خبر

خلاصة زيارة بومبيو عكست وضوح الرؤية الأميركية

رغم “العاصفة” التي شكّلها الهجوم الأعنف على الإطلاق الذي شنّه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من بيروت مستهدفاً حزب الله وإيران، فإنّ أوساطاً مطلعة ترى أنّ “الرسائل الخشنة” التي وجّهها رئيس الديبلوماسية الأميركية لن تترك تشظياتٍ على الواقع السياسي الداخلي و”ستاتيكو الواقعية” الذي يحْكمه.

ورأتْ هذه الأوساط عبر جريدة الراي، أن خلاصةَ زيارةِ اليومين لبومبيو والتي أنهاها أمس السبت، عكستْ وضوح الرؤية الأميركية حيال استراتيجيةِ المضيّ بالضغط غير المسبوق على إيران وحزب الله لـ”تضييق الخناق عليهما ووقْف سلوكهما الخبيث”، وفي الوقت نفسه التَمَسُّك بدعْم المؤسسات الشرعية ولا سيما الجيش، مع تشديدٍ على محاذير أيّ التفافٍ على العقوبات على الحزب أو السماح بالتفلّت منها عبر القطاع المصرفي أو تحويل لبنان “ممرّاً خلفياً” لطهران لفكّ طوق الحصار الذي سيشتدّ حولها.

وتوقّفت الأوساط نفسها عند نقطتيْن: الأولى الموقف الرسمي اللبناني الذي سمعه بومبيو، معتبرةً أنه لم يكن مفاجئاً وقد انطلق سواء من اقتناعاتٍ فعلية أو من رغبةٍ في عدم تحويل مشكلة حزب الله مع الخارج صاعق تفجير داخلياً، وهو ما عبّر عنه كلام رئيسيْ الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل حول ان الحزب ليس إرهابياً “بل مكوّن لبناني له حضور نيابي وحكومي ويحظى بتأييد شعبي كبير وأن المقاومة ضد ايّ احتلال او اعتداء حقّ تكفله القوانين الدولية”. في موازاة تأكيد رئيس الوزراء سعد الحريري أن الحكومة تلتزم البيان الوزاري والنأي بالنفس عن صراعات المنطقة.

أما النقطة الثانية فهي تخيير بومبيو لبنان وشعبه بين “إمّا المضي قدماً وبشجاعة كأمة مستقلّة وفخورة وإما السماح لطموحات إيران و(حزب الله) بأن تهيمن وتحدد مستقبلكم”، ودعوته الى “التصدي لإجرام حزب الله وإرهابه وتهديداته”، وصولاً الى إعلانه (في حديث صحافي) “يجب أن يعرف الجميع في لبنان أنهم غير مجبرين على الخضوع لحزب الله وأمينه العام حسن نصرالله وإيران”، واعتباره أن “لبنان مهدَّد لأن علي خامنئي وقائد قوة القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني وإيران يريدون الاستيلاء والسيطرة عليه والوصول إلى البحر المتوسط”، مضيفا:”أميركا مستعدة لتقديم المساعدة للبنان وأعتقد أن العالم أيضاً مستعدّ لفعل ذلك”.

وتستبعد الأوساط نفسها أن يكون كلام بومبيو في سياق انتهاء مرحلة التسليم الخارجي بـ”عجْز” لبنان عن التعاطي مع مسألة حزب الله أو دعوة الداخل لأن “يأخذها بيده” ما يعني “تفجير” البلاد، بقدر ما أنّه تأكيدٌ على ان الإدارة الأميركية لن تتهاون مع أيّ مظاهر أو سلوك يشي بانتقال “بلاد الأرز” بالكامل الى الحضن الإيراني أو وقوفها عملياً بوجه مسار العقوبات، ومتوقفة في إطار متصل عند التسريبات حول لوائح جديدة “مرشّحة” لتطالها العقوبات وقد تشمل حلفاء للحزب وربما شخصيات رسمية.