أكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي ابو الحسن أن “الحزب التقدمي الاشتراكي يقرن الاقوال بالأفعال بمسيرته الغنية بتاريخه، وتراثه، وتضحيات الشهداء والجرحى. ولن يسمح لأحد بسرقة منجزاته”.
وقال خلال رعايته لافتتاح المركز الجديد للحزب التقدمي الاشتراكي في بلدة بتخنيه، والذي اقيم للمناسبة في المركز الاجتماعي: “نحن عصب الوطن الحقيقي وقادة المجتمع المدني الحقيقي وليس المزايدين على حساب المبادئ والتضحيات. فبين 16 اذار 1977 و2019 هناك مسيرة نضالية زاخرة روتها دماء الشهداء وحمتها سواعد الشرفاء وحكمة العقلاء وهؤلاء الضعفاء بتطاولهم لن ينالوا منا نحن الاقوياء بنفوسنا ولسنا بضعفاء، ولن تربكنا المحاصرات اليوم بعد أن مضينا بعزم وارادة عبر المحطات الصعبة والتحديات مؤمنون بعبارة المعلم “وهل من شيء أشرف من العبور فوق جسر الموت الى الحياة التي تهدف الى احياء الاخرين”.
واضاف: “نضع اليوم معكم مدماكا جديدا على درب الوفاء بافتتاح المركز الجديد للحزب التقدمي الاشتراكي في هذه الذكرى الاليمة والعزيزة التي تتجدد في كل عام يوم طالت طلقات الغدر تلك القامة الوطنية الانسانية الكبيرة، فسقط شهيدا على درب القرار الوطني المستقل، ودفاعا عن الانسان الذي هو الغاية والجوهر بفكر المعلم الذي يستحضر اسمه معاني الاخلاق والشجاعة والاستقامة والشهامة. فالتحية لروحه وروح رفيقيه حافظ الغصيني وفوزي شديد والتحية الى كل ارواح الشهداء من المناضلين الرفاق، وإلى الشهداء الأبرياء الذين سقطوا ظلما في هذا اليوم الأسود المشؤوم”.
وتابع: “هذه المناسبة مميزة في الزمان والمكان لأننا نحتفل معكم اليوم في بلدة بتخنيه التي هب رجالها في العام 1950 ولبوا نداء المعلم مع رفاقهم على امتداد القرى والبلدات المتنية وعلى مساحة الوطن. بتخنية التي وقف اهلها ورجالها في العام 1952 في الثورة البيضاء، وحبست الانفاس مع المعلم في العام 1956 ايام العدوان الثلاثي، وانتفضت في العام 1958 برجالها وشبابها وشيوخها في الثورة الوطنية في مواجهة حلف بغداد. فبتخنبه التي فتحت قلوبها وابوابها عام 1965 يوم وقف كمال جنبلاط مع رفاقه في احدى ساحاتها مدافعا عن حقوق المزارعين والعمال والفلاحين في مهرجان التفاح هي بتخنية التي وقفت في العام 1975 وانطلقت منها الرجال لتلبية نداء الواجب، وبكت بحسرة كمال جنبلاط عام 1977. وهي بتخنيه المستوصف والمستشفى الميداني الذي أسعف الرفاق وضمد الجراح في الايام الصعاب. وهي البلدة الابية التي انطلق منها الرجال الرجال مع كل بلدات هذا المتن وهذا الجبل الأشم في العام 1982 للدفاع عن الارض والعرض والكرامة، وللدفاع عن عروبة وهوية لبنان وعن استقلاله، واحتضنت عام 1987 المهرجان الكبير في الاول من ايار يوم زار هذه البلدة كبار القادة والسفراء”.
وأردف: “اليوم نعود إلى هذه البلدة الوفية في كل المحطات والاستحقاقات الانتخابية التي عبرت فيها بصوت واحد عن انتمائها والتزامها ووفائها لخط الحزب التقدمي الاشتراكي ودار المختارة، لنتوج معكم مسيرة اهلها المشرفة بموقفٍ رمزي كعربون وفاء لمنضاليها من خلال افتتاح هذا المركز المتواضع لفرع التقدمي فيها، شاكرين رابطة ال ابوالحسن على هذه المبادرة الطيبة بعمق رمزيتها، التي نقدم من خلالها التحية لكل المناضلين في ميادين العطاء”.
وختم: “بالأمس أضأنا الشموع في الساحات وفي المنازل وعلى الشرفات، واليوم انحنينا خشوعا ووضعنا الزهور على الضريح. خطوتان قد يسأل سائل ماذا تعنيان بمدلولاتهما الكبيرة جدا. فلا بد ان نذكر ان اضاءة شمعة ترمز لعطاء حقيقي بذوبانها دون مقابل لإنارة درب الآخرين، والزهرة الفواحة تعطي أحلى ما عندها دون مقابل. وعليه، فإننا نستحضر هذين الرمزين لنوضح أبعاد الفكر التقدمي الانساني وغاية المناضلين في مدرسة المعلم الشهيد كمال جنبلاط الذين يفهمون رسالة العطاء دون مقابل. هكذا تعلمنا في مدرسة الكمال وهكذا نستمر في قيادة الوليد ومع الرفيق تيمور بكل عطاء، وبكل اصرار، وايمان وائتمان من اجل مواطن حر ووطن حر وشعب سعيد”.