بداية تحدث رئيس الجمعية الدكتور رامي اللقيس، فقال لباسيل: "إنها مصادفة جميلة أن نلتقي اليوم بعيد ميلادك، ونأمل أن يكون عيدك عيدا للمنطقة وللبنان".
وتابع: "شرف كبير لنا المشاركة بتنظيم هذا اللقاء الحواري، لأن من المهم أن تستمع إلى هواجس أبناء منطقة بعلبك الهرمل، وقد اخترنا الحوار لأننا نؤمن بالحوار بين اللبنانيين، ولأنه وسيلة أساسية لبناء مجتمع متماسك".
وقال إن "هواجس أبناء المنطقة تنطلق من الرغبة بتوفير الأمن والأمان والإنماء وخلق فرص العمل، خاصة وأن نسبة البطالة في بعلبك الهرمل حوالي 40 بالمئة، ومن المهم أن نشعر بأننا مواطنون ولسنا رعايا، ونكون فاعلين غير مهمشين، ونحن نؤمن بضرورة الإصلاح الحقيقي والتغيير الجدي".
ادريس
وتكلم باسم هيئة القضاء في "التيار الوطني الحر" نائب المنسق رافي ادريس، فقال: "صوتنا هو التلاقي، ونداؤنا هو الحوار، والحوار لا نحسبه مشروعا لإقناع الآخر بل سبيلا للتفاهم معه".
باسيل
ثم ألقى باسيل كلمة قال فيها: "بعلبك هي دليل على عمق التاريخ، وبعلبك هي قلعة المقاومة التي انطلق منها السيد موسى الصدر بمسيرته المقاومة، ومنها انطلقت المقاومة وحركة المظلومين التي حمل فيها السيد موسى خطابا وطنيا نحن كتيار وطني حر نتبناه بالكامل، وبخاصة وأن السيد موسى الصدر كان عابرا للمناطق وللطوائف بزيه الديني وبعمامته، لم يتخل عنها ولم يتخل عن إيمانه ومعتقده ودينه وطائفته ومذهبه، ولكنه كان قادرا على أن يتحدث مع كل اللبنانيين، ويخرج من واقع المظلومية التي هو فيها إلى واقع وطني، وقد تقبله اللبنانيون كشخصية وطنية، والظلم والحرمان ليسا مختصرين بطائفة او جماعة، وعندما يتوجه أحد إلى كل اللبنانيين وهو يدافع عن قضية ظلم لحقت بجماعته، عندما يلحق الظلم بجماعة أخرى يهب لنصرتهم كما حصل مع السيد موسى عندما صلى في الكنيسة مع أهلها وقال هؤلاء أهلي والرصاصة التي تصيبهم تصيبني، وما يصيبهم يصيبني وانا ادافع عنهم، هذا هو السيد موسى الذي كانت حركته حركة وطنية، والذي كان غيابه وتغييبه والبحث عنه وعن الحقيقة مسألة وطنية تخص كل اللبنانيين، من هنا نحن اليوم كتيار وطني حر بالمسار نفسه، عندما نعبر عن مظلومية أو عن حقوق جماعة، ولكننا فورا اذا أصاب الظلم جماعة أخرى ندافع عنها وعن مظلوميتها وعن حقوقها، فالعداله تطال الكل وتشمل الآخر ولا تتجزأ ولا تقسم".
أضاف: "بعلبك الهرمل هي المنطقة التي دحرت الإرهاب التكفيري وانتصرت عليه، ففي كل هذا الشرق الارهاب دخل وقتل واغتصب ودنس، ولكنه في هذه الأرض لم يثبت، لأن تنوع هذه المنطقة وإيمان أهلها أكبر منه، وقد دافع أهل هذه المنطقة عن كل لبنان".
وتابع: "لبنان هو البلد الأول الذي استطاع الانتصار على اسرائيل، كما انتصر على داعش والإرهاب، وعلى كل حال هم يشبهون بعضهم البعض، النفس الإلغائي ذاته الذي يرفض الآخر، والذي يخلق الفوضى حتى يستطيع العيش، والذي يزرع العنف ويجعله يتنقل ليمحي حضارات وتاريخ ويمحي كل معالم التمدن والحضارة، حتى يتمكن من البقاء، يمحي كل شيء متنوع وكل ما يدل على حضارة ليكرس حضارته وفكره وثقافته، يمسح كل شيء الحجر والبشر حتى يخلق دولة هي عضو في الأمم المتحده مثل إسرائيل، أو دولة مدعية أنها إسلامية وهي أبعد شيء عن الاسلام، لأنها تقوم على العنف والقتل وعلى التطهير العرقي وعلى مسح كل نوع وجنس آخر، ولأننا نحن نقيض هذا النموذج استطعنا الانتصار عليه".
واعتبر أن "لبنان محمي بقدرته المتنوعة على قبول الآخر، وغير قابل للاختراق من قبل الارهاب التكفيري، وقد استطعنا الانتصار بهذا التنوع، والتيار الوطني الحر موجود في هذه المنطقه ضمن هذا الخليط الإنساني والثقافي والديني والسياسي، والتيار الوطني الحر قادر على الانفتاح على الآخر وعلى التفاعل، ونحن نعيش تحديدا في هذه المنطقه وبداخلنا هذا التنوع، فالتيار يتواجد في كل القرى، ونحن اليوم نشكل 75 هيئة في قرى وبلدات بعلبك الهرمل بتنوعها الطائفي، والتيار ربما الوحيد الموجود في القرى المسيحية والسنية والشيعية، وما وجودنا اليوم في هذا المكان بالذات وبهذا التنوع إلا دليل على أن التيار الوطني الحر هو صورة صغيرة عن لبنان، لذلك نستطيع فهم التقاليد والأعراف ونستطيع أن نعيش حقيقة هذا العيش الوطني الواحد".
واستطرد قائلا "لأننا توسعنا في هذا القضاء بسرعة كبيرة وكان نمونا سريعا، لذلك شاب هذا التوسع اخطاء بالالتزام، من هنا كان القرار من المجلس التحكيمي في فصل منتسبين للتيار في هذا القضاء، وفي الوقت نفسه نقوم بتنسيب 400 منتسب جديد وندخل إلى قرى جديدة ومناطق جديدة".
ورأى أن "التيار الوطني الحر دفع نتيجة السياسة ثمنا خلال الانتخابات النيابية الماضية، فخسرنا ان يكون لدينا نائب في هذه المنطقة، وكذلك خسرت المنطقة أن يكون لديها نائب من التيار الوطني الحر، وعلينا نحن وإياكم التعويض، فنحن معنيون بهذه المنطقة وبالانماء فيها ومعنيون بها أكثر من غيرها لأنها شكلت وتشكل هذا النموذج المتنوع".
وقال: "تشرفنا بزيارة سعادة المحافظ بشير خضر، ورأينا كيف تمكن من انجاز الكثير خلال وقت قليل، اضافة إلى تحقيق مشاريع كبيرة، ويستأهل ان يكون لديه مبنى للمحافظة وجهازا بشريا وساعدا أمنيا يسمح له بأن يعطي للمنطقة صورتها الحقيقية، فهذه المنطقة طيبة، ومن المجحف أن تطلق عليها هذه الصبغة السلبية بسبب بعض الخارجين عن القانون، وهذه ليست الحقيقة، الناس هنا أحوج إلى القرب من الدولة، وعلى الدولة أن تكون قريبة منهم يفرض القانون، فغياب الدولة وتقصيرها لأنها لا تفرض القانون، وغياب الدولة يجعل الناس يخرجون على القانون، كما أن رجل الأمن عندما يرى القانون سائبا والممنوعات متاحة ومباحة ومسموحة، عندها لا يعود هناك قدرة لأي جهاز أمن وقضاء في العالم بأن يضبط الوضع، فالقانون هو المعيار الوحيد الذي يضبط تعاطي الدولة، وتحقيق الإنماء هو مسؤولية الدولة أيضا".
وأشار إلى أن "أحد السدود كان مقررا منذ سنة 2004 وهو يروي 7000 هكتار ويعطي 730 مليون متر مكعب من المياه، لو تم تنفيذه قبل 10 سنوات كانت الزراعة أفضل في المنطقة، والحرمان يجعل الأرض بورا بدل أن تكون خصبة وخضراء، وعندما يكون لدينا نبع مثل نهر العاصي وعندما يكون لدينا كل هذه المواقع الأثرية والدينية الإسلامية والمسيحية مثل السيدة خولة والجامع الأموي وسيدة بشوات ودير مار مارون، ولا يهتم بها إلا بعض المبادرات الخاصة، فأين الدولة منها لتصبح مقصدا أساسيا لإنعاش السياحة الأثرية والترفيهية والدينية في المنطقة، المطلوب أن يكون لدينا دولة راعية لمواطنيها ومحبة لهم".
أضاف: "لدينا كل الطاقات والقدرات في المنطقة لإعطاء النموذج، بالمقاومة انتصرت هذه المنطقة، والمطلوب اليوم المقاومة الاقتصادية، وان نبقى متشبثين بهذه الأرض، وقد رأينا كيف تمكن المحافظ بشير خضر من تحويل هذه المنطقه المصنفة باللون الأحمر إلى اللون الاخضر لكي يزورها السياح الأجانب".
وختم باسيل: "القاعدة في هذه المنطقة هي التاريخ والحضارة والمحبة والعطاء، فهذه صورة بعلبك الهرمل التي نحب ان نعطيها للبنانيين وإلى الخارج من أجل تفعيل الاستثمارات السياحية الثقافية والبيئية والدينية، فلماذا نصور دائما الأشياء البشعة، ولماذا لا نسوق للصورة الحلوة عن هذه المنطقة وناسها؟. نحن في التيار الوطني الحر نسعى إلى اعطاء الصورة الجميلة عن المنطقة، ونسعى للعمل في الإنماء والاهتمام بالانسان وبالحجر حتى يبقى أهل هذه المنطقة يحافظون على تنوعها ويحافظون على مساحه الحوار الناتج عن هذا التنوع، وليبقى هذا البلد وهذه المنطقة مساحة حوار وليس ساحة عنف وتصادم بيننا كلبنانيين، وبالحوار نظهر صورتنا الحلوة والحضارية".
وفي نهاية الحوار مع الحضور، تمت مفاجأة الوزير باسيل على المنصة بقالب كاتوه احتفاء بعيد ميلاده.
أخبار متعلقة :