إن من بين النتائج الأكثر خطورة في الصراع العربي الإسرائيلي، وبسبب عدم إيجاد حل عادل وثابت له، هي الهجرة: هجرة الأدمغة، والمفكرين، والشباب، والمسلمون المعتدلون، وبنوع خاص هجرة المسيحيين. وهذا كله يضعف مستقبل الحرية والديمقراطية والانفتاح في العالم العربي.
وعلى هذا أطلق هذا النداء. وأعود إلى ما قلته حول تأثير الصراع الإسرائيلي العربي على هجرة المسيحيين وعلى الكوارث والحروب في المنطقة. وأرى من واجبي أن أطلق نداء حارا بشأن القضية الفلسطينية، ولا سيما أمام ورشة ما يسمى بصفقة القرن وأمام الاجتماع في ورشة البحرين وأمام إعلان القدس عاصمة إسرائيل، وأمام إعلان الجولان أرضا يهودية إسرائيلية.
فإن هذه الأمور تزيد الوضع تعقيدا في الشرق الأوسط. وتزيد من مخاوف المسيحيين ومن الهجرة. ولهذا أسمح لنفسي كبطريرك سابق وكمطران سابق أمضى 26 سنة في خدمة القدس وفي التعامل مع القضية الفلسطينية أسمح لنفسي أن أتوجه إلى كنيسة الشرق العربي من خلال المجالس المسيحية المختلفة في الشرق، منها مجلس كنائس الشرق الأوسط وكل الكنائس المختلفة فيه، مجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق، مجلس البطاركة في لبنان، وآخر في سورية، وآخر في مصر، وآخر في العراق، وآخر في فلسطين والأردن أن تقوم بدراسة الوضع الراهن والتطور الراهن المصيري بالنسبة للقضية الفلسطينية، ولا سيما بالنسبة للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل. لا بد من أن نصدر بيانا كنسيا مناسبا في الظروف الراهنة.
وموقف الكنيسة التاريخي واضح، موقف كنيسة روما والبابوات، موقف الكنائس في مجلس الكنائس العالمي، الموقف من المقررات الدولية بشأن فلسطين. لا بد من موقف واضح مناسب وعلى مستوى مسؤولية الكنائس من القضية الفلسطينية المصيرية لنا جميعا. أطلق هذا النداء! وآمل أن يجد طريقه إلى المسؤولين في كنيسة المشرق الحبيبة.فلسطين تستحق كل محبتنا واهتمامنا وحرصنا! فلسطين ليست سلعة"!
أخبار متعلقة :