استهل مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد زيارته في لبنان بلقاء خاص ومميز مع “القوات اللبنانية” (وزراء القوات ومسؤولي ملف العلاقة الأميركية) بحضور السفيرين البريطاني والأميركي.
فقد درج المسؤولون الأميركيون، وخصوصا مسؤولي وزارة الخارجية، أن يستهلوا زياراتهم بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ولكن هذا “التقليد” يجري خرقه الآن، ليس فقط لأن جنبلاط لم يعد في الموقع السياسي المؤثر على مجريات الوضع وعلى المعادلة السياسية، وإنما لأن القوات هي التي تقدمت الى دور سياسي قيادي على مستوى الفريق السياسي الحليف لأميركا، وهي القوة المسيحية واللبنانية الأبرز التي تتماهى مع السياسة الأميركية في لبنان وتحافظ على تحالف مع واشنطن الى درجة أنها القوة السياسية الوحيدة التي لا علاقات لها مع روسيا ولا زيارات.
وكان من اللافت أن يبدأ ساترفيلد زيارته بلقاء مع القوات اللبنانية، ليس فقط للتعرف الى وزراء القوات الجدد، وإنما للقول من خلال هذا اللقاء ان الولايات المتحدة تنظر الى القوات كونها قوة أساسية في لبنان في تأمين التوازن الوطني المطلوب، وتشكيل الضمانة على المستوى السيادي داخل الحكومة، إضافة الى أنها تشكل قوة إصلاحية أساسية يمكن الاتكاء عليها لأجل بناء دولة حديثة في مرحلة عنوانها إعادة بناء الدولة اللبنانية.
ولذلك، كان حرص من ساترفيلد على لقاء وزراء القوات للاطلاع على المشاريع التي تفكر فيها والتحديات الاقتصادية، وكيفية مقاربتها لسياسة النأي بالنفس الإقليمية ولملف النازحين السوريين.