خبر

تهديد بري رسالة إلى عهد عون

لفتت صحيفة “الراي الكويتية” الى أن فيما انكفأ عنوان الأزمة الحكومية الى المقاعد الخلفية بعد استعصاء معركة “الثلث المعطّل” بين فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله والتي تزداد المخاوف من أن تكون واحدة من معارك هزّ النظام، تبدي أوساطٌ سياسية الخشية من أن تكون اندفاعة الثنائي الشيعي رئيس البرلمان نبيه بري والحزب على خط الضغط المتدحرج لمنْع حضور الوفد الليبي الى القمة التنموية بعدما كان بري دعا الى إرجائها على خلفية عدم دعوة سورية إليها، في سياقٍ مكمّل للصراع على الحكومة وبمثابة رسالةٍ إلى عهد عون حول الأمر لمَن في الحُكم وتوازناته.

وغداة التكامل الذي ارتسم بين المرجعيتين الدينية والسياسية للمكوّن الشيعي في رفْض حضور الوفد الليبي على خلفية عدم تعاون طرابلس الغرب مع التحقيقات لجلاء مصير الإمام موسى الصدر والتلويح بالتحرك في الشارع لفرْض هذا الأمر، لم يكن عابراً ذهاب بري الى حدّ المجاهرة بأنه مستعدّ في سياق موقفه الحاسم بعدم السماح بمشاركة ليبيا في القمة الى أن “أقوم بـ6 شباط سياسية وغير سياسية، فلا يجربوننا”، وذلك في إشارةٍ الى انتفاضة 6 شباط 1984 التي قادَها رئيس حركة أمل وشارك فيها أطراف آخرون ضدّ حكم الرئيس أمين الجميل والتي مهّدت لإسقاط اتفاق 17 أيار 1983 مع اسرائيل.

على وقع الأسئلة الصعبة حول أفق انفجار القلوب المليانة بين عون وبري وبمؤازرة من حزب الله وتداعيات ذلك على مجمل الواقع السياسي، فإن القمة التنموية التي عاود الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي من بيروت تأكيد أنها ستُعقد في موعدها (نهاية الأسبوع) معلناً ان “الجامعة ليس لديها خطط لمناقشة دعوة سورية إلى قمة تونس، خلال قمة بيروت والتي لم تدع إليها دمشق أيضاً”، بدت مصابةً بندوب حتى قبل التئامها بفعل تحوُّلها عامل انقسام داخلي، وسط ترجيحاتٍ بأن مستوى مشاركة القسم الأكبر من الوفود لن يكون على مستوى رئاسي، وخصوصاً في ضوء استحضار الشارع كأحد أدوات إحباط مشاركة ليبيا انطلاقاً حتى من مطار بيروت.

ومع تَحوُّل لغم ليبيا معركةَ لي أذرع بين عون وبري، لم تستبعد أوساط واسعة الاطلاع أن تجري محاولات لتأمين مَخْرج يحفظ ماء وجه الرئيسين عبر تولّي دولة ثالثة إقناع الجانب الليبي طوعاً بالاعتذار عن عدم الحضور الى بيروت، تجنُّباً لمزيد من الانقسام اللبناني وصوناً لأمن القمة والمشارِكين فيها.

إقرأ أيضاً: بري تلقى رسالة شديدة اللهجة من دمشق