خبر

طلّاب جامعة الحكمة حاوروا نواباً حزيين

نظمت الهيئة الطلابية في جامعة الحكمة مساء أمس، ندوة سياسية بعنوان: “السياسة: التزام وتحدي في حياة الشباب”، في قاعة المؤتمرات في جامعة الحكمة – فرن الشباك، شارك فيها النواب: فيصل الصايغ (اللقاء الديموقراطي) فادي علامة (التنمية والتحرير) آلان عون (لبنان القوي) بيار بو عاصي (الجمهورية القوية) الياس حنكش (حزب الكتائب)، وأدارتها وقدمت لها الإعلامية نادين كفوري، وحضرها رئيس الجامعة الأب الدكتور خليل شلفون، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج أوغست عطية وعمداء الكليات في الجامعة وحشد من الطلاب.

كفوري

بعد النشيد الوطني، ألقت ندين كفوري كلمة شددت فيها على “أهمية المناسبة مع عودة العمل الى الحياة السياسية الديموقراطية في جامعة الحكمة، والشباب الذين يجسدون مستقبل الوطن يقع على عاتقهم النهوض والتغيير لما هو أفضل، والرهان عليهم في بناء مستقبل افضل لوطن يعاني الكثير والكثير من المشاكل، والشباب يكون دورهم فعالا عندما ينخرطون في العمل العام اي العمل السياسي من خلال احزاب وطنية فاعلة”.

عون

ثم كانت مداخلة للنائب عون رأى فيها أن “عودة الحياة السياسية الى الجامعات أمر جيد، لأن الشباب هم عماد الاحزاب، والشباب يكونون بمعظمهم في الجامعات”. ولفت الى “الخطأ الذي يصور على أن انخراط الشباب في الاحزاب يؤثر سلبا على مستقبلهم، بل العكس صحيح فان انخراط الشباب في الاحزاب يساعدهم على تقرير مستقبلهم، ولكن يتوجب علينا ومن خلال احزابنا اعادة تأهيل الحياة السياسية في لبنان، بعدما اصابتها ندوب ومشاكل كثيرة، فالعمل الحزبي يشكل قوة ضاغطة للتصحيح والاعتراض على الخطأ في أي ممارسة سياسية، خصوصا أن أي نشاط فردي يكون منعدم التأثير ويتوجب أن يكون قوة ضاغطة من خلال التكتل ضمن احزاب، حيث نشهد في لبنان اليوم تكتلات سياسية تؤثر على مجريات السياسة وكما في اميركا نجد حزبين فقط”.

واعتبر أن “الحزب ينجح عندما يحاكي تطلعات الشباب من اجل مستقبل افضل”، داعيا الى “تطوير الحياة السياسية بشكل يحاكي افضل التطلعات والرؤى لما هو أفضل على كل المستويات”.

حنكش

ثم كانت مداخلة النائب حنكش الذي رأى في كل لقاء مع الشباب فائدة، لافتا الى أنهم “يحملون صوت الشباب، وان مشكلة الاحزاب أنها ما زالت تتمحور حول أشخاص ولم تستطع أن تتمحور حول مشروع، وهذا ما يؤخر انخراط الشباب في العمل الحزبي مع الايمان بالعمل والنضال ليبقى هذا الوطن”.

واشار الى أن “الشباب ينظرون الى الاحزاب على أنها قوى سياسية تتصارع على السلطة، وهذا ما رأيناه من خلال نسبة التصويت في الانتخابات النيابية، اذ أن حوالى نصف الشعب اللبناني لم يشارك في الانتخابات وهذا الامر شكل مفاجأة لنا، حيث كنا نعتقد أن الحماس الكبير سيرفع نسبة الانتخاب الى ارقام عالية جدا”.

واعتبر أن “مسؤوليتنا أن نطرح امام الشباب البديل الجديد للبنان، جديد يحقق طموحات ابنائنا”، مشددا على أن “الاحزاب تريد شبابا فاعلا لا هامشيا او مصفقا”.

علامة

ثم كانت مداخلة النائب علامة الذي شدد على أن “المشاركة الشبابية في العمل السياسي تلعب دورا هاما في آلية العمل الديموقراطي، حيث اقرت كل المجتمعات الدولية بأهمية انخراط الشباب الذين هم القوة الايجابية المحركة التي تحقق التغيير الاجتماعي، مستفيدين من خبرة من سبقهم في العمل السياسي”.

ولفت الى “الحاجة القوية الى قانون احزاب عصري يحاكي تطلعات الشباب نحو مستقبل افضل يواكب افضل الانظمة في العالم، حتى ينخرط الشباب في العمل العام ويتسلمون المراكز الخدماتية والقيادية العامة”، مشيرا الى “أننا نحتاج الى قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، وان ذلك لن يتم الا بتخطي الواقع الطائفي في لبنان وصولا الى الغاء الطائفية السياسية”.

وأكد ان “تنمية قدرات الشباب تكون في الجامعات وفي الجمعيات وفي توفير الفرص العادلة امامهم في التعليم والعمل”.

الصايغ

أما النائب الصايغ فأشار الى أن “الواقع السياسي في لبنان والمنطقة هو سبب اساسي لانخراط الشباب في الاحزاب”،آسفا “لطغيان الخطاب الفئوي والمذهبي على الخطاب العروبي والوحدوي”، معتبرا أن “الاداء السلبي للأحزاب يؤدي الى تنفير الشباب بالاضافة الى الواقع الاقتصادي الصعب الذي يجعلهم يفتشون عن لقمة عيشهم ومستقبلهم بعيدا عن العمل السياسي والحزبي”.

ولفت الى أن “الحياة السياسية لا تستقيم بدون وجود حياة حزبية، فالحزب هو محرك اساسي في تصويب ادارة اي بلد، ونحن في لبنان علينا العمل لمراجعة خطواتنا وافكارنا الحزبية، فالشباب هم ضرورة للأحزاب وهم ركيزتها ومستقبلها، وأن الانخراط في الشأن العام هو ضرورةـ فالشباب يلقى عليهم مسؤولية بناء المستقبل والتصحيح، خصوصا أن فرص العمل تتغير كثيرا مع المستقبل والتحديات كبيرة مع وجود الذكاء الاصطناعي وغيره”.

بو عاصي

أما النائب بو عاصي فتوجه في مداخلته الى الشباب قائلا: “انكم تضجون بالحياة ولكنكم تحملون شكوكا كبيرة حول المستقبل، وأنا اقول لكم حافظوا على حماسكم وحيويتكم”.

أضاف: “ان السياسة هي التزام وتحد في حياة الشباب، التزام اولا بحياة الانسان، فالسياسة هي المقاربة النبيلة للالتزام بقضايا المجتمع من اجل أهداف نبيلة، والتحدي ليس تجاه الاخر بل تجاه الذات، فالتحدي هو أن نكرس وقتا وجهدا واهتماما من أجل الاخر لنستطيع أن نبني مجتمعنا. فالحياة الحزبية والسياسية تنعدم في الدول والانظمة الدكتاتورية، حيث يكون العمل السياسي والحزبي محصورا بمجموعة معينة حاكمة، ونرى الالاف يموتون للحصول على الحرية في المشاركة السياسية وكي يكونوا مواطنين حقيقيين”.

وتابع: “نحن في لبنان تواجهنا تحديات كثيرة، في الحفاظ على هذه الدولة وتطويرها من خلال العمل السياسي، خصوصا ان لبنان ليس دولة فقيرة بل دولة منهوبة وفيها ادارة سيئة لا ترقى الى تطلعات الشباب. ولذلك يبقى الحل في الاحزاب لانه لا يمكننا ان نصل الى الافضل دون بذل الجهود الكبيرة، وعلينا تحمل مسؤولياتنا جميعا عبر الانخراط في الحياة السياسية حتى تكون من اجل تطوير الحياة السياسية، لان العمل السياسي هو قصة قناعة وعاطفة، مشيرًا الى أن “أقصى الطموح بأن تصبح الحياة السياسية على صورة هؤلاء الشباب أي أن يطبعوها بطابعهم السياسي”.

تلى ذلك حوار مع الطلاب.