خبر

مُقامرة ضابط على دوري أبطال أوروبا تُدخله في "مرمى العسكرية"

نادراً ما كانت تستهويني مباريات كرة القدم في لبنان أو العالم، لكنّني كنت ألمس عن كثب تعلّق الغالبية العظمى من الشباب اللبناني في هذه اللعبة لاسيّما في مباريات دوري أوروبا. اليوم بتّ أكثر اقتناعاً بتأثير هذه اللعبة على الشريحة الكبرى من الذكور مهما اختلفت وظائفهم وأعمارهم ورتبهم ، حتّى أنّ الأمر وصل بالبعض على المراهنة على هذا الفريق أو ذاك بمبلغ من المال علّه يكون الرابح في تلك "العملية".

اليوم استرجعنا في محاكمة علنية أمام المحكمة العسكرية برئاسة العميد حسين عبدالله، لعبتين لكرة القدم من ضمن مباريات "تشامبينز ليغ" الأولى لفريق "بايرن ميونخ" والثانية لـ "برشلونة" اللتين أقيمتا في 16 شباط من العام 2013. ورغم أنّ ربح أي من الفريقين لا يكاد يعنيني، إلّا أنّ الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لأحد الضباط في الجيش اللبناني الذي وبنتيجة خسارة الفريقين أصبح في "مرمى العسكرية" ليس بصفة مشجّع وإنّما بصفة مدعى عليه بارتكاب جرم "المقامرة والمراهنة" وتهديد أحد "المقامرين" بالقتل.

إلى جانب الملازم أوّل "م" وقف أربعة من المدعى عليهم "ط" و"م" و"ب" و"ج" وقُرأ على مسامعهم الجرم المسند اليهم "اقدمتم في الشمال وبتاريخ لم يمر عليه الزمن على المراهنة والمقامرة فيما أقدم الملازم أوّل على تهديد "ط" بالقتل".

أوّل المستجوبين كان الضابط "م" الذي نفى أن يكون هو من قام بالرهان على المبارتين وإنّما شقيقه، موضحاً أن الأخير اختلف مع المدعو "ط" (المدعى عليه الثاني) لأنّه أراد أن يُحمّل شقيقه الخسارة كلّها والبالغة 30 مليون ليرة. وأنكر أن يكون هدّد الأخير بالقتل وإنّما طلب منه عدم الحضور إلى منزله مرّة أخرة لأنّه صار يشيع أكاذيباً عنه في الضيعة.

سُئل "ط" عن حقيقة الموضوع فقال:" لقد أتى إلى محلّي (سوبر ماركت) الملازم أوّل في 16 شباط 2013 وأخبرني أنّ هناك "ماتشين" يريد المراهنة عليهما هما "بايرن ميونخ" الساعة الخامسة و"برشلونة" الساعة السابعة مساء. اتصلت بالشباب (لديهم مكتب مراهنة) وتحديداً "ب" (المدعى عليه الرابع) وأخبرته أنّ شخصا يريد المراهنة بـ30 مليون ليرة (أي المبلغ الذي حدّده الملازم أوّل) دون أن أخبره عن هويته. بالفعل استلمت منه 3 رزمات من المال كلّ رزمة تحتوي على 10 ملايين ليرة، بدأت المباراة وخسر الفريق الأوّل الذي راهن عليه".

الساعة السابعة مساءً بدأت مباراة "برشلونة"، كان الفريق المذكور رابحاً في الشوط الاوّل، فحضر الملازم أوّل مجدّداً وأراد المراهنة على الفريق الرابح - وفق ما أفاد "ط" - بمبلغ 30 مليون جديد وزاد المبلغ الى 36 مليون ليرة في الدقيقة 55.

وأضاف: "حينها لم نستلم المبلغ منه وإنّما مشّينا المراهنة عبر التلفون وكان أن أخذ اللاعب "بيكيه" بطاقة حمراء في الدقيقة 64 وخرج من اللعبة وخسر الفريق المباراة".

ومع ضحكات الحضور التي علت في إرجاء القاعة نظراً لدقة المستجوب في وصف كلّ ما حدث في المباراة بالدقيقة وبالتفصيل، تابع "ط" إفادته قائلاً: "أخبرت الملازم أوّل أنّ الشباب جايين ياخدوا المصاري" فتخلّف عن الدفع وبعد مشوارات حرّرت أنا شيكاً مصرفياً لصالح "ب" بعد أن أخذت وعداً من الضابط أن يُؤمن المبلغ خلال فترة شهر واحد وعندما نكل بوعده وقام بتهديدي - هو ابن ضيعتي – معلناً عدم رغبته في رؤية وجهي مجدداً تقدّمت بشكوى أمام الشرطة العسكرية وأفدت فرع الأمن العسكري في طرابلس بالوقائع التي ذكرتها أمامكم".

وبالإستماع الى باقي المدعى عليهم أكّدوا انّهم لم يعرفوا هوية المراهن إلّا بعد أن تمنّع عن دفع الـ36 ميلون ليرة، وأكّدوا أنهم اجتمعوا به في السيارة لحلّ الإشكال. وبمواجهة الضابط بما يقولون أنكر أن يكون هو من كان داخل السيارة مؤكّداً أنّ الشخص المقصود هو شقيقه. وبسؤال المستجوبين مجدّداً عما إذا كان الملازم أوّل الموجود أمامهم في القاعة هو من حضر "المفاوضات" في السيارة فأكّدوا انّه هو مئة بالمئة.

وعليه أُرجئت الجلسة إلى السادس عشر من شهر نيسان المقبل للمرافعة ولفظ الحكم.

أخبار متعلقة :