خبر

الصايغ: الاوضاع الخارجية لا تشجّع على التشكيل

 

أشار عضو كتلة اللّقاء الديموقراطي النائب فيصل الصايغ الى أن “الوضع الإقتصادي والتهديدات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية وعبر بناء الجدار وعبر الخروق المتكررة للقرار الدولي 1701، كلّها تشكّل عناصر ضغط للإستعجال في تشكيل الحكومة”.

ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “مقابل هذا المشهد، نرى الصورة الإقليمية – الدولية التي تنتظر قمة وارسو لمواجهة إيران، بالإضافة الى الصراع حول عودة أو عدم عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، ومطالبة دمشق بوضع حدّ لإيران لديها، وهو ما يؤشّر الى أن الوضع الإقليمي والدولي هو في مرحلة إنتقالية يرجّح تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية. فإذا كان سيظهر ميزان قوى جديد خلال الأشهر القليلة القادمة، في أي اتّجاه كان، فإن معظم القوى المؤثّرة في لبنان يظهر أن لا مصلحة لديها بتسهيل تشكيل الحكومة في الظرف الراهن. وهي تريد انتظار ميزان القوى الجديد، للذهاب نحو تشكيل الحكومة على اساسه في ما بعد”.

وأضاف الصايغ: “الوضع الإقليمي والدولي لا يبدو مشجّعاً بصراحة لتشكيل حكومة لبنانية حالياً، فيما الأوضاع المحلية تستوجب ذلك، فأي عامل يتغلّب على الآخر؟ قد لا يكون التفاؤل سيد الموقف، رغم الجو التفاؤلي نسبياً السائد حالياً في البلد حول إمكانية تشكيل حكومة. ويظهر أن كلّ طرف يقوم بعملية تجيير هذا التفاؤل نحو الطرف الآخر. ولا يُمكن المضي بالنفحة التفاؤلية لأن مسألة الثلث المعطل لا حلول واضحة لها بعد الى الآن، بالإضافة الى أن تموضع وزير النواب السنّة الستّة غير واضح أيضاً. كما يتوجّب التواضع في مسألة الحقائب من قِبَل الجميع”.

وتابع الصايغ، “المرحلة الإنتقالية التي نمرّ بها إقليمياً ودولياً متشنّجة حيال إيران، والكلّ يشترط إخراجها من سوريا، وبالتالي لا يُمكن الإفتراض بأنها ستُريح الملف الحكومي في لبنان، أو أنها ستُريح الولايات المتحدة أو السعودية؟ وبالتالي، فإن كل القوى الإقليمية والدولية الأساسية التي لها امتدادات أو انعكاسات في لبنان، لا مصلحة لديها حالياً بحسم الملف الحكومي في لبنان”.

وقال الصايغ، “تُظهر الوقائع كلّها أننا في مرحلة انتقالية وليس في مرحلة حسم. هي مرحلة انتظار، ريثما تتظهّر تفاصيل التسوية في سوريا، ولو في شكل شبه نهائي”.

ورداً على سؤال حول أن “تسوية 2016” في لبنان باتت تحت وطأة تغييرات محتّمة بعد مدّة لكي تتمكّن من مواكبة المتغيّرات التي حصلت في المنطقة والعالم بعد عامين على المضيّ بها، أجاب الصايغ: “تسوية 2016″ في لبنان ستكون تحت المجهر والمناقشة طبعاً، انطلاقاً من هذا المشهد كلّه”.

وتابع:”شائعات كثيرة نسمع بها، وبعيدة التصوّر حالياً، ولكن قد نجد بعد فترة أن بعضها ليس مغلوطاً تماماً. فالأشهر الثلاثة القادمة تشكل مرحلة إنتقالية تزخر بحركة قوية على مستوى التوازنات الإقليمية والدولية، ويتمّ الحديث حالياً عن أن العدو الإسرائيلي سيعلن عن “صفقة القرن” في نيسان القادم. وهو ما يطرح علامات إستفهام كثيرة حول أمور عدّة حالياً”.

وعن الصيغة “التجديدية” الضرورية لـ “تسوية 2016″، قال الصايغ: “لدينا مشكلة نظام في لبنان، فيما تدير البلد الأعراف والتفاهمات، بينما صار الدستور مجرد وجهة نظر، والقوانين تطبّق مزاجياً. وبالتالي، فإن الحل يكمن بإعادة إحياء اتفاق “الطائف” بشكل جدّي، والخروج من اللّغة المذهبية والطائفية. وهذا يستوجب أن تعود كل التفاهمات الثنائية والثلاثية والتسويات لتصبّ مجدداً تحت سقف “الطائف”.