إفتتحت لجنة جبران الوطنية وجمعية فرصة للحياة مكتبة جبران جبران خليل جبران التي أعيد تأهيلها في إطار المشروع الممول من البرنامج الوطني للتطوع المنبثق عن وزارة الشؤون الإجتماعية وذلك في إحتفال أقيم في قاعة يوسف السيدة في بنايات جبران – بشري بحضور زاهي الهيبة ممثلاً وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي، النائب جوزيف إسحق، المختار فادي الشدياق ممثلاً النائب ستريدا جعجع، نائب رئيس بلدية بشري يوسف الفخري، يوسف فضول ممثلاً رئيس بلدية بزعون رامي بو فراعة، رئيس لجنة جبران الوطنية جوزيف فنيانوس، رئيس لجنة أصدقاء غابة الأرز أنطوان جبرائيل، حنا طوق ممثلاً النائب السابق جبران طوق، جوزيف جبور ممثلاً الشيخ روي عيسى الخوري، النقيب طوني شمعون، مدير مستشفى بشري الحكومي الدكتور يوسف طوق، رئيسة جمعية فرصة للحياة ألين طوق، مدراء المدارس، المتطوعين في تأهيل المكتبة وحشد من أهالي منطقة بشري.
إستهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني من ثم كانت كلمة للمتطوعين مع ستيف طوق قال: من أول وعينا، كتب لنا أن نكون بشراويين، بشري الغنية بالطبيعة والثقافة والتاريخ والتراث، التي أعطتنا وأغنتنا. حتى شبعت عيوننا من الجمال، وأذاننا من أخبار أهلها الجميلة، وعقولنا إمتلأت ثقافة، أدب وعلم، كيف لا وبشري أعطت جبران خليل جبران والبطريرك أنطون عريضة والمطران فيليب شبيعة مُربي الأجيال والشاعر مالك طوق وغيرهم كتيرين، وقلوبنا طفحت إيماناً، كيف لا وجبالاً حمت البطريركية المارونية على مدى أكتر من خمسة قرون فإنتشرت كنائسنا من عمق الوادي الى أعالي الجبال.
وأضاف: لكن كنا دائماً نحس أن بشري أكبر وبإمكانها أن تعطي أكثر. كأنه لها أجنحة مكسورة بحاجة لأن تطير ولكن دون قدرة. من هنا أتى دورنا لنعطي بشري لكي تنمى جوانحاً، وكان من الطبيعي أنه حين عرض علينا مشروع إعادة تأهيل مكتبة جبران خليل جبران كنا أول مشاركين، نحن وكل رفقائنا المتطوعين. فالتطوع هو شكل من أشكال المحبة، فكل ما أعطت، كبرت، وكل ما إنقسمت، زادت.
وختم: مكتبة جبران خليل جبران التي تعز علينا كتير، عملنا خلال الشهرين لترميمها وإعادة الحياة لها، ولكن المكتبة ليست فقط حيطان وكتب. المكتبة هي فكرة معنوية وملتقى، من هنا أنشأنا نادي ثقافي إخترنا له إسم “سفينة أورفليس” هذا النادي، أو هذه السفينة رفعت مراسها وإنطلقت برحلتها قبل الإفتتاح ووضع خطة عمل لها وستقوم بنشاطات متنوعة داخل وخارج المكتبة ولقاءات ومسابقات وغيرها، فإبقوا عالسمع لأنه ستسمعون عنا الكثير.
أما غوى الفخري فقالت: التطوع من أجل تأهيل مكتبة جبران، كان مشوار من العمر، لم نشارك بتأهيل المكتبة، ولكن إكتشفنا وتعرفنا على أطيب شباب وصبايا بشراويين، فكنا قد نسينا أن هناك محبة قوية تجمعنا، فمحبة بشري جمعتنا. فعندما ترى خمسين متطوع، إختاروا تقضية ليالي وساعات في المكتبة يقومون بأرشفة وتنظيف وصفصت الكتب مقابل حبهم وغيرتهم على بشري وعلى الأجيال من بعدنا. أمام هذه الصورة عاد إلينا الرجاء، فأمام هؤلاء الشباب لا يمكنكم إلا وأن يكبر قلبكم وأن تشعروا كما نحن شعرنا. شعرنا أن الدنيا بألف خير وبشري بألف خير والمستقبل بألف ألف خير.
وأضافت: ولكن من جهة ثانية، المسؤولية أصبحت كبيرة علينا جميعاً، من مجتمع أهلي وجمعيات ولجنة جبران والبلدية، لكي نتمكن من توجيه الشبيبة ليس فقط الى حب بشري، بل لتوجيههم أيضاً الى الثقافة والمعرفة أقوى سلاح سلام لكي تبقى بشري مزدهرة والى تطور يوم بعد يوم على مستوى الحجر ولكن الأهم الأهم، على مستوى البشر، الذين هم إستمرارية تاريخها، مثابرة لحاضرها، وبعضنا البعض من المؤكد أننا سنضمن مستقبلها.
وختمت: نحب بإسم كل متطوع أن نشكر وزارة الشؤون الإجتماعية وجمعية فرصة للحياة الذين كان لهم فضل كبير في هذا المشروع وأود أن أشكر السيدة المميزة ألين طوق، التي لم تفارق الضحكة والإيجابية والحماس وجهها على الفرصة المميزة. التي ستبقى ذكرى في قلوبنا مدى العمر. فشكراً لأنك آمنت فينا وبقدراتنا ووثقتي بنا وسلمتينا أمانة إنشاءالله سنكون على قدرها.
من ثم كانت كلمة لألين طوق قالت فيها: هناك الكتير من الناس تعتقد أن التطوع هو عمل دون مقابل، في وقت فعل “تَطَوَّعَ” بحسب معاجم اللغة العربية يعني “تقدّمَ لعملٍ ما مختاراً” فهذا الخيار إجمالاً نابع عن حبّ وشغف وإيمان. فالشباب والصبايا الذين عملوا في مشروع إعادة فتح مكتبة جبران أعطو من حبّهم ومن إندفاعهم ومن روحهم ومن وقتهم الثمين ومن كفاءاتهم وأهم شيء من إنتمائهم لأرضهم وأيمانهم بوطنهم وهذا الشيء بظلّ الوضع الذي يمر فيه وطننا، لا يقدّر بثمن.
وأضافت: أتوجه الى المعنيين في البلدة: هؤلاء الشباب المتطوعين معنا في هذا المشروع كلهم طاقة وحياة وإبداع وحب وإيمان ولكن إذا ما عملنا شيء لمساعدتهم لن يتمكنوا من الإستمرار لأنهم بحاجة لتأمين مستقبلهم قبل أي شيء ولو للأسف رح سيضطروا لأن يضعوا أحلامهم وشغفهم لأرضهم جانباً.
وأردفت: التطوع بصلب أهداف جمعية فرصة للحياة التي تأسست سنة 2013 بمبادرة مشتركة بين الإعلامية ديامان رحمة والنائب ستريدا جعجع والنائب السابق إيلي كيروز هدفها الأساسي الوقاية من الإنحرافات الإجتماعية لدى الشباب ومع الوقت تطورت الجمعية وفهمنا إن الوقاية الفعالة لا يمكن أن تكون فعلياً إلا من خلال مشروع تربوي تنموي للمنطقة لكي يتمكن الشباب والصبايا أن ينموا في جوّ مريح متوازن وراكز قادرين فيه أن يحققوا ذاتهم. ومن العناصر الأساسية لخلق هذا الجو هو تنمية مهارات الحياة مثل الثقة بالذات والعمل ضمن فريق والقيادة وإدارة المشاعر وأيضاً هناك عنصر أساسي هو إيجاد المعنى للحياة لدى المراهق من هنا أطلقنا برنامج في 10 مدارس في القضاء ومع بعض الجماعات يرتكز على التربية على مهارات الحياة.
وزادت: برهنت دراسات كثيرة سيكولوجية وإجتماعية إن العطاء بحب وشغف لا يعطي فقط معنى للحياة بل له تأثير كبير على الحالة الجسدية والنفسية للإنسان لأنه يفرز هورمونات تعطي الفرح والطمأنينية والراحة وهي مضادة للكآبة والألم وبالتالي خير وقاية للإنحرافات الإجتماعية والعادات غير الصحيّة والإدمان على المواد الخطرة.لكل هذه الأسباب وجدنا أن البرنامج الوطني للتطوع ومشروع إعادة تأهيل المكتبة سيكونوا مشروع بيتوافق 100% مع أهداف فرصة للحياة لأن ذلك يساعد في تطوير مهارات الحياة عند المتطوعين ويعطي معنى لحياتهم من خلال العطاء والإبحار بعالم الفكر والعلم والثقافة. ولكن لم نكن نعرف إنه سيكون من أحلى المشاريع التي قامت فيها الجمعية من خمسة سنوات وحتى الحاضر.
وقالت: نجاح هذا المشروع يعود أولاً لوجود هؤلاء الشباب والصبايا الطيبين. وثانياً للتعاون بين عدة أفرقاء من هنا أريد أن أشكر وزارة الشؤون الإجتماعية على هذا البرنامج المميّز والأستاذ زاهي الهيبة الذي كان أول شخص وجهنا الى هذا البرنامج وأريد أن أشكر كلّ الشباب والصبايا بمكتب البرنامج الوطني للتطوع وأقول لهم ما أحلى أن نجد في وطننا هكذا نوع من الإلتزام والجدّية في العمل، وأريد أن أشكر نواب قضاء بشري ستريدا جعجع والنقيب جوزيف إسحق على دعمهم المستمرّ للجمعية، والشكر للجنة جبران الوطنية على ثقتها فينا والسماح لنا بالعمل في مكتبتها. فهذا العمل أصبح بإستلامكم والسفينة التي تبحر لا يمكنها الرجوع الى الخلف مهما كانت العواصف قوية!
وزادت أريد أن اشكر بلدية بشري ومؤسسة المطران فيليب شبيعا الإجتماعية لتسهيلاتهم اللوجيستية وأريد أن أشكر كلّ الذين ساهموا من قريب ومن بعيد لإنجاح هذا المشروع وخصوصاً مدام رندا الشدياق مديرة مكتبة جامعة الكسليك، جمعية المكتبات اللبنانية، institut francais Tripoli، مديرة مكتبة ال LAU جبيل السيدة ماري تريز متري، والأستاذ ناجي فخوري وشركة BeeEvent، وزملائي في جمعية فرصة للحياة.
وختمت: أريد أن أشكر من كلّ قلبي وبإسم فرصة للحياة هؤلاء الشباب والصبايا الذين تعبوا في هذا المشروع، فركاب سفينة أورفليس الذين علمونا التواضع والحماس والعطاء المجاني وأعادوا لنا الرجاء بهذه البلدة.
بعدها ألقى جوزيف فنيانوس كلمة قال فيها: من جميل الصدف أن يتزامن إعادة إفتتاح مكتبة جبران خليل جبران مع ذكرى ال 135 سنة على ولادة جبران وليس بالصدفة أن يكون جبران حاضراً بالثقافات والحضارات والمجتمعات شرق وغرب. وليس بالصدفة أن تترجم آثاره لكل لغات العالم وأن تتنقل لوحاته في العالم والتي هي الآن في أستراليا بمتحف فكتوريا بمرلبورن.
وأضاف: القضايا الإنسانية الكبرى التي أثارها جبران وعبرت كل الديانات والثقافات والحدود الجغرافية والأعراف والأجناس، عبرت عنها بحماس وجرأة وصدق لجنة جبران الوطنية، فقصة خليل الكافر من كتاب الأرواح المتمردة ستعرض بلبنان والعالم تحت إشراف المخرج البروفسور طلال درجاني وتمثيل الفنان الكبير فادي إبراهيم كما قصة حفار القبور فقد لبننها الشاعر الزجلي من بعلبك علي عبيد.
وأردف: اللبنانيين مختلفين على كل شي ولكن متفقين على أن جبران هو قيمة فنية وفكرية وإنسانية تمثل الفكر الحضاري الحقيقي في هذا الوطن الصغير لبنان. من هنا أعدنا إحياء فتح قسم من مكتبة جبران الوطنية بالتعاون مع جمعية فرصة للحياة مشكورين على جهودهم ومع البرنامج الوطني للتطوع المنبثق عن وزارة الشؤون الإجتماعيّة. الوزارة التي في عهد معالي الوزير بيار بو عاصي أصبحت تشبه حديقة جبران برسالتها الإنسانية التي هي رسالة الحرية والجرأة والشهادة للحق وبذل الذات ومقاومة العين للمخرز والتمرد على الظلم والإستبداد والثورة على كل ما يعيق التطور والـتقدم نحو الحقيقة والجمال، هذه الرسالة التي زرعها معاليه هي رسالة العدالة والتسامح والإنفتاح والضيافة لكل اللبنانيين. وأعلن أن المتطوعين من شباب بشري سيكونون نواة لنادي ثقافي تحت اسم سفينة اورفيليس.
وتوجه الى الشباب بالقول: “كم نحن بحاجة لإعادة بناء ما تهدم في قلوبنا ونفوسنا وكم نحن بحاجة الى إعادة تأهيل عبر التربية على القيم الأخلاقية والإنسانية التي يحفل بها أدب جبران، قيم المحبة التي لا تملك شيء “ولا تريد أن يملكها أحد” قيم العطاء المجّاني كما يعطي الريحان عبيره العطر. قيم العدالة والحرية والشهادة للحق “عليّ أن أقول الحق رضي الناس أم غضبوا”. قيم السلام في هذا الزمان المليء بالحقد. قيم التسامح وقبول الآخر هذه القيم تتحقق بإذن الله بمجتمعنا لمواجهة التطرف والشهوات والإلغاء.
وختم: مثلما وعدناكم كلجنة جبران نحن بصدد طرح مشروع ثقافي على مستوى المنطقة يتضمن مسابقة من أدب جبران وفنه يكون تحت عنوان: “جبران، رسالة لبنان إلى العالم”. نعم لبنان هو أكبر من وطن هو رسالة في هذا الشرق وفي العالم وجبران مبدع هذه الرسالة التي تحمل عطر التراب والملونة بسحر الأودية والفصول ومكللة بالأرز والسنديان. فالمكتبة لن تكون حيطان وكتب ستكون ملتقى ثقافي للطلاب ليدرسوا ويحضروا مواضيع ثقافية على مدار السنة وستكون تكون صرح ثقافي تربوي وفنّي بهذه المنطقة.
ممثل وزير الشؤون الإجتماعية زاهي الهيبي قال: أنا سعيد وفخور جداً بأننا نلتقي لنفتتح قسم كبير من مكتبة جبران الوطنية التي أعيد تأهيلها من قبل المشروع الوطني للتطوع المنفذ من وزارة الشؤون الإجتماعية مع جمعية فرصة للحياة ولجنة جبران الوطنية وبتمويل من البنك الدولي، فإن أهمية حدث اليوم يتخطى إعادة تأهيل مكتبة أو تصفيف بعض الكتب أو إعادة إحيائها، يتخطاها لأن ذلك يعطي معنى لتطوعهم والتزامهم بقضية كبيرة وعميقة التي هي الحفاظ على إرث جبران خليل جبران، هذا الإرث الموجود في كل شخص فينا اليوم وليس فقط فينا كلبنانيين وأبناء بشري بل موجود بكل إنسان في العالم، فكل إنسان في العالم فيه شيء من جبران وأنتم تعلمون الى أين وصل جبران من خلال فكره وكتاباته.
وأضاف: المتطوعون ولجنة جبران أحبوا الحفاظ على إرث جبران عبر إعطاء المكتبة حلة جديدة التي نراها اليوم، فأهمية المشروع أن كل شخص من المتطوعين إلتزم على مدار من ستين ساعة أن يعطي من وقته الخاص ومن جهده على حساب أمور خاصة، فأعطاهم لقضية وطنية، ثقافية وإجتماعية، وهذا الذي يعطي معنا كامل لإنسانيتنا وإنسانية المتطوعين ولطاقاتهم الشبابية.
وتوجه الى المتطوعين بالقول: أريد أن تتذكروا أمرين أساسيين، المعنى للعمل والإلتزام بالقضية التي تقومون بها، فممنوع أن نتحول الى أشخاص نأكل ونشرب ونعمل فقط، فيجب أن نكون جزء من المجتمع، فيجب ان نتماهى مع مشاكله، مع حاجاته الاجتماعية، السياسية الثقافية والوطنية لأننا المستقبل وهذا المجتمع بدونكم لا يمكنه أن يتطور وان يتقدم الى الأمام، وهذا ما رأيته من خلال تواصلي مع الجمعية وبكل شخص فيكم، فكنتم تعرفون قيمة ما تقومون به فهذا الشيء يكبّر القلب.
وزاد: نحن في وزارة الشؤون الإجتماعية على تماس كل يوم مع قضايا المجتمع ومع الأشخاص الذين يعانون صعوبات والذين يمرون بظروف يكونون فيها بحاجة الى الدعم، فوقوفنا الى جانب بَعضُنَا البعض يعطي معنا كامل لوطنيتها وإنسانيتنا، فالمجتمعات التي تتقدم هي المجتمعات التي تضع الإنسان بصلب عملها، فنحن اليوم بحاجة لرفع شأن الإنسان وإعلاء شأن الثقافة في قلب عملنا اليومي ونحن بحاجة الى أن نتعاون ونتكاتف من أجل النهوض بالمجتمع.
وختم بقول لجبران: أنت أعمى وأنا أصم أبكم، إذن ضع يدك في يدي فيدرك أحدنا الآخر، فنحن بحاجة كلنا لأن نضع يدنا بأيدي بَعضُنَا البعض، وهذا الذي عمل بين وزارة الشؤون والبرنامج الوطني ولجنة جبران الوطنية وفرصة للحياة والمتطوعين وبمساعدة البلدية وكل المجتمع الأهلي فهذا الذي يعلي شأن المجتمع والقيم الإنسانية في مجتمعاتنا ووطننا.
وفِي نهاية الإحتفال كانت جولة للحضور في أروقة المكتبة من ثم كان غداء بالمناسبة.