستشفى عندما نالت المستشفى من ويلات الحرب الاهلية في العام 1975 فتم حرقها وسرقتها فكان أمامه خياران إما الرحيل أو البقاء و ترميم المستشفى فغلبه العشق لطرابلس و اهلها .

نقيب الاطباء سليم أبي صالح إستغل الفرصة للتهنئة ثم لاستعراض هموم الصحة و الازمة العميقة التي تتعرض لها المستشفيات ، تبعه نقيب المستشفيات سليمان هارون الذي إسترجع تاريخ تأسيس النقابة عبر كوكبة من أطباء لبنان والاضاءة على الدور البارز التي تقوم به مستشفى هيكل كمثال للعمل الانساني وفق تعبيره .

مع كلمات أهل البيت إن جاز التعبير إتخذت الكلمات طابعا دافئا إنطلق مع الاداري جوزيف عتيق مع حديثه عن ميزتان في شخصية ريتشارد هيكل قائمتان على الحفاظ على أخلاق رفيعة و شغف للتحديث و التطوير وصولا لحديث من القلب عن د. نسرين بازرباشي، في حين لم تخفف الاخيرة في كلمتها من وطاءة الالتزام الاخلاقي خصوصا لناحية تشديدها الى الائتمان على صحة الانسان و هو من أصعب الامور و التجارب التي يخضع لها المرء .

الذروة كانت إعتلاء "ريتشي" المنبر و الذي إسترجع توصيات الوالد و الوالدة " التعاطي مع الطبيب بإحترام، التعامل مع المريض بإنسانية بالغة، التعاطي مع الموظف بكرامة" فيما لفتت إشارته للمسؤولين بالتعاطي مع المستشفيات من باب الشراكة و ليس من الخصومة و إشارته للسياسيين وضع خلافاتهم جانبا على وقع تعبير بالغ الدقة عن الواقع المرير " الله يساعد الناس " و " ضيعانها البلد " .

في الختام جرى تكريم عدد من الاطباء و الموظفين فيما تم عرض فيلم عن اقسام المستشفى برز فيه شعار " الصحة أغلى ما تملكون " و جرى الكشف عن الشعار الجديد الذي يعتبر تتويجا للحداثة و التطور مع الحفاظ على الثوابت الانسانية .