خبر

ابو سليمان من القاهرة: لنتعاون من اجل حياة كريمة للأجيال المقبلة

افتتحت أعمال الدورة 46 لمؤتمر العمل العربي الذي يعقد في القاهرة برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري ووزراء العمل في عدد من الدول العربية على رأس وفود من منظمات أصحاب الأعمال، والاتحادات العمالية، وممثلي المنظمات العربية والدولية، وعدد من الشخصيات العربية والدولية.

وقد ترأس وزير العمل كميل ابو سليمان وفد لبنان واستلم رئاسة المؤتمر، وقال في الكلمة الافتتاحية : “يعقد مؤتمرنا في ظل مستجدات وأحداث إقتصادية وإجتماعية وسياسية نشهدها جميعا وتفرض علينا تحديات هي من صميم اختصاصات منظمة العمل العربية، الأمر الذي يستلزم تعزيز التعاون العربي المشترك ومدّ مجالاته وآفاقه لمجابهة هذه التحديات والتغلب عليها في اطار الحوار الجاد والبناء بين الشركاء الاجتماعيين على المستويين الوطني والعربي “.

واعتبر ان هذه التحديات التي تواجه عالمنا العربي تقتضي منا جميعا الاخذ بزمام المبادرة والتحرك في الاتجاه الصحيح، وتقتضي أيضا وحدة الصف تجاه المصالح المشتركة والتكامل في استغلال الموارد لتحقيق تنمية شاملة تقوم على التعاون ومجابهة التحديات التي تواجهنا وذلك كله من اجل غد أفضل تسود فيه روح التآخي والتعاون والعلاقات المتوازنة بما يحقق مصالح أوطاننا وعالمنا العربي ويضمن حياة كريمة للأجيال المقبلة ضمن رؤية شاملة ومتكاملة تحفظ حقوق كل الأطراف.

تابع ابو سليمان: “باعتبار أن علاقات العمل الجيدة القائمة على الحوار ركيزة اساسية لرسم السياسات الاجتماعية وتأمين الاستقرار الاجتماعي وخلق المناخ الملائم للتنمية فقد أولتها منظمة العمل العربية مكانة متميزة باعتبارها تمثل أحد الثوابت الأساسية والمبادئ الراسخة التي تقوم عليها المنظمة، إذ لا سبيل للنهوض بالعلاقات المهنية إلا باعتماد الحوار الاجتماعي كوسيلة لبلوغ أهداف التنمية المستدامة. لذلك فإن اختيار علاقات العمل كعنوان لتقرير المدير العام المقدم لهذه الدورة جاء موفّقا ومناسبا في هذا الظرف الراهن والتغيرات المتلاحقة، حيث يقدم رؤية غير تقليدية للربط بين علاقات العمل ومتطلبات التنمية المستدامة من خلال تأكيد أهمية تطوير علاقات العمل لتتواكب مع المتغيرات والمستجدات واعتبارها الأساس المتين والوسيلة الأفضل للتوصل إلى وضع سياسات استراتيجية للتنمية المستدامة في بلداننا العربية، وتأمين الحماية الاجتماعية الشاملة ، وبناء مجتمع إنساني ومستقبل أفضل لشعوبنا العربية”.

واضاف: “إن التطور التكنولوجي والمعرفي وبروز الأنماط الجديدة للعمل واندثار العديد من الوظائف انعكست اثاره على واقع علاقات العمل مما يقتضي بلورة ثقافة تعاقدية متطورة تتناسب مع اشكال وانماط العمل الجديدة وهو ما هدف إليه هذا التقرير الهام. كما يحفل جدول أعمال المؤتمر بمواضيع غاية في الأهمية تشمل بندين فنيين حول “تعزيز دور الاقتصاد الازرق لدعم فرص التشغيل” و “دور التكنولوجيا الحديثة في إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل”، ستكون محورا لمناقشاتكم وأطروحاتكم بحيث يمكن ان تؤسس لتعاون عربي حقيقي يحقق منفعة وطنية وقومية ويعزز آليات التكامل الاقتصادي باعتباره السبيل الأمثل لبلوغ تنمية  مستدامة”.

واشار ابو سليمان الى  ان القضية الفلسطينية تبقى في وجداننا جميعا وفي وجدان كل عربي ورغم الجرائم اللاإنسانية التى ترتكبها قوات الاحتلال ليلا ونهارا والتي تتعارض مع المواثيق الدولية والشرائع السماوية، وحيا الشعب الفلسطيني على صموده وتضحياته المشهودة، مؤكدا ان الجميع مطالب بتقديم الدعم الفاعل للشعب الفلسطيني لمواجهة قوى الاستعمار والظلم ولتعزيز قدرات سوق العمل الفلسطيني وتهيئة المناخ لقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وختم وزير العمل اللبناني كلمته كرئيس للدورة 46 لمنظمة العمل العربي: “أشكر كل من ساهم في الاعداد والتحضير لعقد هذه الدورة لمؤتمر العمل العربي، والتي أتمنى لها كل النجاح والتوفيق وأن تصل إلى الأهداف التي نرجوها وتسهم في تحقيق السلم الاجتماعي وتوفير الأمن والاستقرار في وطننا العربي”.